صلاح بدرالدين
في مقالة سابقة بالأيام الأولى من المواجهات بين السلطة والمتظاهرين تحت عنوان ” الظاهر والمخفي في الأزمة الايرانية ” وفي مناسبة لقاء اذاعي في راديو صوت كردستان أيضا أشرت الى أن جوهر الصراع الحقيقي والمستمر منذ عقود في حقبتي الحكم الشاهاني والجمهورية الاسلامية وحتى يومنا هذا هو بين شعوب ايران بغالبية قواها وطبقاتها الاجتماعية وفئاتها المتنورة الباحثة عن التغيير واستحصال الحقوق من جهة وبين نظامي الشاه الدكتاتوري المقبور وولي الفقيه التيوقراطي الأصولي من الجهة الأخرى أما الموجة الراهنة من الاحتجاجات فتقرأ حتى الآن وبالاضافة الى تجسيدها أحد أوجه الأزمة العامة كتعبير عن اختلاف المصالح بين مراكز القوى في اطار النظام الحاكم بحثا عن السلطة والنفوذ من لدن أجنحته المتعددة من مذهبية سياسية ومرجعيات أصولية خمينية واحتكارات مالية وأوساط عسكرية وأمنية وميليشياوية
في مقالة سابقة بالأيام الأولى من المواجهات بين السلطة والمتظاهرين تحت عنوان ” الظاهر والمخفي في الأزمة الايرانية ” وفي مناسبة لقاء اذاعي في راديو صوت كردستان أيضا أشرت الى أن جوهر الصراع الحقيقي والمستمر منذ عقود في حقبتي الحكم الشاهاني والجمهورية الاسلامية وحتى يومنا هذا هو بين شعوب ايران بغالبية قواها وطبقاتها الاجتماعية وفئاتها المتنورة الباحثة عن التغيير واستحصال الحقوق من جهة وبين نظامي الشاه الدكتاتوري المقبور وولي الفقيه التيوقراطي الأصولي من الجهة الأخرى أما الموجة الراهنة من الاحتجاجات فتقرأ حتى الآن وبالاضافة الى تجسيدها أحد أوجه الأزمة العامة كتعبير عن اختلاف المصالح بين مراكز القوى في اطار النظام الحاكم بحثا عن السلطة والنفوذ من لدن أجنحته المتعددة من مذهبية سياسية ومرجعيات أصولية خمينية واحتكارات مالية وأوساط عسكرية وأمنية وميليشياوية
حيث تشابكت آيديولوجيا مؤسسة ولاية الفقيه وذراعها الضارب الحرس الثوري بالثروة وتوجهات البازار الذي يؤثر بمسار ومآل الأحداث من وراء الستار منذ حقبة مابعد الشاه ومازالت تسمية الحدث الايراني تقتصر في وسائل الاعلام وبصورة غير دقيقة على تعبيري الاصلاحيين والمحافظين في حين أن المواجهات نشبت على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية والاتهامات المتواترة بالتزوير وحجب الأصوات وفي خضم الحراك وخاصة في العاصمة والمدن الكبرى لم تتردد شرائح لابأس بها من خارج اطار عائلة النظام ومن المؤمنين بالتغيير الديموقراطي في المشاركة بعفوية أو عن سابق تصميم وبصورة غير منظمة وخاصة من الطلبة والمثقفين والاعلاميين والفنانين ونشطاء الانترنيت والفئات المدينية المسحوقة وهي التي قدمت التضحيات بالارواح وليس أنصار أهل النظام من الخاسرين في الانتخابات وذكرت أن أهم الاستخلاصات على الاطلاق هو حصد منظومات الاسلام السياسي بجناحيها الشيعي والسني في الحكم والمعارضة الفشل تلو الآخر والعجز التام في ايجاد حلول لأزمتها أو انجاز المهام الوطنية والاجتماعية والاقتصادية أو معالجة القضايا القومية بما هي حقوق وحريات كمدخل لبناء الدولة الحديثة وأنهيت وجهة نظري بطرح التساؤل التالي : هل سيتم تطوير وتبديل موازين القوى ووجهة وبرنامج المواجهات لتتحول الى انتفاضة شعبية حقيقية عارمة في كافة المناطق الايرانية وهل ستتمكن المعارضة الحقيقية الجذرية الداخلية والخارجية من تسلم زمام المبادرة واخراجها من أيدي المترددين من أهل النظام كحلفاء المتر الواحد لاأكثر في هذه الأيام ؟
