لنُخرج القضية الكردية من كونها سلاحاً ونجعلها قوة دافعة نحو السلام والديموقراطية في الشرق الأوسط

“ديغور” مكان صغير أليس كذلك ؟ هل هي متطورة ؟ .

أعلم بذلك ، كنت قد زرت “ديغور” مرة .

كان فيها “ماهر جان” .

ألا زالت أسرة “النجار” في “جرميك” ؟ لقد استشهد أخ لهم في فلسطين .

ليس من جديد في وضعي الصحي ، المشاكل تنبع من المكان الذي أتواجد فيه .

لم يعطوني الراديو الجديد ، ولا زلت أتمكن من الاستماع إلى الراديو القديم واقفاً ، لم يتم تغيير الملابس والأغطية ، سيكون جيداً إذا توفر طقم ملابس أما الغطاء فيكفي ، المخدة عمرها خمسة عشر عاماً ، ممزقة ومهترئة ، يُستحسن جلب مخدة قطنية ، كما أريد شحاطة شتوية قياس 44 ، كما أحتاج إلى قصاصة أظافر .

تنفيذ عقوبة العزلة لم يبدأ بعد ، ربما يبدأ قريباً ، لا أتمكن من الاحتفاظ سوى بكتاب واحد إلى جانبي ، أعتقد أن لدي الحق في الاحتفاظ بما مجموعه خمس كتب أو مجلات ، يمكن التحدث مع المديرية بهذا الشأن ، أفضل الاحتفاظ بمجلتين وثلاث كتب .

جيد أنكم جلبتم كتاب “بداية الطرق” لأمين معلوف ، وكتاباً لـ “Hobsbawn” ومجلة أدبية و “أطلس الأثريات” .
تصلني الكتب الجيدة التي تصدر مؤخراً ، وليس من ضيق على هذا الصعيد ، ولكن كما قلت من قبل ألاقي ضيقاً على صعيد المصادر المتعلقة بتاريخ الأرمن بعد “مالازغرت” (الحرب السلجوقية الصفوية عام 1071م) ، ويستحسن أن تتوفر كتب بهذا الصدد ، يمكن تأمينها من السوق ، كما يمكن جلب كتب من مطبوعات “Iletisim” ، كما يمكن جلب مصادر متعلقة بالتاريخ الإسلامي ، أو المصادر المتعلقة بتاريخ الأناضول ، كما يمكن جلب الكتب المتعلقة بالتاريخ الكردي ، ولكنني أعلم بأنهم لن يسمحوا بها .


يبدو أنه حدثت عمليات جوية على “خاكوركيه” و “خنيره” ، ماذا حدث ؟ وما هي النتائج ؟ ما هو عدد الخسائر ؟ ومن أين هم ، وما أسماؤهم ؟ ، يبدو أن هناك تمشيطات في “شانيايلا” التابعة لـ “موش” ، هل هناك خسائر ؟ هذا يعني أن هناك تحركات وقوات كريلا ، أي أن العمليات العسكرية مستمرة في هذا الشتاء وهذه الثلوج ، تلك المنطقة فيها ثلوج أليس كذلك ؟ .
من الذي قام بالهجمات الانتحارية في “ديالى” و “خانقين” ، من الذي تبناها ؟ .
كنت قد شرحت أفكاري عن “أرغنكون” ، واليوم سأتطرق إلى المأزق الذي يعيشه يسار تركيا .

