المحامي ابراهيم حسين
عندما يتسلح الكاتب بسلاح الموضوعية فإنه سيترك أثراً كبيراً لدى قرائه وسيحقق بالتالي بعض الأهداف التي توخاها من خلال كتاباته على اعتبار أني افترض أن أي كلمة نكتبها سنكون مسؤولين عنها أمام الله سبحانه وتعالى حين نقف بين يديه ..
عندما يتسلح الكاتب بسلاح الموضوعية فإنه سيترك أثراً كبيراً لدى قرائه وسيحقق بالتالي بعض الأهداف التي توخاها من خلال كتاباته على اعتبار أني افترض أن أي كلمة نكتبها سنكون مسؤولين عنها أمام الله سبحانه وتعالى حين نقف بين يديه ..
من هذا المنطلق فإني عندما وجهت الانتقاد للخطاب الذي اعتمده (بعض) المثقفين الكرد السوريين في تحليلهم لما يحدث في غزة من خلال مقالتي (دفاعاً عن الحق ..
دفاعاً عن غزة) كنت آمل أن أحرك شيئاً من النفس الديني الذي يشغل حيزاً كبيراً في حياة الكردي ويصبغ مجتمعه وقد وفقني الله في ذلك إذ شعرت أن حدة الخطاب الذي كان بعض أقراني يوجهه تجاه حماس قد خف وبدا الكثير منهم يراجع نفسه أو يتراجع في الظاهر عن الذي فهمته أنا من كتاباتهم أو نقاشاتهم فباتوا يحرصون على الدفاع عن أنفسهم ويؤكدون أنهم يأسفون لما يجري في فلسطين ..
دفاعاً عن غزة) كنت آمل أن أحرك شيئاً من النفس الديني الذي يشغل حيزاً كبيراً في حياة الكردي ويصبغ مجتمعه وقد وفقني الله في ذلك إذ شعرت أن حدة الخطاب الذي كان بعض أقراني يوجهه تجاه حماس قد خف وبدا الكثير منهم يراجع نفسه أو يتراجع في الظاهر عن الذي فهمته أنا من كتاباتهم أو نقاشاتهم فباتوا يحرصون على الدفاع عن أنفسهم ويؤكدون أنهم يأسفون لما يجري في فلسطين ..
لن أدخل طبعاً في نقاش أظهر فيه كمحامي دفاع عن حماس وسياساتها فهي بالنهاية تنظيم له أهداف ومبادئ قد نتفق معها أو نختلف وليس هذا مقصدي من كل ما كتبت ..
لكني أحب الإشارة مجدداً إلى أن الشعب الكردي هو الذي يهمني ولست في وارد تقييم مواقف بقية الشعوب لذلك أحسب أن هذا الشعب الذي يشرفني أني أنتمي إليه أجدر من غيره أن يشعر بالظلم الذي يحيق بشعب من الشعوب التي نجاورها ونشترك معها بالكثير من نقاط التشابه ولعل أبرزها بل وأهمها على الإطلاق هو الدين الإسلامي الحنيف ..
ولم تكن مواقف شعبنا الكردي بعيدة أبداً عن التصور الذي ارتسم في وجداني بل كانت متطابقة معه لدرجة أن معظم الفعاليات الكردية من أحزاب ومنظمات حقوقية قد بادرت إلى استنكار ما يجري وطالبت بوقف العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني غير أن بعض المثقفين وأكرر هنا كلمة بعض ممن يمتلكون خلفيات لا دينية أو يكون انتماءهم الديني آخر ما يفكرون به (ومنهم بالطبع المدعو ديار سليمان) كانوا يناقشون الموضوع من زوايا أخرى فيشيرون للمجازر التي ترتكب في غزة بإشارات عابرة ليجعلوها مدخلاً للطعن في حماس ..
