إبراهيم مصطفى (كابان)
– هذه التنظيمات قطعت كل الآمال في صناعة إطار حقيقي يمثله في الميادين ..؟
– هذه التنظيمات روجت منذُ عقود للتشرذم والصراعات فلا يمكن لها التوحد في ظل استمرار شتاتها ..؟
– هذه التنظيمات روجت منذُ عقود للتشرذم والصراعات فلا يمكن لها التوحد في ظل استمرار شتاتها ..؟
الشارع الكوردي ضائع بين الكم الكبير من المشاريع والرؤى التي يتبناها كل طرف حسب مزاجياته وخلفياته الفكرية والحزبية ، فعند قراءتنا لمشروع السيد صلاح بدر الدين الذي يملك الكم الكبير من التجارب السياسية في الداخل والخارج نجد أنه : صادق في طرحه ..
وشاملاً في مشروعه ، بدليل أنه يرفض أن يكون فيها مسئولاً ..
وهذا ما لا يقبله أي قيادي في الحركة الكوردية ، ولقد وجدنا في كل مشروع طرح سابقاً ويطرح الآن صدقية طرحه وشاملاً في بنوده ..
ولكننا دائماً نتساءل : من يطبق ويتفق عليه ..
وبخجل أقول : لا أحد ، وكأنما أصبح طرح المشاريع موضة واستعراض للكلام والخطاب الكتابي .
وشاملاً في مشروعه ، بدليل أنه يرفض أن يكون فيها مسئولاً ..
وهذا ما لا يقبله أي قيادي في الحركة الكوردية ، ولقد وجدنا في كل مشروع طرح سابقاً ويطرح الآن صدقية طرحه وشاملاً في بنوده ..
ولكننا دائماً نتساءل : من يطبق ويتفق عليه ..
وبخجل أقول : لا أحد ، وكأنما أصبح طرح المشاريع موضة واستعراض للكلام والخطاب الكتابي .
أرجوا أن لا يفهمني احد وفي مقدمتهم السيد صلاح بدر الدين فأنا أكن له كل الاحترام ورأيت خلال قراءتي لمشروعه مدى وجعه على الحالة المذرية التي تمر بها حركتنا السياسية ، ووجدت أنه صادق في ما ذهب إليه من نقاط ومواد وما احتواه المشروع ..
ولكن كلما هنالك هو عدم تطابق جميع مشاريعنا وأمنياتنا ..
في صناعة موقف كوردي موحد ، وتحت أي مسمى كان ..
مع الواقع الذي يعيشه حركتنا الكوردية المتشرذمة .
والسواد الأعظم تكمن في داخل تنظيماتنا السياسية ( الحركة الكودية – المتوفاة – في سوريا ) ، وهي التي دفعت بأن تكون مجرد شخصيات تمتلك عصابة من الرجال يشبه كثيراً عصابات التي كانت متواجدة بين العشائر الكوردية في القرن التاسع عشر والتي كانت تسمى آنذاك ( جَتي – اشقيا ).
والذي يدفعنا إلى الأسى والتشائم الكبيرين هو هل سيقبل قيادة أطراف الحركة الكوردية بأن يكونوا مجرد أعضاء في تلك المجالس المطروحة في المشروع ..؟ وإذا كان العكس أي أن يكون قيادة هذا المجلس المطروح في المشروع هم قيادة الحركة الآن فماذا استفدنا من كل هذه ( الهيزة – على القول المصريين) فكل مشاكلنا تكمن في هذه القيادات التي تنشر بدلاً من الوطنيات ( الخلافات والنزاعات الدؤبة ).
