تنويه من السيد يوسف ديبو

  بسبب الأخطاء الجمة  التي وردت في نص المقابلة المترجمة إلى اللغة العربية والتي نشرت منذ بضعة أيام على مواقع الإنترنت، هذه الأخطاء المتعلقة ربما بسبب الترجمة الحرفية وبعضها الآخر عائد إلى الانتقائية غير السليمة لا سيما أن المقابلة كانت عن طريق الهاتف، وبعضها الأخير بسبب الركاكة التي أفقدت بدورها الكثير من المعاني والجمل من معناها الأساسي والمراد حسب رؤيتي وقناعاتي ….

واعتقدت انه اصبح لزاما علي أن أعيد الصياغة بسبب المسؤولية التاريخية تجاه شعبنا الكردي وقواه الوطنية.

لعلي أستطيع في هذه المحاولة أن أنير بعض من النقاط لا سيما التي  تركت حولها خلاف عميق وجدال حول الماهية والدوافع.

 اشكر شفكر وادعوه أن يعتبر ما أقوم به الآن تكمله لجهوده المبذولة.

وقفة خمسون عاما من السياسة
غرفة غربي كردستان في حوار مع الشخصية السياسية يوسف ديبو

في الشهر الأخير من العام 2008 استضافت غرفة غربي كردستان بإدارة شفكر، الشخصية السياسية  يوسف ديبو ليتكلم دون تحيز و بأمان عن مشوار طويل عن حياته السياسية ضمن الحزب اليساري الكردي في سوريا وعن بدايات تأسيس الحزب الأولى عام 1957

 شفكر : أهلا بك في غرفة غربي كردستان … أرجو أن تعرف بداية عن نفسك وعن عائلتك ومن هي عائلة ديبو ؟

يوسف ديبو : عائلة ديبو فخذ من أفخاذ عشيرة علكا التي تتألف من آخكا وقات خوكا وجندكا الذي ينتمي إليها الشيخ سعيد بيران ومصطكا التي تتألف من ثلاثة أفخاذ آل ديبو و آل رمو و آل سينو  ، كنا نعيش متاخمين لعشائر أخرى مثل عشيرة بنجنارا و عشيرة رشكوتا وعشيرة رما و عشيرة بكرا و عشيرة سينكا  ، كل هذه العشائر كان يطلق عليها عشائر غرزا  ، ما تميز به آل ديبو زعامتهم لعشيرة علكا  فاستفادوا من هذه الميزة بحماية الارمن لاسيما في الفرمان الذي اصدر بحقهم هذه الميزة نفتخر بها وحتى الارمن رحبوا بعمنا الكبير خليل سمي واستضافوه في لبنان وقدموا له كل الاهتمام والعون هذه من ناحية ومن ناحية أخرى كنا من المشاركين في ثورة الشيخ سعيد وعلى إثرها حررنا قضاء المدينة وتولينا أدارتها بالتنسيق مع الشيخ سعيد ، وبعد انتكاسة الثورة قام الأتراك بملاحقة العشائر التي ساهمت مع الثورة مما اضطررنا إلى المكوث في الجبال المتاخمة للمنطقة وكان هذا الحال لمدة ثلاثة أعوام وفي 1928 توجه قسم منا  إلى كردستان سوريا والقسم الآخر بقي هناك ، أما القسم المهاجر فاستقر أولا في قرية مزكفت ( وهي ل حاجو اغا) التي ولدت فيها من العام 1936 ، أريد أن انوه إلى أنى حفيد سليماني مصطي الذي أذيعت شهرته بسبب  شجاعته و أظن أن الكثيرين منكم قد سمعتم ب(شري سليماني مصطي ) في أغاني الفلكلور والذي يغنيها عبداللو وكرابيت خاجو واخرون .
 
أرجو أن تكون منصفا وتتكلم بصراحة  حول مرحلة تأسيس أول حزب كردي في سوريا.
 
يوسف ديبو : ساكون منصفا ليستفيد هذا الجيل رغم أني قد لا امتلك كل الحقيقة ولا باس أن تكون إجاباتي محل نقد ونقاش وأسئلة نظرا لمحاولتي سرد تاريخ أحداث مهمة  لتاريخ شاق وطويل لحركتنا الكردية في سوريا.
قبل تأسيس الحزب في العام 1957 كان هناك بعض من الحركات والمجموعات  مثل خويبون وجمعية الشباب  وغيرهما في العام 1956  و التي ساعدت في تبلور فكرة تأسيس  حزب يضع على عاتقه مهمة الدفاع عن حقوق الشعب الكردي  في سوريا وكان صاحب الفكرة وبامتياز للراحل آبو اوصمان صبري والذي دعا إلى انعقاد اجتماع مع كل من السادة كمال عبدي وشيخ محمد عيسى وحميد درويش ورشيد حمو و حمزة نويران والذين دعوا فيما بعد إلى تأسيس بارتي الديمقراطي الكردستاني في سوريا بقيادة اوصمان صبري، وبعد تأسيس البارتي بسنة  التحق العائد من اوربا  د.

نور الدين ظاظا والذي عين سكرتيرا للحزب مع بقاء  اوصمان صبري في القيادة  وتغيير اسم الحزب إلى البارتي  الديمقراطي الكردي في سوريا .
وفي العاشر من أيلول في نفس العام أي بعد ثلاث اشهر من تأسيس الحزب التحقنا أنا والسيد رمضان البرزنجي وصلاح بدر الدين وهو ابن 13 ربيعا  إلى صفوف الحزب ،وفيما بعد  الآلاف من الكرد ومن كافة الشرائح الاجتماعية والعمرية، بسبب ما كان  عليه من  ارتفاع في الروح المعنوية و تأثير الثورة الكردية في العراق .
رغم هذا كانت بعض من العائلات الكردية قد حاولت  وضع عراقيل أمام هذا التوسع الملحوظ ..

ولا أريد هنا ذكر الأسماء لعدم جدوى الذكر.