أنا لم أقل بأن لهم علاقة مباشرة بـ”أرغنكون” ، ولكن هناك معايشة تمفصل معه ولازال مستمراً ، كما أنني لم أقم بتقييم الأشخاص ، بل قيّمت وأقيّم الأمور موضوعياً ، وبهذا المعنى أوجه تحذيراتي كصديق ، ولم أمدح ولا أمدح “أوفوق أوراس” ، كما لم أقلل ولا أقلل من شأن “أوغوزهان موفتوغلو” ، كما لم أنتقدهم نقداً تقليدياً ، وهم يفسرون كلامي بشكل خاطئ ، فعندما قلت “إنني مناهض لأرغنكون بيمينه ويساره ” قصدت التعبير عن المأزق الذي تعيشه حركة اليسار في تركيا عموماً ، وأقول هذا من أجل أن يتجاوزا المأزق الذي هم فيه ، فهذا المأزق جعل من اليسار في تركيا أضعف حركات اليسار في العالم ، حيث لم يستطع يسار تركيا النزول إلى الجماهير ، وعليه مراجعة ماضيه للتخلص من هذا المأزق في أقرب وقت ، فإذا كان اليسار يريد الوصول إلى معناه الحقيقي من جديد ، عليه أن يتبنى مفهوماً ديموقراطياً تحررياً .

إنهم يتابعون ما أقوله ، ويمكنهم توجيه النقد لي ، ولكني أطلب منهم أن يفهموا كلامي بشكل صحيح .
بنيوية الهيمنة في “أرغنكون” هي حركة لتقاسم السلطة ابتدأت بانكلترا في عام 1926 واستمرت مع أميريكا اعتباراً من عام 1946 بواسطة دائرة الحرب الخاصة ، واستطاع استخدام اليمين واليسار ، فالجونتا (الحكم العسكري) اليمينية والجونتا اليسارية كانت في أحضان أميريكا ، فمن جانب كان هناك “توركيش” ومن الجانب الآخر كان هناك “فائق توراج” و “ممدوح تاغماج” و “مادانوغلو” ، كذلك كان هناك القومويون وفي مواجهتهم كان هناك “DEV-GENC” ، وهم استخدموا القومويين من اليمين و “DEV-GENC” من اليساريين ، “دنيز غيزميش” ورفاقه كانوا أناساً وطنيين وطاهرين ، ولكنهم لم يدركوا هذا الوضع حينذاك ، والوضع الذي سقط فيه “بيرينجيك”(رئيس حزب العمال ، معتقل بتهمة أرغنكون) أمام الأنظار ، ولكنهم لا يدركون هذا الوضع ، وأنا أقول هذا الكلام للفت انتباههم إلى ما هم فيه ، فإن قاموا بالبحث في هذا الأمر سيرون هذه الحقيقة ، وأنا قلت “يمين ويسار أرغنكون” للإشارة إلى هذا المأزق ، فأنا أعرف وأعلم بـ”أوغوزهان” ، ولم أقل ولن أقول بأن له علاقة مباشرة بـ”أرغنكون” ، بل أردت تحذير اليسار بشكل عام .

فاليسار القوموي يؤدي إلى وضع الفاشية الألمانية ، أما القوموية ، أو ما يسمى بالتركيبة التركية-الإسلامية فيوَّلِد الوضع الـ”غزاوي” القائم بين إسرائيل وفلسطين .

وليس أمام اليسار سوى تبني مفهوم ديموقراطي تحرري حتى يتمكن من الخروج من هذا المأزق .
عملية “أرغنكون” هي عملية قامت بها أميريكا ، وإلا فإن السلطة السياسية عاجزة حتى عن اعتقال “عريف” من الجيش ، و حزب العدالة والتنمية (AKP) يعجز أن يقول “هششت” للعريف ، كما ليس لدى هذا الحزب القوة الكافية للقيام بمثل هذه العملية بمفرده ، وهنا مثلما كان سابقاً هو نتيجة لانعكاس الوضع القائم بين العسكر على الميدان الاجتماعي والمدنيين ، فهو ليس صراعاً بين المدنيين ، بل هو نزاع بين طرفين يأخذ فيهما كل من “أوزكوك” و “كيفيريكوغلو” و “بيوكآنيت”(الثلاثة رؤساء أركان سابقون) أماكنهم ، وتمتد جذوره إلى أعوام 1926 .

فلهم جذورهم في التنظير السياسي والإيديولوجية ، وكانت لدي توضيحاتي السابقة فيما يتعلق بهؤلاء ، فنتيجة لكل ذلك كان من بينهم من ساند الانقلابيين اليمينيين ، ومن ساند الانقلابيين اليساريين .