وعدنا لنسأل بمرارة : على من يراهن السيد صلاح بدر الدين ، على تنظيماتنا الكوردية التي تختلف في كل شيء إلى التفرقة والشتات متفقين عليه ، وهل يجتمع من يختلف على كل شيء ..؟
– هذه التنظيمات لم تستطع التوافق على إقامة مسرح واحد في عيد النوروز ففي المساء اتفقوا على مسرح واحد وفي الصباح شاهد الناس عشرات المسارح كلاً يمثل تنظيماً ..؟
– هذه التنظيمات ..تقرأ في الصفحة الأولى من جريدتها الدورية تهاجم بعضها ..
وفي صفحتها الأخيرة تدعوا إلى إقامة مؤتمر وطني أو اتحاد سياسي ..؟
– هذه التنظيمات لم تتفق حتى الساعة على تسمية ما جرى في 12 آذار 2004 هل هو انتفاضة أم حدث أم هبة جماهيرية أم أعمال شغب ..؟
– هذه التنظيمات غير قادرة حتى اللحظة على تحديد موقفها من النظام ..؟
– هذه التنظيمات غير قادرة حتى اللحظة على صناعة الحدث أو اتخاذ القرار ..؟
– هذه التنظيمات تعلن في المساء عن اتفاق وشيك يوحد جهودها ..
وفي الصباح تجدها تحمل لواء الحرب بالبيانات ..؟
– هذه التنظيمات لم تستطع الاتفاق على آلية نضالية تمكنها من مساعدة معتقليها في السجون ..؟
– هذه التنظيمات لم تستطع حتى اللحظة من تأسيس قناة فضائية تبث لثلاثة ساعات رغم تواجد إمكانيات لدى بعضها ..؟
فعلى من تراهن يا سيدي ..
وعلى من نراهن يا سادة ..؟
على تنظيمات مازلنا نتساءل فيها حتى اللحظة :
– هل سيقبل السيد عبد الحميد الدرويش الجلوس مع فؤاد عليكو في مجلس واحد ..؟
– وهل سيتخلى كل تنظيم عن شعاراته التي كرسه منذ عقود في أذهان الشباب ..؟
– وهل سيقبل قيادة حزب آزادي الجلوس على المائدة مع السادة في اليساري ..
وهل سيقبل الوحدة بتشابك الأيادي مع يكيتي ..
وهل ستتخطى البارتي بثلاث اتجاهاتها المختلفة والمتصارعة عن صراعاتها المريرة ..
وهل سيقبل الكوردي السوري بأن يدع خلف كوردي حرف ( في ) ليصبح ذات يوم الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا ..؟ وهل سيجتمع السادة في التحالف بشقيها العليا والسفلى والجبهة والتنسيق ومن يتغنى خارج الأطر الثلاثة في مجالس موحدة ..؟
– وهل سيقبل تنظيماتنا ويتجرؤوا بالتعامل مع الحزب الاتحاد الديمقراطي .
وهل سيقبلون بالتعامل مع الوفاق الذي يشكون به ويشك به الجميع ..
وهل ستعترف تنظيماتنا بالتنظيمات التي تشكلت في الخارج كــ ( حزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا ، وحركة التغيير ، وحدة العمل الوطني لكورد سوريا – الإسلامي ) وهل سيقبل جميع الاتجاهات بالتعامل مع حركة 12 آذار المتهمة بالتسلح … وهل وهل ..
اسألة كثيرة تدير في الأذهان وتهز لها القشعريرة وتؤكد لنا أن أي مشروع وطني سيلقى ليس فقط الفشل وإنما ضداً له في الشارع السياسي الكوردي .
مشكلتنا أستاذي العزيز صلاح بدر الدين وأيها القارئ الكريم والمتابع ..
هو الكم الكبير من التشرذم والخلافات التي كُرست منذُ عقود في الشارع السياسي الكوردي ..
وحركتنا اليوم متشرذمة بين تيارين فكريين أحدهما ينفي الآخر في الشارع … فتيار التقدمي الذي ليس في برنامجها النضالي أي أشارة إلى النضالات العملية لايستطيع أن يفهم وجهة نظر التيار التصاعدي في الحركة الذي يدعوا إلى النضالات العملية ..
