لا تمنحوا أصواتكم لأحزاب السمسرة هذه

مشكلتي مع المجاري البولية مستمرة ، البرودة تتسرب إلى الداخل نتيجة لمعمارية الغرفة ، والحكة مستمرة في ظهري وهي زائدة ولكنهم أعطوني حبوباً أستخدمها ، والربيع يقترب فهي ستزول معه ، ولا أتذكر الآن اسم ذلك الدواء، يمكنكم معرفته من الإدارة .

كتبت ترافعاً من ثلاث صفحات بشأن عقوبة العزلة ، لقد تم التصديق على العقوبة من طرف الحاكم التنفيذي ، وقد كتبت هذه من أجل محكمة الجنايات ، وأعتقد أنها أيضاً ستصادق على العقوبة ، ليس لدي وقت لقراءتها كاملاً ولكنني سأختصر ، إنهم هنا يقولون لي بهذه العقوبات : لا تتكلم !! ، فهذه هي العقوبة الحادية عشرة .
نعم أنهم يتصرفون سياسياً ، فهناك ضغوط سياسية ، كلهم أجزاء من نفس النظام ، يقولون أنك تصدر التعليمات من هنا وتهدد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ويعاقبونني عليها ، ما العلاقة بين كل ذلك ، إنني أتكلم عما سيحدث ، فلا أنا قادر على إصدار التعليمات ولا هم يسمعونني ، بل أريد الحيلولة دون الحرب ، ففي هذا الربيع سيموت كثير من الشباب وأنا أحاول الحيلولة دون هذا ، رئيس الوزراء يفعل المستحيل من أجل غزة بينما لا يحرِّك شعرة منه من أجل بلده ، و”أحمد داوودوغلو” (مستشار رئيس الوزراء) يلتقي في سوريا مع بشار الأسد عشرات المرات ، لماذا لا يأتون ويلتقون بـ”حزب المجتمع الديموقراطي” DTP والبلديات ؟ .
لقد كان “تورغوت أوزال ” صادقاً يريد حل هذه القضية ، كما أن “أرباكان” أرسل الرسائل من أجل حلها عندما كنت في دمشق عن طريق “عبد الحليم” ، لقد كان مفهوم “أرباكان” عن الإسلام مختلفاً بعض الشيء ، فقد كان لديه جانبه الإسلامي ، ولكنني لم أفهم شيئاً من حزب العدالة والتنمية (AKP)هذا .
إنهم يبغون تصفيتي هنا، وهذا مخطط الانكليز ، فهم يعدّون هذه المخططات منذ خمسمائة سنة .

بينما أميريكا وإسرائيل وانكلترا تقوم بتنفيذها ، وهم الذين رتبوا هذه المؤامرة ، في الحقيقة هم لا يريدون حل القضية الكردية ، وبهذا الشكل يحتفظون بتركيا رهينة بين أيديهم ، والسبيل الذي يجب على تركيا العمل به هو الدخول عاجلاً في حل ديموقراطي مع أطراف القضية ، وإلا فإنكم تقصفون كل يوم ، ولا شك أنهم أيضاً يقومون بإعداداتهم ، أنا لا أعلم ولكن أخمن ، هم يريدون تأسيس كردستان صغيرة في جنوب كردستان وإعتبار الكرد في الأجزاء الأخرى غير موجودين ، فهل هذا ممكن ؟ ولهذا السبب يريدون تصفيتنا أيضاً ، ففي التاريخ وضعوا “نابليون في جزيرة “هيلينا” إنها مأساة ، وأتوا بي إلى إيمرالي ، ولا زلت هنا .
نعم يريد AKP أن يحظى بدعم بعض مجموعات الطرائق وضم قوى الجنوب إلى جانبه ليقوم بتصفيتنا ويجعل من “شرف الدين آلجي” و “Haq-Par” وبعض التنظيمات الكردية الأخرى مخاطباً له باسم الأكراد ، وغداً سيبرزون الفيدرالية في مواجهة هؤلاء ، فالدستور قد وافق على هذا الأمر ، بينما نحن نريد حل القضية الكردية بشروط معقولة ضمن الوحدة الديموقراطية دون تغيير في الحدود .