شفكر : يا أستاذ يوسف هذه ليست شهادة على الحركة أنك لا تريد التكلم وتبيان الحقيقة للقراء ولهذا الجيل  هل المشكلة هو اغلب القيادات من الاغوات أو هم من الأقارب ؟ مثلا : لو سألتك عن الأستاذ صلاح بدر الدين  أكيد ستتجنب الرد والجواب وستقول انه أهلي؟ اعذرني

 يوسف ديبو : سأقبل هذا  ولكن بعض من النقاط حتى مجرد ذكرها لا سيما في هذا الوقت الدقيق يؤدي إلى التنافر والتناحر وقد أشبعتنا هذه التناحرات في وقت يستوجب علينا لملمة الأطراف والقفز فوق خلافات أوجدناها فابتعدنا عن ما هو مطلوب منا .
وبالعودة إلى موضوعنا كانت هناك هجمة من النظام على الحزب وزج قياداته في السجن  هادفا بذلك إلى تخويف الشعب  لكي لا ينخرط أبنائه في العمل السياسي  و بالرغم من ذلك كان التأييد الشعبي للحزب في اضطراد مستمر.
في العام1960 سجن اكثر من84 شخصا من الحزب  وكان من بين المعتقلين اغلب قيادات الحزب  مثل  د.

نور الدين ظاظا  و اوصمان صبري .

أستطيع القول هنا بان الاعتقال أودى إلى تشكيل تيارين متناقضين الأول يضم أصحاب الفكر العشائري و الشخصيات وعوائل برجوازية و اغوات  مثلَهم د.

نور الدين ظاظا ، والتيار الآخر الذي مثل من قبل اوصمان صبري المطالب بكل الحقوق المشروعة للشعب الكردي في سوريا وان الحزب  جزء من الحركة الديمقراطية في البلاد  ، وان كردستان سوريا هي جزء لا يتجزا من كردستان إلام والتي جزأت إلي أربعة أقسام  واثر هذا التقسيم قد ألحقنا بالدولة السورية بعد اتفاقية سايكس بيكو في 1916 وحقيقة الأمر رسخت هذه القناعات  لتتحول إلى ثوابت وطنية لدي شخصيا منذ بداية تأسيس الحركة و ستبقى حتى آخر أنفاسي.
على النقيض أن  د.

نور الدين وجماعته والتي لا تتعدى 400 شخص كانوا يطالبون بتحويل حزب الديمقراطي الكردي في سوريا إلى جمعية خيرية ، على الرغم من مطلبه الشحيح  إلا أن مجموعة د.

ظاظا لم تدم سوى ستة اشهر وانتهى أمرهم بعدها ، وبقي الآبو اوصمان قائدا للحزب حتى العام1962.

شفكر : ماذا كان موقف( ح د ك) في العراق من هذه الخلافات؟

يوسف ديبو : كانت قيادة ح د ك من عام1961 و حتى 1964 اكثر تماسكا وتوحدا حول قياداته وثورته  البرازاني الخالد ومام جلال وعمر دبابة و علي عسكري ولكن وبعد 1964 اشتد الخلاف والصراع بين قيادة ح د ك فانعكس بشكل ملحوظ على حزبنا في كردستان سوريا.
-1962  أيقظ السيد حميد درويش  مع مجموعة من الرفاق أفكار د.

ظاظا في تحويل الحزب إلى  جمعية خيرية فبدا بتشكيل تيار مضاد للحزب وبدأت خلافات القيادة تتسرب الى القاعدة واذكر ان عموم الرفاق في القاعدة ومن بينهم أنا قد ابدوا امتعاضا وعدم قبول عما يجري في القيادة  نتيجة لذلك اجتمعوا سرا 17 رفيقا في القاعدة وكان  قرارنا  إبعاد كافة القيادة آنذاك عدا اوصمان صبري لقناعات منا انه يمثل هموم أبناء الطبقة الكادحة من الشعب الكردي والذي كان أغلبيتنا تنتمي الى هذه الطبقات  واذكر هنا انه  في العام 1963 عقد اجتماع برئاسة اوصمان صبري  وقرر الاجتماع بفصل كافة القيادة وبعد إبعادهم بشهر سينعقد كونفراسا حزبيا ،ولكن وبطريقة ما تسربت هذه الإعدادات الى القيادة وتم بإجراء   تجميد 15 رفيقا لفترات متفاوتة وصلت الى السنة وكان من نصيبي وفصل 2 من الرفاق، هذه من جهة ومن جهة أخرى شكلت جبهة المعارضة  برئاسة المرحوم كنعان عكيد اغا من خمسة فروع ممتدة من  تربة سبي وحتى وصولا  الى ديريك واصبح الحزب متخبطا في ظلام خلافاته حتى العام1965.
–          في بداية 1964 بعد انقضاء فترة تجميدنا عن الحزب  رجعنا بعزم اكبر على إبعاد القيادة الحالية للحزب لعدم تمثيلها للشرائح والطبقات الكادحة لاسيما في تلك الفترة  والتي كان  يدق ناقوس الفكر اليساري في المنطقة وسرعان ما تحول هذا الفكر الى نهج بتأييد قوي من الشرائح الطبقية للشعب الكردي لا سيما الطلاب والمثقفون وابناء الطبقة الفقيرة عموما ، دعني أشير هنا ان اوصمان صبري كان معتكفا عن العمل الحزبي .

–          1965  عقد في قرية (جمعاية) الكونفرانس الخامس للحزب وفيه انشطر الحزب الى شطرين واعتقد هنا ان هذا الانقسام ربما كان الشرعي و الوحيد والذي كان نتيجة ضرورة واصطفاف طبقي قومي اجتماعي ، انقسمنا الى طرفين الأول : اليساري الكردي والثاني : اليمين الكردي والمتمثلة ب حميد درويش ، وتمحورت خلافاتنا العلنية الى محاور أهمها :

1-      ما يتعلق بالهوية والانتماء :  لم نشكك يوما بحقيقة الشعب الكردي في سوريا انه شعب قائم على أرضه  تاريخيا ، بينما طالب اليمين بترسيخ مقولة الأكراد في سوريا والعمل تحت لواء جمعية خيرية ربما سقف مطالبها آنذاك الحقوق الثقافية  ، وان الأكراد في سوريا هم أقلية قومية .

