مقال برسم النشر… تقنين أم رقابة

خليل كالو

الأخ إبراهيم اليوسف نيابة عن أصحاب رؤى ما ورد فيما كتب تحت عنوان في مقال أسماء مستعارة وأسماء معارة  نشر على موقع  welate me وليس بصفته الشخصية  ونحن أيضاً  نيابة عن أصحاب رؤية أخرى متفقة معه من حيث المبدأ مع اختلاف في بعض المسائل والتفاصيل وبنية صافية كصفاء اللبن وحلاوة العسل ملؤها المحبة والأخوة لا أكثر ولا اقل .كل ما نريده يا أخوة أن نعيش الغد بشكل أفضل لا أن يكون شبيهاً باليوم أو بالبارحة أبداً و يا أستاذنا القدير إبراهيم اليوسف تأكد أنك موضع تقدير واحترام ولك بال في الثقافة الكردية والعربية وربما في غيرها فإنك تكتب كما تعتقد وتؤمن به وتعبر كما تشاء و الآخرين مثلك وعلينا جميعاً أن لا نتعامل مع الآخر بثقافة التفرد وإجباره على العمل ضمن سياسة قوالب مسبقة الصنع ورسم مسارات التفكير بتقنين وبالبطاقة التموينية وأن ـ هذا مواطن وهذا أجنبي وآخر مكتوم ـ  كما يفعله الآخر فهو إجراء غير عملي و غير منتج يحبط النفوس

 لندع الناس تعبر عن رأيها كما تشاء بشرط قول الحقيقة أياً كانت طبيعتها ورسم منهج تفكير مستقبلي والخروج من دائرة  سيطرة الصنم والابتعاد عن التشهير والقذف والتلفيق والشخصانية وأما ثقافة قدسية الطوطم قد شبع منه الكرد هواء وزادهم احتقاراً ولعنة فقد حان الوقت لها أن تولى فلا تصالح ومهادنة مع من يريد أن يعيش الناس تحت الوصاية كما الماضي وليس هناك استعداد الرجوع إلى الزمن الأغبر الذي لم نجن منه سوى الخيبة ومزيداً من الإنكار والتعسف فزدنا من جبنا بدل التخلص منه.

 ما تطرقت إليه في مقالك حول ظاهرة الأسماء المستعارة والمعارة والمقالات الرديئة التي ليس لها هدف وقضية نحن معك على ما لانهاية فنصف الكلام الوارد صحيح ونصف الآخر يحتاج إلى مناقشة مستفيضة وتروي وطول البال والبحث عن أسبابها النفسية والسياسة والثقافية والفكرية الداعية إلى ذلك فهي نتاج عملية مركبة ومعقدة من ميراث السنوات الماضية من العمل السياسي والثقافي والتوجه الفكري غير المنتج والسيئ فقد تولد لدى الكل وخاصة الفئة المثقفة وكاتب المقالة تفكيرا أن جهودهم  قد سلب وأن الكتابة على أسس ومعايير قديمة خيانة وإهانة للذات لذا وجد البعض أن فكرة الارتداد والهجران من الواقع ورفضه بكل سيئاته أمر لا بد منه وإلا لن يحصل التغيير والتقدم كما ينبغي وخاصة عما بدر ويتبادر ممن يعتقد أنهم مسئولين بالدرجة الأولى فيما أصاب جسم الجماعة من ترهل وشلل ومتهمين إياهم بالتلاعب بقيم وثوابت الناس القومية والوطنية وجوهر القضية التي عمل من أجلها الآلاف من المخلصين طوال سنين ولاحقوا المرارة والعوز والحرمان والآن قد تبعثرت الجهود والحقوق أمام أعينهم وضاعت الفرص وراحت أدراج رياح الأمزجة والرؤى الارتجالية بدون أدنى إحساس بالمسؤولية أو صدق وأمانة حتى بات الشارع الكردي لا يود حتى سماع أسماء الكثيرين من هؤلاء الذين خانوا الأمانة التي كانت في عهدتهم الآن اخرجوا إلى الشارع فلن تجدوا من يستمع إليكم من أحد أو راض عما هو قائم وموجود و غير مستعد على الإطلاق أن يعيش مرة أخرى تحت وصاية  أي كائن من كان  فكيف يكون إلزام المثقف والقلم بما لا يعتقد ولا يؤمن به فأنت سيد العارفين أن المثقف الحقيقي هو من يقول لا دائماً بوجه النهاز والأفاق والخطأ والانحراف كونه يمثل ضمير الناس بالدرجة الأولى ولسان حال الحق ولا نعتقد من يحترم نفسه قليلاً قبول المساومة على ما جرى ويجري من فعل شنيع بحق التاريخ والشعب وما قبول شروط المنقود إلا تسليم واستسلام  فلا وصاية على القلم والفكر إلا من قبل الحق والحقوق الضائعة والضمير وإرادة المظلومين  والبؤساء لأن الرسالة الحقيقية للفكر والثقافة هو النقد والبلاغ والبيان وقول الحقيقية لا المناورة والتستر عليها وإرضاء هذا ومراعاة شعور ذاك وأفضل الأساليب للخروج من هذه الظاهرة إذا جاز التعبير هو كف المنقود عن سلوكه وأفكاره وتصحيح مساره حيال الجماعة لا أكثر ولا أقل  وستنتهي المشكلة القائمة كما أشرت إليه أما أن تكون هناك حقيقة عارية وتخبط والتلاعب بمشاعر ومصائر الناس على طريقة السلف من زمن العهد الإقطاعي والعشائري وكما يفرضه الأنظمة الحاكمة والمستبدة أيضاً على الشعب الكردي فهذا ما لا يرضاه أحد على نفسه أساساً ما دامت هناك قضية غير محلولة وواقع يكون الإنسان فيه مداس ومهان في كرامته وما دام هناك شعور عام يراود الوجدان بأن  تقصيراً في أداء رسالة تجاه التاريخ قد حصل وأيضاً حيال ما هو مرتبط بالقضايا المصيرية للوجود.