فنحن لا نعترض على التكامل ، كما لا نعادي الوحدة والتشارك الذي يحبونه كثيراً ونريد حل القضية الكردية من خلال حوار ذو معنى وليس بالعنف ، فبدون الحوار السياسي لا يمكن حل القضية ، وأنا أقول: لا يمكنكم حل القضية بهذا الشكل .

إذا أخذتم الأكراد وما يريدونه بعين الاعتبار لن تستطيعوا حل القضية .

والقضية ليست قائمة في تركيا وحدها ، بل القضية الكردية قائمة في إيران وسوريا والعراق أيضاً .

فإن تناولتم القضية على هذا النحو لن تستطيعوا حلها في إيران ، وتركيا لن تستطيع حل القضية في سوريا ، مثلما لن تستطيعوا طمس القضية .

هذا ما أستطيع قوله في مواجهة العقوبة .


ما أريد معرفته بشأن وضعي هو : الاستنكارات الجارية ، هل هي مدّبرة ، أم أنها عفوية تلقائية ؟ أي الأماكن كانت قوية ؟ أعتقد أنها حدثت في روسيا أيضاً ، مثلما حدثت في عفرين وغيرها من الأماكن أيضاً ، كيف كانت إيران ؟ يقال أن عضواً في حزب الحل الديموقراطي (PCDK) قد أضرم النار في بدنه في قنديل ، فكيف وضعه الصحي ؟ أتمنى له الشفاء .


ماذا يقول “محمد علي بيراند” والآخرون في مسألة العشر سنوات وكيف يفسرونها ؟ (المقصود هي سنوات سجنه) ، لقد تطورتُ كثيراً من الجانب النظري .
نعم حدثت بعض الأمور ، وأنا أسير من حيث ترك “لاجينأر” ، ولهذا أريد ذكر أمر تاريخي ؛ من عام 99 إلى 2002 كان هناك فريق قالوا لي : يمكنك إرسال الرسائل إلى PKK .

كما لم يعرقلوا ما كتبته ، وأعتقدت بجدية ذلك الفريق .

لقد كانوا أشخاصاً متمكنين من أعمالهم والعديد من الأمور الأخرى .

كان ذلك الفريق مرتبطاً بهيئة الأركان العامة ، ويتصرفون باسم رئيس هيئة الأركان “حسين كيفريكوغلو” ، وكنت قد سألتهم فيما إذا كانت لديهم القوة ليتحدثوا معي .

أنا لا أقول بأن ذلك الفريق كان من “أرغنكون” ، كما لا أعلم فيما إذا كانوا من “أرغنكون” أم لا .

وربما يكونوا فريقاً آخر ، وقد كانوا مرتبطين بهيئة الأركان .

ولكن كانت هناك لعبة سياسية في الميدان ، فقد كانوا يريدون تصفية حركة التحرر الديموقراطية ، فأنا ألقيت خطوتي المعلومة ، وكانوا يفكرون في أنني سأنهار ، فقد قال المحامي “زكي أوكجوغلو” الذي كان يأتي إلى هنا ، لأوسمان ورفاقه عني : “إن ذلك الرجل السافل قد انهار أو سينهار خلال شهرين” .

والآن أعلم أنه يتلقى راتبه من الطالباني .

أما الساقط أوسمان ورفاقه قالوا لهؤلاء : “نحن أنهينا أمر PKK هنا ، وقضينا على PKK الموجود هنا ، وأنتم تقضون على من تبقى هناك” .

كما قالوا لـ “فرهاد” و “بوتان” : “يمكنكم اللجوء إلى الحزب الديموقراطي الكردستانيPDK ” .

ذلك الفريق لم يأت بعد عام 2002 ، ولا نعلم سبب عدم مجيئهم ، أنا هنا اتخذت من الحل الديموقراطي أساساً ، فالمسألة لم تكن مسألة الانهيار .

