يريدون الهيمنة على العالم الإسلامي من خلال «أردوغان»

ليس من جديد في وضعي الصحي ، نفس المشاكل مستمرة ، مثلما قلت في الأيام الماضية لا أستطيع سماع الراديو إلا واقفاً ، فلا زال معطلاً .

بما أنهم طلبوا تقرير الطبيب من أجل الفراش فهم لن يعطوني إياه ، هذا مفهوم .

الملابس الداخلية التي استخدمها الآن سيئة جداً وممزقة ، والإدارة لم تزودني بالجديد ، فلننظر ماذا سيحدث في هذا الأسبوع .

فيما عدا ذلك لديّ مشكلة التدفئة ، مشكلة النافذة ، إن فتحتها مشكلة وإن لم أفتحها مشكلة ، إن فتحتها أشعر بالبرد ، وإن أغلقتها أبقى بدون هواء ، وعندما أشَّغِل التكييف للتدفئة ، تيار الهواء يلسع وجهي مباشرة ، وهذا يزعجني .

لقد بقي القليل على انتهاء الشتاء ، فإن تخطيت شهر شباط سأستريح قليلاً ، يبنون سجناً جديداً ، فلينتهي وسنرى ماذا سيحدث .
لم يبدأ بعد تنفيذ عقوبة العزلة ، لم يتم البحث في الاعتراض بعد ، في الأيام المقبلة سيتم التوصل إلى نتيجة .

أي أن هناك تحرك لدى حزب السعادة “SP” (الحزب الإسلامي الذي انشق عنه أردوغان) ، صحيح ، هذا ممكن .

هذا الوضع الذي ظهر في “دافوس” يهدف إلى قاعدته الجماهيرية كي لا تنزلق إلى “SP” ، وإلى الأصوات الكردية لكسبها .

استمعت إلى عناوين الصحف من الراديو ، لقد خسر “أوفوق أوراس” في الانتخاب ، وموقفنا معروف في هذا الموضوع ، وكنت قد أوضحت سابقاً ، نحن معارضون لـ”أرغنكون” بيمينه ويساره ، ويجب عدم السقوط في هذه الأوضاع ، إنني أحذر اليسار ، لقد عجزوا حتى عن تأسيس حزب ديموقراطي .

كما أنني أتابع من الإعلام نضال الإيزيديين ضد الإبادة العرقية في شيخان-شنكال .

لقد أجرى “عبد القادر آيغان” مقابلة مع إحدى الصحف ، ونطق ببعض الكلام عني ، يمكن توجيه السؤال التالي إليه : عندما جاء إليّ أول مرة هل كان بهدف قتلي ؟ هل يجيب على هذا ؟ فيما عدا ذلك هو يكذب .

إن لهؤلاء علاقات بدأت مع استخبارات الجندارما “JITEM” من قبل ، بل كان شقيقه جندياً برتبة رقيب .

هناك فريقان ضمن “JITEM” ، فريق “جيم أرسيفر” من جهة ، وفريق “ولي كوجوك” من الجهة الأخرى ، “آيغان ” يقول : لو هربت لقتلوني مثل جيم أرسيفر .

ومن يُفهم أنه كان من ضمن فريق أرسيفر ، ويتحدث لأنه من فريق “أرسيفر” ، ويتم تصفية هؤلاء اليوم .

هل هناك تطورات تتعلق بإيران وسوريا ؟ ، إنها سياسة قديمة ، هي سياسة “الحزام العربي” ، ويحاولون وضع الأكراد ضمن حزام عربي ، ولكنهم لن يتوصلوا إلى نتيجة من ذلك .

إنني أتوق إلى معرفة أوضاع شعبنا في سوريا ، كيف انضمامهم ؟ وكيف الأوضاع في إيران ؟ هل حزب الحياة الحرة “PJAK” مستمر ، وهل هناك عمليات ؟ .

ما هي التطورات بشأن الانتخابات ؟ أوضح ما يلي بشأنها : يجب عليهم أن يخلقوا نظاماً انتخابياً بديلاً لأنفسهم .

أقرأ من الصحافة أن للأحزاب الأخرى اعتراضات بشأن التعداد ، هناك زيادة ستة ملايين ناخب ، فإن تطلب الأمر يجب أن يدوروا على كل بيت ليشخصوا ناخبيهم وأصواتهم .

فليكوِّنوا نظام إحصاء سكاني بديل ! .