تترسخ وجاهة هذا التساؤل المشروع الآن أكثر من أي وقت مضى لسببين رئيسيين الأول مرتبط بخصوصية التطورات السياسية في تاريخ ايران الحديث وتحديدا السابقة التي لم تزل مغروسة في اذهان الجيل الذي واكب انهيار نظام الشاه نتيجة الثورة الشعبية الظافرة التي أسس لها وقدم من أجلها التضحيات ومهد لحدوثها لعقود وأعوام كل من حزب – تودة – وحركة – فدائيي خلق – واليسار الديموقراطي عموما ومثقفين متدينين من الطبقات الوسطى وحركات تحرر شعوب ايران وفي المقدمة الحركة القومية الديموقراطية الكردية وما ان سقط النظام حتى تصدر رجال الدين وأرباب المذهبية السياسية الصفوف الأولى في أكبر عملية التفاف في تاريخ ذلك البلد باسم العقيدة الدينية المذهبية مستفيدة من الشخصية الكارزمية للامام الخميني والظفر بالسلطة من دون عناء يذكر بوسيلة السرقة المكشوفة وتزوير الحقائق كما الآن – حيث الاسلوب متأصل لدى الفئات الحاكمة – الى درجة وصم القوى الوطنية والديموقراطية بمعاداة الوطن وتحويل الثوار والمناضلين الى أعداء وخونة وعملاء الاستكبار العالمي فكان القتل والاغتيال والسجن والتشرد مصيرهم أما السبب الثاني فيعود الى فراغ الساحة وحاجتها الماسة الى من يتسلم راية التغيير الديموقراطي من جانب قوى سياسية وحركات تحررية في المناطق القومية وشخصيات قيادية ورموز لادارة الصراع حسب برنامج وطني مدروس وخطط وشعارات ومبادرات خلاقة حتى تحقيق الأهداف المرجوة عبر تعزيز اصطفاف قوى تحالف عريض واستثمار الشرخ الحاصل في مؤسسة ولاية الفقيه والمرجعيات الدينية وأجهزة القمع ذات الطابع العسكري – الأمني لمصلحة استمرارية الحراك وتطويره حتى الوصول الى عصيان مدني أو انتفاضة سلمية شاملة.
رغم التوافق غير المعلن بين جميع تيارات وتفرعات النظام الحاكم ومن ضمنها الفائزون والخاسرون في الانتخابات الرئاسية وتجاهل برامجهم وشعاراتهم لشعوب ايران وقومياته وجودا وحقوقا وحذرهم الشديد من أية اشارة الى معاناة المكونات القومية غير الفارسية حتى في مجال الدعاية والتنافس على الأصوات في تشابه كامل مع المضمون القومي المتزمت لنهج نظام الشاه المخلوع بهذا الشأن فان الحقيقة تقول أنها تشكل أكثر من 60% من الايرانيين مقابل أقل من 40% من الفرس وأن لتلك الشعوب والقوميات المقهورة والمواجهة للنظام عمليا قبل الحاقها ومابعده حركات سياسية لها تاريخ حافل بالانتفاضات والثورات من أجل التحرر القومي وفي سبيل التقدم والديموقراطية ومواجهة الدكتاتورية والقمع والاضطهاد وكان لها دور فاعل في اسقاط نظام الشاه وقبل ذلك في دعم حكومة مصدق وقدمت قوافل الشهداء طوال تاريخ ايران على مذبح الحرية والعدل والمساواة ويلاحظ في هذا المجال مهادنة وسائل الاعلام العربية والأجنبية الى درجة التواطىء في تجنب الحديث عن دور شعوب وقوميات ايران وحركاتها التحررية المناضلة في مسألة حسم الصراع الدائر وتقليد اعلام النظام الايراني عندما يتعلق الأمر بهذه المسألة بالرغم من أن معالجة قضية حق تقرير مصير القوميات في ايران مقياس التقدم وعلامة البناء المجتمعي السليم وتشكل القضية أبرز جوانب الأزمة لعلاقتها العضوية غير القابلة للانفصام بالديموقراطية وحقوق الانسان.