وللحقيقة إن ما أستطيع القيام به هنا محدود ، وحتى لو أردت القيام بأكثر من ذلك فإن PKK لن يقبل به ، وفي ذلك الوقت استخدمت قوتي الذاتية ، وكتبت إليهم الرسائل ، وقلت لهم افعلوا كذا وكذا ، وهم فعلوا الكثير مما طلبته ، ولكنني لا أستطيع القيام بكل شيء .

قالوا لي : “دع PKK يتخلى عن السلاح ، وبعدها نحل القضية !! .

كيف لي أن أُقنع “جميل بايق” ؟ وكيف لي أدفعهم إلى ترك السلاح ؟ فهم سيرمونني بالرصاص .

فكيف لي أن أجعل “دوران كالكان” يقبل بذلك ؟ إن بايق وعباس وجمال كلهم مسيطرون على الوضع ، وهم الذين يصدرون الأوامر ، ولو تطاولت بعض الشيء ، فربما يعلنون عني خائناً ، فقد كان في PKK يقولون لي : “سنخسر إذا مضيتَ أكثر” .

أما أنا فقد قلت : ” كلا المسألة ليست الخسارة ، فلنكسب السلام” .

في ذلك الوقت كتب “بيشيكجي” وآخرون ضدي ، كذلك العديد من المحامين الذين ترددوا على هنا ، والعديد من المحاميات لم يستطيعوا القبول بموقفي .

وقد قلت لقسم من المحامين الذين أتوا قبلكم : “حسناً ، يمكنكم عدم المجيء إذا رغبتم في ذلك” ، والعديد منهم امتنع عن المجيء .

والآن أسألهم ، ويمكنكم سؤالهم أيضاً : أين هم الآن ؟ ومن الذي قاوم على مدى عشر سنوات ؟ ومن هو المحق ؟ ، أقول لـ”بيشيكجي” والآخرين : من الذي قاوم على مدى عشر سنوات ؟ وأين الذين انتقدونا ؟ وماذا فعلوا هم خلال السنوات العشر هذه ؟ .
حتى أن حزب الحركة القومية (MHP) في مرحلة ما يوضح بأن تكاليف بقائي هنا باهظة جداً على تركيا ، ويضيف : إما أن نعدمه فوراً ، أو نوجِدَ حلاً .

إن تكاليف تواجدي هنا باهظة جداً ، وما يقولونه صحيح .

لا زال الشباب يموتون ، وأرادت “تانسو تشيللر” أن تصبح “آناتورك” وتريد القضاء عليّ لهذه الغاية ، ودفعت قواتها إلى القيام بنحو خمسين عملية عسكرية ولكنها لم تفلح ، ثم رحلت .
قلت : إذا كانوا يريدون حل “أرغنكون” فليأتي أحد النواب العامون وليلتقي بي ، ولكن لم يأت أحد للقائي ، فإذا كانوا يريدون حلها فإنني هنا ، وكل المعلومات متوفرة لدي ، فلماذا لا يأتون ولا يلجأون إلى إفادتي ؟ .
أنا لست المسؤول عما سيحدث مع مجيء الربيع ، ولم يبق على ذلك سوى شهر أو شهران .

إذا أمطرتهم بالقنابل كل يوم ، فهم سيقاومون أيضاً ولو من أجل حماية أنفسهم فقط .

PKK لا يستسلم ، بل سيقاوم .

ولا أعلم كيف سيتصرفون ، فذلك ما يقرره هم ، ولكن حركة التحرر الديموقراطية أقوى من السابق بعشرة أضعاف ، بل هي أقوى من السابق بأربعين ضعفاً .

وأنا لا أريد أن يموت الشباب الأكراد والأتراك ، وأريد الحيلولة دون ذلك ، ولا أريد أن تبكي الأمهات بعد الآن ، وأؤكد على وجوب الوحدة والتكامل دائماً .

يمكن حل هذه القضية من خلال حوار سياسي بناء ، ولكنني لا أفهم شيئاً من حكومة AKP هذه ، فبدلاً من القيام بالمستحيل من أجل “غزة” ، عليهم رؤية “غزاتهم” ، وبدلاً من التحدث عن “غزة” كل يوم مع سوريا والبلد الفلاني ، ليذهب وليتحدث مع المنتخبين والبلديات .