من الانقلابات (الجونتا) التي حدثت .

“أوزكوك” متحرر بعض الشيء ، يحمل فكر عدم تدخل العسكر في الشؤون المدنية ، أما الآخرون فهم “جاكوبينيون” ، هؤلاء ليسوا بكماليين ، ويجب عدم الخلط بين الكماليين والمنتمين إلى “أرغنكون” ، حيث لا علاقة لهؤلاء بمصطفى كمال .

فمصطفى كمال عسكري جيد حارب في مواجهة الامبريالية في ظروف عصره ، هذا كل شيء ، وليس شيء سوى هذا ، أما العساكر الذين جرى اعتقالهم فهم عناصر الحرب الخاصة الذين قامت أميريكا برعايتهم ، أو أن “أرغنكون” بيمينه ويساره تابعون لانكلترا والولايات المتحدة ، فانكلترا استطاعت استخدام “ماركس” في وقته مثلما استخدمت “لينين” و “ماو” أيضاً !! فهؤلاء لم يستطيعوا حل النظام الرأسمالي و لا تجاوزه ، بل لم يستطيعوا الخروج من النظام ، بل استطاعوا أن يكونوا يسار النظام فقط ، وبهذا الشكل استطاع النظام الرأسمالي إدارة روسيا على مدى قرن ، والآن يقوم بإدارة الصين ، ويحاول الصمود من خلالها .


نزاع الهيمنة هذا يبدأ في العشرينيات من القرن الماضي بكونفرانس القاهرة ، وتدخل انكلترا على الخط اعتباراً من 1926 ، ثم الولايات المتحدة في 1946 ويستمر هذا السياق حتى 1980 ، ثم انتهى تماماً مع حكم “ايفرين”(رئيس انقلاب 1980) وأوتي بالإسلام المعتدل بدلاً منه ، أنا أعلم بهذا منذ أن كنت في سوريا ، علمت بذلك ، فقد كان “ايفرين” يحاول الإتيان بأحد مشايخ الطرق الصوفية من سوريا إلى تركيا ، وحزب الله وما شابهه كلهم نتائج لمشروع الإسلام المعتدل هذا ، وهم الذين جلبوا “أرباكان” من سويسرا ، وهو مشروع الإسلام المعتدل الذي أرادوا تنفيذه بيد الولايات المتحدة ، وليس واضحاً إذا ما كان “فتح الله غولان” معتقلاً أم رهينة في أميريكا ، فهو يقوم بفتح المدارس في كل أنحاء العالم ، وقد استثمر أربعين مليار دولار في ذلك ، فمن الواضح أنه لا يمكن أن يقوم بكل ذلك بمفرده ، بل هناك دعم أميريكي له .

من قبل قامت إسرائيل بإبراز “حماس” في مواجهة “فتح” ، ثم تطرَّف حماس ، مثلما كانت أميريكا تدعم الطالبان في أفغانستان ، ثم تطرَّف الطالبان ، وهم الآن يحتفظون بـ”فتح الله غولان” في أميريكا تحت سيطرتهم حتى لا يظهر وضع مماثل في تركيا أيضاً ، كما أن أميريكا لم تجد من هو أفضل من “AKP” لاستخدامه ، وكان “جونيت زابسو” مستشار رئيس الوزراء قد صرح بهذا الأمر في أميريكا ، قالها بمعنى استخدموا(AKP و أردوغان) ولا ترموهم جانباً .

أما سبب تصفية “أرغنكون” فهو فشلهم في مواجهة الحركة الكردية .

وهم الآن يسيرون نحو تأسيس بنية جديدة من خلال AKP من أجل مخطط كردي جديد .
إنني متابع للتصريحات بشأن حزب الحياة الحرة (PJAK) ، فهل هم متمركزون في مساحات واسعة ؟ ، وقد انعكس على وسائل الإعلام أمور مثل أنهم قاموا بتصفية أنفسهم ، أنا لا أعتقد أنهم فعلوا ذلك ، أعتقد أن هناك تحرك في وضع الأكراد في سوريا ، أليس كذلك ؟ لقد فقد ثلاثة أشخاص حياتهم في سوريا ، ماذا كان ذلك الوضع ؟ .
أنا أتابع من وسائل الإعلام .