وفي يوم الانتخاب ليقوموا بوضع صناديق بديلة لإحصاء أصوات ناخبيهم .

ولا أعلم ماذا سيفعلون ؟ فليجدوا طريقة مناسبة ، فإما أن يفعلوه بالتوقيع أو شفوياً أو بشكل آخر مناسب ، فعليهم أن يعرفوا أصواتهم ، ففي هذه المرحلة سيجري تلاعب كثير بالأصوات ، فالألاعيب ممكنة وعليهم أن يتخذوا تدابيرهم في مواجهتها.

كيف الأوضاع في أوروبا ؟ وكيف أصدقاؤنا ؟ أعتقد أنه لا تطورات جديدة .

كنت قد تحدثت عن العراق سابقاً ، وتحدثت في الأسبوع الماضي ، يمكن القيام بالأنشطة التي ذكرتها على خط الموصل-كركوك-ديالا-تلعفر ، لماذا أقول هذا الخط ؟ لأنه تعيش ثقافات وديانات ولغات متنوعة كثيرة على هذا الخط ، السريان ، العرب ، الأكراد ، التركمان ، الإيزيديون .

وهو خط الحدود مع العرب ، ويمكنهم تأسيس نظام ديموقراطي على ذلك الخط ، فهنا يمكن أن تحيا الثقافات المختلفة معاً في حيز واحد ، ويمكنها أن تطور النظريات لحل قضاياها ، وكنت قد شرحت ذلك بالتفصيل في مرافعاتي ، ويمكنهم الاستفادة منها ، كما يمكن ترجمة مرافعاتي إلى العربية ، فبدون وجود الأرضية النظرية لا يمكن حل هذه القضايا .

أبعث بتحياتي إلى الأصدقاء هناك ، وأولئك المحامين الذين يتابعون دعواي ، كما أبعث بتحياتي إلى “محمود عثمان” .

كيف النساء ؟ ماذا يفعلن ، وهل من تطورات ؟ .

إنهن لا يعرفن مصطلح “الناموس” ، وغير قادرات على تعريفه ، الناموس تأتي من “Eko-nomos” وهي تعني “قانون البيت” أو “العمل الذي تقوم به المرأة” ،أعمال البيت ، بمعنى الأعمال التي تخص المرأة ، “ُEkonkmos-Ekonomi” من عمل المرأة وتعتمد على الإنتاج ، و الـ”Ekonomist” هو الذي يقوم بهذه الأعمال ، النساء الـ”Ekonomist” .

هناك مصطلح “الناموس” يجري تفسيره بشكل خاطئ ، ففي السابق كنت قد قلت بالتحول إلى آلهة ، وهذه تعني معرفتها لذاتها ، فمعرفة الذات تمر عبر استيعاب الحكمة والمهارة ، فعلى النساء أن يعرفن التاريخ أولاً ، وليتعلمن تاريخهن ، وليعرفن تاريخ النيوليتية ، وليعرفن علم الاجتماع والاقتصاد والفلسفة ، وبذلك يعرفن ذاتهن ، فبمدى ما تعرفن ذاتكن تتحولن إلى آلهة ، إن التحول إلى “إينانا” و “عشتار” يمر عبر الفهم والاستيعاب .

وبذلك يمكنهن تجاوز القمع الاجتماعي والنظام القمعي ، إنهن يتعرض يومياً لثقافة الاعتداء ، فقبل كل شيء عليكن تجاوز ثقافة الاعتداء اليومي ، فحتى إن كنتن قادرات على تخطي ثقافة الاعتداء اليومي سأصفق لكن .

هذه القضايا يمكن البحث فيها واستيعابها بعمق بالأنشطة الأكاديمية .

ولهذا طالبت بـ”أكاديمية المرأة الحرة” ، فهن سيقمن هنا بأنشطتهن الأكاديمية ، وفي نفس الوقت يقمن بفتح أماكن المأكولات وبالأعمال الاقتصادية ويساهمن في الإنتاج .

ويقمن بالأعمال الخاصة بالمرأة .

كانت تأتي إلى جانبي أعتى فتياتنا ، ويقلن : نحن سنتحرر .

ولكن عيون أغلبهن كانت تتلاعب ، وكان يأتي الشباب وعيونهم تتلاعب أيضاً ، وما سأقوله هو : أن يقمن بإغماض عيونهم التي تنظر هكذا وليُعمَوهم ، وبدلاً من ذلك يفتحوا عيون أذهانهم وعقولهم ، ولينظروا بتلك العين ، وعندها فقط يمكنهم التقدم على طريق الحرية ، وأنا سأطرد المرأة التي تظهر أمامي دون القيام بذلك .