فإن استطاع إلقاء هذه الخطوات عندها يمكن أن يتطور الحل أيضاً ، فأنا أقف إلى جانب أخوّة الشعوب دائماً .


اقتراحي من أجل أشهر الربيع وحتى الانتخابات على النحو التالي :
أولاً : يمكن أن يعمل الطرفان بوقف لإطلاق النار ، وقد يكون غير رسمياً يطبق على أرض الواقع عملياً ولكن بشكل غير مباشر .
ثانياً : يمكن التوافق على دستور مدني ديموقراطي ، ويمكن ترتيب كونفرانس الدستور الديموقراطي ، فقد كانت هناك ثقافات عديدة تعيش في الأناضول ، واليوم حولوها إلى صحراء قاحلة .


ثالثاً : يمكن تأسيس لجنة البحث عن الحقائق ، كي تقوم بالبحوث اللازمة عن الحقائق للكشف عنها ، ويمكنها المساهمة في حل القضية .


إن تحققت هذه الأوضاع الثلاثة يمكن أن يتطور الحل أيضاً .

هذه هي مقترحاتي ، وأتمنى من الجميع أن يبذلوا الجهد اللازم من أجل السلام والحل .
أحدهم كتب في صحيفة يقول أن انكلترا أنشأت الـ”غلاديو” ، هذا صحيح ، فالفكر يعود للانكليز ، وانكلترا بدأت بتأسيسه ابتداء من عام 1946 ، وفيما بعد تأسس في تركيا ، وبعد إجراء تعديل أو تعديلين في ميدان السياسة ، قاموا بوضع مشروع الإسلام المعتدل في الشرق الأوسط إلى جانب السياسات الليبرالية الجديدة (نيو ليبراليزم) ، وهدفوا إلى إجراء تحول في دول الشرق الأوسط من خلال هذه السياسات ، ووضعوا هذا المشروع قيد التنفيذ ابتداءاً من باكستان ووصولاً إلى المغرب العربي ، أما في تركيا فيتم تطبيق مشروع الإسلام المعتدل منذ ثلاثين سنة ، هذه سياسات انكليزية وأميريكية .

فمن جانب هناك الشريحة القومية العلمانية ، ومن الجانب الآخر هناك الشريحة القومية الدينية ، ولم يجلب هؤلاء أي مشروع للحل ، وليس من حل تقدموا به للشعب ، أحدهما يسعى إلى السلطة والآخر إلى السمسرة والربح .


السياسات الانكليزية تهيمن على الشرق الأوسط منذ 400-500 سنة ، فالانكليز قاموا بممارسة سياسات رهيبة في المنطقة ، وكسبوا خبرة كبيرة في هذا المضمار ، وبدون معرفة كل ذلك لا يمكن ترسيخ السلام أيضاً ، وهم الآن يُلهون تركيا بقولهم إن تركيا شريكتهم الاستراتيجية ! كلا هم ليسوا شركاء استراتيجيون ! .


أعلم وقد سمعت عنه ، لقد قال : انظر إلى المرآة ، أين ؟ ألم تكن إسرائيل شريكتكم الاستراتيجية ؟ هم سيبرزون كل هذه الأمور واحداً..واحداً أمام تركيا في المستقبل ، اليوم الإبادة الأرمينية ، وغداً الروم (اليونان) والـ “بونتوس” (أقلية أثنية كانت متواجدة على سواحل البحر الأسود ، تعرضت للإبادة على يد العثمانيين) والأكراد ، سيواجهون تركيا بجميعها .


إنهم جعلوا من تركيا رهينة في أيديهم ، فبدون موافقة إسرائيل لا تستطيع تركيا حتى فتح بقالية ، وفيما يتعلق بسياسة “غزة” ليست هناك أية سياسة لدى تركيا ولا لدى العرب ، لقد باع الجميع أنفسهم ، فهناك المال في طرف المعادلة ، وهناك السياسة ذاتها مستمرة في الشرق الأوسط منذ ثلاثة آلاف سنة .

