نافثو السموم في الخفايا..؟! ظاهرة الأسماء المستعارة – نموذجاً *

حسين أحمد

لقد باتت ظاهرة الكتابة بالأسماء المستعارة (الزائفة) في هذه الأيام وسيلة سهلة للإساءة وتجريح الآخرين قصدا, بل تشويهاً متعمداً بحق الأقلام الجميلة والهادفة , وبالتالي إرباكاً موجهاً للإعلام الكردي المنضبط والملتزم في أسمى غاياته, وخاصة أننا بدأنا نتلمسها في صحافتنا الانترنيتية الكردية بشقيها العربي والكردي على حد سواء , فهي تعمل خفية بيراعها وأفكارها لتحطيم هذا التراث الجميل والأدب الرفيع هادفةً من ورائها إلى التشويه والإساءة إلى الثقافة الكردية (لغرض في نفس يعقوب) وانطلاقا منها لانتهاك حرمة الكتابة وقدسية الكلمة وأيضا للنيل من شرف المهنة (الإعلامية) لمشهدنا الثقافي برمته ماضية بأساليب منهجية وأفكار مضرة تستدعي من الكتاب ومحرري الصحف والمجلات الكردية (المطبوعة و الالكترونية)
جميعاً الانتباه والحذر لهذه الحالة المرضية بجدية تامة وإيجاد حلول موضوعية وجذرية لهذه المشكلة ودوافعها التي تكمن وراءها ومن خلفها ضمائر ميتة غير مكشوفة (مأجورة) وحتماً تعمل بإرشادات من قبل جهات مناهضة للكرد تريد إثارة التفاهات أشكالا وألوانا, وإحداث الفتنة والبلبلة في صحافتنا الكردية وأيضا الإساءة إلى الأدباء, والسياسيين ,وقادة الأحزاب الكردية بكلّ رموزها .وكلنا يدرك مدى قدرة الإعلام المقروء والمسموع, وتأثيره على النفوس, فيسعون من خلال هذه الأسماء التسلل إلى بعض المواقع في النفوس عبر (password) امني للتأثير فيها, وتقليب الحقائق رأساً على عقب من خلال قوانينها (الساكسونية) في التعامل مع الكتاب والمثقفين.

فان عجزت عن ذلك استعملت أساليب التشويه والكذب والدجل العلني ,وان هؤلاء الذين يتسمون بهذه الأسماء محترفين تماماً للقيام بهذه المهمة ، يستخدمون طرقاً كثيرة لشد القراء مثل: استخدام العناوين الملفتة للنظر والمشوقة للقراءة بذكاء تام .ونلاحظ أن أصحاب هذه الأسماء  تبث سمومها ثم تتوارى عن الأنظار تحت ستار أسمائها وعناوينها المستعارة (الكردية) دون الإياب إلى نفس الاسم ومن ثم تختفي عن المشهد الثقافي الكردي كليا لفترة من الزمن لتجد مساحة أخرى تظهر فيها وباسم آخر, حتىّ أن بعض هذه الشخصيات ربما تستخدم في الأيام المقبلة لنفسها أسماء أدوية ومستحضرات طبية عوضاً عن أسمائها الحقيقية كـ(microgynon) تارة من ورائهاً أثاراً سلبية داخل المشهد الثقافي الكردي العام.

.لذلك نحاول إيجاد الحلول الناجعة لهذه الآفة الخطيرة, والجرثومة الممرضة التي باتت تطفو هنا وهناك وتجاهد من ناحيتها إلى تحوير مسار اللوحة الثقافية الكوردية الطبيعية .