2-       ما يتعلق بكيفية الحل والحوار : كان الطرف اليميني يطالب بحوارات مع الأجهزة الأمنية و المخابراتية  وكان يقوم بذلك علنية ، أما اليساري : وانطلاقا من ان  الكرد هم شركاء العرب والأرمن والاشور والتركمان وغيرهم من النسيج السوري.

  و عليه  و في هذا الصدد هناك الكثير من الكرد من ضحى بالغالي والنفيس من اجل وطنهم  سوريا ، لزاما عليه وخلافا لغيره ارتأينا ان حقوقنا ستحل عبر حوار جدي ومسؤول مع القيادة السياسية في البلاد والمتمثلة في القيادة السياسية العليا ( القومية و القطرية ).

3-       ما يتعلق بالموقف من الثورة الكردية في العراق : كان اليساري مؤيدا للبارزاني وبمشروعية قيادته للثورة ، على خلاف منا كان اليميني يعتقد عكس ذلك .

–          بقي اوصمان صبري سكرتيرا للحزب حتى  انعقاد الكونفرانس السابع  1968، ونتيجة لخلاف حاد بين صلاح بدر الدين و اوصمان صبري طرد الأخير من الحزب واصبح صلاح بدر الدين سكرتير اليساري حتى العام 1975 .

–         

 شفكر :  حينما سجنت قيادة الحزب في العام1960 هل تم التنازل فعلا ووقع البعض من القيادة بان يعتزلوا العمل السياسي ؟ ومن هؤلاء؟
 
يوسف ديبو : كنت حينها عضوا في اللجنة الفرعية وكان عمري 22 عاما أتذكر جيدا ان84 شخصا من القيادة قد تم اعتقالهم  ، مع أنى اعتقلت في ذلك العام ولكن لم اكن معهم ..

سمعنا انهم قد انقسموا الى قسمين :كما نوهت سابقا الأول مع اوصمان صبري الذي أكد دائما بان الحزب لن يتنازل عن ثوريته ويسار يته  و عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في سوريا  ، بينما طالب د.

ظاظا بتحويل الحزب الى جمعية خيرية  متنازلا عن أية مطالبة للحقوق  وان كردستان مشروع خيالي بعيد المدى ، على اثر ذلك تم فصل د.

ظاظا وجماعته من الحزب .
 
شفكر :  يقولون ان السيد حميد درويش في عام 1962 نشر كراسا يدعو من خلاله تأسيس جمعية خيرية  هل هذا الكراس موجود في أرشيف الحزب ؟
 
يوسف ديبو :  في بداية العام 1962 اشتد الخلاف بين السيد حميد درويش والسيد اوصمان صبري ،  وكان حميد يطالب بتأسيس جمعية خيرية على نهج د.ظاظا … نتيجة ذلك فقد أضعفت هذه الدعوات الجسم التنظيمي وكاد ان يجهر عليه مما استوجب انعقاد كونفرانس آب في جمعاية والتي كانت بمثابة الإنقاذ الشامل للحزب .

شفكر : هل صحيح ان السيد عصمت سيدا امسك بيد اوصمان صبري و أخرجه من مؤتمر اليساري الكردي 1968 وقال له يا عم أنت لم تعد صالحا لقيادة الشباب؟
 
يوسف ديبو : في الكونفرانس السابع للحزب والذي انعقد أساسا نتيجة للخلاف الحاد بين صلاح بدر الدين  و اوصمان صبري  وتبادل كليهما اتهامات التخوين ، وعلى إثره  قرر المنعقدون تخوين اوصمان صبري وطرده من الحزب .
 
شفكر : كيف كانت العلاقة بين السيدين صلاح وحميد في 1965 ؟

يوسف ديبو : كما قلت لك ان الحزب انقسم الى مجموعتين :
1-      الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا بقيادة حميد درويش وأعضاء قيادته : جكرخوين و رشيد حمو و عزيز داوى و طاهر سفوك .

2-       الحزب اليساري الكردي في سوريا بقيادة صلاح بدر الدين  و أعضاء قيادته: يوسف ديبو و محمد نيو و عصمت سيدا و بهجت ملا محمد و رفعت حسن عثمان و شفيق جمعة  .

في الفترة الممتدة من عام 1965 و حتى عام 1970 انضمت إلينا عشرات الألوف من الأعضاء و المؤيدين  وقمنا بتشكيل عشرات اللجان الفرعية من ديريك الى تربه سبي الى الحسكة وكوباني وعفرين وتشكيل منظمة في بيروت وتنظيم لجنة منطقية في أوربا .

–          1/7/1970 :عقد الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق مؤتمره الثامن وبوجود   صلاح بدرا لدين ومحمد نيو ممثلين عن اليساري وذلك بدعوة رسمية من ح د ك ،  حيث ألقى الرفيق صلاح كلمة الحزب  ولوقيت كلمته  باحتفاء كبير، مع العلم ان السيدين حميد درويش و جكرخوين وثلاثة آخرين من رفاقه  قد منعوا من حضور المؤتمر لعدم دعوتهم بشكل رسمي نتيجة مواقفهم السلبية والمعادية للثورة الكردية في العراق ( لسان حال محمد نيو )

–          13/7/1970: طالب البارزاني  كلا من صلاح بدر الدين ومحمد نيو في اجتماع لما وصلا إليه كان  كل من حميد درويش و جكرخوين  والوفد المرافق لهما موجودين قبلهما.