والتيار التقدمي الذي يرى كل نضالات التيار التصاعدي بأنها زوبعة في فنجان وأعمال دونكيشوتية نرى أن التيار التصاعدي أيضاً يهاجم الطرف الأول ويسميها بالسُباتية والإنبطاحية ..
فكيف ترى سنجمعهم في إطار واحد ..!؟
أنا مؤمناً تماماً بأن الحركة الكوردية بحاجة ماسة إلى إطار حقيقي يجمعهم من الشتات ولكن قبل أن نفكر بإطار يجب علينا أن ندرك ونفهم أن تنظيماتنا ليس مستعدة لهكذا مشروع وبهذا المستوى والحجم ..
لأنها يا أستاذنا العزيز وأيها القراء وبمختصر مفيد أنها ليست تنظيمات ..
وإنما مجموعة أشخاص اجتمعوا حول رجل واحد يصفقون له ويطبلون ويزمرون له ويأكلون معه الأطعمة الغنية باللحوم والشحوم وعند أي منعطف تجد أنهم يحبون بطونهم كثيراً وكل نضالهم هو للبطن ومن أجل ذلك لايهمهم ما يجري في الشارع الذي يشهد تهجيراً مبرمجاً وتجويعاً مخططاً ومشاريع تصفوية ضد الشعب الكوردي الذي يعاني الأمرين … هذا الشارع الذي من وجعه تمزقت شرايينا .
ومن أجل نقل آلامه إلى العالم أصبحنا اليوم غرباءُ فيها نهرب من قرية لأخرى وبلدة ومدينة لأخرى هرباً من شبح الدوائر الأمنية التي ضاقت بنا الخناق والأرض ..
هذه الدوائر التي ملئت زنزاناتها مئات صرخات المناضلين الذين لم تتوقف قوافلهم وربما يكون أي واحد منا لديه نفساً للصرخة يكون هدفاً للاعتقال فأي حركة نريد منها توحيد تنظيماتها وهي التي حتى اللحظة لم تخلق آلية للدفاع عن معتقليها ..؟
ربما أنا يا أخوان غير متفائل ومتشائم من أي مشروع يُطروح على الشارع السياسي الكوردي ، فمشروع البارتي الذي يتم تناوله الآن لدى أكثر من سبعة تنظيمات يفتقد إلى الآلية النضالية العملية الحقيقية ، وقلنا ذلك مراراً ، ويبدوا أن الأخوة في التنظيمات التي تجتمع من أجل مشروع البارتي بدؤوا يدركون ذلك ولعل أن يؤدي إدراكهم هذا إلى أن يخلقوا الآلية العملية لنضالهم ويجعلون ذلك بنداً أساساً في مقدمة البرنامج وضرورة التوافق عليه وفق الآليات السلمية الممكنة ..
فمن دون ذلك كل مشروع مصيره الفشل ..
ولقد سمعنا فيما قبل عن مشاريع كثيرة يتم إعدادها من قبل طرف وسيط كــ ( الرؤى المشتركة – الاتحاد السياسي – مؤتمر وطني ) وعلمنا فيما بعد أن كل هذه المشاريع إنما تأتي في سياق تضييع الفرص والوقت كي تطبق الدوائر الأمنية مشاريعها في المناطق الكوردية ، لذا أخاف أن أأيد مشروع السيد صلاح بدر الدين وأنا أدرك تماماً كوني محتك يومياً بساسة الأكراد في التنظيمات الكوردية أنهم ليسوا مستعدين لأي مشروع وكل هذه الإعلانات على جرائدهم إنما تأتي في سياق تضيع الوقت وقتل الفرص التي سنحت لها منذُ انتفاضة 12 آذار .