ويصعب تصفية PJAK ، ولا أعتقد بحدوث مثل هذا الأمر ، وعلى PJAK أن يثق بقوته الذاتية ، كما لا أعتقد أنه تنظيم تابع لـ PKK ، والحقيقة أنهم يتحدثون عن تمركزهم ، وعليهم تطوير قوتهم الذاتية أكثر من الاعتماد على PKK ، إن العلاقات والقوى الدولية ترغم إيران على التحول الديموقراطي ، كما يمكن لـPJAK أن يخوض نضاله من أجل التحول الديموقراطي في إيران ، ويقوم بحماية موقعه وقوته ، فحسب ما فهمت أنه يمثل أقوى قوة معارضة لإيران .

ولي رسالة بشأن النضال في سوريا ، فهم أيضاً يجب أن يستمروا في نضالهم من أجل دمقرطة سوريا ، فليس أمام سوريا فرصة سوى الدمقرطة ، والأكراد هناك يمكنهم تأسيس “كومونات” ديموقراطية .

لدي أصدقاء في العراق ، ويمكنهم إرسال رسائل باسمي إلى السيد البارزاني والسيد الطالباني ، وليؤسسوا وحدتهم الديموقراطية .

إن سوريا وتركيا وإيران تحاول تصفية القضية الكردية أو حلها بشكل يناسبهم ، بينما جهود التصفية هي مأزق .

ولا يمكن ترك حل القضية الكردية لهؤلاء .

يمكن ترتيب كونفرانسات ضمن إطار شرط المبادئ الخمسة التي شرحتها سابقاً ، فهذا أمر مهم ويجب عقدها ، ويجب أن يكون هناك انضمام من إيران والعراق وتركيا وسوريا ، كما يمكن الالتقاء معاً بكل من إيران وتركيا وسوريا ، وكما ذكرت في لقاءاتي سابقاً ؛ أن دول كردستان صغيرة وأرمينيا صغيرة وقبرص صغيرة ويونان صغيرة وفلسطين صغيرة ليست الحل .

دولة الأمة هي المأزق ، كما ليس لديَّ خيال كردستان الكبرى ، بينما الحل يكمن في السياسة التحررية الديموقراطية ، وأخوة الشعوب وتوحدها الديموقراطي .
هناك تظاهرات واستنكار بمناسبة مؤامرة 15 شباط ، هل هي شاملة ؟ .
يبدو أن “آكين بيردال” أصبح مرشحاً لرئاسة بلدية استانبول ، هذا جميل جداً ، هل لديهم مرشحون في كل مكان ؟ هل تقدم حزب الكدح (EMEP) بمرشح مختلف له في ديرسيم ؟ هل سيؤثر ذلك على نتيجة الانتخاب ؟ هذا غير ممكن ، كيف يحدث ذلك ؟ هذا غير ممكن أبداً .

من هناك غير ذلك ، وأي الأحزاب مؤثرة ؟ هل يمكن أن ينجح AKP ؟ أقول لـEMEP ما يلي : يجب أن لا تتشتت القوى ، وعليهم أن يدعموا ، فقد يكونوا هم أيضاً بحاجة للدعم ، ويمكن دعمهم فيما بعد .

غير هذا ، في أي الأماكن يمكن تحقيق النجاح في الانتخابات المحلية ؟ .