وبعد ان  سأل البارزاني كلا من حميد درويش وصلاح بدر الدين عن أعداد رفاقهما سواء في القيادة أو القاعدة ، طلب منهما بان يتم وضع حد للخلافات التي بين الحزبين وانه سيطلب من رفاقهما الحضور لانعقاد مؤتمر وطني لحل وحسم هذه الخلافات وسيحضر  من كلا الطرفين 25 عضوا..

وبالفعل تلقينا دعوة  ح د ك لحضور المؤتمر الوطني وحددنا 25 عضوا الذين سيحضروا المؤتمر وذلك بعد انعقاد كونفرانس الثامن لليساري .
     – 23/8/1970 :   ينعقد المؤتمر الوطني في ناوبردان في كردستان العراق وبحضور 25 عضوا من    اليساري و 25 عضوا من اليميني و 56 عضوا من الشخصيات الوطنية ولكن اغلبها لم تكن حزبية و لم تنخرط في صفوف الحركة الكردية في سوريا ،  وحضر المؤتمر كل من  السادة مسعود بارزاني  والراحل إدريس بارزاني والسيد محمود عثمان وحبيب محمد كريم وعارف تيفور  .

وحوالي الساعة التاسعة صباحا يدخل القاعة البارزاني الخالد وتفتتح الجلسة فورا واخبر البارزاني المؤتمرين بان سبب دعوته لهم لتوحيد طرفي الحزب ولعدم جدوى هذه الخلافات الفكرية بمسمياتها اليسار واليمين وعدم حاجة الشعب الكردي الى مثل هذه الخلافات انطلاقا من  ان وحدة الكرد تتمثل في وطنهم الواحد كردستان ودينهم الأوحد الإسلام ، هذه كانت قناعات الخالد مصطفى البارزاني  ، حول هذه القناعات الأساسية  كانت فترة المؤتمر الوطني خلال خمسة أيام متتالية ثلاث ساعات في الصباح وساعتين في المساء ، واتخذت على إثرها مجموعة من النقاط أظنها كانت معظمها  لصالح اليساري ولا سيما تلك التي تتعلق بمسألة ماهية الشعب الكردي في سوريا ، وتم الإبقاء على جريدة دنكى كرد الجريدة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا آنذاك ، بالإضافة الى تشكيل قيادة مرحلية جديدة : ثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية لليساري وهم  بهجت وعصمت و يوسف ديبو ، وثلاثة من اللجنة المنطقية لليميني و هم تمر مصطفى ورستم ملا محمود وإبراهيم حجي صبري  ، وللأسف أوتي ب6 أعضاء غير حزبيين  و هم دهام ميرو و سليم حاجو و شيخ محمد عيسى وثلاث آخرون وكانت حجة وجودهم انهم مراقبون وشهود خير بين الطرفين  …
 طبعا  تم استبعاد كلا من حميد درويش ورشيد حمو ومحمد نيو وصلاح بدرالدين من قيادة الحزبين وابقائهم في كردستان وعدم مغادرتها وكان هذا قرار البارزاني  .
وبعد رجوعنا الى الوطن توطدت الخلافات واشتد سعيرها و ذلك عكس الأماني المرجوة وتم انقسام الحزب الى ثلاثة أحزاب اليساري واليميني و البارتي (الحيادي) ، مما اضطرنا ذلك لعقد الكونفرانس العاشر للحزب في العام 1971 والذي عقد في جمعاية والذي تم فيه ربط النضال القومي مع النضال الطبقي والتي جاءت بعد تداولات وتباحثات ودوافع وحاجات  مهمة والتي مهدت فيما بعد وبسنتين  الالتزام بالماركسية اللينينية ومن بعدها   ازددنا استقطابا للجماهير وازدادت أعدادها التفافا حولنا و  أريد ان اذكر هنا في هذه الفترة العصيبة جدا كان اعضاء المكتب السياسي للحزب اليساري تتألف من عصمت سيدا ويوسف ديبو ورفعت حسن عثمان  ..

على أمل رجوع رفاقنا من كردستان  وفيما بعد أعلمنا بسفر صلاح بدر الدين الى أوربا
– اصبح عصمت سيدا المسؤول الإداري لليساري حتى أواخر 1972 ، وعند عودة صلاح بدر الدين ونيو إلي الحزب تم ترشيح صلاح الى مهامه القديمة وتشكلت القيادة من 12 عضوا  وكانت لدينا 6 لجان منطقية  .

وفي العام 1974 أراد محمد نيو تعطيل مؤسسات الحزب لكنه لم يفلح في ذلك أيضا .

شفكر : من قام بمظاهرة 1971؟

يوسف ديبو : قام الحزب اليساري بمظاهرة 1971 واستطعنا ان نحشد حينها  حوالي 70000 من المواطنين الأكراد تحت شعار ( لا حزام ولا حصار لا سجون ولا اعتقال ) بينما اكتفى الطرف اليميني   الأخر  بشعارات هي نفسها شعارات السلطة ( واشنطن مربط خيلنا ..

ونعم  للصداقة السورية السوفيتية ) ، أتذكر تلك المظاهرة بكل تفاصيلها وكل أحداثها أتذكر ان اللافتات المكتوب عليها شعاراتنا كانت محمولة من قبل اوسكي زاخوراني و نعمتو … وأمام كل الحشود كنت انا وكان المرحوم عصمت سيدا .

شفكر : في هذه المرحلة هل كان السيد جلال الطالباني يساند السيد عصمت ضد صلاح بدر الدين ؟
 يوسف ديبو : هذا الكلام باطل لا أساس له من الصحة …

شفكر : في عام 1973 قمت ورفيقك عادل اليزيدي بتوزيع المنشورات الحزبية ضد الحزام  واعتقلتم ، ماذا حصل في المحكمة ؟

يوسف ديبو :  أذيع عن معلومات مؤكدة  باستقدام عرب من مناطق الرقة وتلك المتاخمة للفرات الى مناطق الجزيرة الكردية  ..

