مداخلة الدكتور لقمان حسين في مؤتمر نقابة الاطباء المنعقد في الفترة 17-18 أيار 2009

  أيها الضيوف الأعزاء :

أيها الزملاء :ينعقد مؤتمرنا السابع في ظروف دولية وإقليمية بالغة الدقة تفرض على بلادنا تحديات جمة مما يستوجب علينا البحث عن أفضل السبل الناجعة لمواجهتها وهو برأي يتم عبر توسيع دائرة المشاركة لأبناء الشعب السوري عموما في عملية البناء والإصلاح والتغيير وإزالة كافة العقبات التي تواجه السعي نحوغد أفضل للوطن وتعزيز وتمتين وحدته الوطنية من خلال مساواة المواطنين جميعا في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس …….

والمزيد من الإجراءات والتشريعات التي تنمي الشعور بالمسؤولية وتكرس ثقافة الوطن والمواطنة فالوطن يتسع للجميع كما قال الرئيس الراحل المرحوم حافظ الأسد.
ومن هنا فان مؤتمرنا المهني مدعو كما غيره من المؤتمرات النقابية في الوطن المساهمة في إيجاد أفضل الصيغ كي يتبوأ بلدنا سوريا مكانته اللائقة بين أمم الأرض فاتحادنا النقابي يشكل إحدى مؤسسات المجتمع  المدني والتي  لها مكانتها الاجتماعية في أوساط واسعة من الشعب السوري وهي لذلك تمتلك المعطيات اللازمة كي تبدي تصوراتها  لما يريده المواطنون ومعالجة قضاياهم.


أيها الزملاء:
يعيش أبناء محافظة الحسكة أوضاعا صعبة نتيجة لحالة الجفاف السائدة منذ أكثر من سنة مما تركت أثارا اقتصادية واجتماعية سيئة على أبناء المحافظة ازداد على أثرها عدد الفقراء والعاطلين عن العمل وتفاقمت الهجرة إلى المحافظات الأخرى حتى إن بعض القرى قد خلت من ساكنيها ويبدو إن هذا الوضع سيستمر هذه السنة أيضا للأسباب ذاتها لأن المحافظة تفتقر إلى البنية التحتية والمنشآت الصناعية والزراعية والسياحية القادرة على التعويض للتراجع في المجال الزراعي الذي يشكل العصب الرئيسي لمعيشة المواطنين0ومما زاد من أعباءها المثقلة بالعديد من المشكلات أصلا هو صدور المرسوم التشريعي رقم 49 لعام2008 الذي  اعتبر محافظة الحسكة كلها منطقة حدودية يمنع فيها البيع والشراء دون موافقة أمنية مما احدث شللا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية و تأثر بنتيجته أكثر من ثلاثين مهنة يعيش من خلالها مئات الألوف من المواطنين 0
أيها الزملاء :    
ولارتباط عملنا المهني عضويا بالظروف الصعبة لما ذكرناه سابقا وبسبب تدهور القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني فقد انعكس ذلك على أوضاع  الأطباء البيطريين سلبا حيث تراجع عملهم إلى حد التوقف بسبب الانخفاض الهائل لإعداد الحيوانات بحيث أضحت العيادات البيطرية ومكاتب الخدمات خاوية من المراجعين والمربين طالبي الرعاية البيطرية …
ولكوني من أبناء محافظة الحسكة وإحساسا منا بمعاناة المواطنين بغية حلها و إنعاش الحالة الاقتصادية في عموم البلاد فلا بد من إلغاء  نتائج الإحصاء الاستثنائي لعام 1962 الذي حرم بموجبه مئات الألوف من المواطنين الكرد السوريين من الجنسية السورية والعديد من  القرارات الإدارية التي تنتهك من حقوق المواطنة ووقف العمل بالمرسوم التشريعي رقم  49 لعام 2008  لحين إيجاد البديل المناسب والذي يجب أن يأخذ بالاعتبار مصالح المواطنين وحقوقهم في التملك وتقديم الدعم والعون للحالة البائسة والمزرية من كل النواحي للمواطنين القاطنين في المنطقة المسماة جنوب الرد  المحاذية للحدود العراقية وإعادة الاعتبار لثقافة العمل والانجاز والتي بدأت تختفي في ربوعنا لحساب ثقافة القبيلة والعشيرة.وان التصدي لآثار الجفاف هو بدعم الإنتاج الزراعي وتخفيض أسعار المحروقات و الأسمدة ودعم الثروة الحيوانية ومنها منشآت الدواجن وحماية الفلاحين والمربين من أثار الكوارث الطبيعية مثلما هو سائد الآن و إيجاد حل جذري لمشكلة الديون المتراكمة على الفلاحين و مربي الثروة الحيوانية  بالغاءها والبدء بتنفيذ مشروع جر مياه نهر دجلة لري المحاصيل الزراعية وإقامة مشاريع صناعية وزراعية وسياحية في المحافظة لاستيعاب العاطلين عن العمل وتنفيذ مشروع تنمية المنطقة الشرقية المقرر منذ عدة سنوات 0
ومن هذا المنبر نناشد سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد الإيعاز للجهات المعنية بحل كافة مشاكل محافظة الحسكة وإنصاف جماهيرها لمافيه تعزيز للوحدة الوطنية وتقدم لبلادنا .
إما بالنسبة لمهنتنا فأننا نقترح:
1- الإعلان عن مسابقة لتعيين الأطباء البيطريين في  وزارات الدولة (الزراعة, الصحة , الاقتصاد , الجمارك, الإدارة المحلية ) .
2-اعتماد الترخيص لمرة واحدة بالنسبة لمكاتب الخدمات اسوة بالصيادلة والأطباء البشريين والأسنان والعيادات البيطرية  توفيرا للجهد والمال والوقت .
3- توحيد أسعار الأدوية والتقيد بالسعر المسجل على العبوة دون زيادة او نقصان.


