بيــــان بمناسبة ذكرى تنفيذ الحزام الاستيطاني العربي في شمالي محافظة الجزيرة

حزب آزادي الكردي في سوريا
حزب يكيتي الكردي في سوريا

يا أبناء وبنات شعبنا الكردي!
أيها الوطنيون الشرفاء في سوريا! يا أنصار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في كل مكان!

في 24 حزيران الحالي تحل علينا الذكرى السنوية الخامسة والثلاثون لبدء النظام السوري بتنفيذ حزام عنصري في المناطق الشمالية من محافظة الجزيرة (الحسكة)، حيث أصدرت القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم قرارها الجائر المنافي لكافة العهود والمواثيق الدولية، وللشرائع السماوية، ذو الرقم 521 تاريخ 24 حزيران 1974، وكلفت عدداً من المسؤولين الكبار بتسليم أراضي 335 قرية كردية إلى مستوطنين عرب أتى بهم النظام من محافظتي الرقة وحلب بوسائل الترغيب والترهيب معاً، بهدف قطع مصادر المعيشة للسكان الكرد الأصلاء، وإرغامهم على إخلاء مناطقهم التاريخية، وتغيير ديموغرافية المنطقة لصالح النزعة العنصرية التي نادى بها منظر بعثي حاقد هو محمد طلب هلال ضابط الأمن السياسي في المحافظة في بداية الستينات من القرن الماضي.
لقد امتد الحزام الاستيطاني بطول 275 كم وعرض 10- 15 كم، وزرعت السلطات أربعين تجمعاً استيطانياً، وأمدتهم بكافة وسائل البناء والحماية، وتدريجياً عززت من دورهم في المحافظة من خلال إسناد مناصب هامة لهم في حزب البعث ودوائر الدولة، وبالأخص في سلك القضاء.
وإزاء هذا المشروع الخطير قاوم شعبنا تنفيذه، وتعرض العديد من المناضلين إلى الاعتقال الطويل من الحزب اليساري (المرحومان سعيد عربو، وحسي محمد) ومن البارتي (الحاج دهام ميرو، الأستاذ الراحل نذير مصطفى، عبد الله ملا علي، محمد فخري، أمين كلين، وكنعان عكيد)، كما تم قمع الفلاحين الكرد الذين تصدوا للجرارات الزراعية التي بدأت بالفلاحة، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، فإن السلطات مستمرة في هضم حقوق الملاكين والفلاحين الكرد.
إن ذكرى الحزام تقبل على شعبنا وهو يزداد معاناة من وطأة السياسات والمشاريع العنصرية التي تستهدف وجوده التاريخي، من تجريد من الجنسية وتعريب وحظر للغة والثقافة، وإقصاء من التوظيف ومن كافة مؤسسات الدولة، لاسيما البرلمان والحكومة، وقد بلغ التمييز العنصري مستويات خطيرة في الأشهر الأخيرة من خلال حملة القمع والاعتقال بحق نشطاء الحركة الكردية وقادتها، نذكر منهم: مصطفى جمعة، مشعل التمو، إبراهيم خليل برو، أنور ناسو، سعدون شيخو، ومحمد سعيد عمر، والحكم الجائر الذي صدر بحق كل من فؤاد عليكو وحسن صالح، والأحكام القاسية بحق كل من حسين محمد حميد، عبد القادر سيدو، جهاد عبدو، وصالح محمد عبدو، وبقاء كل من نظمي محمد، أحمد خليل درويش، ياشا قادر، دلكش ممو، وتحسين ممو في سجن صيدنايا منذ نحو 29 شهراً دون محاكمة، بالإضافة إلى الملاحقات اليومية للمناضلين والتضييق الشديد على الحريات، والأخطر من كل هذا محاربة شعبنا في لقمة عيشه، لاسيما بعد تطبيق المرسوم 49 الذي يمنع الكرد من التصرف في العقارات والمباني ويحظر عليهم البناء والبيع والشراء، والنقل التعسفي للعاملين الكرد إلى أماكن بعيدة، وخاصة في سلك التربية، وإصدار تعاميم هدفها النيل من الكرد وحتى تهميش البعثيين منهم.

ونتيجة لهذه السياسة الخطيرة المترافقة مع الجفاف اضطرت عشرات الآلاف من العوائل الكردية إلى التشرد في ضواحي دمشق وغيرها، أو الوصول إلى الخارج، هرباً من الفقر والاضطهاد، وأملاً في عيش كريم وآمن.
في ذكرى الحزام نؤكد بأن تصعيد النظام لحملة القمع والاضطهاد بحق شعبنا قد خلق لديه حالة من الاحتقان والغليان، وإن شعبنا لن يهدأ وسوف يواصل نضاله الديمقراطي من أجل إلغاء كافة المشاريع العنصرية والقوانين الاستثنائية المطبقة بحقه، ومن أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين، وإيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية عبر الاعتراف الدستوري بوجود وحقوق شعبنا حسب المواثيق الدولية وفي إطار وحدة البلاد، وسوف يتابع شعبنا عبر حركته السياسية نضاله المشروع بالتنسيق والتعاون مع كافة القوى الوطنية والديمقراطية المؤمنة بالتغيير الديمقراطي السلمي بما يحقق العدل والمساواة وحكم القانون، والتداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية، وبأن تصبح سوريا لكل السوريين دون تمييز.

20 حزيران 2009

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…