بداية الأمر اتفقنا نحن الأحزاب الثلاثة للتصدي لهذا المشروع  ( نظريا ) ..

أما من الناحية العملية وما يتعلق بتوزيع المنشورات الحزبية والرافضة لهذا المشروع فكان فقط حزبنا اليساري ومجموعات من الحزب الشيوعي لا سيما في قرى ( علي فرو و نيف ) ..

ولا أخفيك أنى كنت من هؤلاء الذين قاموا بتوزيع المنشورات ، وعلى إثره تم اعتقال مجموعة كبيرة من الرفاق من بينهم أنا و الشاب عادل اليزيدي ( عضو اللجنة المحلية )   بالإضافة الى مجموعة من الرفاق الشيوعيين  ، زج بي وعادل الى سجن الشيخ حسن من قبل أمن السياسي ..

ولما اقتدنا الى محكمة أمن الدولة العليا في دمشق وجواب لسؤال قاضي الفرد العسكري عن ماهية مطالبنا ..

قلت : الشعب الكردي في سوريا يشكل القومية الثانية في البلاد  والقومية الكردية جزء أساسي من المجتمع السوري المتنوع ، ونحن نعيش على  أرضنا التاريخية ، والحركة الكردية في سوريا هي جزء من الحركة الديمقراطية في البلاد .

حوكمت أثرها بتسع اشهر لانتمائي الى جمعية سرية ( بحسب ادعائهم ) وجردت من كافة الحقوق المدنية وهذه العبارة وردت مختومة على دفتري العائلي ..

شفكر : الخلافات التي حصلت بين عصمت سيدا وصلاح بدر الدين هل لجلال الطالباني دخل بها ؟ وهل اتهمتم السيد صلاح بأنه خائن يعمل لصالح صدام و عرفات ؟
 
يوسف ديبو : حقيقة الآمر اشتدت الخلافات بين عصمت وأنا من جهة وصلاح من جهة أخرى و ذلك  في العام 1975 والتي كانت ذو منشا تنظيمي حزبي  وعلى أثره تم انشقاق الحزب أيضا ..

أما ما قيل عن لساني على تخوين السيد صلاح فهذه مسؤوليات القائلين  ..

وإذا قدر للإنسان ان يعيش مرتين وان يمر بنفس التجارب ، اعتقد ان هناك الكثير من الأمور في المرة الثانية سنرفض حصولها على الأقل  .
 
شفكر : هل صحيح ان السيد حميد درويش وسيداي جكر خوين في العام 1973 ذهبا الى بغداد وابدوا استعدادهم للنظام العراقي  وان حميد تلقى حينها 35000 دينار عراقي ؟

يوسف ديبو :  بعد رفض المرحوم البارزاني الحكم الذاتي المبتور الممنوح من قبل نظام صدام حسين ، تداول حينها نبا وصول حميد  و جكرخوين الى بغداد وتأييدهم  لما منحه صدام حينها لكردستان العراق ، وهذا النبا لقي من قبلنا و من قبل كافة عموم وشرائح الشعب الكردي في سوريا  بالاستنكار والرفض  …

شفكر : حدثنا عن تأسيس حزب الاتحاد الشعبي الكردي  في سوريا و انشقاق صلاح بدرالدين عن اليساري ؟
 
يوسف ديبو : بعد خلافنا الحاد و انشقاق اليساري الى طرفين   وبعد مدة من الزمن اعلن صلاح بدر الدين  عن تأسيس حزبه الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا وجريدته ( اتحاد الشعب ) أما نحن فاستبقينا على اسم اليساري وجريدة ( طريق الشعب )   واصبح عصمت سيدا سكرتيرا رسميا لليساري وكنت في المكتب السياسي و كذلك  المرحوم زبير عمر .

شفكر : ما هي مدرسة آب ؟

 يوسف ديبو : مدرسة الخامس من آب هي كافة الأحزاب والمجموعات الحزبية ذات الأصول الممتدة من  ميلاد الفكر اليساري حسب قناعتي في 5 آب 1965  وهذه الأحزاب هي :
1-      الحزب اليساري الكردي في سوريا  بقيادة الأستاذ  محمد موسى  وأنا انتمي الى هذا الحزب .
2-      تيار المستقبل  بقيادة المناضل مشعل تمو
3-      حزب يكيتي  بقيادة الأستاذ فؤاد عليكو
4-      حزب آزادي بقيادة الأستاذ خير الدين مراد .


5-      مجموعات صغيرة  وشخصيات مستقلة تنظيميا .

شفكر : كيف هذا التناقض أنت تقول نحن يساريون ماركسيون ونحن دائما مع ثورة البارزاني وأنت تتهم الأحزاب الأخرى بأنهم منسجمون مع خط النظام السوري ؟

يوسف ديبو : كما قلت سابقا قد تدرج حزبنا في ثلاث مراحل و تحولات :
1965 كانت بمثابة نهضة وانطلاقة اليسار.
1971 تم ربط النضال القومي مع النضال الطبقي وذلك في الكونفرانس العاشر لليساري.
1973 التزمنا بالفكر الماركسي والذي غدا   نتيجة قناعات بينة ” انه في كل شبر على وجه  الأرض ،هناك شخص يساري استوجب واقعه المعاش ان يكون يساريا ( إما اضطهادا قوميا – أو ظلما اجتماعيا – أو  تفاوتا طبقيا ) ” .هذا فيما يتعلق بناحية التشخيص الذاتي لواقع الحركة الكردية أو حتى شعبنا الكردي .
وما يتعلق من الناحية الموضوعية القوة الهائلة و مد  التيار اليساري العالمي متمثلة بحركات التحرر العالمي ، والقوى الناهضة للإمبريالية العالمية وأمور أخرى … وهذا التيار كان له شان عظيم ودور كبير في عموم كردستان ، مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران – الشهيد قاسملو
                    حزب الاشتراكي الكردستاني في تركيا  – كمال بورقاي
                     الاتحاد الوطني الكردستاني – مام جلال
                      أحزاب كردستانية شيوعية
نعم لا يزال الفكر اليساري و حتى هذه اللحظة نافعا قادرا ان يكون حاملا لهموم و تتطلعات جماهير شعبنا الكردي وفي كل الأصقاع .


