مصطفى إسماعيل
ما أن تحتكم القوى الجوية والمدفعية التركية إلى هدوء نسبي عابر, سرعان ما يدخل الجيش الإيراني على الخط, مهدداً القرويين الكورد البسطاء, عبر قصف مدفعي وجوي يزعزع الهدوء النسبي لدى الكورد في جغرافية لم تتعارف مع الهدوء بعد, وهاجس الطرفين الأوحد هو استهداف مقاتلي العمال الكوردستاني المتحصنين بالجبال الكوردية, والمتحولين إلى أشباح مزعجة من النخب الأول لآلهة الحرب التركية والإيرانية, فكان البديهي والحالة هذه لجوء الدولتين إلى صبِّ جام غضبهما على الشياة مرة وعلى منازل آمنة مرات أخرى, فيما يبدو المُستهدف المُخطط للاقتصاص منه بعيداً عن متناول أيديهم, وخلال ذلك لا تكفُّ الدولتان عن التقدم بشكوى إلى العراق / الدولة المحجوبة على أمرها, وليسَ للكوردي سوى التقدم بالشكوى لله الثاوي في لاوعي شعوب المنطقة, والإيمان أكثر فأكثر بقدراته الذاتية في تمهيد موطىء قدمٍ له تحت الضوء في الراهن العالمي الموَّار.
وبات معلوماً للمتابعين, أن محاولات الدولتين في استهداف مقاتلي العمال الكوردستاني لا تُؤتي أُكلها, وأصبحت مهمتا الدولتين في استئصال ورقة هذا الحزب ضرباً من المستحيل لعوامل عديدة, يأتي من بينها النقلة النوعية لأداء الحزب العسكري خلال معارك الزاب في فبراير 2008 وعدد من العمليات اللاحقة لها, وهو أمرٌ أسهم في تصاعد شعبية هذا الحزب, وتحوله إلى بؤرة أساس في المشهد السياسي الكوردي, ونلاحظُ في الآناء الأخيرة, وتحديداً منذ وضعت الصناديق الانتخابية البلدية في تركيا وكوردستان أصواتها, أن الكتابة عن العمال الكوردستاني, وضرورات إيجاد حل سياسي للمسألة الكوردية في تركيا تحديداً, باتت الشغل الشاغل لأبرز الأقلام في الصحافة التركية, على طريق المساهمة في حل مُعضلات تركيا, التي تعتبر المسألة الكوردية المنفذ الإجباري إليها ( المسألة رقم واحد التي تواجه تركيا باعتراف الرئيس التركي “غول ” مؤخراً ).
ويتكشف من مقايسة الماضي السيا – عسكري القريب في المنطقة براهنه, أن التنسيق بين الدول الأربع : تركيا وإيران والعراق وسورية في ذلكم الماضي القريب حول الملف الكوردي لا يشكل سوى جنينَ التنسيق الحالي بين الدول المذكورة, وتحديداً منها إيران وتركيا, ويُفسَّرُ ذلك فيما يتعلق بالجانب الكوردي أن الهوية الكوردية في تصاعد مستمر, وأن الخط البياني السياسي والعسكري لدى الكورد شهد في السنوات الأخيرة تصاعداً ملفتاً, الأمر الذي يقتضي تنسيقاً فائقاً من لدن تلكم الدول المذعورة من النفير الكوردي الذي في القلب المزعج والمُقضِّ لمضاجع تلكم الدول ( إيران وتركيا تحديداً ) اليوم منه حزب العمال الكوردستاني / صاحب الأطروحات السلمية والعمليات العسكرية المشتغل عليها بحرفية فائقة.
انطلاقاً من ذلك يتمُّ النظر تركياً وإيرانياً ( على المستويين السياسي والعسكري ) إلى الحزب على أنه حامل الرسالة الكوردية, وحامل مفاتيح المسألة الكوردية, وبناءً عليه التخطيط السياسي والعسكري المشترك لإحراق ورقة الحزب, الذي يُعدُّ بمثابة نحرٍ للمسألة الكوردية في هذه النهايات القصوى في فهمهم, وهو فهمٌ له محدداته وحيثياته, وإن كانت تداعيات الأفهوم التركي والإيراني للمسألة وقرائتهما لها من كوَّة حزب العمال تأتي بآثار كارثية على الجميع ( نفوذ الحزب في كوردستان وتحوله إلى حجر عثرة سياسي وعسكري يقابل بالتعامل العسكري فقط ), والطرفان مُحقان في قرائتهما وربطهما المسألة الكوردية بالحزب, فالوقائعُ خلال العقدين الأخيرين أثبتت دونما مواربة – ولا سيما في كوردستان الشمالية – أن الامتدادات السياسية والعسكرية الأخطبوطية لحزب العمال الكوردستاني الذي استطاع أن يكون قوة انبعاث كوردية من تحت الرماد وضعت جميع البيض الكوردي في سلاله, وفي نهاية شهر مارس كنا شهوداً على التأثير العمودي للحزب على السياسة الداخلية في تركيا, إذ صوَّت الناخب الكوردي لحزب المجتمع الديمقراطي المُقرَّب من العمال الكوردستاني, وكانت الحصيلة مضاعفة عدد بلدياته, وتحوله إلى الحزب الرابع في تركيا من حيث الجماهيرية.