متناسين العدو الصهيوني الذي كان يعين القوات التركية في قصفها للمواقع الكردية ولعب دوراً قذراً في تسليم القائد عبد الله أوجلان للاستخبارات التركية ، عدا عن الكثير الذي يمكن لنا أن نقوله عن الصهاينة وتاريخهم الحافل في إثارة الفتن وارتكاب المجازر ..
وقد لفت نظري ما كتبه السيد ديار سليمان في مقالته (أحدهم يحرض على الكرد السوريين) التي دبجها للرد على مقالتي وأتمنى أن يسمح لي الأخوة القراء بمناقشة بعض النقاط في مقالته تلك ليس من باب الرد بل من باب التوضيح ..
أعتقد أن الأخ ديار وهو صاحب قلم رائع وأسلوب أدبي راق تجلى بوضوح في مقالته عن رحيل الأستاذ محمد نذير مصطفى حين كتب عنه فأوفاه جزءاً من حقه وختم تلك المقالة بأنه من تلاميذ الراحل لكن حاشا لله أن يكون الراحل قد خرّج تلامذة من مستوى ديار سليمان الأخلاقي والفكري لأنني أعلم بأن أستاذنا كان ملتزماً وهادئاً وصادقاً مع نفسه ومع الآخرين ومحبوباً من المختلفين معه بالرأي قبل مناصريه ..
ما علينا ..
إن السيد ديار قد جانبه الصواب في اختيار عنوان مقالته فقد اتهمني بالتحريض على الكرد السوريين وهي تهمة أقرب للتكفير ..لأني أكدت في كل ما كتبته أن هناك البعض من المثقفين الكرد السوريين كتبوا عن مأساة غزة بطريقة عدائية فهل يعتبر الأخ ديار أن بعض المثقفين يمثلون كل أكراد سوريا ؟ ولست أدري كيف اعتبر نقدي تحريضاً فمن أحرض يا ترى ؟ هل أحرض الاستخبارات مثلاً على أبناء شعبي ؟ إن ذلك أثار ضحكي وحمدت الله أن الرجل كان طيباً فلم يتهمني علناً بالعمالة لأن أسهل تهمة يمكن أن يوجهها هو و أمثاله لمخالفيهم في الرأي أنهم عملاء ..وسأتجاوز هذه النقطة كما سأتجاوز كل الإشارات الشخصية في مقالته والتي تناولني فيها بطريقة تنم عن (أدب جم )..
لكن أن يكذب السيد ديار فهذا بالضبط ما يؤلم ..
الرجل من حقده الأعمى راح يتفنن في إيراد وقائع لست أدري ما الفائدة منها وما تأثيرها الإيجابي على الحركة الكردية والشعب الكردي وقضيته ..
قال لا فض فوه مستغرباً نعتي للدكتور عبد العزيز الرنتيسي بكلمة شهيد وقال أن الرنتيسي قد أقام مجلس عزاء للدكتاتور صدام حسين وهنا أرد فأقول أن الرنتيسي مات في سبيل قضيته ونحسبه عند الله شهيداً وقد قرأت له العديد من المقالات وقرأت سيرة حياته فكان بالفعل مثالاً للرجل المبدئي الصالح والمفكر ذو الآراء الجديرة بالاحترام وقضى معظم سني حياته في سجون الصهاينة ومن ثم سجون فتح ..أما حول إقامته مجلس عزاء للدكتاتور فإني استغرب ذلك إذ كيف يمكن للرنتيسي أن يتلقى التعازي بصدام طالما أن صدام أعدم بتاريخ 30 كانون الأول لعام 2006 بينما الرنتيسي استشهد في غارة شنتها طائرة اباتشي اسرائيلية على سيارته في مدينة غزة بتاريخ 17 نيسان 2004 ..
لعل مخيلة كاتبنا المريضة دفعته لقول ذلك واختلاق هذه القصة ليشوه سمعة حماس ضمن المسلسل الذي سبق وأشرت إليه في مقالتي المذكورة ..