شعوب وقوميات ايران غير الفارسية المحرومة والمستبعدة بغالبيتها بدوافع عنصرية من التمثيل في مؤسسات الحكم وأجهزته والأكثر استعدادا ومصلحة للعمل من أجل التغيير تضم في صفوفها تنظيمات وأحزاب وقوى مختلفة المشارب والأطياف كانت قد أعلنت في مناسبات عديدة عن تحالفات واتحادات وجبهات معارضة أبرزها ” جبهة الشعوب لحق تقرير المصير ” التي ضمت ممثلي الحركات القومية التحررية للكرد والأحوازيين العرب وتركمانستان الجنوبية وجنوب آذربيجان وبلوشستان وأتراك آذربيجان ولكن من الملفت غيابها من دون استثناء منذ اندلاع المواجهات الأخيرة وحتى الآن عن مسرح الأحداث مما يدفع المراقب الى تقصي الأسباب من خلال احتمالات وفرضيات متباينة تتصدرها النظرة المتشائمة لواقع حال الحركات القومية التحررية لشعوب ايران تماما مثل نظيراتها من الأحزاب اليسارية بشقيها الكلاسيكي والراديكالي على الأصعدة الذاتية خاصة وافتقارها الى وجود تنظيمي فعال في الداخل والانقسامات الحاصلة في صفوفها وصراعات قياداتها المترهلة التي كانت ومنذ سنوات نظام الشاه وحتى الآن تعتمد على دعم بعض أنظمة الجوار الايراني الأكثر سوءا بعد العجز عن اعادة بناء هياكلها من جديد وتطوير برامجها ووسائلها النضالية بعد توقف الحرب الباردة وظهور النظام الدولي الجديد.
تترسخ وجاهة هذا التساؤل المشروع الآن أكثر من أي وقت مضى لسببين رئيسيين الأول مرتبط بخصوصية التطورات السياسية في تاريخ ايران الحديث وتحديدا السابقة التي لم تزل مغروسة في اذهان الجيل الذي واكب انهيار نظام الشاه نتيجة الثورة الشعبية الظافرة التي أسس لها وقدم من أجلها التضحيات ومهد لحدوثها لعقود وأعوام كل من حزب – تودة – وحركة – فدائيي خلق – واليسار الديموقراطي عموما ومثقفين متدينين من الطبقات الوسطى وحركات تحرر شعوب ايران وفي المقدمة الحركة القومية الديموقراطية الكردية وما ان سقط النظام حتى تصدر رجال الدين وأرباب المذهبية السياسية الصفوف الأولى في أكبر عملية التفاف في تاريخ ذلك البلد باسم العقيدة الدينية المذهبية مستفيدة من الشخصية الكارزمية للامام الخميني والظفر بالسلطة من دون عناء يذكر بوسيلة السرقة المكشوفة وتزوير الحقائق كما الآن – حيث الاسلوب متأصل لدى الفئات الحاكمة – الى درجة وصم القوى الوطنية والديموقراطية بمعاداة الوطن وتحويل الثوار والمناضلين الى أعداء وخونة وعملاء الاستكبار العالمي فكان القتل والاغتيال والسجن والتشرد مصيرهم أما السبب الثاني فيعود الى فراغ الساحة وحاجتها الماسة الى من يتسلم راية التغيير الديموقراطي من جانب قوى سياسية وحركات تحررية في المناطق القومية وشخصيات قيادية ورموز لادارة الصراع حسب برنامج وطني مدروس وخطط وشعارات ومبادرات خلاقة حتى تحقيق الأهداف المرجوة عبر تعزيز اصطفاف قوى تحالف عريض واستثمار الشرخ الحاصل في مؤسسة ولاية الفقيه والمرجعيات الدينية وأجهزة القمع ذات الطابع العسكري – الأمني لمصلحة استمرارية الحراك وتطويره حتى الوصول الى عصيان مدني أو انتفاضة سلمية شاملة.
رغم التوافق غير المعلن بين جميع تيارات وتفرعات النظام الحاكم ومن ضمنها الفائزون والخاسرون في الانتخابات الرئاسية وتجاهل برامجهم وشعاراتهم لشعوب ايران وقومياته وجودا وحقوقا وحذرهم الشديد من أية اشارة الى معاناة المكونات القومية غير الفارسية حتى في مجال الدعاية والتنافس على الأصوات في تشابه كامل مع المضمون القومي المتزمت لنهج نظام الشاه المخلوع بهذا الشأن فان الحقيقة تقول أنها تشكل أكثر من 60% من الايرانيين مقابل أقل من 40% من الفرس وأن لتلك الشعوب والقوميات المقهورة والمواجهة للنظام عمليا قبل الحاقها ومابعده حركات سياسية لها تاريخ حافل بالانتفاضات والثورات من أجل التحرر القومي وفي سبيل التقدم والديموقراطية ومواجهة الدكتاتورية والقمع والاضطهاد وكان لها دور فاعل في اسقاط نظام الشاه وقبل ذلك في دعم حكومة مصدق وقدمت قوافل الشهداء طوال تاريخ ايران على مذبح الحرية والعدل والمساواة ويلاحظ في هذا المجال مهادنة وسائل الاعلام العربية والأجنبية الى درجة التواطىء في تجنب الحديث عن دور شعوب وقوميات ايران وحركاتها التحررية المناضلة في مسألة حسم الصراع الدائر وتقليد اعلام النظام الايراني عندما يتعلق الأمر بهذه المسألة بالرغم من أن معالجة قضية حق تقرير مصير القوميات في ايران مقياس التقدم وعلامة البناء المجتمعي السليم وتشكل القضية أبرز جوانب الأزمة لعلاقتها العضوية غير القابلة للانفصام بالديموقراطية وحقوق الانسان.