وبحكم التجربة تعلمنا تماماً أن الحركة عندما تدعوا إلى خلق إطار جديد إنما تدعوه لوقف إفلاسها في الشارع ، فالتنظيمات الكوردية اليوم تكاد مفلسة تماماً في الشارع الكوردي حتى الجموع التي شاهدناها فيما قبل حول التنظيمات اليوم تخلت عنها والأمثلة كثيرة وظاهرة للعيان ولا أريد أن أذكرها هنا للمشاهد حتى لا يمتعض منا البعض ويفكرنا نهاجمه.
وأنا بموقفي هذا لآ أريد أن أدفع القارئ إلى مزيداً من التشاؤم والإحباط ولكن كنت أبغي ودع النقاط على حروفها وتبين الحقائق .
وأخيراً أقول : إذا كان المشروع المطروح الغاية منه التعليق عليه أو التصويت له فأنا أول المصوتين وأول من يتبناه على مدونات ألنت ..
ولكن السؤال الأعظم هو هل يتجرأ أي طرف كوردي في سوريا لتبني هذا المشروع أو على الأقل التعليق عليه ..؟.
—————————
الآراء الواردة في المقال شخصية .
2009-08-05
إبراهيم مصطفى ( كابان )
كوباني
قيادي في تيار المستقبل الكوردي في سوريا
ولكن كلما هنالك هو عدم تطابق جميع مشاريعنا وأمنياتنا ..
في صناعة موقف كوردي موحد ، وتحت أي مسمى كان ..
مع الواقع الذي يعيشه حركتنا الكوردية المتشرذمة .
والسواد الأعظم تكمن في داخل تنظيماتنا السياسية ( الحركة الكودية – المتوفاة – في سوريا ) ، وهي التي دفعت بأن تكون مجرد شخصيات تمتلك عصابة من الرجال يشبه كثيراً عصابات التي كانت متواجدة بين العشائر الكوردية في القرن التاسع عشر والتي كانت تسمى آنذاك ( جَتي – اشقيا ).
والذي يدفعنا إلى الأسى والتشائم الكبيرين هو هل سيقبل قيادة أطراف الحركة الكوردية بأن يكونوا مجرد أعضاء في تلك المجالس المطروحة في المشروع ..؟ وإذا كان العكس أي أن يكون قيادة هذا المجلس المطروح في المشروع هم قيادة الحركة الآن فماذا استفدنا من كل هذه ( الهيزة – على القول المصريين) فكل مشاكلنا تكمن في هذه القيادات التي تنشر بدلاً من الوطنيات ( الخلافات والنزاعات الدؤبة ).
وعدنا لنسأل بمرارة : على من يراهن السيد صلاح بدر الدين ، على تنظيماتنا الكوردية التي تختلف في كل شيء إلى التفرقة والشتات متفقين عليه ، وهل يجتمع من يختلف على كل شيء ..؟
– هذه التنظيمات لم تستطع التوافق على إقامة مسرح واحد في عيد النوروز ففي المساء اتفقوا على مسرح واحد وفي الصباح شاهد الناس عشرات المسارح كلاً يمثل تنظيماً ..؟
– هذه التنظيمات ..تقرأ في الصفحة الأولى من جريدتها الدورية تهاجم بعضها ..
وفي صفحتها الأخيرة تدعوا إلى إقامة مؤتمر وطني أو اتحاد سياسي ..؟
– هذه التنظيمات لم تتفق حتى الساعة على تسمية ما جرى في 12 آذار 2004 هل هو انتفاضة أم حدث أم هبة جماهيرية أم أعمال شغب ..؟
– هذه التنظيمات غير قادرة حتى اللحظة على تحديد موقفها من النظام ..؟
– هذه التنظيمات غير قادرة حتى اللحظة على صناعة الحدث أو اتخاذ القرار ..؟
– هذه التنظيمات تعلن في المساء عن اتفاق وشيك يوحد جهودها ..