علماً أنه حتى لو كان الرنتيسي أو غيره قد فعل ذلك فهو تصرف شخصي سيسأل عنه أمام الله غير أن الذي أعلمه أن حماس كانت من أوائل من انتقدوا دكتاتور العراق السابق وخاصة في غزوه للكويت على عكس جماعة فتح الذين أيدوه في موقف معروف ..
كذلك أورد الأخ ديار أنه لم يسمع باعتذار اسماعيل هنية عندما أخطأ بحق البيشمركة مع العلم أنه لو أراد أن يبحث لقرأ ما يلي : (هنية: ما قلته عن المجاهدين الكرد خطأ غير مقصود
لندن ـ «الشرق الأوسط»: تلقى الرئيس العراقي جلال طالباني رسالة اعتذار رسمية من رئيس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية الدكتور اسماعيل هنية، بواسطة السيد صلاح الزواوي سفير فلسطين في ايران.
وحسب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه طالباني، أعرب هنية عن اسفه لوقوع الخطأ غير المقصود، الذي مس مشاعر الشعب الكردي، في اشارة الى خطبة سابقة له ذكر فيها اسم البيشمركة، وهو يتناول بعض المشاكل الداخلية في فلسطين.
وجاء في رسالة هنية «تحدثت مع اخي صلاح الزواوي (سفير دولة فلسطين في ايران) حول الخطأ غير المقصود، الذي مس مشاعر اخواني المجاهدين الكرد، مؤكدا لفخامتكم حرصي وحرص الشعب الفلسطيني على تنمية العلاقات معكم ومع شعبكم الشقيق».
واضاف هنية «تركت لأخي صلاح ان يوضح لكم في اول فرصة ممكنة ظروف الخطأ غير المقصود الذي اكرر اسفي لوقوعه».
ويمكن للأخ ديار وغيره أن يقرأ هذا الخبر في مئات المواقع ومنها على سبيل المثال الموقع التالي: http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&article=397430&issueno=10247
علماً أن هنية قد ألقى خطبة جمعة بتاريخ 15 كانون الأول من عام 2006 في أحد المساجد وفيها كرر اعتذاره وقال أنه وشعبه من البيشمركة ..
فقامت قيامة بعض القومجيين العرب ضده وكتبوا الكثير من المقالات التي تضمنت تشكيكاً في دين الرجل وانتماءاته ويمكن لمن يريد أن يطلع عليها، وكم أتمنى أن تكون لدى السيد ديار وأمثاله شجاعة هنية ليعتذروا علناً إن أخطأوا..
ومع أني لم أعترض على مخالفة حماس في نهجها بل قلت بالحرف الواحد (مع العلم أن المقالات لو اقتصرت على إبراز حق الاختلاف في النهج السياسي مع حماس لما اعترضنا لأن المفكر من حقه أن يدلي بدلوه ويناقش ما يريد لكن الاعتراض فقط على لغة التشفي أو تسفيه أصحاب المبادئ سواءاً اتفقنا معهم أو اختلفنا) فإن السيد ديار اتهمني بتكفير المثقفين الكرد السوريين ومن ثم قال مدافعاً عن إخوانه العرب أني أنعت كل مخالف لحماس بالخيانة وقبل ذلك دافع عن محمد دحلان لأنه لم يرق له اتهامي للأخير بأنه عميل للصهاينة ..
فأنا لم أكفر أحداً ومعاذ الله أن أفعل وأنا لم أنعت كل من يخالف حماس بالخيانة بل قلت (وأتمنى من محبتي وحرصي على الأخوة المثقفين أن لا يقفوا في نفس الموقع الذي يطل منه بعض الخونة من العرب على معارك غزة وهم يتحسسون كراسيهم ويدعون ليلاً نهاراً أن تسقط حماس لأن إطالة أمد المعركة وبقاء حماس يفتحان نيران التغيير في الكثير من البلاد التي ابتليت شعوبها بدكتاتوريات عفنة) ولست أدري لماذا دبت النخوة في رأس ديار سليمان فغضب على حكام كانوا على الدوام عوناً للظالمين وباعوا أوطانهم لمن يحمي كراسيهم ..