شعوب وقوميات ايران غير الفارسية المحرومة والمستبعدة بغالبيتها بدوافع عنصرية من التمثيل في مؤسسات الحكم وأجهزته والأكثر استعدادا ومصلحة للعمل من أجل التغيير تضم في صفوفها تنظيمات وأحزاب وقوى مختلفة المشارب والأطياف كانت قد أعلنت في مناسبات عديدة عن تحالفات واتحادات وجبهات معارضة أبرزها ” جبهة الشعوب لحق تقرير المصير ” التي ضمت ممثلي الحركات القومية التحررية للكرد والأحوازيين العرب وتركمانستان الجنوبية وجنوب آذربيجان وبلوشستان وأتراك آذربيجان ولكن من الملفت غيابها من دون استثناء منذ اندلاع المواجهات الأخيرة وحتى الآن عن مسرح الأحداث مما يدفع المراقب الى تقصي الأسباب من خلال احتمالات وفرضيات متباينة تتصدرها النظرة المتشائمة لواقع حال الحركات القومية التحررية لشعوب ايران تماما مثل نظيراتها من الأحزاب اليسارية بشقيها الكلاسيكي والراديكالي على الأصعدة الذاتية خاصة وافتقارها الى وجود تنظيمي فعال في الداخل والانقسامات الحاصلة في صفوفها وصراعات قياداتها المترهلة التي كانت ومنذ سنوات نظام الشاه وحتى الآن تعتمد على دعم بعض أنظمة الجوار الايراني الأكثر سوءا بعد العجز عن اعادة بناء هياكلها من جديد وتطوير برامجها ووسائلها النضالية بعد توقف الحرب الباردة وظهور النظام الدولي الجديد.
تتلخص أزمة حركات التحرر القومي الايرانية وتنعكس بصورة جلية في وعن الوضع المزري الذي تعيشه أحزاب الحركة القومية الكردستانية حيث نلمسها عن كثب وماتعانيه من انقسامات وغربة عن الوطن وبعد عن الجماهير وفشل في تجديد البرنامج والقيادة والوسيلة وتحمل المسؤولية التاريخية في عزل الكتلة الكردية الايرانية عن ساحات التأثير في المجال الوطني والمعارضة وهنا يجب التنبه بأن الصورة السلبية هذه لن تكون أبدية على ضوء محاولات جارية لاعادة بناء الحركة السياسية في كردستان ايران مثل سائر الأجزاء الأخرى من جانب أوساط المجتمع المدني والفئات المثقفة كما أنه ومهما بلغ الوضع القيادي الذاتي سوءا في الحركات القومية الايرانية وبينها الكردية فان جملة من العوامل الموضوعية الايجابية بدأت تتراكم من خارجية على الصعيد العالمي وداخلية خصوصا في المناطق القومية التي تشكل الأساس القابل للتأثير في ظل تفاقم الحالة الاجتماعية والبطالة والقهر والقمع والحرمان التي تؤسس لوعي متطلبات المرحلة وتنظيم الطاقات وايجاد البديل السياسي لمواجهة منظومة ولاية الفقيه التيوقراطية – القومية العنصرية – الأمنية وصياغة الشعارات القابلة للتحقيق والمشاركة الفعالة في الاحتجاجات والتظاهرات كخيار لابد منه في انجاز المهام الراهنة بدمج القومي الخاص بالوطني الديموقراطي العام وبدون تحقيق هذه المعادلة التي ستقض مضاجع أهل الحكم والنظام بتحالف حركة المجتمع المدني والتيارات السياسية الديموقراطية والليبرالية والعلمانية وجماهير المدن وطلبة الجامعات وفئات المثقفين والشريحة النسائية الناشطة زائدا الحركات التحررية لشعوب ايران في المناطق القومية من الصعب اجراء التغيير الديموقراطي المنشود في ايران فدرالي جديد تتعايش شعوبها وقومياتها ومكوناتها في اتحاد اختياري حر مبني على الشراكة العادلة والمصالح المشتركة.