وأنا أمقت الذي انتجوا هذه السياسة ، التي يمارسها العرب .


لقد وضعوا مخطط تأسيس دويلة صغيرة في العراق ، ويُلهون تركيا بها باستمرار، ويقولون لها :”سنقضي على PKK ، ويمكنك الهجوم والتحامل عليه” .

ويدفعون بتركيا إلى تأسيس العلاقات مع الجنوب ، ولكن هذا خداع .

بينما تركيا تفعل هذه الأمور منذ عشرين سنة ، وملتهية بهذه السياسات ، ومقابل كل ذلك يقولون لتركيا : يمكنك أن تبيد PKK !! .

كلا ، لن يتمكنوا إطلاقاً من تصفية PKK والقضاء عليه ، كما لا أعتقد بأنهم راغبون في تصفيته .

لقد أقامت تركيا العلاقات حتى الآن مع الولايات المتحدة وإسرائيل وانكلترا في سبيل القضاء على PKK ، وتريد الآن إقامة نفس العلاقات والشراكة مع كل من إيران وسوريا ، إن هذا وضع خطير للغاية !! ولا يمكن أن ينجح ، بل هو تناقض أيضاً .

فمن جانب تقوم بتأسيس تحالف مع كل من إيران وسوريا المعاديتان للولايات المتحدة وإسرائيل ، ومن الجانب الآخر تعتمد على الولايات المتحدة وانكلترا !! .

إن هذا خداع كبير ، وأمر مستحيل .

يتم إلهاء تركيا بهذا الشكل من جديد ، فحتى لو قامت بتطوير علاقاتها مع الجنوب فلن يتغير في الوضع شيء ، فالبارزاني يعلم جيداً بأنه لن يستطيع العيش لأربع وعشرين ساعة من دون PKK ، ولا يريد تصفيته ، ولا بد أن يحظى ببعض فروع أو فرعين على الأقل من PKK إلى جانبه ، كما يمكن أن تظهر مجموعات أخرى مستقلة ، وعندها ستزداد صعوبة الحل ، ولن يستطيع أحد الخروج من المسألة .


انكلترا والدول الأخرى يحتفظون بتركيا رهينة بهذه السياسات ، ولم تكن هذه سياسة مصطفى كمال ، فقد حاصروا مصطفى كمال في عام 1926 وقضوا عل نفوذه وفرضوا عليه الاستسلام ، فقد حاصروه مع محاولة الاغتيال في إزمير ، هذه سياسة الانكليز ، وقاموا بممارسة هذه السياسة رغماً عن مصطفى كمال ، أقول رغماً عنه لأنه كان “جمهورياً” ولكنهم حاصروه ، وستظهر الوثائق بهذا الصدد يوماً ما ، وقد كان هناك تقييم مماثل لـ “الجنرال تاغماز” في مجلة “Aktuel” ، فهو كان قد قام بتولي بعض المهام في المنطقة (الكردية) .

هذا ما يقوله الجنرال : “لقد حاصروا مصطفى كمال وقضوا على نفوذه ” ، ولست أنا من يقول هذا ، بل الجنرال .

نعم لقد كان مصطفى كمال من أتباع “روبسبيير” و “جاكوبيني” ولكنه لا يتصرف على هذا النحو أمام هذه القضايا .


إنني غاضب جداً من أوروبا ، إنهم مراؤون ذوو وجهين تماماً ، ولكنها تعرف جيداً جداً ما تقوم به .

فهي تقوم بإلهاء تركيا باستمرار ولا تريد انتهاء وضح الحرب هذا ، بل تريد استمراره ، أوروبا تضحي بأكراد الشمال من أجل العراق ، فقد كانت هناك جملة انسلّت من كلمة لـ”توني بلير” حيث قال : نحن لدينا مشروعنا بشأن أكراد العراق ، ولكن ليس لدينا أي فكر بشأن الأكراد الآخرين ! .

إنه يقول الصواب ، فهم ليس لديهم أي مشروع للحل من أجل الأكراد الآخرين .