أم أن الأخ ديار لا تهمه المظالم التي تتعرض لها شعوب تلك الدول على يد جلاديها ..
أما بالنسبة لدحلان فأنا لم اتهمه بذلك دون دليل بل إن الأمريكان هم الذين فضحوه فمجلة “فانيتي فير” هي التي أوردت وثائق دامغة تثبت أنّ الإدارة الأمريكية نسّقت خطة لسيطرة مجموعات من مسلحي “فتح” يقودها محمد دحلان على قطاع غزة، وخصصت لها أموالاً طائلة وتجهيزات وفيرة، وضمنت لها تدريبات وتحركات لوجستية على المستوى الإقليمي و المخطط كان يهدف إلى إلغاء نتائج انتخابات يناير 2006 التي فازت بها “حماس” ..
المجلة نقلت عن المستشار السابق لنائب الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط “ديفيد وارمسر” الذي استقال من منصبه في يوليو 2007 بعد شهر من سيطرة حماس علي غزة، وصفه الإدارة الأمريكية بأنها “كانت تنخرط في حرب قذرة في إطار جهودها لتأمين النصر لديكتاتورية يقودها عباس”.المفاجاة هنا أن “وارمسر” رأي أن حماس لم تكن تنوي السيطرة علي غزة حتى أجبرتها فتح على ذلك .وقال للمجلة: “يبدو لي أن ما حصل لم يكن انقلاباً من قبل حماس وإنما انقلاب من قبل فتح جري إحباطه قبل حصوله وكذلك اعترف رجل المخابرات الاسرائيلي “يعقوب بيري” ، في مذكراته الشهيرة “مهنتي كرجل مخابرات” أنه جند دحلان في تونس ، وإذا كنت بعد هذا يا أخ ديار تريد أن تدافع عن دحلان فهذا من حقك لكن لا تجبرنا أن نكون مثلك وإذا كان من حقك أن تدافع عن دحلان فمن حقي أن أدافع حماس أم أنه يحل لك ما لا يحل لغيرك ..
إن السيد ديار المحترم خرق مرة أخرى حس المسؤولية الذي يجب أن يتمتع به ككاتب مسؤول عن كل كلمة يسطرها قلمه فهو سبق وأثار عشرات الفتن حين فتح جبهة ضد حزب العمال الكردستاني وأخرى ضد الوطني المعروف عبد الرحمن آلوجي وثالثة ضد الشيوعيين لكن كل جبهاته تهون أمام جبهته الدائمة والأخطر وهي الموجهة ضد كل ما تفوح منه رائحة الإسلام ديننا الذي نفتخر به والذي زرع فينا حب الوطن والدفاع عن المظلومين وعلمنا أن نتعامل بمصداقيه مع أعدائنا قبل أصدقائنا ..
وإذا كنت أنطلق في كتاباتي من ثقافتي الاسلامية التي أفتخر بها فما هو يا ترى الدافع الذي يدفع أمثال ديار سليمان للسعي لإثارة الفتن أينما حلوا ..
أختم فأقول أني اعتذر من السيد ديار سليمان لأني لم استأذنه في الخروج من ملاعب الرياضة التي كنت مختصاً بها، إذ لم أكن أعلم أن الكتابة في مجالات أخرى من حقه وحده أو تحتاج إلى ترخيص منه يشبه تراخيص السلطة في سوريا..
لكني أحب الإشارة مجدداً إلى أن الشعب الكردي هو الذي يهمني ولست في وارد تقييم مواقف بقية الشعوب لذلك أحسب أن هذا الشعب الذي يشرفني أني أنتمي إليه أجدر من غيره أن يشعر بالظلم الذي يحيق بشعب من الشعوب التي نجاورها ونشترك معها بالكثير من نقاط التشابه ولعل أبرزها بل وأهمها على الإطلاق هو الدين الإسلامي الحنيف ..