فهاهي “لطيفة خانم” تخلت عن مصطفى كمال ، لماذا فعلت ذلك ؟ ، ففي الحقيقة كان مصطفى كمال إنساناً مؤدباً بشأن المرأة ، فمن كانت “لطيفة خانم” ، ومن كانت “إزمير” ؟ يجب رؤية هذه الأمور جيداً ، وأنا أيضاً مررت بتجربة زواج ، وأعلم هذا الأمر ، والمغدور في هذا الأمر هو مصطفى كمال .

كنت قد عبرت في مرافعاتي بجملة جوهرية عن علاقة المرأة والرجل ، فقلت “الرجل الماكر الفظ” ، وقد تأسس النظام على هذا الأمر ، أنتم لا تقرأون ولا تفهمون بما فيه الكفاية ، وهذا يسري على المنتمين إلى حزب المجتمع الديموقراطي “DTP” أيضاً ، فهاهو مثال أميريكا يعبر عن هذا الأمر ، تحدث “هيغل” عن علاقة السيد-العبد ، وأسس نظامه انطلاقاً من هذين المصطلحين ، بينما أنا أسست نظامي عل تحليل جملة ” الرجل الماكر الفظ-القوي” ، وهنا يكمن التوازي بيني وبين “هيغل” بدلاً من التشابه ، وهما ليسا نفس الشيء .

فـ”هيغل” ينطلق من مصطلح الرجل العقل والسلطة بينما أنا أنطلق من تحليل علاقة المرأة والرجل ، من “Dimos” .

كان أحد المحامين الموكلين عني قد قال : إن آراءكم تشبه “فينومينولوجيا” هيغل .

وهذا موجود في عقل “Tin” ، ثم قرأت “فينومينولوجيا” هيغل ، أمر ملف أني وجدت أن هناك توازي أكثر من التشابه وهما ليسا نفس الشيء .

“هيغل” ينطلق من تناقض “السيد-العبد” ليصل إلى نظام المواطن-الدولة القومية في يومنا ، واليوم نرى الحال التي آلت إليها مصطلحاته الدولة-القومية والمواطن ، بينما “نيتشه” استطاع رؤية هذا الأمر مسبقاً ، حيث يقوم بنقد انسداد “الدولة-القومية” و “المواطن-الدولة” لدى هيغل ويكمله بمصطلح “الإنسان المتفوق والإرادة المتفوقة ” ، ففي كتابه “هكذا قال زرادشت” يتناول هذا الموضوع ، والإنسان المتفوق لدى “نيتشه” هو ليس طراز الإنسان الذي صنعته الفاشية ، بل يعتمد “نيتشه” في إنسانه المتفوق على الفنون والفلسفة والأخلاق غالباً .

فالفلسفة حية جداً في ألمانيا في تلك الحقبة ، فبالهيمنة الذهنية التي خلقها “هيغل” ، ومصطلح الإرادة الذي خلقه “نيتشه” استطاع الغرب التوصل إلى وسائل نظامه .

ويجب على الشرق أيضاً أن يقوم بتشكيل ذهنيته وثورته ، أما سبب قوة النظام الغربي فهو قيامه بثورته الذهنية والتقنية .

أقول هذا من أجل الأكراد ومن أجل أردوغان ، هاهو أردوغان يقول أنه واجه إسرائيل ، كيف يمكنك مواجهتهم ؟ إنك تطلب المال من صندوق النقد الدولي “IMF” وتأخذه ، بينما رئيس IMF من أصل يهودي ووزير دفاع سابق ، و”ساركوزي” يهودي ، و”هيلاري كلينتون” يهودية ، ووزيرة الخارجية السابقة للولايات المتحدة يهودية ، والعلاقات التركية-اليهودية تمتد إلى عهد السلاجقة ، ولا أستطيع سرد التاريخ هنا فهذه أمور معروفة ، وهناك مثال السلطانة “حورم” في عهد “القانوني” لدى العثمانيين ، يهودية أرادت أن تأتي بابنها “ساري سليم” الثاني إلى السلطة فدفعت “القانوني” إلى خنق ولي عهده “شهزاده مصطفى” بيديه .

ويتولى “ساري سليم” العرش بعد “سليمان القانوني” .