ويريدون التخلص من “بلاء PKK” ، ويعلنوننا إرهابيين ، ولكن يظهر من هم الانفصاليون الحقيقيون ، إنهم يضحون بأكراد إيران في سبيل دويلة فيدرالية صغيرة في العراق ، ويضحون بأكراد سوريا من أجل دويلة فيدرالية صغيرة في العراق ، ويضحون بأكراد تركيا بنفس الشكل ، بينما تركيا مخدوعة دائماً بهذا الأمر .

هل تظن بأن الدولة التي ستأسس لن تكون كارثة عليك ؟ فإن لم تحل القضية فإن الدولة الفيدرالية التي تتأسس في العراق ستقوى غداً ، فإن لم تحل القضية لن تستطيع النفاذ من هذا الأمر .


حكومة AKP  هذه لا تفعل شيئاً ، فالحكومات السابقة كانت تفهم بعض الأمور ، فحتى MHP يقول : إننا لن نستطيع ارتكاب إبادة عرقية ، وعلينا أن نعيش معاً .

وعلى هذه الحكومة أن تهتم بشؤونها أيضاً بدلاً من الانشغال بـ”غزة” إلى هذه الدرجة .

كما أن هؤلاء ليسوا معادين لإسرائيل أو ما شابه ذلك ، كما أنني لا أصدق بأن الحكومة تريد القيام بشيء من أجل “غزة” ، كل ما يجري هو سيناريو ، ونتيجة لمعاهدة .


إن ما يجب القيام به هو الحوار السياسي ، هذه هي النقطة التي يتم الوصول إليها في كل بقاع العالم ، أي الحوار السياسي ، علماً بأن المرحلة هي مرحلة الحلول السياسية ، بل إنها ترغم على ذلك .

بناءاً عليه يجب إجراء الحوار ، وأنا لا أصر على إجراء الحوار معي ، ولكن يجب فتح الطريق أمام الحوار ، فيمكن الالتقاء بحزب المجتمع الدموقراطي DTP والبلديات ، وكنت قد قلت لأولئك الذين جاؤوا باسم هيئة الأركان ، هناك حاجة لمفهوم سليم للديموقراطية من أجل السلام وحل القضية ، والمصطلح الذي استخدمه هو مصطلح الديموقراطية السليمة ، وهذا ما يلزم .
ما هو مجموع الأشخاص الموجودين في السجون ؟ ربما يقاربون 3-5 آلاف سجين ، أبعث بتحياتي إلى جميع الأطفال .

لقد كنت حلمت حول دياربكر ، أخبرتكم به في الأسبوع الماضي ، فقد كنت أريد الولوج ضمن جماهير الشعب ، ولكن لم يكن لدي حذاء ، وكنت في قلق حول كيفية الخروج مع الشعب بدون حذاء ، وكنت أريد دفع بعض النقود لأولئك الأطفال ، ولكن لم يكن في جيوبي شيء منها ، سوى عشرة قروش .

ربما حلمت هكذا لأنني حساس جداً بشأن قضايا الأطفال ، وينبع من التواصل الذي أقيمه مع الشعب .


لقد وصلني خبر انعقاد كونفرانس “آبانت” في “هولير” من الإعلام ، فهل نشروا البيان الختامي ؟ إن هؤلاء يتخذون استعدادهم منذ ثلاثين سنة ، وهم أجزاء في نفس اللعبة وعلاقاتها .
بشأن الانتخابات أقول للأكراد ما يلي : لاتمنحوا أصواتكم لأحزاب السمسرة والربح هذه ، فحتى لو منحتموها لهم لن يتغير شيء ، فهي لن تفعل شيئاً من أجل الأكراد ، إنهم يظنون بأنهم سيخدعون الأكراد بتأسيس تلفزيون مزيّف ، كلا لن يستطيعوا خداعهم بهذا الشكل ، ليس لهذه القناة قاعدتها الدستورية والحقوقية ، وليس لها أي أساس سليم ، ولا تخدم السلام والحل ، فإن أردتم فتح القناة فليكن ذلك بشكل سليم وصحيح .