ونريد أن نلفت الانتباه إلى مسألة مرة أخرى وهو جزم وليس باعتقاد وهذا ما يفيدنا به الواقع اليومي المعاش أن شعار قد رفع من قبل الجيل الجديد بينه وبين نفسه بأن لا وثنية بعد اليوم ولن يحترم أي كائن من كان ما لم يلتزم حدود اللباقة والأدب تجاه الهوية الثقافية والحقوق القومية أو تجاوز مسالة الحقوق والتصرف بها بشكل ارتجالي بعيداً عن معرفة الناس ورغباتهم .
 كما قام الأستاذ العزيز إبراهيم بلفت الانتباه أو رفع توصية أو الحث على تهميش هذه الفئة من المثقفين وعدم نشر مقالاتهم في المواقع الحالية كتهديد وابتزاز والتسليم برأي قد يكون لكلامه من تأثير على أصحاب الشأن فنحن لا ندري نيته الحقيقية ولكن يشبه هذا المنطق سلوك المستبد الحاكم ومن في يده السلطة والتنفيذ يهدد ويوعد وإلى أي حد يكون هذا التفكير بعيداً من ثقافة الانتقام والتأديب التي تستخدم ضد كلمة الحق والصوت المقهور الأنظمة الحاكمة على كردستان  ألا يشكل هذا التوجه ظاهرة غير صحية ودعوة في غير محله لبناء عملية تنمية الفكر الحداثي والجدلي وخاصة في عصر فلتنة المفاهيم وأزمة الأخلاق العامة ولا نعتقد أن أحد سوف يعير الانتباه إلى مثل هذه الآراء والالتزام بها سوى إثارة المزيد من الجدل وردود الأفعال كونها تذكرنا بثقافة الحرس القديم فدعوة عدم نشر هذا المقال في موقع ما أو الحجب و صد الأبواب من ذاك ضد فلان فهو إجراء إيديولوجي تشبه ثقافة الزعيم والصنم ولا نعتقد أن أحداً يستطيع كتم صوت أي احد وخاصة في زمن ثورة الأعلام إلا إذا كان هذا الموقع الاليكتروني ذات خصوصية فهناك ألف جهة وجهة سوف تنشره ولا نعتقد موقعا ذات صفة متمايزة وتلبس الزي الكردي تقبل نفسه أن تكون طبيعة المقالات المنشورة عنده لا هدف لها سوى إبراز الكاتب أو الحديث عن أحوال بعيدة عن آلام الكرد ونقل الأخبار فهناك وسائل خبرية عملاقة في العالم تنشر الأخبار على مدار الساعة ولنعلم جميعاً أن الواقع الثقافي والإعلامي والفكري غير محتكر من قبل أحد ولا تستطيع حتى القوى الجبارة من احتكاره وفعل ذلك لأن الثورة التقنية المجنونة باتت في متناول الجميع وبدون ثمن .

أما مسالة أن هناك من دخل باب الإعلام والصحافة والكتابة كدخلاء ربما كان هذا كلام ثقيل قد يتعرض صاحبه على نقد لاذع في المستقبل القريب وحينها يتحمل هو وزر ما قيل.

هذا المنطق غير محبب ولا ندعو لذلك فلن يقف الزمن بين أرجلنا فسوف يأتي من بعدنا الكثير من شباب الكرد أكثر قدرة على التعبير وذكاء وإبداعا ومسؤولية منا جميعاً حيث لهم المستقبل المشرق  فالحرية وحقوق النشر والتعبير حق من حقوق الإنسان كما تؤكدها منظمتكم الموقرة المدافعة عن حقوق الإنسان ولا نعتقد أن هذه الحقوق مقتصرة على الأكل والشرب والسكن الصحي والسماع وكم الأفواه كما تدعو إليها الأنظمة الحاكمة على كردستان وللعلم أن كل هؤلاء الذين يكتبون هم أصحاب شهادات عليا ولهم بال طويل في السياسة الكردية والبعض منهم خاض النضال المرير والمستميت في ذرى وشعاب كردستان ولسنوات وهم وطنيون بكدهم وعرق جبينهم ومن عائلات وطنية ذات الطراز الرفيع ولا يحتاجون إلى من يعطيهم حسن السلوك فقد نالوها برهن دمائهم ومن عدالة قضيتهم وعندما يجر القلم يكتب من تلقاء ذاته دون تفكير وجهد كبير بسبب معاناة صاحبه وقهره وما من أحد لو من صاحبه تغير اتجاه الريشة بالمنحى الذي يسير فيه فإن القلم يأبى قد تعود هكذا بين يدي صاحبه على كتابة قول الحقيقة عملاً وفعلاً سواء كانت هذه الحقيقة حلوة أو مرة و صار بين الاثنين من الثقة ما لا يخاف عليه.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…