كذلك نفوذهم في السلطة معروف في عهد الجمهورية ، ولدي تحليلات مفصلة حول اليهود والعلاقات اليهودية-التركية في مرافعاتي .

الآن أريد توجيه سؤال : لقد أدلى “يانر يانماز” (قاتل أوزاير اليهودي) بإفادته أمام النائب العام ، أليس كذلك ؟ نعم أُخذت إفادته .

لقد قُتل “أوزاير غاريه” عندما كان ذاهباً لزيارة قبر “فوزي جاكماك” ، والآن أسأل : ما هي العلاقة بين “أوزاير غاريه” والمارشال “فوزي جاكماك” ؟ ، هذا ما يجب معرفته ، إن عرفنا هذا الأمر نستطيع تحليل موضوع “أرغنكون” أيضاً .

كيف لم يتمكنوا من إبعاد المارشال “فوزي جاكماك” من رئاسة هيئة الأركان ؟ ، لقد استمر دون انقطاع ، و”كاظم قارابكر” كان أكثر تأثيراً في تأسيس الدولة .

لقد قاموا بمحاصرة مصطفى كمال ، ونصبوه رئيساً للجمهورية وحاصروه في القصر ، فقد بدأ تنفيذ التنظير السياسي الذي وضع الانكليز أسسه في تلك المرحلة .

إذا لم يتم تحليل نظام “أرغنكون” لا يمكن فهم أي شيء بشكل كامل في هذا البلد ، لقد أرسيت أسس “أرغنكون” في عام 1946 عندما بدأت العلاقات مع الولايات المتحدة والناتو ، ولكن بدأت مرحلة تصفيته فيما بعد 1980 مع إدخال الإسلام المعتدل على الخط ، وبدأ التدخل في الشرق الأوسط بمشروع الحزام الأخضر والإسلام المعتدل .

تعرفون أنهم يريدون تصفية القاعدة والطالبان ، حيث يريدون الهيمنة على العالم الإسلامي بالإسلام المعتدل من خلال أردوغان .

أنا لا أريد توجيه اتهامات رخيصة ، فهاهو “فتح الله غولان” تحت سيطرة أميريكا ، وله نفوذ في تركيا وكثير من بقاع العالم .

أعلم أنهم يجهدون لزيادة تأثيرهم على الأكراد أيضاً ، فهم منظمون في العديد من مناطق العالم ، ولكنهم غير متنفذين في “دياربكر” ، فمن المعروف أن “سعيد النورسي” لم يتمرد ضد الجمهورية مثلما فعل “الشيخ سعيد” ولكنه لم ينضم إليها أيضاً ، ولكن الغريب في الأمر أن كوادر “فتح الله” التابعين لـ”سعيد النورسي” يشكلون كتلة مهمة ضمن الدولة حالياً ، في الحقيقة “فتح الله” ليس سوى شكلي ، والدولة تتشكل من ثلاث كتل ، إحداها AKP والثانية الكماليون والثالثة التابعون لـ”فتح الله” .

هؤلاء ليست لهم أية علاقة بالإسلام الحقيقي ، فالإسلام الحقيقي قد انتهى مع قتل أولاد علي (رض) وأحفاد محمد (ص) في عهد معاوية ، والذي هيمن بعد تلك المرحلة هو الإسلام المضاد ، والإسلام المضاد يساوي الإسلام المزيَّف .

ونفس الوضع موجود لدى الكاثوليك أيضاً ، فقد تم إطلاق مصطلح على هذا الوضع لديهم بالإصلاح ومناهضة الإصلاح .

أما أنا فأقيِّم هذا بـ”الإسلام والإسلام المضاد” .

فمثلما تغلب الإصلاح المضاد على الإصلاح ، فإن الإسلام المضاد تغلب على الإسلام ، وسأكتب عن هذا في الفصل المتعلق بالشرق الأوسط من مرافعاتي .

إذا لم نفهم هذه الأمور ستظهر في مواجهتنا أحداث من قبيل “غزة” دائماً ، و أردوغان بحاله هذه لن يستطيع الحيلولة دونها ، هاهم يذهبون ويقيمون العلاقات مع الشيوخ العرب ، ماذا تستطيع أن تفعل مع شيخ عربي لديه ثلاثين زوجة ؟ فهذا لن يتمكن سوى من إدارة أمور زوجاته ، كل هؤلاء عملاء للانكليز ، وفي الحقيقة وضع تركيا اليوم يشبه وضع ألمانيا في الثلاثينيات ، أردوغان يقول : أنا لست معادياً للسامية ولكن كيف ستحول دون الأحداث المماثلة لـ”غزة” بهذه السياسات ؟ .

