لا و لن نقلد الزيدي ابدآَ …..أيها المخاتير

فرحات علي

إن المعاناة الشديدة التي يعيشها الإنسان الكوردي في كوردستان سورية على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية …الـخ ، تجعل من محاولة تفعيل الشارع الكوردي وتحريكه سلميا وديمقراطيا وحضاريا نحو تصعيد النضال لانتزاع الحقوق القومية المشروعة لشعبنا المضطهد من المهام الملحة  والرئيسية للحركة الوطنية الكوردية.

نظرا للظروف التي تمر بها الحركة قاطبة ومعها جماهيرها ، فمن ناحية جاءت التحركات والاحتجاجات المشتركة بين العديد من الأحزاب والتيارات ضمن الحركة الوطنية الكوردية لثلج صدور أبناء شعبنا المضطهد و المناضلين أينما كانت مواقعهم في هذا الفصيل أو ذاك.
تلك التحركات التي  يبدو أنها  لم تستساغ من قبل النظام وأركانه  الذين ما لبسوا إلا أن واجهوها  بكل صنوف الضغط والتنكيل ابتدأت في الصيف الماضي بحملات اعتقال واسعة والتي لم تزل مستمرة وطالت  قيادات الصف الأول ضمن إطار الحركة الوطنية الكوردية فكان اعتقال سكرتير اليساري الكوردي الأستاذ محمد موسى واختطاف واعتقال الناطق الرسمي لتيار المستقبل الكوردي الأستاذ مشعل التمو والذي لا يزال يقدم إلى محاكمات سياسية عبر تلفيق تهم باطلة بحقه وكذلك اعتقال الأستاذ مصطفى جمعة القيادي في حزب اذادي و بعض من رفاقه وكذلك القيادي في حزب يكيتي الكوردي الأستاذ سليمان اوسو هذا كله من جهة ومن جهة أخرى يسعى النظام إلى  هدم آخر ركن متبق في الحركة الوطنية الكوردية .
 ومن الواضح أن النظام يستغل مع الأسف الحالة السلبية التي تطغى على الحياة السياسية لدى الشعب وقواه الوطنية  ويمرر مشاريعه عبر نفق هنا وآخر هناك وبالتأكيد انه يراهن على حرف و تحويل مسار الصراع وإضعاف الحركة الوطنية الكوردية من خلال تأليب الأطراف بعضها  على بعض وإشغالها بصراعات ثانوية ليس للكورد ولقواه الوطنية المناضلة فيه من مصلحة .


إن ما صدر و يصدر من تصريحات وتصريحات مضادة وإشاعة أخبار وتكذيب في المقابل فيما بين الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب يكيتي الكورديين على لسان زعماء الطرفين تارة وعبر بيانات وتصريحات تحمل توقيع المكتب السياسي تارة أخرى  تصب في ذات المنحى الذي يرغب فيه النظام بل ويسعى إليه ،  ويبدو أننا أمام مسلسل مكسيكي أو تركي من هذا الزمان  قد تطول حلقاته وتكثر .



إشاعة الأخبار :
من الوقائع التي تبناها الحزب الديمقراطي الكوردي في سورية (البارتي) جناح الدكتور عبد الحكيم بشار وكذلك حزب يكيتي الكوردي في سورية وعبر بيان منسوب إليهما ومنشور على موقعي الحزبين المذكورين انه تم استقبال سكرتير البارتي الدكتور عبد الحكيم بشار وسكرتير حزب يكيتي  الأستاذ فؤاد عليكو من قبل السفير السويدي السيد ”  نيكولاس كيبون ” والسفير السويسري السيد        ” مارتن اوشباكر ”  المعتمدين في دمشق وذلك في لقاءين منفصلين قالت البيانات والتصريحات الصادرة من قبل كل من الحزبين ونشرت على معظم  المواقع الالكترونية الكوردية أن اللقاءين تناولا القضية الكوردية في سورية .
وترافق هذا الخبر ”  بإشاعات ”  عن وجود بوادر انفتاح رسمي على مطالب الكورد في سورية ، وتناقلت بعض الأوساط المضطلعة داخل الحركة الوطنية الكوردية انه في تلك الفترة التي كان فيها السيدان عليكو وبشار في دمشق للقاء السفيرين السويدي والسويسري الذين استعملا بمثابة غطاء للقاء جمع كل من سكرتير البارتي الدكتور”  عبد الحكيم بشار ” والسيد ” فؤاد عليكو “على رأس وفد حزبي مع اللواء ” اصف شوكت ” و ” هشام بختيار ” اللذين يعتبران  أهم أركان النظام  ، مع ملاحظة أن هذا الخبر نشر على بعض المواقع الالكترونية في ظل تعتيم من قبل الحزبين البارتي ويكيتي ولا يزال الخبر دون تعليق من قبلهما .