ولا ادعي مطلقاً في هذه السطور أن كل من استعار اسماً غير أسمه الحقيقي يهدف من ورائه تشويه الحقائق, (في الغرب يمكن للكاتب أو الشاعر أو السياسي أن يكتب وبشكل دائم تحت أسماء مستعارة (nick name ) لها وقعها الخاص على نفسية الكاتب وشاعريته), فكلنا ندرك أن هناك أسباباً ضرورية أحيانا تدعو إلى ذلك لسبب أو آخر لا يخفى على احد فهناك أسماء مناضلة تدافع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للمظلومين بكلّ ما أوتيت من قوةّ وعلم وهي حين تلجأ إلى الاستعارة فكما قلنا لا سباب سياسية ولعدم وجود حرية التعبير وفقدان الديمقراطية وممارسة الدكتاتورية سياساتها المستمرة .فمثل هذه الأسماء جديرة بالاحترام والتقدير والمحبة, ومشكورة على سعيها النضالي في حق الشعوب المضطهدة إظهارا للحق وبياناً للباطل والوقوف في وجه المبطلين والظالمين ومن أمثال هؤلاء الكاتب: (كوني سبي) الذي ظهرت كتاباته الجريئة في أحداث 12 من آذار (القامشلوكي) .ولاشك أن هناك أسماء كثيرة قديمة استعملت هذا النهج وقدمت خدمة جليلة للثقافة الوطنية بكل معنى الكلمة وأصبحت أسماؤها عبر التاريخ ذا معنى و تراثا وطنياً ومنهجاً تقتدى بها الأجيال القادمة .وعلى سبيل الذكر :
1- الكاتب والسياسي : هركول أزيزي (جلادت بدرخان)
2-الشاعر والسياسي :جكرخوين     (ملا شيخموس هساري)
3-الشاعر : دلدار                       (يونس رؤوف)
4- الشاعر : سيداي تيريز            ( ملا نايف حسو)
6- الشاعر : سيداي كلش             (حسين محمد حسين)
7-الشاعرة : ديا جوان                (صباح محمد)
8-الشاعر : بيبهار                     ( يوسف برازي)
9- الفنان :  فقيه تيران                (نظام الدين ارج)
مع احترامي وتقديري للأقلام الكردية الجادة سواء أكانت حقيقية أم مستعارة مادامت تغني اللوحة الثقافية والإعلامية .

ومن اجل مصلحة قضيتنا الكردية.

مكرر الرجاء –  في آخر هذا النداء –  أن ترتفع صحافتنا إلى مصاف الصحافة العالمية بصدقها وموضوعيتها ، لا ان تنحدر بمستواها إلى حضيض بالنشر لبعض الأسماء المستعارة التي لا تخدم القضية الكردية مطلقاً, سوى الإساءة إلى الآخرين ..

وهي مسؤولية القائمين على الصحافة الكردية سواء المطبوعة أو الالكترونية .
 ملاحظة : كنت ارغب في وضع جدول بأسماء بعض الأسماء المستعارة التي اقر بها أصحابها في كتاباتهم , لكنني عزفت عن هذه الفكرة , لأسباب خاصة بي, على أن أقوم بذلك مستقبلا , إذا وجدت الفرصة السانحة.

أن شاء الله.


——–
* عن جريدة صوت الأكراد الجريدة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي) العدد (417)

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس الزيارة المفاجئة التي قام بها أحمد الشرع، رئيس الحكومة السورية الانتقالية، إلى إسطنبول، لم تكن مجرد جولة مجاملة أو لقاء بروتوكولي، بل بدت أقرب إلى استدعاءٍ عاجل لتسلُّم التعليمات. ففي مدينة لم تعد تمثّل مجرد ثقلٍ إقليمي، بل باتت ممرًا جيوسياسيًا للرسائل الأميركية، ومحورًا لتشكيل الخارطة السورية الجديدة، كان الحضور أشبه بجلوس على طاولة مغلقة،…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا الإسلامي، لا شيء يُوحِّدنا كما تفعل الخلافات، فبينما تفشل جهود الوحدة السياسية والاقتصادية، نثبت مرارا وتكرارا أننا نستطيع الاختلاف حتى على المسائل التي يُفترض أن تكون بديهية، وآخر حلقات هذا المسلسل الممتد منذ قرون كان “لغز” عيد الفطر المبارك لهذا العام، أو كما يحلو للبعض تسميته: “حرب الأهلة الكبرى”. فبعد أن أعلن ديوان الوقف…

قدم الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، السبت، تشكيلة الحكومة الجديدة، والتي تكونت من 22 وزيراً. وقال الشرع في كلمته خلال مراسم الإعلان عن الحكومة في قصر الشعب: “نشهد ميلاد مرحلة جديدة في مسيرتنا الوطنية، وتشكيل حكومة جديدة اليوم هو إعلان لإرادتنا المشتركة في بناء دولة جديدة.” وجاءت التشكيلة الوزارية على الشكل التالي: وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني وزير…

نظام مير محمدي* في الغالب، فإن النظام الإيراني يبدو في حالة لا تمکنه من أن يصر على إن أوضاعه على ما يرام وإن ما حدث خلال العامين الماضيين الى جانب ما يحدث له حاليا على الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية، لم يٶثر عليه سلبا، ذلك إن الامر قد تعدى وتجاوز ذلك بکثير ولاسيما بعد أن تناقلت…