على النقيض تماما  كانت هنالك أحزاب كردية سواء في سوريا أو في العموم الكردستاني  يمقتون ويحاربون الفكر اليساري وأساليبه النضالية هؤلاء كنا نطلق عليهم اليمين .

شفكر : كيف تم سجن قيادة حزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) في العام 1973 ؟

يوسف ديبو : على خلفية استقدام ما سميوا (الغمر ) الى مناطق تواجد الكرد في الجزيرة ، تم اجتماع كافة أعضاء قيادة البارتي في  بيروت عام 1973 بقيادة  الحاج دهام ميرو واتخاذهم قرارات وطنية بالتصدي لهذا المشروع عن طريق المظاهرات ، ولكن مع الأسف تمكنت أجهزة الأمن بالاستيلاء على محضر وبريد قيادة البارتي في سيارة قادمة من حلب الى القامشلي  مع  عبد الرحمن علي وهو عضو فرقة ، وعلى اثر ذلك  تم اعتقال ( الحاج دهام ميرو – المرحوم كنعان عكيد اغا – محمد ملا فخري – عبد الله ملا علي – خالد مشايخ – و المرحوم الأستاذ نذير مصطفى ) وذلك على يد أجهزة الأمن العسكري  لمدة ثمانية أعوام…
1974 نتيجة خلاف بين أعضاء البارتي تم انشقاقه الى مجموعتين : الأولى مجموعة الكونفرانس بقيادة شيخ باقي ، و الثانية بقيادة  مصطفى إبراهيم و حميد سينو الذي أيده البارتي في كردستان العراق .

شفكر : ما اسم الحزب الكردي الذي رحب بقدوم العرب المستقدمين ووصفهم بالإخوان الوافدين؟

يوسف ديبو : وقتها كنا ثلاثة أحزاب : اليساري و البارتي و اليمين ، وكان  الموقف المبدئي واحد من هذا الحدث
لم اسمع بهذا القول لا من حزب ولا من عائلة كردية ولا حتى من شخص .

 شفكر : اتخذتم في العام 1973 قرار فصل بحق السيد صالح كدو ؟ لماذا تراجعتم بعدها عن القرار ؟

 يوسف ديبو : كان قرارنا خاطئا وظالما ، وبسبب تلك الأخطاء وتلك الرؤى القاصرة  قد سببنا في اغتراب الآلاف من المثقفين عن التنظيمات الكردية  .

شفكر : 1975 قمتم بالضغط على صلاح بدر الدين ليستقيل من الحزب وأنت اتهمت مع غيرك  صلاح بارتباطه مع صدام و عرفات وانه يتلقى أموالا من السفارات العراقية ؟
 يوسف ديبو : خلافنا مع صلاح بدر الدين كان يتعلق بالأمور الإدارية التنظيمية ، كنا نسأله الرجوع الى الوطن وقيادة حزبه من الداخل  … أما ما يتعلق بالمغالطات بحق صلاح نعم نعترف بأننا اختلفنا و تكلمنا وكلنا وللأسف أسأنا لبعضنا الآخر ، ولكن قيل الكثير من الإشاعات  والأقاويل على شخصي و على عصمت سيدا  وصالح كدو ونيو والكثيرون ، كلنا بالتأكيد اخطانا .

شفكر : كيف رجع صلاح الى الحزب مرة أخرى بعد فصله ؟

 يوسف ديبو : لم يرجع صلاح الى الحزب بل انشق اليساري الى مجموعتين وكلاهما استمرا بضعة اشهر بنفس الاسم ، الى ان أعلنوا عن الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا  .
 
شفكر : هل كانت لبعض الأحزاب الكردستانية يد في انشقاق اليساري آنذاك ؟

يوسف ديبو : شكرا على هذا السؤال المهم ، أستطيع تلخيص  مجمل الأسباب التي أدت الى ما نحن عليه الآن كالآتي :
·         انشقاقات ناجمة عن مسائل فكرية كما حدثت في العام 1965 حيث كنا يساريون وكان الآخرون يمينيون ، واختلفنا حول مسائل تتعلق بوجود الشعب الكردي في سوريا ، بينما اليميني يميل الى أننا  أقلية قومية ، ومسائل تتعلق بالمطالب القومية  إذ كنا نطالب بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية  ، بينما اليمين يطالب بجمعية خيرية وثقافية فيما بعد ، وحول مسالة الحوار مع السلطة كان اليسار يتوق الى حوار مع الهرم الأعلى في السلطة والمتمثلة بالقيادات القطرية والقومية وحتى قيادة الجبهة ، بينما اليمين يريد حوارا مع أجهزة الأمن .

·         وانشقاقات ناجمة عن تلاعب لأيادي كردستانية خارجية وإشعال خلافات بين أحزابنا مثال على ذلك :- انشقاق البارتي عام 1974 حينما أيد (ح د ك ) جماعة مصطفى إبراهيم وحميد سينو .

    – 1981 حينما أيد الشهيد د.

سامي عبد الرحمن حزب العمل الديمقراطي الكردي في سوريا –  1988 أيد وقتها أل (ح د ك ) الشهيد كمال احمد

·           محاولات أل ( ب ك ك ) إلغاء وتعطيل كافة الأحزاب الكردية في سوريا ، وان يكون البديل الوحيد لهذه الأحزاب .؟

حقيقة الأمر ان هذا الشيء مؤسف لان الأكراد السوريين دعموا وسا ندوا كل الأحزاب الكردستانية  ولكن وبالمقابل  هناك نجد البعض من هذه الأحزاب تتدخل في شؤوننا

شفكر : سمعنا أنكم تنادون بوحدة اليسار الكردي تحت تسمية ( وحدة قوى 5 آب ) ؟
 
يوسف ديبو : يأتي هذا المطلب بعد ان مررنا بتجربتين لم تكتب لهما النجاح : الأولى في نوروز1986  باسم  التحالف الكردي في سوريا ( يعتبر اليساري من مؤسسيها ) الثانية في عام 1992 باسم تحالف آخر ولكن أيضا انقسم هذا التحالف .

