برسم قيادات أحزابنا الكردية ماذا أعددتم لمواجهة شراسة النظام

  معشوق مراد-هولندا

أعتقد جازما بأن هذا السؤال يراود أذهان معظم أبناء شعبنا الكردي بسبب ما يلاقونه يوميا من صنوف الاعتقال و الارهاب بحق قيادات و قواعد أحزابنا و مثقفينا بالاضافة الى اجراءات الفصل و النقل للموظفين و الأساتذة و الطلبة وخاصة بعد انتفاضة آذار 2004 والتي أشتدت وتيرتها هذا العام فالوضع الحالي للحركة الوطنية الكردية تشهد أسوأ حالاتها انشقاقا و تشرذما وكيلا للاتهامات من مختلف الأنواع والأعيرة الثقيلة  منها و الخفيفة و كأن حركتنا الوطنية الكردية و بسبب من عجزها عن مواجهة شراسة النظام تلجأ الى افتعال معارك جانبية مع بعضها البعض و توجيه أنظار محازبيها و مناصريها و كأن أم المعارك هي مع هذا الحزب أو ذاك و الصراع تناحري بينها و ليس مع النظام الذي لم يوفر مرسوما أو قرارا شوفينيا الا و طبقه بحق شعبنا ابتداء من المرسوم  49 الى الاعتقالات الكيفية و بالجملة اي ان النظام يتبع اسلوبا عنصريا و شوفينيا ممنهجا من اجل افقار و اذلال شعبنا الكردي و دفعه الى الهجرة و التشرد بدون اية اعتبارات  لدرجة اصبح فيها جسد الحركة الكردية هشا يسهل اختر اقه.
و السؤال كما ذكرته هو ماذا وفرت حركتنا الوطنية الكردية من مستلزمات لمواجهة هذه الهجمة ا لشرسة وهل هي في وارد البدء في تطبيق خطوات عملية للتخفيف من هذه الضغوطات على شعبنا .
ان المتتبع للوضع الحالي للحركة الوطنية الكردية يجد أن لا شيء على الأرض ا لى الآن فالخلا فات في أوجها بين بعض الأحزاب و محاولات البعض الآخر في تشكيل مجلس سياسي لا يجد طريقه الى التطبيق الى الآن بسبب الخلافات الحاصلة و أطرافا أخرى ليس لها لا في العير و لا في النفير فهي ملحقة بهذا الحزب أو ذاك  ومن هذه الأحزاب أيضا من يعتبر ان النظام قد أغلق الأبواب و النوافذ على شعبنا و يعتبر أن أي ضوء و لو باهت يتسلل يعتبره نصرا باهراودن اية حاولة جدية الا فيما ندر من قبل البعض لتدوير الزوايا و  تصفير المشاكل فيما بينها .
و أتسائل من جديد ؟
ان المعارك التي خاضتها احزابنا مع بعضها البعض خلال هذه السنوات ما كانت نتائجها ؟
ألا يكون من الأجدى أن نبحث عن أفكار و حلول تعتمد على ما يجمعنا منطلقا الى الاتفاق و ان كانت هناك أفكار مختلفة واسعة الدائرة و متفرقة فلتكن محاولتنا لجمع ما تفرق حيث ان العودة الى الحزبية الضيقة و التكتلات و المحاور يعني العودة الى الصراعات و الدوران في حلقة مفرغة و حيث أن الأفكار لا تغدو مشروعا الا بالعمل التنافسي الشريف لما فيه خير شعبنا و حركتنا .
و في ظل هكذا خلافات و فرقة و تشتت ألا يمكن أن تنبثق منها نواة صلبة قوامها عدد من القيادات الوطنية ا لمخلصة من الأحزاب لتكون هي البشرى لشعبنا و لنبرهن بأننا لم نفقد طاقاتنا بعد و قادرون على وضع هذه الطاقات في خدمة شعبنا و بمواجهة المخططات الشوفينية التي ترسم له .
فمتى يا ترى سوف نرى عملية تجديد لهذا الماء الراكد؟  
و السؤال الآخر ألم يحن الوقت بعد للبحث عن أشكال نضالية أكثر تطورا و تنوعا من أجل توفير الحد الأدنى من الكرامة و الحرية لهذا الشعب .انا لا أقصد هنا الا النضال السياسي لكي لا يفهم قصدي خطأ و يحملني البعض ما لا أقصده , حيث أن النضال السياسي بمفهومه المتعارف عليه بدءا من المنشورات وصولا الى الاعتصام و التظاهر هو حق مشروع و  لكن و بسبب التشرذم الحاصل فهذه الأساليب أيضا لم تجدي نفعا بين مطالب بتصعيده الى السقف  وبين معارض لمثل هكذا طرح تحت حجج مبررة احيانا و غير مبررة احيانا اخرى
ووفقا لفقه الاولويات:

ألا يمكن الاتفاق بين مختلف الأطر (جبهة ,تحالف , تنسيق ) على تشكيل وفد رفيع المستوى من أمناء و سكرتيري هذه الأحزاب و الأتفاق على ورقة مشتركة تشرح معاناة شعبنا و التوجه الى دمشق و طرق كل الأبواب بدءا من القصر الجمهوري مرورا بالقيادة القطرية و انتهاءا بالجبهة الوطنية و البرلمان السوري ومن بيده الحل والربط في اجهزةالنظام وكذلك وضع برنامج للالتقاء بسفراء الدول الاجنبية ذات التاثير و الاتصال بالوساءل الاعلامية المختلفة العربية منها والاجنبية للفت الانظار الى هذا الوفد و مطاليبه اي عمل حملة دعاءية
(CAMPAGNE)

على ان تتحمل احزاب الحركة الكردية مجتمعة تكاليف  هذاالوفد مهما طالت مدة اقامته و سوف لن تبخل الجالية الكردية في الخارج في المساهمة بنصيبها في هذه المبادرة
المهم أن تكون هذه المبادرة جماعية و ليست منفردة كما يحصل الآن .
والوجه الآخر لهذه المسألة و بافتراض ان كل الأبواب مغلقة ولم يسمح لهذا الوفد بمقابلة المسؤولين  عندها ألا يستحق هذا العمل أن يكون موضع مراجعة لدى كافة الأطراف التي عليها أن تراجع مواقفها و خاصة التي تراهن على تيار أو أشخاص من السلطة  ووضع استراتيجية للحر كة من اجل وقف هذا الانهيار.
و ثانيها البحث عن بديل يمكن أن يكون فعالا و نشيطا و رقما يحسب له حساب ضمن المعارضة الحقيقية للسلطة .
و في النهاية أقولها لكل أساتذتي و أخواني في قيادات الحركة الكردية ( يقولون من اجتهد و أخطأ فله أجر واحد و من أجتهد و أصاب فله أجران ) واذا كان لديكم بديل آخر فانا منتظرون .


شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شيروان شاهين تحوّل الصراع في سوريا، الذي بدأ منذ 14 سنة كحركة احتجاجات شعبية، من حالة صراع بين ميليشيات مسلحة وسلطة منهكة على مستوى أطراف المدن والأرياف إلى صراع طال شكل الدولة ككل. حيث أفرزت الحرب الأهلية واقعًا وعنوانًا جديدًا في 8 ديسمبر 2024: انهيار دولة البعث وإعلان دولة القاعدة. تميّز حكم البعث، الذي بدأه أمين الحافظ “السني”…

اكرم حسين   طرح الأستاذ عاكف حسن في مقاله هل ما زلنا بحاجة إلى الأحزاب السياسية؟ إشكالية عميقة حول جدوى الأحزاب السياسية اليوم، متسائلاً عمّا إذا كانت لا تزال ضرورة أم أنها تحولت إلى عبء ، ولا شك أن هذا التساؤل يعكس قلقاً مشروعًا حيال واقع حزبي مأزوم، خاصة في سياقنا الكردي السوري، حيث تتكاثر الأحزاب دون أن تنعكس…

صلاح عمر   ثمة وجوه تراها حولك لا تشبه نفسها، تبتسم بقدر ما تقترب من الضوء، وتتجهم حين تبتعد عنه. وجوهٌ لا تعرف لها ملامح ثابتة، تتشكل وفقًا لدرجة النفوذ الذي تقترب منه، وتتلون بلون الكرسي الذي تطمح أن تجلس بقربه. هؤلاء هم “المتسلقون”… لا يزرعون وردًا في القلوب، بل ينثرون شوك الطمع على دروب المصالح. لا تعرفهم في البدايات،…

أزاد فتحي خليل*   لم تكن الثورة السورية مجرّد احتجاج شعبي ضد استبداد عمره عقود، بل كانت انفجاراً سياسياً واجتماعياً لأمة ظلت مقموعة تحت قبضة حكم الفرد الواحد منذ ولادة الدولة الحديثة. فمنذ تأسيس الجمهورية السورية بعد الاستقلال عام 1946، سُلب القرار من يد الشعب وتحوّلت الدولة إلى حلبة صراع بين الانقلابات والنخب العسكرية، قبل أن يستقر الحكم بيد…