أنا أيضاً لست معادياً للسامية ، وأقول أن لليهود مكان في الشرق الأوسط وهم شعب من شعوب المنطقة ، وأدعو إلى حماية اليهود بضمائرنا وقلوبنا وليس بالمال والسلاح ، وعلى أردوغان أن يغيِّر ذهنيته وطريقته ، وأن يتخلى عن سياساته “الغزاوية” ويتبع طريقة تتخذ من الديموقراطية أساساً وتفتح المجال أمام سياسة ديموقراطية من أجل الحل ، فإن تحقق ذلك لن يكون هناك داع للذهاب إلى أي مكان آخر ، بل سيتم المجيء إلى “أنقرا” وإلى “دياربكر” من أجل الحل .

يمكن للأكراد أن يجمعوا مؤتمرهم للـ”ميثاق المللي” ، ليناقشوا “لوزانهم” ، ويمكنهم أن يناقشوا شرط المبادئ الخمسة التي طرحتها سابقاً في هذا المؤتمر ، فنحن بشرط المبادئ الخمسة هذا فقط يمكننا أن نفتح المجال أمام السلام والديموقراطية في الشرق الأوسط .

كنت قد قلت من قبل يمكنهم عقد مؤتمراتهم هذه في “هولير” و “دياربكر” وأوروبا “لوزان” ، المكان ليس مهماً ، بل المهم هو المضمون ومناقشة المبادئ الخمسة التي ذكرتها .

سابقاً قلت بتأسيس “لوزان” من جديد ، وفي الحقيقة أنني أريد سداد الدين التاريخي لأكراد تلك المرحلة ، ففي مرحلة “لوزان” تحرَّك الأكراد مع الجمهورية ، وفي هذه المرحلة يجب تأسيس “لوزان” من جديد لإتمام ما بقي ناقصاً على الصعيد الكردي ، وهذا ممكن  من خلال الاعتراف بالحريات والحقوق الديموقراطية للأكراد وتوفير الضمانات الدستورية لها .

وعلى الأكراد أن يعملوا من أجل هذا ، يمكن وضع آرائي حول هذا الموضوع على شكل رسالة وإيصالها إلى البارزاني والطالباني ، والحقيقة يمكن لأصدقائنا هناك إيصال آرائي التي ترد في جميع لقاءاتي الأسبوعية إليهما بشكل منتظم .

سمعت من عناوين الصحف من الراديو ، أن “كمال بوركاي” في لقاء مع جريدة قال أو دفعوه إلى أن يقول : كيف أقوم بإدارة التنظيم من هنا ، أو من الذي يدفعني إلى ذلك ؟ .

ومن قبل كان “إسماعيل بيشيكجي” قد قال كلاماً مشابهاً ، إن هذه انتقادات رخيصة ، فقد قلت بأنني لن أتمكن من إصدار قرار الحرب ، ولا من إدارة التنظيم ، ولا من إصدار التعليمات إلى التنظيم ، من هنا .

فلأجل إدارة التنظيم يجب عليّ أن أصدر أربعين أمراً يومياً ، وهذا مستحيل في هذه الشروط .

كما أنني لا أرى من المناسب كشخص القيام بهذا الأمر .

وأريد الرد على هذا ، نعم أنا أتكلم ، وسأستمر في الكلام ، فأنا أرى الألاعيب التي لا يرونها هم ، و أفهمها وأفضحها ، وهذا ما أقوله ، بل إن سبب الإتيان بي إلى هنا هو كشفي لهذه الألاعيب وتعطيلها ، فأنا لم أنزلق مثلهم لألاعيب البعض ، ولم يستطيعوا استخدامي ، وهم لا يعرفون الظروف التي أعيش فيها ، فأنا أعيش في هذه الظروف الصعبة منذ عشر سنوات ، فليأتي “بوركاي” ويعيش هنا لعشرة أيام ، عندها سأصفق له ، ليس عشرة أيام بل لن يستطيع العيش لعشر ساعات .