ولم تكن مواقف شعبنا الكردي بعيدة أبداً عن التصور الذي ارتسم في وجداني بل كانت متطابقة معه لدرجة أن معظم الفعاليات الكردية من أحزاب ومنظمات حقوقية قد بادرت إلى استنكار ما يجري وطالبت بوقف العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني غير أن بعض المثقفين وأكرر هنا كلمة بعض ممن يمتلكون خلفيات لا دينية أو يكون انتماءهم الديني آخر ما يفكرون به (ومنهم بالطبع المدعو ديار سليمان) كانوا يناقشون الموضوع من زوايا أخرى فيشيرون للمجازر التي ترتكب في غزة بإشارات عابرة ليجعلوها مدخلاً للطعن في حماس ..
متناسين العدو الصهيوني الذي كان يعين القوات التركية في قصفها للمواقع الكردية ولعب دوراً قذراً في تسليم القائد عبد الله أوجلان للاستخبارات التركية ، عدا عن الكثير الذي يمكن لنا أن نقوله عن الصهاينة وتاريخهم الحافل في إثارة الفتن وارتكاب المجازر ..
وقد لفت نظري ما كتبه السيد ديار سليمان في مقالته (أحدهم يحرض على الكرد السوريين) التي دبجها للرد على مقالتي وأتمنى أن يسمح لي الأخوة القراء بمناقشة بعض النقاط في مقالته تلك ليس من باب الرد بل من باب التوضيح ..
أعتقد أن الأخ ديار وهو صاحب قلم رائع وأسلوب أدبي راق تجلى بوضوح في مقالته عن رحيل الأستاذ محمد نذير مصطفى حين كتب عنه فأوفاه جزءاً من حقه وختم تلك المقالة بأنه من تلاميذ الراحل لكن حاشا لله أن يكون الراحل قد خرّج تلامذة من مستوى ديار سليمان الأخلاقي والفكري لأنني أعلم بأن أستاذنا كان ملتزماً وهادئاً وصادقاً مع نفسه ومع الآخرين ومحبوباً من المختلفين معه بالرأي قبل مناصريه ..
ما علينا ..
إن السيد ديار قد جانبه الصواب في اختيار عنوان مقالته فقد اتهمني بالتحريض على الكرد السوريين وهي تهمة أقرب للتكفير ..لأني أكدت في كل ما كتبته أن هناك البعض من المثقفين الكرد السوريين كتبوا عن مأساة غزة بطريقة عدائية فهل يعتبر الأخ ديار أن بعض المثقفين يمثلون كل أكراد سوريا ؟ ولست أدري كيف اعتبر نقدي تحريضاً فمن أحرض يا ترى ؟ هل أحرض الاستخبارات مثلاً على أبناء شعبي ؟ إن ذلك أثار ضحكي وحمدت الله أن الرجل كان طيباً فلم يتهمني علناً بالعمالة لأن أسهل تهمة يمكن أن يوجهها هو و أمثاله لمخالفيهم في الرأي أنهم عملاء ..وسأتجاوز هذه النقطة كما سأتجاوز كل الإشارات الشخصية في مقالته والتي تناولني فيها بطريقة تنم عن (أدب جم )..
لكن أن يكذب السيد ديار فهذا بالضبط ما يؤلم ..
الرجل من حقده الأعمى راح يتفنن في إيراد وقائع لست أدري ما الفائدة منها وما تأثيرها الإيجابي على الحركة الكردية والشعب الكردي وقضيته ..
