افتتحت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت على لرواح شهداء القضية الكردية، ثم جرى تحديد جدول أعمال الجلسة حسب النظام الداخلي، وتضمنت دراسة واقع الحزب وتقييم أداء اللجنة المركزية، ومعالجة الإشكالات الموجودة، ورسم معالم السياسة المستقبلية للحزب، وكل ما يمكّنه من العمل بشكل أفضل.
وفي نهاية النقاشات خرج المجلس بتصور موحد مفاده بأن أداء اللجنة المركزية خلال الشهور القليلة الماضية لم يكن في مستوى طموحات الرفاق، وعليها أن ترفع من مستوى أدائها في التعاطي مع المعطيات السياسية، ورفع وتيرة النضال باتخاذ قرارات حازمة وفاعلة، ولاسيما أن شعبنا يتعرض لهجمة ممنهجة من قبل النظام تستهدف وجوده التاريخي، وترمي إلى خلق المزيد من العوامل المؤدية إلى تهجيره وتشريده، وهذا ما يتطلب الصلابة والحسم في المواقف، وتجنب المؤثرات السلبية للمناخات التي تتواجد فيها الحركة الكردية، والتي قد تؤدي إلى العطالة النضالية.
وقد أبدى الرفاق –كذلك- عدم ارتياحهم لأداء لجنة التنسيق الكردية، وأكدوا على ضرورة تأطيرها وتوسيعها وتفعيلها بما تستجيب لمتطلبات المرحلة، وخطورة التحديات التي يواجهها شعبنا، لأنها تبقى في المدى المنظور إلى جانب خياراتنا الأخرى الركيزة والمنطلق لتوحيد الموقف الكردي، وتفعيل الحراك الجماهيري السلمي الديمقراطي وتنشيطه.
وقد اتخذ المجلس المركزي عدة قرارات وتوصيات من شأنها تفعيل دور الحزب، وتعزيز مكانته على الصعيد الجماهيري والسياسي، والارتقاء بمستوى أدائه في المرحلة المقبلة، ومنها:
1- رأى الاجتماع أن أحداث كبيرة مرت في المرحلة السابقة لم يكن أداء الحزب فيها بمستوى الطموحات، كما ظهر إزاء أحداث عشية نوروز 2008 عند إقدام السلطات على قتل المدنيين العزل المحتفلين، واستشهاد ثلاثة شبان برصاص الأجهزة الأمنية، وكذلك عندما لجأت السلطات إلى رفع أسعار الوقود (المازوت والبنزين) بشكل كبير جداً، الأمر الذي أدى إلى شلل في مشاريع الري، وضرب الزراعة في الصميم، ثم ما رافقها من تذمر شديد وعام لدى الناس، ومن ثم إزاء المرسوم 49 في 10/9/2008 الذي يستهدف الوجود القومي الكردي في مناطقه، رغم صيغته العامة.
ورغم تثمين المجلس المركزي للاحتجاج الجماعي لثمانية أحزاب كردية، ومن ضمنها حزبنا، أمام البرلمان السوري في 2/11/2008 إلا أنه شدد على أن هذا النشاط غير كاف، ويجب الاستمرار في الاحتجاجات حتى إلغاء المرسوم 49 ونتائجه التي بدأت مفاعيلها الكارثية على الأرض، وعلى مصالح شعبنا الكردي في سوريا.
2- أيد المجلس المركزي الجهود المبذولة لتأطير الحركة الكردية بما يخدم قضية شعبنا، ويرفع عن كاهله المشاريع والسياسات العنصرية، وبما يعزز دور الحركة في مقاومة هذه المشاريع، وسياسات التهجير، ويرفع من معنويات شعبنا في الصمود والتشبث بالأرض في مواجهة الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها.
3- كما أكد المجلس على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام بوضع المرأة الكردية لتكون قادرة على المساهمة الفعالة إلى جانب الرجل في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما شدد على الاستمرار في إعطاء المزيد من الاهتمام بمنظمات الحزب التي تحتاج إلى التطوير لتؤدي دورها المطلوب في رفع سوية أداء الحزب على الصعيد السياسي والجماهيري والنضالي، وكذلك بحث المجلس إمكانيات تطوير إعلام الحزب وأوصى اللجنة المركزية ببذل المزيد من الجهود لتحقيق هذا الهدف.
كما تناول المجلس المركزي الوضع الداخلي في سوريا فرأى أنه لا أفق في إمكانية أن يعيد النظام النظر في سياساته الاستبدادية في التعامل مع القضايا الداخلية، وهو مستمر في ممارسة سياسة القمع والتنكيل، ومصادرة الحريات، ومستمر كذلك في سياسة تجويع الشعب السوري عن سابق قصد.
وأكد على تفعيل دور المعارضة السورية الديمقراطية لتقوم بواجباتها في التصدي لهذه السياسات، وتحقيق التغيير الديمقراطي المنشود.
كما تطرق المجلس إلى مزيد من القضايا الإقليمية والدولية، وخصوصاً الحرب الدائرة في قطاع غزة، وأكد على صوابية الموقف الذي اتخذته اللجنة المركزية في هذا المجال، ورأى أن المنطقة على أبواب تطورات دراماتيكية، ستتحدد الكثير من نتائجها على ضوء ما ستنتهي إليه هذه الحرب.
وفي الختام حيّا المجلس المركزي الرفاق المعتقلين فيسجون النظام، وكذلك جميع المعتقلين السياسيين، ودعا النظام إلى إطلاق سراحهم جميعاً فوراً.
12/1/2009
اللجنة المركزية