بصدد تعليقي على مشروع السيد صلاح بدر الدين المطروح على الشارع السياسي الكوردي في سوريا ، ويبدو أن ما ورد في ذلك المقال من حقائق ومصارحات أثار حفيظة بعض كتبة الأحزاب السُباتيين الذين لا يملكون سوى رمي الاتهامات جزافاً على كل من يخالفهم الرأي ، مما دفعني الأمر إلى التعليق على الرد الذي ورد في أحدى المقالات المنشورة مؤخراً بعنوان (رد – على ردود المثقفين والكتاب والأحزاب الكردية في سوريا )
مما يثبت لنا مراراً أن هذه الحفنة من كتبة السُباتيين هي تسببت في خلق جزء كبير من إشكاليات المعيقة لتطوير أداء التنظيمات ..
فهذه السلة من الأقلام الكلاسيكية تصادر حرية الرأي والحقيقة مما يؤكد لنا ثانية أنهم أي هذه الأقلام يطوفون حول حلقات حزبية ضيقة لا يستطيعون الخروج عن عاداتها وتقاليدها والنظر من حولها إلى التغييرات التي أوجدها حرية الرأي والطرح .
ومن الطبيعي أن يتحول عرّابي التنظيمات الكوردية في سوريا إلى أجساد هرمة غير قادرة على التحرك في جميع المجالات وأعظمها حصر ذاتها بعيداً عن الموضوعية والفكر ، وأذهانهم غير قابل للتطور نحو رفع مستوى النضال الديمقراطي السلمي إلى مكانتها المطلوبة سواء (بالعمل التنظيمي الحزبي أو بالنضال الإعلامي) ، فهذه الطبقة من الكتبة والمصنفين في خانة (طبالي التنظيمات السُباتية) ساهمت بشكل أو بآخر في تكريس الفرقة والشتات بين جميع الأطراف الحركة ، وذلك بسبب قيادتهم دفة المديح للشخصيات الغير مؤهلة أصلاً لتمثيل الشارع الكوردي في المحافل والميادين ، ومن وراء إعلانات عرّابي التنظيمات السُباتية مازل شارعنا السياسي غير قادر على قيادة الجماهير نحو نضالات عملية قادرة على مواجهة القدر الكبير من المظاليم التي يتعرض لها شارعنا الكوردي جراء المشاريع العنصرية التي زادت وتيرتها بسبب عدم وجود رادع سلمي حقيقي يقف في مواجهتها ، ومن العادة أن يشاطر ويتسابق ويتفنن عّرابي تنظيماتنا الكلاسيكية في الرد بالمقالات السريعة كالبرق والزهق والهمجية والعشوائية في طبيعتها الكتابية والمبنية على مغالطات واتهامات يصعب ورودها هنا ، وكأن هذه النخبة أي (كتبة التنظيمات السُباتية) الذين يتفننون كتابة الوصفات الحزبية التقليدية ..
يخافون من أقلام الكتاب والمثقفين الوطنيين الذين يظهرون من خلال كتاباتهم ما يعانيه الشارع السياسي الكوردي والوضع القائم في عموم كورستان سوريا ..
والضرورة الوطنية والمصلحة العليا للشعب الكوردي تقتضي أن يكون المثقف والكاتب الكوردي هو القائد للجماهير في الشوارع والميادين ، ويبدأ من مبدأ تبيان الحقائق والكشف عن المسبب لوجعه وآلامه حتى لو كانت تلك الحقيقة تطَلَبَ من المثقف والكاتب جهداً حثيثاً وثمناً باهظاً ..
ومن الطبيعي أن يقود المثقف والكاتب الحملات المرادفة للتعرف بالأحزاب والتنظيمات التي تمثل إرادة الشعب ..
وعند وجود أي خلل فيها يقود المثقف والكاتب دفة النقد والتحليل لإيجاد إستراتيجية صحيحة لصيرورتها ، ومن الطبيعي أن ينقد الكاتب والمثقف الحقيقي أي خطأ وذلك للمساهمة في تصحيحها مع الالتزام بالأدوات النقدية الموضوعية والبناء والمبنية على مبدأ الاحترام الخصوصية وبعيداً عن التجريح والكلام النابي والأهواء والإغواء الشخصي ولغة التخوين والاتهامات البالية التي من شأنها زيادة المشاكل والخلل وفقدان الثقة .
أما إذا كان البعض من عرّابي التنظيمات السُباتية التي تدفع بالشارع إلى الإحباط والصمت ترى أن إظهار الحقيقة تضر بمصالحها في الشارع فهذه ليست مشكلة المثقف والكاتب ..
فمن حق المثقف والكاتب النقد ومن حق عرّابي التنظيمات والتنظيمات الرد الموضوعي ..؟
فإذا كان هناك ثمة من يريدنا أن نطبل للساسة السُباتيين فليعلموا أن رقص الحنجلة قد ولَّ عليه الزمان ولسنا مستعدون لخمسين عام آخر الرقص في ظلمات التنظيمات المتوفى إكلينيكيا من أمد بعيد ..؟
فيكفينا يا عرّابي الردود السريعة الخالية من الموضوعية أن نمدح بالمقاتل المتوفي ..
