ديـــار ســـليمان
أن يتحول البارتي في عيـون البعض الداميـة لا بل في مجمل حواسهم المتهيجـة إلى مجـرد قطعـة قمـاش أحمـر اللـون تثير لديهم غريـزة النطـح فهـو لعمـري مرضٌ يستحق الوقوف عليه، وأن تتحـول أعمـال سكرتير البارتي الدكتور عبدالحكيم بشار وأقـواله الواضحة إلى ألغـاز تدفع هؤلاء للشـطح بأفكارهم والخطف بها أمامـآ وخلفـآ لإستعارة أحداث وتخيل أخرى والإضافة إليها والبنـاء عليها وإستخدامها كوسيلة تسخين لرفع الحالة النفسية وتصعيد (الدمدمة) و(الهمهمة) وشحذ (الأقـلام) بالأرض قبل الإنطلاق في رحلة علاج حكة الرأس التي تبـدأ بنطحة ولا يهم كيف تنتهي هو الآخر تصعيد خطير في الحالة النفسية.
أن يتحول البارتي في عيـون البعض الداميـة لا بل في مجمل حواسهم المتهيجـة إلى مجـرد قطعـة قمـاش أحمـر اللـون تثير لديهم غريـزة النطـح فهـو لعمـري مرضٌ يستحق الوقوف عليه، وأن تتحـول أعمـال سكرتير البارتي الدكتور عبدالحكيم بشار وأقـواله الواضحة إلى ألغـاز تدفع هؤلاء للشـطح بأفكارهم والخطف بها أمامـآ وخلفـآ لإستعارة أحداث وتخيل أخرى والإضافة إليها والبنـاء عليها وإستخدامها كوسيلة تسخين لرفع الحالة النفسية وتصعيد (الدمدمة) و(الهمهمة) وشحذ (الأقـلام) بالأرض قبل الإنطلاق في رحلة علاج حكة الرأس التي تبـدأ بنطحة ولا يهم كيف تنتهي هو الآخر تصعيد خطير في الحالة النفسية.
ولأبـدأ بالجملة الكلاسيكية التي تقال في هكذا مناسبات، البارتي ليس بحاجة للدفاع عنه ولكن لا بد من التوضيح… ولإعترف أيضآ بأن أحزاب الحركة الكوردية بمجملها هي أحزاب الحد الأدنى الممكن، ومع ذلك فالقول بأنها قد ركزت خطابها على النظام فقط ولم تبحث عن منافذ أخرى فيه الكثير من التجني اللهم إلا اذا إعتبرنا إعلان دمشق تجمعآ حكوميـآ يقوده هو الآخر كالجبهة التقدمية الوطنية حزب البعث، وكذلك إذا نظرنا الى عمل البعض في جبهة خدام ـ البيانوني ـ رغم ملاحظاتنا عليه ـ مسألة أبهجت السلطة، وكذلك اللقاءات التي تتم بين الحين والآخر بين البعض من قيادات الحركة الكوردية ـ بغض النظر عن نتائجها ـ مع المسؤولين في السفارات الأجنبية في دمشق تلقى رضا الحكومة واستحسانها، وإذا ما أعتبرنا أن ما تم على الأرض من إحتجاج سلمي على المرسوم 49 في نوفمبر من العام الماضي في قلب دمشق قد تم هو الآخر بتشجيع من الحكومة، في حين أن الواقع يقول أن إحياء المناسبات الإجتماعية كعيد المرأة مثلآ في ظل ما تم فيه من تصعيد إرهابي ضد المحتفلين وإعتقال بعضهم وصولآ الى مجرد وجود المواطن الكوردي في بيته أو حتى الخروج منه للتسوق يعتبر عملآ بطوليآ في هذه الظروف.
