حسن برو
ليس غريباً أبداً أن تكون أي سلطة في العالم أقوى من المعارضة وبخاصة في ظل حالة الطوارئ المفروضة لربع قرن تقريباً، وليس غريباً أيضاً أن تحاول جهات من المعارضة فتح قنوات مع أي سلطة لأنه بالنهاية يسعى الجميع للحوار وإيجاد الحلول للمشاكل العالقة أو فتح صفحة جديدة ، وليس من الغريب أيضاً وللمرة الأخيرة أن تتصارع المعارضات فيما بينها…… ولكن الغريب هو أن يكون هناك معارضين شرسين للسلطة إلى حد صدور قانون يعدم بموجبه كل شخص ينتمي إلى هذه الجماعة وهو القانون /49/ الذي صدر بشأن الانتماء إلى جماعة أخوان المسلمين، وكان من المعروف بأن السيد صدر الدين البيانوني هو من أشدّ أعداء النظام في سورية ،وهو الذي انتقل من ائتلاف إعلان دمشق بدون أن يجمد عضويته إلى جبهة الخلاص الذي يتزعمها عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية السابق ….
ولكن يبدو أن حركة التنقلات هذه لم تهدأ عنده فبقيّ (مع المعارضين) إلى لحظة الهجوم الإسرائيلي على غزة ليعلقوا نشاطاتهم ضد النظام في سورية ، وفي الحالة هذه يمكننا اعتبار أن مثل هذه الخطوة تأتي على السبيل التكتيك ويرد على الاتهامات التي كانت تروجه السلطة ضد الإخوان بـ(بأنها جماعة مرتبطة بالخارج) وعلى سبيل المثال حينما كنت طالباً في المدرسة وأثناء ترديدنا الشعار الصباحي كان هناك شعار (كن مستعداً لمواجهة عصابة أخوان المسلمين العميلة …….فكنّا نردد مستعداً دائماً) دون ان نفهم سوى (أن الإخوان قاموا بالتفجيرات في حلب وحماة وغيرها من المدن) ولكن وبعد انتشار الفضائيات واهتمامنا بشأن العام ومحاولة الانفتاح على الآخرين من جميع الفئات تغيرت نظرتنا واعتبرنا أن أي معارضة يمكن أن تخطأ ويمكن لأي سلطة أن ترد بالشكل التي تراه طبعاً كـ(سلطة) عليها ، وهنا أعود وأقول يظهر من خلال تعليق الإخوان لمعارضتهم كان مدخلاً للمصالحة مع السلطة في سوريا ، وربما لعبت السعودية دوراً مهماً في هذه المصالحة ، وقريباً سنجد مصالحات أخرى من قبل المعارضة السورية ، بحيث لن يبقى في جبهة الخلاص المعارضة سوى (عبد الحليم خدام) وبعض الأشخاص بدون قاعدة شعبية في الداخل بعكس (الإخوان) ، كما إن إعلان دمشق يعاني الضعف بعد اعتقال قياداته وكوادره المتقدمة وبقيت نشاطاته مختصرة على بعض الاجتماعات فقط دون أن يستطيع التحرك في الشارع السوري بالعموم إلا أن الأكراد فيها أكثر نشاطاً ولكنهم يعانون أزمة ثقة من جانبين الأول: هو عدم اعتراف المعارضة حتى الآن بالشراكة الحقيقة معهم فمثلاً (رفع أي علم كردي أو رمز من قبل أي شخص وفي أي مكان في سوريا يعتبر كأن الأحزاب الكردية مسوؤلة عنها وتربطها المعارضة بأنها تسعى إلى الانفصال عن سوريا) وهنا يلتقي الجانب المعارض مع الجانب الثاني وهي السلطة : (حيث يحاكم الأكراد بموجب المادة /285/ في القانون السوري منذ تأسيس محكمة امن الدولة) لنفس تهمة الانفصال، وللعلم، لايوجد في برنامج أي حزب كردي مطلب بالانفصال على حد علمي، أما الجانب الأخر فان: الأكراد منقسمين فيما بينهم ولا جامع يربطهم مع بعضهم البعض إلا في المناسبات التي يصدرون فيها بيانا مشتركاً ومن ثم يخرجون بصراعات لا تنتهي إلا حينما تأتي مناسبة أخرى ليتجدد الصراع، وتكال الاتهامات بين بعضهم البعض.