إنهم يقومون بإعداد “بوركاي” منذ ثلاثين سنة في مواجهتنا ، وأنا أعرف من يقف وراء ذلك ، فهو يلقى الدعم من طرف الدولة الألمانية والحزب الاجتماعي الديموقراطي الألماني ، فهناك الوعود التي أعطاها بوركاي لهم مقابل العيش في أوروبا ، فهو قد وعدهم بتقديم كوادره للتلفزيونات والأمور الأخرى التي يؤسسونها ليخدموهم ، والآن كوادر بوركاي هم الذين في TRT6 ، قرأت في الصحف أن “روجين” وأمثالها يظهرون فيها ، هؤلاء هم كوادر “Ozgurluk yolu” وهم أكراد مزيفون .

بينما الأكراد أصحاب الكرامة هم الذين يؤيدونني ، والذين يؤيدونني هم الذين توافقوا مع الجمهورية ، وهذه الجمهورية هي الجمهورية الديموقراطية .

أنا قمت وأقوم بكل ما أستطيع عليه من أجل حل هذه القضية بالسبيل الديموقراطي ، وكان هناك من بين الدولة من أراد لها الحل الديموقراطي ، فهناك محاولات “أوزال” بهذا الصدد ، وهناك رسائل كتبها ، ففي البداية لم أكن واثقاً من هذا ، وفهمت فيما بعد ، الأمر الملفت للانتباه أنه تحدث محاولة الاغتيال التي قام بها قارتال ديميرآغ ضد “أوزال” في نفس اليوم الذي تنشر فيه جريدة في تركيا مقابلة لي معها ، وكما هو معروف جرى قتله فيما بعد بالتسميم ، فحتى أسرته وزوجته وإخوانه لا يتجرّأون على الكشف عن هذا الوضع .

في ذلك الوقت نشرت رسالة تعزية ، وقلت فيها بأنني سأبقى وفياً لعهدي مع “أوزال” ، وارتباطي بذلك هو بذل الجهود من أجل حل القضية ضمن الحوار والتوافق الديموقراطي .

وأنا أقوم بذلك منذ خمسة عشر عاماً .

عند الإتيان بي إلى هنا كتبت رسالة إلى “كيفيريكوغلو” ، وسميتها بالرسالة الأولى والأخيرة ، وقد كتبت فيها آرائي هذه ، فكما تعلمون كان “كيفيريكوغلو” ممثلاً للكمالية التقليدية (جاكوبيني) ، بينما “حلمي أوزغوك” فقد كان مختلفاً بعض الشيء ، وأنا لا أنضم إلى الاتهامات التي تقال بحقه ، فقد كان كمالياً أيضاً ولكنه كان مختلفاً عن “كيفيريكوغلو” وليس متناقضاً .

لقد جاء النائب العام وأخذ إفادتي بشأن تسميم “دوعان غوريش” ، وحينها قلت له : إن التسميم ليست  ولن تكون وسيلتي ، لماذا لا يأتي النائب العام ليأخذ إفادتي بشأن “أرغنكون” ؟ ، فإذا كان لدى النائب العام بعض الجرأة فليأتي ليأخذ إفادتي ، لماذا لا يأتون ؟ لأنهم يعرفون بأنني لو تكلمت هنا فإن الغسيل القذر للكثيرين سيُنشر .

يمكن نشر أقوالي هذه في شكل مناسب دون أن يتسبب في فهم خاطئ ، وأبعث بتحياتي إلى شعبي ، وليستمروا في نشاطهم الانتخابي بروح النفير العام الديموقراطي ، وليقوموا بتفعيل أقوالي هذه في حملة انتخاب “بكر” في وان  ، وحملة انتخاب الأصدقاء الآخرين في دياربكر وفي المناطق الأخرى .

ولتنضم المرأة والشبيبة إلى الأنشطة الانتخابية ليدعموا تصاعد الروح الديموقراطية ، وعليه أبعث بتحياتي إلى الجماهير في وان و دياربكر و باتمان .

يمكنكم جلب كتب “أمين معلوف” التي لم تأتوا بها ، وأبعث بتحياتي الخاصة إلى النساء ، وعليهن أن لا يفهمن كلامي بشكل خاطئ ، وأبعث بتحياتي إلى جميع الأصدقاء والمتنورين والشباب وجميع أبناء شعبنا .

لم يبق لدينا الوقت ، كنت قد رأيت حلماً بشأن دياربكر ، وسأورده بالتفصيل في الأسبوع القادم ، كنت في دياربكر وصعدت الأسوار والقلعة ، وكنت حافي القدمين ولهذا كنت عاجزاً عن النزول ، كان ذلك حلماً حقيقياً .

طابت أيامكم ، وتحياتي للجميع .

   4- شباط 2009

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…