وفي الصباح تجدها تحمل لواء الحرب بالبيانات ..؟
– هذه التنظيمات لم تستطع الاتفاق على آلية نضالية تمكنها من مساعدة معتقليها في السجون ..؟
– هذه التنظيمات لم تستطع حتى اللحظة من تأسيس قناة فضائية تبث لثلاثة ساعات رغم تواجد إمكانيات لدى بعضها ..؟
فعلى من تراهن يا سيدي ..
وعلى من نراهن يا سادة ..؟
على تنظيمات مازلنا نتساءل فيها حتى اللحظة :
– هل سيقبل السيد عبد الحميد الدرويش الجلوس مع فؤاد عليكو في مجلس واحد ..؟
– وهل سيتخلى كل تنظيم عن شعاراته التي كرسه منذ عقود في أذهان الشباب ..؟
– وهل سيقبل قيادة حزب آزادي الجلوس على المائدة مع السادة في اليساري ..
وهل سيقبل الوحدة بتشابك الأيادي مع يكيتي ..
وهل ستتخطى البارتي بثلاث اتجاهاتها المختلفة والمتصارعة عن صراعاتها المريرة ..
وهل سيقبل الكوردي السوري بأن يدع خلف كوردي حرف ( في ) ليصبح ذات يوم الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا ..؟ وهل سيجتمع السادة في التحالف بشقيها العليا والسفلى والجبهة والتنسيق ومن يتغنى خارج الأطر الثلاثة في مجالس موحدة ..؟
– وهل سيقبل تنظيماتنا ويتجرؤوا بالتعامل مع الحزب الاتحاد الديمقراطي .
وهل سيقبلون بالتعامل مع الوفاق الذي يشكون به ويشك به الجميع ..
وهل ستعترف تنظيماتنا بالتنظيمات التي تشكلت في الخارج كــ ( حزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا ، وحركة التغيير ، وحدة العمل الوطني لكورد سوريا – الإسلامي ) وهل سيقبل جميع الاتجاهات بالتعامل مع حركة 12 آذار المتهمة بالتسلح … وهل وهل ..
اسألة كثيرة تدير في الأذهان وتهز لها القشعريرة وتؤكد لنا أن أي مشروع وطني سيلقى ليس فقط الفشل وإنما ضداً له في الشارع السياسي الكوردي .
مشكلتنا أستاذي العزيز صلاح بدر الدين وأيها القارئ الكريم والمتابع ..
هو الكم الكبير من التشرذم والخلافات التي كُرست منذُ عقود في الشارع السياسي الكوردي ..
وحركتنا اليوم متشرذمة بين تيارين فكريين أحدهما ينفي الآخر في الشارع … فتيار التقدمي الذي ليس في برنامجها النضالي أي أشارة إلى النضالات العملية لايستطيع أن يفهم وجهة نظر التيار التصاعدي في الحركة الذي يدعوا إلى النضالات العملية ..
والتيار التقدمي الذي يرى كل نضالات التيار التصاعدي بأنها زوبعة في فنجان وأعمال دونكيشوتية نرى أن التيار التصاعدي أيضاً يهاجم الطرف الأول ويسميها بالسُباتية والإنبطاحية ..
فكيف ترى سنجمعهم في إطار واحد ..!؟
أنا مؤمناً تماماً بأن الحركة الكوردية بحاجة ماسة إلى إطار حقيقي يجمعهم من الشتات ولكن قبل أن نفكر بإطار يجب علينا أن ندرك ونفهم أن تنظيماتنا ليس مستعدة لهكذا مشروع وبهذا المستوى والحجم ..
لأنها يا أستاذنا العزيز وأيها القراء وبمختصر مفيد أنها ليست تنظيمات ..
وإنما مجموعة أشخاص اجتمعوا حول رجل واحد يصفقون له ويطبلون ويزمرون له ويأكلون معه الأطعمة الغنية باللحوم والشحوم وعند أي منعطف تجد أنهم يحبون بطونهم كثيراً وكل نضالهم هو للبطن ومن أجل ذلك لايهمهم ما يجري في الشارع الذي يشهد تهجيراً مبرمجاً وتجويعاً مخططاً ومشاريع تصفوية ضد الشعب الكوردي الذي يعاني الأمرين … هذا الشارع الذي من وجعه تمزقت شرايينا .