إن من حق قيادة الحركة الكوردية إستثمار جميع المناسبات لتصعيد النضال والإحتجاجات، وحتى لو لم يبقى لها سوى التجمع عند مقابر الشهداء فيجب اللجوءالى تلك الوسيلة التي تحمل كذلك في جانبٍ منها رسائل الـوفاء والإمتنـان لهؤلاء الذين ضحـوا في سبيل القضية الكوردية، وبالمناسبة حتى هذه التجمعات ليست بالسهولة التي يتصورها البعض وتحتاج الى الكثير من الشجاعة، كما أن من حق قيادة الحركة الكوردية في مخاطبتها للسلطة إستخدام كل الألفاظ الدبلوماسية وإستخدام كل التكتيكات للحصـول على تنازلات منها ويأتي التذكير بورقة الإخوان في هذا السياق، فمن يستطيع أن ينكر وقوف جميع أطياف الشعب السوري دون إستثناء خلال تلك الأحداث الى جانب السلطة أو لنقـل هادنها، لا بل من كان يستطيع أن يجاهر بموقفٍ آخر مناهض لها حتى لو كان لديه مثل ذلك الموقف وهي كانت كالأسد الجريح تضرب بقسوة في كل الإتجاهات، فإيقاف العمل المعارض في ذلك الوقت يمكن مقارنته بالتهدئة التي إنتهجتها قيادة الثورة الكوردية في أكتوبر/1973 تجاه الحكومة العراقية أثناء إنشغال العرب ومنهم العراق بحربهم مع اسرائيل، من جهة أخرى يفهم من التذكير بالمسألة أن الكورد سيلتزمون الحياد فيما لو تكرر مثل ذلك الأمر لإنهم غير معنيون بالأمر أصلآ.
وهنا لا بد من ذكـر أن الكورد بعديد أحزابهم يختلفون مع الأخوان في معارضتهم شكلآ وموضوعآ، كما أن الأخوان لم يغيروا من مواقفهم تجاه القضية الكوردية رغم أن البعض كما ذكرنا قد إنطوى معهم في جبهة واحدة وفشل في الحصول منهم حتى على وعود، وهذه الجبهة كما هو معروف قد إنفضت وذهب كل الى سبيله، واليوم يجدل الأخوان حبـالآ مما تبقى لهم من شعرات كانوا يغطون بها حقيقـة وجوههم و ذلك للنـط بها على شـجرة النظام.
الكورد إذآ وحسبما يفهم من المقال ـ الذي أثار البعض حوله عواصف هوجاء في غير موسم الأعاصير ـ يلتزمون في نضالهم للمطالبة بحقوقهم الوسائل السلمية التي يكفلها الدستور والقوانين السورية سـواء أكان ذلك بالتجمع او الاحتجاج، ومن المفترض بالقائمين على السلطة ان يرعـوا مثل هذه النشاطات لا أن يقمعوها ولا يأخذوا المسألة كإعتداء شخصي عليهم فيلجأون الى الإنتقــام، أي بالمفهوم المعاكس لم يستخدم الكورد أساليب عنيفـة كالإغتيالات والتفجيرات وهذا هو وجه الإستغراب، أي أن يكون رد فعل السلطة غير موازي لا بل يفوق سـقف العمل النضالي للحركة الكوردية سواء في إنتفاضة قامشلو وأخواتها 2004 أو في الإحتجاج الشجاع على المرسوم العنصري 49 الذي قادت الحركة فيه نفسها وجماهيرها وهي تضع دمها على كفها فيما يشبه العملية الإنتحارية بالنسبة لمن يعرفون النظام جيدآ.
ثم من لديه أفضل من هذه الأساليب وأجدى فليدلنا عليها وليتجاوز التنظير الى الفعـل، فالساحة مفتوحة للجميع، فقد يختصر علينا بحلوله السحرية وأعماله البهلوانية والتي عجزت الحركة الكوردية طوال 50 عامآ من تاريخها عن الإتيان به، عله بذلك يوفر علينا الكثير من الوقت والجهد والمعاناة.