والجسد الهرم .. الذي لا يصلح أن يكون قائداً في هذا العصر ، ويكفينا أن نغني وندبك للزعيم ..
والسكرتير ..
وأمين العام ..
ونائبه ..
في الحلقات الحزبية التي لم تعلم حتى اللحظة سوى ترسيخ الكره وتصديرها “إلى ألآخر ، والتخلف الفكري ، ويكفينا التمجيد والتأييد لمن لا يريد للحركة الكوردية جمع أشلائها ..
والذي يبعث إلى الاستغراب والدهشة هو أن المدافع في مقاله المنبعث منه روائح الأحزاب المنتهية صلاحياته ..
ذهب يتحدث بلغة التخوين والاتهامات التي إذا ما دل على شيء فيدل على استياء هذا العرّاب الظاهر في أسمه ورسمه وولائه المطلق للسكون والصمتية المضنية ..
وشبيهاً بكلامه وأقواله تلك الدوريات الحزبية التي تشبه هي أيضاً في دورها منشورات القرن التاسع عشر .
ويبدو أن عرّابي تنظيماتنا السُباتية لم يدركوا بعد أن الواجب المفروض اليوم على المثقف والكتاب السياسي الكوردي هو إظهار مظاهر الخلل في الشارع السياسي الكوردي وإيجاد السبل المناسبة للقضاء عليها ..
ولعلني أسلكت هذا النهج في تذكيري بالمآسي التنظيمات الكوردية والمعوقات التي تعيق مسيرة تطورها وتوحد كلمتها لصناعة إطار حقيقي يمثله في الميادين الداخلية والإقليمية والعالمية ، ولم استثني أي تنظيم كوردي في سوريا ابتداءً من ما أنتمي إليه وانتهاءً بمن أخالف معه .
– فهل فقد عرابي التنظيمات الكلاسيكية المناعة التي كسبوها من سُباتهم الطويل واستبدلوها بإحباط ليس له مثيل ..
– أم أن استمرارهم في إعطاء الفرص الكافية للجهات الحقودة على شعبنا كي تطبق مشاريعها العنصرية أعطتهم الإرادة والقوة المزيفة في التواصل والتغزل والاستفزاز العكسي وفقدان الكرامة ..؟
وإذا كان هذا العرّاب لأحدى التنظيمات الكلاسيكية السُباتية يرى أن كل المثقفين والكتاب الذين ينقدون عمل الحركة وأدائها النضالي يجب أن يقفوا عن النقد والتحليل فماذا يطلب منا ..
أن نكون شركاء معهم في السكوت والصمت على هذا الوضع الكوردي المذري الذي تسبب به ويتسبب بها التنظيمات الكلاسيكية المنتهية صلاحيته .
– وهل أزعجه ما ذكرناه من حقائق حول ما يعانيه الحركة الكوردية ..
– وهل يخفى على أحد أن سبب جميع مشاكل الحركة وعدم استطاعتها التحرك وصناعة الموقف هو تشتت تنظيماتها ..
وهل صَعِبَ على البعض قولنا أن :
– هذه التنظيمات لم تستطع التوافق على إقامة مسرح واحد في عيد النوروز ففي المساء تتفق على مسرح واحد وعند حلول الصباح نشاهد عشرات المسارح كلاً يمثل تنظيماً .
أليس هذه حقيقة ..؟
– هذه التنظيمات ..تقرأ في افتتاحية صحيفتها الدورية تهاجم بعضها ..
وفي صفحتها الأخيرة تدعوا إلى إقامة مؤتمر وطني أو اتحاد سياسي ..؟
– هذه التنظيمات لم تتفق حتى الساعة على تسمية ما جرى في 12 آذار 2004 هل هي انتفاضة أم حدث أم هبة جماهيرية أم أعمال شغب ..؟
– هذه التنظيمات غير قادرة حتى اللحظة على تحديد موقفها من النظام ..؟
– هذه التنظيمات غير قادرة حتى اللحظة على صناعة الحدث أو اتخاذ القرار ..؟ وهي دائماً تتحرك بعد وقوع الحدث طبعاً مع التأكيد أن هذا التحرك كان للبعض فقط ( وتطبيق مرسوم 49 خير مثل على هذا التخبط ..
والتخاذل الذي أبداه الجميع ) .؟
– هذه التنظيمات تعلن في المساء عن اتفاق وشيك يوحد جهودها ..