ومن هذا المنطلق أجد بأن السلطة نجحت على عدة محاور :
1- في المجال الدولي استطاعت أن تفرض نفسها على الولايات المتحدة الأمريكية كلاعب أساسي في عدة ملفات تحتاجها السياسة الأمريكية في المنطقة ومنها (الصراع العربي الفلسطيني – ولبنان والعراق – بالإضافةٍ إلى غزة)
2- في المجال العربي استطاعت السلطة أن تقيم توازنات وتتصالح مع دول الاعتدال العربي ولكن ليس على حساب علاقاتها مع إيران.
3- في المجال الداخلي بالرغم من أن سورية كانت تعاني من عزلة دولية فقد انعكس ذلك على داخلها السوري فشددت قبضتها على الداخل من خلال الاعتقالات التي حصلت ولازلت والتي طالت الكثيرين من رموز المعارضة السورية والقيادات الكردية ، واستطاعت تفكيك الكل لحسابها الخاص.
4- في المجال الاقتصادي حتى الآن ظهرت السلطة بأنها قادرة على إدارة الأزمة التي تعصف بها في مجال (البطالة، وتراجع الزراعة والصناعة) بدون وجود خطط بديلة يمتلكها أحد غيرها.
– وفي هذا الإطار يمكننا تسجيل عدة نقاط على المعارضة:
1- عدم وجود ائتلاف معارض واحد.
2- وجود أقطاب للمعارضة متصارعة.
4- عدم وجود اتفاق عام ورؤية لحل جميع المشاكل السورية.
5- غالبية المعارضة اما موجودة داخل السجون أو في الخارج باستثناء القيادات الكردية وبعض رموز إعلان دمشق.
6-غياب التنسيق على مستوى العام فيما بينها.
7- عدم قرتها على استثمار السياسة الدولية والإقليمية لصالح أجندتها السياسية.
ومن هنا يبدو أن السلطة السورية قادرة على مسك جميع خيوط اللعبة السياسية، ومن أهمها أنها استطاعت أن تكسب جماعة أخوان المسلمين إلى جانبها في هذه الفترة، وذلك حسب ما صدر من عبد الحليم خدام بوجود حوار فيما بين الطرفين، وما تسرب للإعلام بأن هناك وساطات بين الطرفين لحل مشاكلهما ، وبالنهاية كما يقال بأن أول الغيث قطرة.
ومن هذا المنطلق أجد بأن السلطة نجحت على عدة محاور :
1- في المجال الدولي استطاعت أن تفرض نفسها على الولايات المتحدة الأمريكية كلاعب أساسي في عدة ملفات تحتاجها السياسة الأمريكية في المنطقة ومنها (الصراع العربي الفلسطيني – ولبنان والعراق – بالإضافةٍ إلى غزة)
2- في المجال العربي استطاعت السلطة أن تقيم توازنات وتتصالح مع دول الاعتدال العربي ولكن ليس على حساب علاقاتها مع إيران.
3- في المجال الداخلي بالرغم من أن سورية كانت تعاني من عزلة دولية فقد انعكس ذلك على داخلها السوري فشددت قبضتها على الداخل من خلال الاعتقالات التي حصلت ولازلت والتي طالت الكثيرين من رموز المعارضة السورية والقيادات الكردية ، واستطاعت تفكيك الكل لحسابها الخاص.
4- في المجال الاقتصادي حتى الآن ظهرت السلطة بأنها قادرة على إدارة الأزمة التي تعصف بها في مجال (البطالة، وتراجع الزراعة والصناعة) بدون وجود خطط بديلة يمتلكها أحد غيرها.
– وفي هذا الإطار يمكننا تسجيل عدة نقاط على المعارضة:
1- عدم وجود ائتلاف معارض واحد.
2- وجود أقطاب للمعارضة متصارعة.
4- عدم وجود اتفاق عام ورؤية لحل جميع المشاكل السورية.
5- غالبية المعارضة اما موجودة داخل السجون أو في الخارج باستثناء القيادات الكردية وبعض رموز إعلان دمشق.
6-غياب التنسيق على مستوى العام فيما بينها.
7- عدم قرتها على استثمار السياسة الدولية والإقليمية لصالح أجندتها السياسية.
ومن هنا يبدو أن السلطة السورية قادرة على مسك جميع خيوط اللعبة السياسية، ومن أهمها أنها استطاعت أن تكسب جماعة أخوان المسلمين إلى جانبها في هذه الفترة، وذلك حسب ما صدر من عبد الحليم خدام بوجود حوار فيما بين الطرفين، وما تسرب للإعلام بأن هناك وساطات بين الطرفين لحل مشاكلهما ، وبالنهاية كما يقال بأن أول الغيث قطرة.
(كلنا شركاء) 14/4/2009