ثم ألا يعتبر مقال التصعيد ضد الكورد أو أسئلة حول التصعيد ضد الكورد تشخيصآ للمرض وتحليلآ وشرحآ لسياسة السلطة في التعامل مع مكونات الشعب السوري بهدف وضع العلاج المناسب له، هذا العلاج الذي يجـئ على شكل دعوة من حكيم البارتي الى (وضع استرتيجية تتناسب مع هذا التصعيد وعدم الانجرار وراء التكتيكات التي تمارسها السلطة بغية إحداث شرخ كبير في بنية المجتمع الكردي من خلال تأليبه ضد بعضه البعض والسعي الجاد إلى تشكيل موقف كردي موحد وموقف نضالي كردي موحد قادر على القيام بمهامه للدفاع عن الشعب الكردي كوجود وقضية من خلال نضال وطني وديمقراطي سلمي)، فأين الخطأ في هذا الكلام، ألا يعتبر ما يحدث الآن نوعآ من إنجرار البعض وراء تكتيكات السلطة ودخول في ماكنة التأليب.
أما مسألة وضع جميع قادة الحركة الكوردية في سـلة النظام التجميلية ففيه الكثير من التجني لا بل هو خلط متعمد بين الفوبيا واللوبيا، لإن أقبية النظام لم تكـن دائمآ عيادات تجميل كما أن فرع فلسطين ليس هو الآخر جمعية خيرية تنظم وعلى بساط الريح رحلات عسل لروادها، فحتى لو كان الأمر صحيحآ فالمفترض (ضميريآ) إذا طالت (رحلة الإستجمام) بأحدهم أن تجب هذه الرحلة القسرية على الأقل ما قبلها ويغيـر البعض بالتالي من وصف العملية في مجملها، فالتسليم بنظرية المؤامرة هنا هو إغراق في الهتشكوكية.
البارتي كان وسيبقى أحد أهم خطوط الدفاع عن القضية الكوردية في سوريا، والعمل على تقوية هذا الخط لا يأتي باختلاق أو تصيد الهفوات وتكبيرها لا بل بمعالجتها إن وجدت.
إن من حق قيادة الحركة الكوردية إستثمار جميع المناسبات لتصعيد النضال والإحتجاجات، وحتى لو لم يبقى لها سوى التجمع عند مقابر الشهداء فيجب اللجوءالى تلك الوسيلة التي تحمل كذلك في جانبٍ منها رسائل الـوفاء والإمتنـان لهؤلاء الذين ضحـوا في سبيل القضية الكوردية، وبالمناسبة حتى هذه التجمعات ليست بالسهولة التي يتصورها البعض وتحتاج الى الكثير من الشجاعة، كما أن من حق قيادة الحركة الكوردية في مخاطبتها للسلطة إستخدام كل الألفاظ الدبلوماسية وإستخدام كل التكتيكات للحصـول على تنازلات منها ويأتي التذكير بورقة الإخوان في هذا السياق، فمن يستطيع أن ينكر وقوف جميع أطياف الشعب السوري دون إستثناء خلال تلك الأحداث الى جانب السلطة أو لنقـل هادنها، لا بل من كان يستطيع أن يجاهر بموقفٍ آخر مناهض لها حتى لو كان لديه مثل ذلك الموقف وهي كانت كالأسد الجريح تضرب بقسوة في كل الإتجاهات، فإيقاف العمل المعارض في ذلك الوقت يمكن مقارنته بالتهدئة التي إنتهجتها قيادة الثورة الكوردية في أكتوبر/1973 تجاه الحكومة العراقية أثناء إنشغال العرب ومنهم العراق بحربهم مع اسرائيل، من جهة أخرى يفهم من التذكير بالمسألة أن الكورد سيلتزمون الحياد فيما لو تكرر مثل ذلك الأمر لإنهم غير معنيون بالأمر أصلآ.
وهنا لا بد من ذكـر أن الكورد بعديد أحزابهم يختلفون مع الأخوان في معارضتهم شكلآ وموضوعآ، كما أن الأخوان لم يغيروا من مواقفهم تجاه القضية الكوردية رغم أن البعض كما ذكرنا قد إنطوى معهم في جبهة واحدة وفشل في الحصول منهم حتى على وعود، وهذه الجبهة كما هو معروف قد إنفضت وذهب كل الى سبيله، واليوم يجدل الأخوان حبـالآ مما تبقى لهم من شعرات كانوا يغطون بها حقيقـة وجوههم و ذلك للنـط بها على شـجرة النظام.