4-  توفير الأدوية واللقاحات الأجنبية النظامية ومكافحة المهربة منها.
5-  المطالبة بالتشدد في الرقابة العلفية وخاصة لدى القطاع الخاص.
6-  تقسيط مبالغ ضم الخدمات بالنسبة لخزانة التقاعد وجعلها على ثماني دفعات بدلا من أربعة واستبدال فوائد التأخيرب05/0بدل010/0 سنويا.
 
أيها الزملاء:
طالبنا مرارا وفي مؤتمراتنا الفرعية موضوع الزملاء المحرمون من حق التسجيل في النقابة لكونهم في عداد سجلات أجانب الحسكة وهم مواطنون سوريون أبا عن جد وقد أقرت الجهات الرسمية وفي أكثر من مناسبة بضرورة تصحيح الغبن اللاحق بهم  بإعادة الجنسية لهم وكان أخرها التوصية الصادرة عن المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي المنعقد في حزيران 2005 فهل نسمع مرة أخرى وعودا بالحل أم يبادر مؤتمرنا الموقر باتخاذ قرار جريء يعيد الأمل لزملائنا ويحفظ حقوقهم المهنية والنقابية ريثما يتم إيجاد حل جذري لمشكلة المجردين من الجنسية.
أخيرا نتمنى لمؤتمرنا التوفيق والنجاح لما فيه خدمة بلدنا وشعبنا وإصدار القرارات والتوصيات الكفيلة بالمساهمة في تحسين الإنتاج الحيواني ورفع مستوى دخل الطبيب البيطري وتقديم المقترحات الكفيلة بحل مختلف القضايا المتعلقة بالمهنة لما لها من أهمية في حياة المجتمع.
17-5-2009
  وشكرا لإصغائكم
 

ملاحظة: عقد المؤتمر في مجمع الخير السياحي في الناصرة –حمص- برعاية السيد أسامة عدي عضو القيادة القطرية رئيس مكتب العمال والفلاحين القطري بإشراف نقيب الأطباء البيطريين في سوريا و حضر المؤتمر  امين فرع الحزب في حمص وبعض أعضاء مجلس الشعب وممثلي النقابات المهنية والشعبية و نقيب المهندسين الزراعيين في سورية ورؤساء الدوائر المركزية في وزارة الزراعة .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…