عليه فأننا الآن بصدد العمل بجدية لاحياء وحدة اليسار والمتمثلة من القوى المنبثقة من مدرسة 5 آب  والتي ذكرت أسماء هذه الأحزاب  جواب على سؤالكم ما هي مدرسة 5 آب  بالإضافة الى هؤلاء هناك  السيد نصر الدين إبراهيم ومجموعة كبيرة معه كانوا ا من نفس مدرسة 5 آب .

حيث عقدت هذه الأحزاب عدة اجتماعات من العام المنصرم لتأسيس ( اتحاد سياسي كردي ) وطرحت نقاطا  تالية  وهي معروضة للنقاش:
1-      تشكيل لجنة قيادية مشتركة مؤلفة من 15 قياديا ( من كل حزب 3 أعضاء )

2-      إصدار جريدة  باسم الاتحاد السياسي الكردي .

3-       تشكيل هيئات تمثل الاتحاد داخل وخارج سوريا :

4-      عقد ندوات ولقاءات مشتركة .

شفكر : ماذا عن مشروع البارتي الذي يدعو الى تشكيل جبهة سياسية عريضة ؟

يوسف ديبو : اشكر الجهود المبذولة لد.

حكيم بشار فهو صاحب طرح هذا المشروع ، هناك ثلاثة أحزاب في الجبهة  وخمسة من القوى اليسارية ، أتمنى ان نجتمع تحت راية واحدة لا يهمني ما هي الراية أو صاحبها .

 شفكر :لماذا انشق عنكم السيد خير الدين مراد ؟

 يوسف ديبو : بعد وفاة المرحوم عصمت سيدا أصبحت سكرتير اليساري وذلك في العام 1989 ،  كان أعضاء المكتب السياسي  ( أنا وصالح أبو نوروز ومحمد موسى وشيخموس موسى وصديق شرنخي وخير الدين مراد )  وكانت خلافاتنا مع خير الدين مراد  تنظيمية ، واستمر كلتا المجموعتين بنفس الاسم حتى توحده مع الاتحاد الشعبي باسم آزادي .
 
شفكر : عندما اصبح محمد موسى سكرتيرا لليساري ، هل تركت الحزب وانضممت الى حميد درويش باسم المستقلين ؟ وهل كان يعطيك حميد 8000 ل س ؟

 يوسف ديبو : قبل جوابك ، من الأصول التنظيمية للحزب اليساري  تغيير سكرتيره كل دورتين ، وهذا ما يفسر لماذا رشح الأستاذ محمد موسى الى سكرتير الحزب ، والذي أرى في شخصه القدرة  في قيادة كل الحركة الكردية في سوريا ، حينها بقيت لعامين في المكتب السياسي  وبعدها قدمت استقالتي من العمل الحزبي لظروف مادية وذلك في العام 1999 ….

بعدها بفترة وجيزة وبناء على طلب التحالف الكردي – الذي أسس المجلس العام-  واقترحوا أن أكون في هذا المجلس كمستقل حيث كان عدد الحزبيين فيها 12 عضوا واما المستقلين 13 عضوا وبقيت معهم لمدة خمس أعوام ، وقد خصصوا لي مبلغ 3000 ل س شهريا ، مع العلم أنى وطوال فترة 35 عام كان هناك  راتبا مخصصا لي كنت أتدبر به بعض  أموري .

 شفكر : قلت انني محروم من الحقوق  المدنية وممنوع من المغادرة ؟ كيف سافرت أنت والسيد كدو الى السليمانية في 2008 ؟

 يوسف ديبو : نعم تلقينا دعوة رسمية من المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ، أنا مجرد من كل حقوق المتعلقة بالعمل والتوظيف والشراء والبيع والملكية وحتى الترشح ، لكن لم تسحب مني الهوية أو جواز سفر ، الدولة السورية لم تمنعنا من السفر قد يكون هناك البعض ممنوع من المغادرة  .

 شفكر : في عام 2008 زرتم أنت وصالح كدو هولير وكذلك مصيف صلاح الدين وزرتم صلاح بدر الدين .

هل كانت زيارتكم أهلية وعائلية ؟ أم مصالحة تاريخية عما ارتكبتم في حق بعضكم من التخوين والخلافات ؟

يوسف ديبو : بعد ان قمنا بلقاءات كثيرة مع الأحزاب الكردستانية في السليمانية وفي هوليير ، قررت مع رفاقي زيارة الأستاذ صلاح بدر الدين وهو الآن شخصية سياسية وطنية وله مكانته وزرناه وكانت زيارة مصالحة أهلية وكرفاق قدامى .

شفكر : انك تعترف بأنكم أخطأتم و نحن ندفع الثمن في الانقسامات و التشرذمات .

السؤال : لما لم تدلوا بيان الى الرأي العام الكردي أو تصريح بأنكم أخطأتم والان تصالحتم ؟

 يوسف ديبو : نعم زرت صلاح بدر الدين وتصالحنا وهو شخصية كردية معروفة ونحترم آرائه التي تخص الشان الكردي .نعترف بأننا اخطانا بحق بعضنا البعض لم ندرك معنى الاختلاف اتما خلافاتنا أثرت حتى على النواحي الاجتماعية  وهذا ناجم عن قصور في وعينا وإدراكنا السياسي .