الكورد إذآ وحسبما يفهم من المقال ـ الذي أثار البعض حوله عواصف هوجاء في غير موسم الأعاصير ـ يلتزمون في نضالهم للمطالبة بحقوقهم الوسائل السلمية التي يكفلها الدستور والقوانين السورية سـواء أكان ذلك بالتجمع او الاحتجاج، ومن المفترض بالقائمين على السلطة ان يرعـوا مثل هذه النشاطات لا أن يقمعوها ولا يأخذوا المسألة كإعتداء شخصي عليهم فيلجأون الى الإنتقــام، أي بالمفهوم المعاكس لم يستخدم الكورد أساليب عنيفـة كالإغتيالات والتفجيرات وهذا هو وجه الإستغراب، أي أن يكون رد فعل السلطة غير موازي لا بل يفوق سـقف العمل النضالي للحركة الكوردية سواء في إنتفاضة قامشلو وأخواتها 2004 أو في الإحتجاج الشجاع على المرسوم العنصري 49 الذي قادت الحركة فيه نفسها وجماهيرها وهي تضع دمها على كفها فيما يشبه العملية الإنتحارية بالنسبة لمن يعرفون النظام جيدآ.
ثم من لديه أفضل من هذه الأساليب وأجدى فليدلنا عليها وليتجاوز التنظير الى الفعـل، فالساحة مفتوحة للجميع، فقد يختصر علينا بحلوله السحرية وأعماله البهلوانية والتي عجزت الحركة الكوردية طوال 50 عامآ من تاريخها عن الإتيان به، عله بذلك يوفر علينا الكثير من الوقت والجهد والمعاناة.
ثم ألا يعتبر مقال التصعيد ضد الكورد أو أسئلة حول التصعيد ضد الكورد تشخيصآ للمرض وتحليلآ وشرحآ لسياسة السلطة في التعامل مع مكونات الشعب السوري بهدف وضع العلاج المناسب له، هذا العلاج الذي يجـئ على شكل دعوة من حكيم البارتي الى (وضع استرتيجية تتناسب مع هذا التصعيد وعدم الانجرار وراء التكتيكات التي تمارسها السلطة بغية إحداث شرخ كبير في بنية المجتمع الكردي من خلال تأليبه ضد بعضه البعض والسعي الجاد إلى تشكيل موقف كردي موحد وموقف نضالي كردي موحد قادر على القيام بمهامه للدفاع عن الشعب الكردي كوجود وقضية من خلال نضال وطني وديمقراطي سلمي)، فأين الخطأ في هذا الكلام، ألا يعتبر ما يحدث الآن نوعآ من إنجرار البعض وراء تكتيكات السلطة ودخول في ماكنة التأليب.
أما مسألة وضع جميع قادة الحركة الكوردية في سـلة النظام التجميلية ففيه الكثير من التجني لا بل هو خلط متعمد بين الفوبيا واللوبيا، لإن أقبية النظام لم تكـن دائمآ عيادات تجميل كما أن فرع فلسطين ليس هو الآخر جمعية خيرية تنظم وعلى بساط الريح رحلات عسل لروادها، فحتى لو كان الأمر صحيحآ فالمفترض (ضميريآ) إذا طالت (رحلة الإستجمام) بأحدهم أن تجب هذه الرحلة القسرية على الأقل ما قبلها ويغيـر البعض بالتالي من وصف العملية في مجملها، فالتسليم بنظرية المؤامرة هنا هو إغراق في الهتشكوكية.
البارتي كان وسيبقى أحد أهم خطوط الدفاع عن القضية الكوردية في سوريا، والعمل على تقوية هذا الخط لا يأتي باختلاق أو تصيد الهفوات وتكبيرها لا بل بمعالجتها إن وجدت.
19.05.09
diarseleman@hotmail.de