قال لا فض فوه مستغرباً نعتي للدكتور عبد العزيز الرنتيسي بكلمة شهيد وقال أن الرنتيسي قد أقام مجلس عزاء للدكتاتور صدام حسين وهنا أرد فأقول أن الرنتيسي مات في سبيل قضيته ونحسبه عند الله شهيداً وقد قرأت له العديد من المقالات وقرأت سيرة حياته فكان بالفعل مثالاً للرجل المبدئي الصالح والمفكر ذو الآراء الجديرة بالاحترام وقضى معظم سني حياته في سجون الصهاينة ومن ثم سجون فتح ..أما حول إقامته مجلس عزاء للدكتاتور فإني استغرب ذلك إذ كيف يمكن للرنتيسي أن يتلقى التعازي بصدام طالما أن صدام أعدم بتاريخ 30 كانون الأول لعام 2006 بينما الرنتيسي استشهد في غارة شنتها طائرة اباتشي اسرائيلية على سيارته في مدينة غزة بتاريخ 17 نيسان 2004 ..
لعل مخيلة كاتبنا المريضة دفعته لقول ذلك واختلاق هذه القصة ليشوه سمعة حماس ضمن المسلسل الذي سبق وأشرت إليه في مقالتي المذكورة ..
علماً أنه حتى لو كان الرنتيسي أو غيره قد فعل ذلك فهو تصرف شخصي سيسأل عنه أمام الله غير أن الذي أعلمه أن حماس كانت من أوائل من انتقدوا دكتاتور العراق السابق وخاصة في غزوه للكويت على عكس جماعة فتح الذين أيدوه في موقف معروف ..
كذلك أورد الأخ ديار أنه لم يسمع باعتذار اسماعيل هنية عندما أخطأ بحق البيشمركة مع العلم أنه لو أراد أن يبحث لقرأ ما يلي : (هنية: ما قلته عن المجاهدين الكرد خطأ غير مقصود
لندن ـ «الشرق الأوسط»: تلقى الرئيس العراقي جلال طالباني رسالة اعتذار رسمية من رئيس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية الدكتور اسماعيل هنية، بواسطة السيد صلاح الزواوي سفير فلسطين في ايران.
وحسب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه طالباني، أعرب هنية عن اسفه لوقوع الخطأ غير المقصود، الذي مس مشاعر الشعب الكردي، في اشارة الى خطبة سابقة له ذكر فيها اسم البيشمركة، وهو يتناول بعض المشاكل الداخلية في فلسطين.
وجاء في رسالة هنية «تحدثت مع اخي صلاح الزواوي (سفير دولة فلسطين في ايران) حول الخطأ غير المقصود، الذي مس مشاعر اخواني المجاهدين الكرد، مؤكدا لفخامتكم حرصي وحرص الشعب الفلسطيني على تنمية العلاقات معكم ومع شعبكم الشقيق».
واضاف هنية «تركت لأخي صلاح ان يوضح لكم في اول فرصة ممكنة ظروف الخطأ غير المقصود الذي اكرر اسفي لوقوعه».
ويمكن للأخ ديار وغيره أن يقرأ هذا الخبر في مئات المواقع ومنها على سبيل المثال الموقع التالي: http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&article=397430&issueno=10247
علماً أن هنية قد ألقى خطبة جمعة بتاريخ 15 كانون الأول من عام 2006 في أحد المساجد وفيها كرر اعتذاره وقال أنه وشعبه من البيشمركة ..
فقامت قيامة بعض القومجيين العرب ضده وكتبوا الكثير من المقالات التي تضمنت تشكيكاً في دين الرجل وانتماءاته ويمكن لمن يريد أن يطلع عليها، وكم أتمنى أن تكون لدى السيد ديار وأمثاله شجاعة هنية ليعتذروا علناً إن أخطأوا..
ومع أني لم أعترض على مخالفة حماس في نهجها بل قلت بالحرف الواحد (مع العلم أن المقالات لو اقتصرت على إبراز حق الاختلاف في النهج السياسي مع حماس لما اعترضنا لأن المفكر من حقه أن يدلي بدلوه ويناقش ما يريد لكن الاعتراض فقط على لغة التشفي أو تسفيه أصحاب المبادئ سواءاً اتفقنا معهم أو اختلفنا) فإن السيد ديار اتهمني بتكفير المثقفين الكرد السوريين ومن ثم قال مدافعاً عن إخوانه العرب أني أنعت كل مخالف لحماس بالخيانة وقبل ذلك دافع عن محمد دحلان لأنه لم يرق له اتهامي للأخير بأنه عميل للصهاينة ..