ما هو وضع “قارس” ، ألا يمكن النجاح فيها ، وضعها جيد جزئياً أليس كذلك ؟ ما هو عدد سكان “ديغور” ، هل يمكن النجاح فيها ؟ ما هو عدد سكان “سيرت” الآن ؟ يعني أن العدد تجاوز مائة ألف ! كيف وضع سليم (يقصد سليم صاداق) في سيرت ؟ .
كيف “آغري” ؟ لدي ذكرى مع أسرة “أوزتورك” أسردها ، عندما سافرت إلى “آغري”لمرة واحدة ، جاء إلى المكان الذي نحن فيه كل من الوالي(المحافظ) ومدير الأمن وهما مخموران وحاولا عرض العضلات ، وعندها أبرز أحد الأشخاص مسدسه وضربه الطاولة بعنف ، وسألت عمن يكون ، قالوا لي : إنه جميل أوزتورك ، والتقيته فيما بعد .

إن أسرة “أوزتورك” شهمة .

“بكر” محبوب في “وان ” أليس كذلك ، هل يمكن أن ينجح ؟ أي إنهم يقولون بأنهم سينجحون في كثير من الأماكن .

أتمنى النجاح لجميعهم .
سمعت في الأخبار أنهم يوزعون المساعدات في الانتخابات ، أريد قول شيء يتعلق بذلك ، أبناء شعبنا الفقراء الذين يحتاجون إليها يمكنهم أن يأخذوها ، فليأخذوا الطعم المعلق على السنارة ، على أن لا يكونوا السمك المعلق بالسنارة !! عليهم أن لا يمنحوا أصواتهم لهؤلاء مطلقاً ، لقد بقي خمسة وأربعون يوماً على الانتخابات ، ويجب تقييم هذه الفترة بشكل جيد جداً ، وعليهم الاتصال بكل أسرة وبكل شخص ، ويمكن تحويل كل مقهى وكل الشوارع وكل الساحات والحدائق والقرى إلى محافل للنقاش الديموقراطي والانتخابات الحرة ، وكنت قد شرحت أفكاري سابقاً حول هذا الموضوع ، ولكنهم لا يفهمون ذلك ، فحتى حزب المجتمع الديموقراطي DTP يلاقي بعض الصعوبة في فهمها ، الديموقراطية تبدأ من المحلية ، فهي الركيزة الأولى للكومونة الديموقراطية ، والإدارات المحلية تُشكل “الطبيعة الثانية” من ناحية علم الاجتماع ، وقد أوضحت ذلك في مرافعاتي ، ولهذا فإن الانتخابات المحلية مهمة ، ليس البلديات فقط ، بل المجالس البلدية ومجالس القرى والمجالس العامة في المحافظات كلها مهمة جداً .


الانتخابات المحلية هذه مهمة جداً ، والنتائج التي يتم الحصول عليها ستكون مؤثرة جداً في حل القضية ، فلتدخل هذه الأنشطة في خدمة السلام والديموقراطية ، ولتفتح مع الربيع السبيل أمام حل من دون دماء ، ولا أريد التفكير في عكس ذلك ، وقد شرحت الحل السلمي الأخوي لهذا الأمر في العريضة التي كتبتها للقاضي ، فآرائي واضحة ، وقلت له : أنني أدعم الحل السلمي الديموقراطي ، وسأستمر في قول هذا ، كما أوضحت ذلك في مرافعاتي .

هم يقولون لي بأنني هددت رئيس الوزراء !! وفي العريضة التي كتبتها للقاضي أوضحت بأنني لم أهدد أحداً ، وأقول للسيد رئيس الوزراء ، بل أرجو رئيس الوزراء :” لنُخرج القضية الكردية من كونها سلاحاً في الشرق الأوسط ، ولجعلها قوة دافعة نحو السلام والديموقراطية في الشرق الأوسط” . هذا هو شعاري ، وهو ملك لي بالكامل ، فلو بذل عشرة بالمائة من الجهد الذي بذله من أجل غزة في سبيل حل القضية الكردية بالسبل الديموقراطية لتم إيقاف نزيف الدم هذا ، وسيحقق مكاسب أكثر من غزة بعشرين ضعفاً ، وعندها تصبح جهود السلام في الشرق الأوسط أنجح وأكثر مصداقية .وأكرر رجائي مرة أخرى إلى السيد “غول” والسيد رئيس الوزراء : القضية لا تُحل بالتمشيطات ، أربعون مليون من أكراد الجبل ليسوا محرومين من وسائل الدفاع ، وكل ربيع تتكرر نفس الأمور ، ولا نريد أن يموت واحد من شبابنا ، فلنستقبل هذا الربيع بالسلام ، وأنا هنا أهدر نفسي من أجل هذا منذ أحد عشر عاماً ، وهدفي هو الحل السلمي الديموقراطي ، وسأبذل جهدي لهذا الهدف من الآن فصاعداً أيضاً ، فقد حافظت دائماً على أملي في السلام .