AKP يظن أنه سيحل هذه المسألة بتوزيع الصدقات وما شابهها في المنطقة (الكردية) ، وأنا أقول لشعبنا بأن لا يصبح السمك المتعلق بالسنارة ، ويجب على شعبنا أن لا يمنح أصواته لأحزاب السمسرة هذه .

 
من هنا أقول للأكراد : أحذروا ولا تعطوا أصواتكم لهؤلاء ، وليكونوا متوحدين يستخدمون أصواتهم من أجل الحل الديموقراطي ، وإلا فسيموت آلاف الشباب في هذا الربيع أيضاً ، فكل صوت يمنحونه لـAKP سينزل على رؤوسهم كحجرة .

لقد أبرزوا حديثاً “كيليجداروغلو” ، لدى الأسبان أسم يطلقونه على الأشخاص الذين تراجعوا عن هويتهم وهو “آسيميلادوس” ، وأنا أستخدم مصطلح آسيميلادوس من أجل هؤلاء ، وأسمي جميع المنتمين إلى حزب الشعب الجمهوري (CHP)في ديرسيم بـ”آسيميلادوس” ، وهناك آسيميلادوسون مماثلون في الأماكن الأخرى .

كتبت لي “آيسال دوغان” رسالة من سجنها وتعلمون أنها حفيدة “سيد رضا” ، وأنا أطلب من “آيسال دوغان” أن تكتب رسالة مفتوحة إلى كل هؤلاء الآسيميلادوس وكل أبناء ديرسيم ، فمن المستحسن أن تكتب عن سبب مساندتها لـDTP ، ويجب الكشف عن قبر “سيد رضا” مطلقاً ، بل إن هذا هو هدف كفاحي ، ويجب يكون هناك نشاط من أجل هذا الأمر .


هل أعلن حزب الكدح (EMEP) أنه سيدعم DTP في ديرسيم ؟ ، وأنشطة الانتخابات مستمرة .


هناك رسالة ملفتة من طرف “كوليزار آكين” ، فهل تعرفونها ؟ هي أيضاً من “تاطوان” التابعة لـ”بيتليس” وتقول : عندما أخرج من السجن سأفتح أكاديمية للمرأة على شاطئ البحيرة في “تاطوان” .

وتوضح أنه ازداد ارتباطها بنا وبحركة التحرر .

وهناك رسائل أخرى كثيرة ، إنها رسائل متعمقة .

الأكاديمية أمر مهم ،وتقول “كوليزار” أنها تجهد من أجل التعمق ، وتضيف : “لقد بلغت الثالثة والثلاثين وبعد الآن عندما أخرج سأفتح الأكاديمية” .

سأتحدث عن بعض الأمور بشأن المرأة ، وبمناسبة الثامن من آذار سأتحدث عدة مرات في هذا الموضوع ، وسأدلي بتصريحات بشأنها .


في مدخل فلسفة “هيغل” ينطلق من علاقة المرأة والرجل ، ولكن المكان الذي ستصل إليه هذه العلاقة في النهاية هي الأسرة ، ويقول بأن الأسرة لا تنتج الفلسفة ، وأنا أنضم إلى هذا الحكم ، ولكن فيما بعد يبدأ “هيغل” فلسفته بعلاقة السيد-العبد ، ويتناول هذه العلاقة ، والعبد الذي يتناوله “هيغل” هنا هو الرجل .

ويتحول فكر “هيغل” إلى سلطة ويصل إلى الدولة القومية في أوروبا من خلال “نابليون” ثم “بروسيا” كنتيجة .

وأفكاري تختلف عما لدى “هيغل” ، فأنا أتناول المرأة كـ”عبد” في الحضارة ، وأقيّم على النحو التالي : “الرجل القوي الماكر” نما وتضخم منذ العصور النيوليتية حتى وصل إلى يومنا هذا ، وتحول إلى وحش هائل بالدولة القومية ، وهنا أستخدم مصطلح “اللوياثان”  ، وهو وحش .