وفي الصباح تجدها تحمل لواء الحرب بالبيانات ..؟ ولقد سمعنا منذ عقد من الزمان أن الحركة تعمل على انعقاد مؤتمر وطني أو تشكيل إطار موحد على صفحات الدوريات وفي البيانات ولكن ما أن تستقر ذلك الخبر إلا ويأتي خبر آخر ومن نفس الجهة لينسف الخبر الأول أليست هذه حقيقة ..؟
– هذه التنظيمات لم تستطع الاتفاق على آلية نضالية تمكنها من مساعدة معتقليها في السجون .المعتقلين الذين يقبعون في منفردات المعتقلات من يثمن جهودهم ويقف بجانبهم ويقوم بنضالات عملية سلمية في الساحات لنصرتهم ..؟
– هذه التنظيمات لم تستطع حتى اللحظة من تأسيس قناة فضائية تبث لثلاثة ساعات رغم تواجد إمكانيات لدى بعضها ..
نعم عندما أقول ذلك فأنا متأكد تماماً بأن لدى البعض إمكانيات في فتح قنوات فضائية ..
وعلى سبيل المثال لماذا لا يتحالفون من أجل تأسيسها ..؟
هذه التنظيمات لا زلنا نسأل فيها حتى اللحظة :
– هل سيقبل السيد عبد الحميد الدرويش الجلوس مع السيد فؤاد عليكو في مجلس واحد ..
فهل هذا الكلام بمثابة إساءة إلى الشخصين ..
طبعاً لا ولكن ما ذكرناه واقع وحقيقة ..؟
– وهل سيتخلى كل تنظيم عن شعاراته التي كرسه منذ عقود في أذهان الشباب ..؟ لقد تربت الأجيال على النزاعات والصراعات بعيداً عن المنافسة الشريفة التي يجب على كل تنظيم الأخذ به .
– وهل سيقبل قيادة حزب آزادي الجلوس على المائدة مع السادة في اليساري ..
وهل سيقبل الوحدة بتشابك الأيادي مع يكيتي ..
وهل ستتخطى البارتي بثلاث اتجاهاتها المختلفة والمتصارعة عن صراعاتها المريرة ..
وهل سيقبل الكوردي السوري بأن يدع خلف كوردي حرف (في) ليصبح ذات يوم الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا ..؟ وهل سيجتمع السادة في التحالف بشقيها العليا والسفلى والجبهة والتنسيق ومن يتغنى خارج الأطر الثلاثة في مجالس موحدة ..؟ كل ما ذكرته هنا ليس تجريحاً وإنما حقيقة يتلمسها الجميع في الشارع الكوردي .
– وهل سيقبل تنظيماتنا ويتجرؤوا بالتعامل مع الحزب الاتحاد الديمقراطي .
وهل سيقبلون بالتعامل مع الوفاق الذي يشكون به ويشك به الجميع ..
وهل ستعترف تنظيماتنا بالتنظيمات التي تشكلت في الخارج كــ (حزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا ، وحركة التغيير ، وحدة العمل الوطني لكورد سوريا – الإسلامي ) وهل سيقبل جميع الاتجاهات بالتعامل مع حركة 12 آذار المتهمة بالتسلح … وهل وهل ..
أسئلة كثيرة تدير في الأذهان وتهز لها القشعريرة وتؤكد لنا ( أن أي مشروع وطني سيلقى ليس فقط الفشل وإنما ضداً له في الشارع السياسي الكوردي ) .
أوليس صحيحاً ما قلناه في مقالنا ( أن التنظيمات الكوردية غير جاهزة للمشاريع الوطنية ) ..؟ أليست صناعة إطار حقيقي يوحد جهود تنظيماتنا هو مبتغى كل ما ذكرناه من مآسي ومعانات ..؟
كل ما قلناه في المقال وما أشرنا إليه هو لدفع التنظيمات إلى معالجة ما ذكرناه من خلل تسبب ويتسبب في التشرذم ..
فإذا حلت التنظيمات جميع ما ذكرناه فإنها ستكون قادرة على قيادة الجماهير إلى ميادين النضال العملي السلمي الحقيقي .
– ولكن السؤال الأكبر هو : هل يستحق الكلام الممجوج الذي تضمنه ذلك المقال المسمى (رد – على ردود المثقفين والكتاب والأحزاب الكردية في سوريا ) الرد عليه بالمثل ..
كل ما أستطيع قوله في هذا المقام هو يا حسرتي على من في الأمس نسي الوطن ويدع اليوم الوطنية ..
– ويا عجبي على حال الدنيا قد جاء اليوم الذي يعلق بصدر من يدافع عن الركود والخمول والسُباتية وسام الشرف .
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول له ولكل عرُابي التنظيمات السُباتي التي تدعوا إلى السكون والسكوت والصمت والإحباط والنوم والاستسلام ذلك المثل القائل (إني استحي أن أقول عنك أكثر مما قلت يا عرّابُ ..
قد ضاع على يديك اللباد ومات الولدُ)
2009-08-15
إبراهيم مصطفى ( كابان )
– كوباني
قيادي في تيار المستقبل الكوردي في سوريا