ومن أجل نقل آلامه إلى العالم أصبحنا اليوم غرباءُ فيها نهرب من قرية لأخرى وبلدة ومدينة لأخرى هرباً من شبح الدوائر الأمنية التي ضاقت بنا الخناق والأرض ..
هذه الدوائر التي ملئت زنزاناتها مئات صرخات المناضلين الذين لم تتوقف قوافلهم وربما يكون أي واحد منا لديه نفساً للصرخة يكون هدفاً للاعتقال فأي حركة نريد منها توحيد تنظيماتها وهي التي حتى اللحظة لم تخلق آلية للدفاع عن معتقليها ..؟
ربما أنا يا أخوان غير متفائل ومتشائم من أي مشروع يُطروح على الشارع السياسي الكوردي ، فمشروع البارتي الذي يتم تناوله الآن لدى أكثر من سبعة تنظيمات يفتقد إلى الآلية النضالية العملية الحقيقية ، وقلنا ذلك مراراً ، ويبدوا أن الأخوة في التنظيمات التي تجتمع من أجل مشروع البارتي بدؤوا يدركون ذلك ولعل أن يؤدي إدراكهم هذا إلى أن يخلقوا الآلية العملية لنضالهم ويجعلون ذلك بنداً أساساً في مقدمة البرنامج وضرورة التوافق عليه وفق الآليات السلمية الممكنة ..
فمن دون ذلك كل مشروع مصيره الفشل ..
ولقد سمعنا فيما قبل عن مشاريع كثيرة يتم إعدادها من قبل طرف وسيط كــ ( الرؤى المشتركة – الاتحاد السياسي – مؤتمر وطني ) وعلمنا فيما بعد أن كل هذه المشاريع إنما تأتي في سياق تضييع الفرص والوقت كي تطبق الدوائر الأمنية مشاريعها في المناطق الكوردية ، لذا أخاف أن أأيد مشروع السيد صلاح بدر الدين وأنا أدرك تماماً كوني محتك يومياً بساسة الأكراد في التنظيمات الكوردية أنهم ليسوا مستعدين لأي مشروع وكل هذه الإعلانات على جرائدهم إنما تأتي في سياق تضيع الوقت وقتل الفرص التي سنحت لها منذُ انتفاضة 12 آذار .
وبحكم التجربة تعلمنا تماماً أن الحركة عندما تدعوا إلى خلق إطار جديد إنما تدعوه لوقف إفلاسها في الشارع ، فالتنظيمات الكوردية اليوم تكاد مفلسة تماماً في الشارع الكوردي حتى الجموع التي شاهدناها فيما قبل حول التنظيمات اليوم تخلت عنها والأمثلة كثيرة وظاهرة للعيان ولا أريد أن أذكرها هنا للمشاهد حتى لا يمتعض منا البعض ويفكرنا نهاجمه.
وأنا بموقفي هذا لآ أريد أن أدفع القارئ إلى مزيداً من التشاؤم والإحباط ولكن كنت أبغي ودع النقاط على حروفها وتبين الحقائق .
وأخيراً أقول : إذا كان المشروع المطروح الغاية منه التعليق عليه أو التصويت له فأنا أول المصوتين وأول من يتبناه على مدونات ألنت ..
ولكن السؤال الأعظم هو هل يتجرأ أي طرف كوردي في سوريا لتبني هذا المشروع أو على الأقل التعليق عليه ..؟.
—————————
الآراء الواردة في المقال شخصية .
2009-08-05
إبراهيم مصطفى ( كابان )
كوباني
قيادي في تيار المستقبل الكوردي في سوريا