نعم لقد تحولت الدولة القومية إلى وحش بحري ضخم ، وتحرر المرأة يعني تحرر المجتمع ، فهي إن تحررت تُحرر المجتمع أيضاً ، فالقائم في مفهومي هو إخراج المرأة من كونها مفعولاً به إلى وضع فاعلٍ حر .

فهي إن تحررت ووصلت إلى وضع الفاعل الحر، فهي ستحرر المجتمع والمدينة والديموس(الشعب) والجماهير والكومون .

فإن نجحت المرأة في تحرير ذاتها ، عندها ستتمكن من تأسيس المجتمع الحر والكومون الحر أيضاً .


أعتقد أنه تم فتح جمعية باسم “كولدُنيا” في بيتليس ؟ أعتقد أن هذه الجمعية تأسست على ذهنية خاطئة ، فلـ”كولدُنيا” أخوان في السجن ، وأعتقد أن الحكم قد صدر عليهما بالمؤبد ، فليست “كولدنيا” وحدها بل هذان الأخوان لها أيضاً من ضحايا هذا النظام ومغدوران ، فهناك مفهوم “الناموس” لدى الأكراد ، قائم وسيبقى ، ولكن المجرم الحقيقي في هذا الأمر هم الساقطون الذين اعتدوا عليها وتخلوا عنها ، فقد تكون للناس علاقاتهم وأنا لست ضد ذلك ، ولكن إما أن تُحِب بشكل صادق ومستقيم ، وتدافع عنه ، وإما أن لا تتقرب منه .

فإذا كانت الجمعية قد تأسست بشأن هؤلاء فقط فهي ستؤدي إلى العزلة ، لأن المشكلة أعمق من ذلك .

وأنا أقول بشأن المرأة أن تقوم بتأسيس أكاديمياتها ، وتنشئة ذاتها ، وقد شرحت هذه الأمور بشكل موسع جداً في مرافعاتي .
تلقيت رسالة من “أورهان جاجان” ، وهو يكتب عن تاريخ “بيتليس” ، لقد كانت رسالة جميلة ، أبعث إليه بتحياتي .

أريد سرد إحدى ذكرياتي عن بيتليس .

لقد كتب منها أحد الشباب رسالة ، يقول فيها : “يا قائدي ، كانت هنا سيدة جميلة جداً وشقراء ، وقد بذلنا جهداً كبيراً لضم هذه السيدة إلى صفوف حركة التحرر ، ولكنها خرجت إلى الخارج بعد فترة قصيرة ، ثم سمعنا أنها تزوجت وأصبح لديها أولاد” ، ثم يضيف بأنهم لم يستطيعوا تحريرها ويعرب عن أسفه وحزنه على ذلك ، وبهذا تقاسمت معكم إحدى ذكرياتي .
أنا أدعو إلى استمرار أنشطة “وحدة القوى الديموقراطية” بعد الانتخابات أيضاً ، فقد تحدث الانشقاقات في صفوف حزب التحرر والديموقراطية ODP ، ويبقى القسم الديموقراطي منضماً إلى وحدة القوى هذه ، كما يمكن التوجه إلى مؤتمر أو كونفرانس أوسع .
حسناً ، الندوات أمر جيد يمكن القيام بها ، وأنتم يمكنكم البدء بأنشطة مجلة “الحضارة الديموقراطية” .


أبعث بتحياتي إلى شعبنا في دياربكر وباتمان و وان ونصيبين وإزمير وآنتاليا ، كما أحيي النساء في سيرت و”أروه” ، فقد أصيبت “أروه” بجراح من قبل مرات عديدة ، ويمكن لجراحهم أن تلتئم مع هذه الانتخابات .

أنا أحب “سليم ساداك” وأكن الاحترام نحوه ، وأبعث إليه بتحياتي الخاصة وأتمنى له النجاح ، كما أبعث بتحياتي إلى شعبنا في أوروبا ، بل أحيي الجميع ، وتحياتي الخاصة إلى النساء والأطفال ، وتحياتي إلى شعبنا في بيتليس ، وشعبنا في “خينيس” .

هل جلبتم لي الكتب ؟ .
طابت أيامكم ، تحياتي للجميع .

      18 شــــــباط 2009

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…