وفي الرابع من نيسان ، في أوائل نيسان سأوضح أفكاري حول ما إذا كانت هناك فرصة للسلام أم لا .

ربما يستمر أملي في السلام ، إنني لا أهدد أحداً ، فمن الواضح ما يمكن أن يحدث بمجرد تصريح بسيط مني هنا ، هذا معروف وفي الميدان ، أما إذا لم يأتي السلام فالأكراد يتعرضون لجهنم أصلاً ، فعندها سيحدد كل واحد مصيره ، أما إذا جاء الحل السلمي الديموقراطي مع الربيع ، فإن “أرغنكون” سيخسر ، سيخسر يمين “أرغنكون” ويساره ، والديموقراطية ستكسب ، وستكسب أخوة الشعوب ، ليتم تفعيل أقوالي هذه كثيراً في أنشطة الانتخابات .
أريد ذكر عدة أمور عن العلويين والإيزيديين ، إن العلوية تمثل هوية ، ولكنها هوية أحد أطرافها مغلقة ، وعليهم أن يتمكنوا من فتح ذلك ، فيمكنهم تأسيس كوموناتهم الديموقراطية .

العلويون والإيزيديون والسريان واللاز والأقليات المماثلة يمكنهم جميعاً تكوين تنظيماتهم الكومونية الديموقراطية ذات الطرف المفتوح ، ليقيموا علاقاتهم مع القوى الديموقراطية العامة ليتحركوا معاً .

ويمكن نقل أقوالي هذه إليهم فأنا لا أنساهم .


في الأيام الأخيرة وصلتني ما يقارب العشرين رسالة ، إحداها من سجن “أديرنه” كتبها “أورهان جاجان” ، حيث يفيد بأنه يجري بحثاً تاريخياً يتعلق بـ “بيتليس” ، وما سأقوله عن “إدريس البيتليسي” و “يوسف ضياء” هو : إن “إدريس البيتليسي” يختلف عن العملاء التقليديين ، فهو الذي أسس الحكم الذاتي الكردي المرتبط بالعثمانيين .

وقد طلب مني اقتراحاً ، ولا تتوفر لدي الإمكانيات للرد عليهاً واحداً واحداً ، فهو قد قام ببحث مهم ويمكنه الاستمرار في بحثه .

إن “بيتليس” مهمة ولكن “إدريس بيتليسي” وحده لا يكفي ، فهناك الـ”شرفخانيون” وهناك “سعيد النورسي” ، وقولي له : أنه يمكن أن يستفيد من أفكاري حول التاريخ ومن مرافعاتي .

وسيكون ذو معنى أفضل لو تم تناول تاريخ “بيتليس” مع التاريخ العام للعالم وللشرق الأوسط وللأكراد .

كذلك قام “رمضان جَبَّر” من سجن “أديرنه” أيضاً بإجراء بحث عن “نساء الأمازون” ، وطلب رأي في الموضوع ، لقد قام ببحث غريب ، ويقول : إن امرأة الأمازون شهمة .

قصدي من الحديث عن امرأة الأمازون ليست المرأة القوية ، بل دور المرأة في عصر المجتمع الأمومي ، يمكنه الاستمرار في بحوثه ، كما يمكنه الاستفادة من آرائي حول موضوع المرأة .