ويتكشف من مقايسة الماضي السيا – عسكري القريب في المنطقة براهنه, أن التنسيق بين الدول الأربع : تركيا وإيران والعراق وسورية في ذلكم الماضي القريب حول الملف الكوردي لا يشكل سوى جنينَ التنسيق الحالي بين الدول المذكورة, وتحديداً منها إيران وتركيا, ويُفسَّرُ ذلك فيما يتعلق بالجانب الكوردي أن الهوية الكوردية في تصاعد مستمر, وأن الخط البياني السياسي والعسكري لدى الكورد شهد في السنوات الأخيرة تصاعداً ملفتاً, الأمر الذي يقتضي تنسيقاً فائقاً من لدن تلكم الدول المذعورة من النفير الكوردي الذي في القلب المزعج والمُقضِّ لمضاجع تلكم الدول ( إيران وتركيا تحديداً ) اليوم منه حزب العمال الكوردستاني / صاحب الأطروحات السلمية والعمليات العسكرية المشتغل عليها بحرفية فائقة.
انطلاقاً من ذلك يتمُّ النظر تركياً وإيرانياً ( على المستويين السياسي والعسكري ) إلى الحزب على أنه حامل الرسالة الكوردية, وحامل مفاتيح المسألة الكوردية, وبناءً عليه التخطيط السياسي والعسكري المشترك لإحراق ورقة الحزب, الذي يُعدُّ بمثابة نحرٍ للمسألة الكوردية في هذه النهايات القصوى في فهمهم, وهو فهمٌ له محدداته وحيثياته, وإن كانت تداعيات الأفهوم التركي والإيراني للمسألة وقرائتهما لها من كوَّة حزب العمال تأتي بآثار كارثية على الجميع ( نفوذ الحزب في كوردستان وتحوله إلى حجر عثرة سياسي وعسكري يقابل بالتعامل العسكري فقط ), والطرفان مُحقان في قرائتهما وربطهما المسألة الكوردية بالحزب, فالوقائعُ خلال العقدين الأخيرين أثبتت دونما مواربة – ولا سيما في كوردستان الشمالية – أن الامتدادات السياسية والعسكرية الأخطبوطية لحزب العمال الكوردستاني الذي استطاع أن يكون قوة انبعاث كوردية من تحت الرماد وضعت جميع البيض الكوردي في سلاله, وفي نهاية شهر مارس كنا شهوداً على التأثير العمودي للحزب على السياسة الداخلية في تركيا, إذ صوَّت الناخب الكوردي لحزب المجتمع الديمقراطي المُقرَّب من العمال الكوردستاني, وكانت الحصيلة مضاعفة عدد بلدياته, وتحوله إلى الحزب الرابع في تركيا من حيث الجماهيرية.
تقاسم الأدوار بين تركيا وإيران هو ما شهدناه خلال الأيام القليلة الماضية, وقد تكررت فصول من ذلك خلال السنوات السابقة, ففيما تبدو تركيا سياسياً وإعلامياً مأخوذة بالتصريحات الأخيرة لـ ” مراد قره يلان ” أحد قادة العمال الكوردستاني, والتي أدلى بها للصحافي في صحيفة ملليت التركية ” حسن جمال “, وهي تصريحاتٌ مُحرِّضة على ارتكاب السلام في كوردستان وتركيا, وإسكات أصوات البنادق, صوبتْ إيران فوهات مدافعها وقاذفات الهاون هذه المرة إلى قرية حدودية كوردية في تركيا ( قرية كوكَب في ولاية هكاري ), بعد أيام من قصف الطيران التركي لقرى في محافظة السليمانية الكوردية العراقية, منتهكة بذلك حق سيادة تركيا على أراضيها, وهو انتهاكٌ لميثاق الأمم المتحدة الذي يحضُّ على حسن الجوار, والهدف الصريح والمضمر من وراء ذلك هو الرد على حزب الحياة الحرة الكوردستاني, المنحدر من أرومة العمال الكوردستاني, والمنضوي في إطار منظومة المجتمع الكوردستاني معه, ولكن الملفت أن هكذا تعديات تقابل من تلكم الدول بإكرام وفادة تلكم القذائف والترحيب الصريح والضمني بها, فما يعلمه الجنرالات والساسة في الدولتين أن ليس من شأن تلكم الانتهاكات إثارة المخاوف والقلق من وقوع مواجهة عسكرية بين الدولتين, أو إشعال حرب تخرج عن السيطرة فيما بينهما, فكلا الطرفين يعلم أن المستهدف بها هو حزب العمال الكوردستاني ومن خلفه الكورد وأن ما يجري في المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وإيران وأبعد منه في أحيان كثيرة هو حصيلة تنسيق أمني – عسكري – سياسي بين الدول الثلاث, وهي قذائف أقلُّ ما يقال عنها أنها مسرحية بإمتياز وذكية تميز العدو من الصديق جيداً !!!.