شفكر :كم مرة سجن يوسف ديبو ؟

   يوسف ديبو : سجنت ست مرات ، مرتين في عهد جمال عبد الناصر ، ومرة في العام 1967 في عهد يوسف الزعين ، ومرتين في عهد الحركة التصحيحية ، والمرة الأخيرة لمدة ثلاث عشرة ساعة في مظاهرتنا ضد المرسوم49 .

نعم افتخر باني  سجنت لاني كنت أدافع عن قضايا شعبنا الكردي في سوريا وعن حقوقه المشروعة الجميع يعرف هذا …

شفكر : هل سجن الأستاذ حميد ؟ وهل صحيح انه ظل مدة ستة أعوام فارا من أجهزة محمد طلب هلال ؟
 يوسف ديبو : لم اسمع بان السيد حميد قد دخل السجن ، سمعنا انه كان ملاحقا لكن لا اعرف المدة التي تم فيها ملاحقته

 شفكر : في 23 آب 1973 وزعت منشورات أنت ورفاقك .

كيف تم الإفراج عنكم فقط ؟

يوسف ديبو : في العام 1973 كانت دائرة الأمن السياسي تتبع وزراه الداخلية ، واما أجهزة الأمن العسكري كانت تابعة لشعبة المخابرات العامة .
بعد توزيعنا للمنشورات الرافضة بخصوص استقدام الغمر ، تم اعتقال بعض رفاقنا الحزبيين على يد الأمن السياسي  كنت أنا وعادل اليزيدي ورفيقان آخران زج بنا بداية الى سجن  الشيخ حسن ومن ثمة الى سجن القلعة بعد محاكمتنا من قبل أمن الدولة العليا التي أقرت بالسجن علينا لمدة تسعة اشهر بعد انقضاء فترة الحكم تم الافراج عنا  ، كما انه تم اعتقال معظم رفاقنا بيد أجهزة الأمن العسكري  وفيما بعد تم اعتقال قيادة البارتي وتوفيقهم عرفيا لمدة 8 أعوام ….

شفكر : قلت سابقا انه في العام 1971 قام اليساري لوحده بمظاهرة ضمت اكثر من 70000 شخص .

ولكن البعض يقول ان سليم حاجو وبهجت هما من قادا المظاهرة ؟

يوسف ديبو : صدقني إذا قلت لك ان سليم حاجو لم يكن في المظاهرة كلها.

وبهجت حينها كان من الرفاق في المكتب السياسي  كان معنا في المظاهرة ولدينا صور ووثائق تثبت ذلك  .

شفكر :  بخصوص المؤتمر الوطني الذي قيم في كردستان العراق ما قصدك بجماعة الفراطة ؟  بينما يقول الأستاذ حميد ان 70 شخصا هم من ازلام النظام السوري  فهل يقبل هذا  ان يقال على دهام ميرو وزملائه ؟ وهل البارزاني كان له معرفة بهولاء ؟

 يوسف ديبو : أنا لا أقول انهم ازلام النظام السوري ، ولكن قد يتواجد بعض المسيئين بينهم وهذا أمر وارد أما ما قاله حميد درويش عنهم فهذا شانه ، أما جماعة  الفراطة فكنا نقصد بها انهم غير حزبيين .

شفكر : لماذا لا يوجد استقرار  في تحالفاتكم ؟ مرة انتم يساريون مساندين للبارتي وللبارزاني  – ومرة انتم مع الطالباني – ومرة متحالفين مع اليمين الكردي – ومرة تحالف اليمين مع أل ب ك ك في 1994 ؟

يوسف ديبو : مسالة التحالفات تعني الوحدة والصراع ، من جهة نؤسس من اجل وحدة حزبية للمجموعات المتقاربة فكريا  ، ومن جهة أخرى لا بد ان يكون هنا  وعلى أساس اختلافاتنا الفكرية وتعدديتها الحزبية شيء أشبه بتفاعل النقيض للوصول الى النتائج المرجوة ، هذا كله تتحقق عبر تحالفات أو أطر جامعة لكل الأحزاب .
 ولهذه الأسباب وغيرها قمنا بتشكيل تحالفين أولاها 1986 وثانيها1992 ، وقام غيرنا بتشكيل أطر جامعة أخرى مثل الجبهة .

أما عن تحالفنا مع ال( ب ك ك) كان تحالفا انتخابيا.
 تاريخ المحطات  التنظيمية التي مر بها يوسف ديبو خلال 51عاما
  *من العام 1957 الى العام 1958 كان عضو في الفرقة الحزبية
  * من العام 1958الى العام 1965 كان عضوا في اللجنة الفرعية
  * من العام 1965 الى العام 1967 كان عضوا للجنة المنطقية
  * من العام 1967 الى العام 1969 مرشح للجنة المركزية
   * من العام 1969 الى العام 1970عضو لجنة مركزية
   * من العام 1970 الى العام 1971 عضو قيادة مرحلية
  * من العام 1971 الى العام 1989 عضو مكتب سياسي
  * من العام 1989 الى العام 1997 سكرتير للحزب اليساري
   * من العام 1997 الى العام 1999 عضو مكتب سياسي
 *  من العام 1999 الى العام 2005 عضو مجلس عام للتحالف الكردي
  *من العام 2005 وحتى الان عضو مكتب سياسي في اليساري

شفكر : أشكرك باسمي وباسم غرفة غربي كردستان على هذه المعلومات القيمة ونتمنى لك السعادة والتوفيق ..

يوسف ديبو : شكر لغرفتكم الكريمة ، سعدت بلقائكم على أمل أنى قدمت ما هو مفيد لكم ، هذه كانت بعض من اللحظات التاريخية التي سردتها لكم بكل إخلاص ، أدعو كافة المثقفين الكرد في هذا العصر عصر العولمة والإنترنت ان  تبتعدوا عن الحزبية  والتقوقع الحزبي وان تسلكوا طريق الكوردايتي ..

نعم الكوردايتي..

لأننا من خلالها فقط تتحقق الآمال وشكرا لكم .

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…