كما استلمت رسالة “كوليزار آكين” ، وفي رسالتها تتحدث عن جمعية “غولدنيا” في “بيتليس” ، لقد فسَّروا الأمور بشكل خاطئ ولست غاضباً عليهم ، كما لا أنتقدهم بحدة ، فأنا كنت قد طالبت بفتح “أكاديمية المرأة الحرة” ، إن “غولدنيا” مظلومة ، كما أن أخوتها الذين قتلوها ليسوا مذنبين ، فالمشكلة هنا تنبع من التقاليد ، المذنب هنا هو التقاليد ، والمذنب الأصلي هو الذي اغتصب تلك الفتاة ، وذهنية الرجل المتحكم ، والذي قام بالاغتصاب ليس معروفاً إلى الآن ، أليس كذلك ؟ ونحن لا نستطيع إدانة أخوتها ، فقد فعلوا ما فعلوه انطلاقاً من المفهوم التقليدي للناموس ، وهم أيضاً ضحايا لهذا المفهوم الخاطئ ، وما أقصده بـ”أكاديمية المرأة الحرة” هو المرأة الحرة التي اكتسبت الوعي ، فحتى في أوروبا يسمون هذا بـ”حركات تصعيد الوعي” ، فالنساء يقمن بتصعيد وعيهن في تلك الأكاديميات ، ويقمن بإعداد طعامهن ويؤسسن جمعياتهن التعاونية ، ويخضن مناقشاتهن ويمارسن تعليمهن وتدريبهن .


كما أنهن فهمن أفكاري المتعلقة بـ”أفروديت” بشكل خاطئ ، أقولها لأنني وجدتها مضحكة جداً ، لقد أقاموا عرض أزياء في “باتمان” وجلبوا عارضة أزياء من “أوكراينا” لهذا العرض ، أنا لا أقول بجلب عارضة أزياء من “أوكراينا” ، إن ما أقصده من “أفروديت” هو تقاليد الإلهة الأم التي يمتد تاريخها لخمسة آلاف سنة ، إلهة سومر ، إلهة الحثيين ، آلهات أورارتو ، يمكنهم الاستفادة من هؤلاء لخلق موضاتهم وعارضات أزيائهم .

ويمكنهم نشر موضاتهم في جميع أنحاء العالم وفي مقدمته وطننا كردستان ،وتركيا والشرق الأوسط ، ولا داعي لجلب العارضات من “أوكراينا” ، فتلك العارضة لا تمثل ولا تعكس ثقافة “ميزوبوتاميا” ولا كردستان ولا الأناضول ولا الشرق الوسط .

كما أستلم رسائل “عزيمة أيشيكجي” ورفيقاتها من سجن “كبزة” ، ولا أتمكن من كتابة ردودها جميعاً ، وأبعث إليهم جميعاً بتحياتي .
في الأسبوع الماضي أشرت إلى حلمي المتعلق بـ”دياربكر” ، ربما يتوق الشعب إلى معرفته .

لقد كان حلمي كما يلي : كنت قد غادرت المعسكر ، وأضعت طريقي ، ووجدت نفسي فوق أسوار دياربكر ، وكنت أريد النزول عن الأسوار إلى الأسفل ، ولأني كنت حافي القدمين لم أستطع النزول ، ووجدت أن أطفالاً قد أحاطوا بي ، وطلبوا مني البخشيش ، ومددت يدي إلى جيبي ولكن لم يكن فيه أية نقود ، ثم فتشت جيوبي ووجدت عشرة قروش ، وفكرت في أنني لو أعطيتهم هذا فلن يكفي ، وسمعت أحداً يقول لي : أعطه لهم ، إن ذلك “ذهب” ويكفيهم جميعاً ، وأنا أعطيتهم .

وحينها استيقظت .

حلمي هذا قد يتحقق ، إنني متفائل .
أبعث بتحياتي إلى أبناء شعبنا .

وأبعث بتحياتي الخاصة إلى “ديغور” .
أتمنى لكم أياماً سعيدة .

وتحياتي للجميع .

       11 شباط  2009

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…