التصريحات :
وكالة ”  قدس برس ”  للأخبار أصبحت محطة التصريحات  والتصريحات المضادة للقادة الكورد في سورية ففي 23 اذار شن سكرتير حزب يكيتي الكوردي السيد ”  فؤاد عليكو ” هجوما عنيفا على الحزب الديمقراطي التقدمي وشخص أمينه العام السيد ” عبد الحميد درويش ” حتى انه نزع عنهم الهوية الكوردية واتهمهم بالعمالة والانبطاح طيلة نصف قرن من الزمن وهو كان يرد بذلك على تلك  الأخبار التي أشيعت حول إمكانية حدوث حوار بين النظام والكورد و قال السيد ” عليكو” :            (…….

ادعاء خاطئ تروجه بعض الأوساط الكردية القريبة من السلطة، الذين يسايرون النظام ويساعدونه منذ وقت طويل وليس منذ الآن، وهؤلاء لا يمكن أن يحسبوا على الأكراد فهم قريبون من السلطة، ويعمدون إلى تشويه الحقائق في هذا المجال، ونموذج هذا الحزب الديمقراطي التقدمي جناح ” حميد درويش” ….) مما أثار ردة فعل مباشرة  من قبل الحزب الديمقراطي التقدمي على تصريحات السيد ”  عليكو ” وبشكل اعنف ورد عليه ما كاله من  الاتهامات  .
وفي  4 نيسان الحالي اطل السيد ” عبد الحميد درويش ” وعبر ذات النافذة  ” قدس برس ” ليعرب عن أسفه من الاتهامات التي كالها السيد عليكو في تصريحات سابقة لنفس الوكالة وقال السيد درويش  : 
 ( …التصريحات التي أدلى بها عليكو إلى “قدس برس” عن أننا تحدثنا عن وجود حوار بين النظام الأكراد هي محض افتراء، فنحن لم نقل ذلك، وقد تعودنا على مثل هذه الاتهامات الباطلة من عليكو، فحتى الآن لا يوجد أي توجه لدى السلطة للحوار مع الأكراد، ولا توجد مؤشرات لذلك….

)
كما تطرق ” المناضل عبد الحميد درويش ” كما أحب أن يسمي نفسه إلى موضوع آخر ولمح إلى وجود أطراف كوردية سورية تدعو إلى الانفصال ووصفهم بأنهم جهات مشبوهة هدفها التحريض على الأكراد على حد قوله ووصف السيد المناضل .

أسئلة لا بد منها  :

هل السيد عبد الحميد درويش كان يعلم سلفا باللقاء السري الذي جمع الدكتور عبد الحكيم والسيد عليكو باللواء اصف شوكت وهشام بختيار ؟
هل فعلا تم هكذا لقاء ، إذا كان الجواب نعم فمن فوض السادة عن الكورد أجمعين وإذا كان الجواب كلا فلما لم يرد الحزبين يكيتي والبارتي على الخبر علما انه منشور عبر الشبكة العنكبوتية .

؟
إذا كان الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي يساير النظام ويخدمه فلمصلحة من فتح باب الصراع الكوردي – الكوردي الموصد من قبل السيد فؤاد عليكو .؟
إن تهمة الانفصال وسلخ جزء من الأرض السورية يكيلها النظام الحاكم لكل الكورد وأحزابه وهو اتهام عري عن الصحة فمن هي تلك الجهات والأحزاب التي تدعو إلى الانفصال أيها المناضل عبد الحميد درويش ………! ؟
ومهما يكن في الأمر يبدو انه لازال هناك متسع لبعض الكلام ولكنني سأتركه لرد السادة الأفاضل ، ولن أقلد الزيدي ابدآ………!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…