فأنا لم أكفر أحداً ومعاذ الله أن أفعل وأنا لم أنعت كل من يخالف حماس بالخيانة بل قلت (وأتمنى من محبتي وحرصي على الأخوة المثقفين أن لا يقفوا في نفس الموقع الذي يطل منه بعض الخونة من العرب على معارك غزة وهم يتحسسون كراسيهم ويدعون ليلاً نهاراً أن تسقط حماس لأن إطالة أمد المعركة وبقاء حماس يفتحان نيران التغيير في الكثير من البلاد التي ابتليت شعوبها بدكتاتوريات عفنة) ولست أدري لماذا دبت النخوة في رأس ديار سليمان فغضب على حكام كانوا على الدوام عوناً للظالمين وباعوا أوطانهم لمن يحمي كراسيهم ..
أم أن الأخ ديار لا تهمه المظالم التي تتعرض لها شعوب تلك الدول على يد جلاديها ..
أما بالنسبة لدحلان فأنا لم اتهمه بذلك دون دليل بل إن الأمريكان هم الذين فضحوه فمجلة “فانيتي فير” هي التي أوردت وثائق دامغة تثبت أنّ الإدارة الأمريكية نسّقت خطة لسيطرة مجموعات من مسلحي “فتح” يقودها محمد دحلان على قطاع غزة، وخصصت لها أموالاً طائلة وتجهيزات وفيرة، وضمنت لها تدريبات وتحركات لوجستية على المستوى الإقليمي و المخطط كان يهدف إلى إلغاء نتائج انتخابات يناير 2006 التي فازت بها “حماس” ..
المجلة نقلت عن المستشار السابق لنائب الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط “ديفيد وارمسر” الذي استقال من منصبه في يوليو 2007 بعد شهر من سيطرة حماس علي غزة، وصفه الإدارة الأمريكية بأنها “كانت تنخرط في حرب قذرة في إطار جهودها لتأمين النصر لديكتاتورية يقودها عباس”.المفاجاة هنا أن “وارمسر” رأي أن حماس لم تكن تنوي السيطرة علي غزة حتى أجبرتها فتح على ذلك .وقال للمجلة: “يبدو لي أن ما حصل لم يكن انقلاباً من قبل حماس وإنما انقلاب من قبل فتح جري إحباطه قبل حصوله وكذلك اعترف رجل المخابرات الاسرائيلي “يعقوب بيري” ، في مذكراته الشهيرة “مهنتي كرجل مخابرات” أنه جند دحلان في تونس ، وإذا كنت بعد هذا يا أخ ديار تريد أن تدافع عن دحلان فهذا من حقك لكن لا تجبرنا أن نكون مثلك وإذا كان من حقك أن تدافع عن دحلان فمن حقي أن أدافع حماس أم أنه يحل لك ما لا يحل لغيرك ..
إن السيد ديار المحترم خرق مرة أخرى حس المسؤولية الذي يجب أن يتمتع به ككاتب مسؤول عن كل كلمة يسطرها قلمه فهو سبق وأثار عشرات الفتن حين فتح جبهة ضد حزب العمال الكردستاني وأخرى ضد الوطني المعروف عبد الرحمن آلوجي وثالثة ضد الشيوعيين لكن كل جبهاته تهون أمام جبهته الدائمة والأخطر وهي الموجهة ضد كل ما تفوح منه رائحة الإسلام ديننا الذي نفتخر به والذي زرع فينا حب الوطن والدفاع عن المظلومين وعلمنا أن نتعامل بمصداقيه مع أعدائنا قبل أصدقائنا ..
وإذا كنت أنطلق في كتاباتي من ثقافتي الاسلامية التي أفتخر بها فما هو يا ترى الدافع الذي يدفع أمثال ديار سليمان للسعي لإثارة الفتن أينما حلوا ..
أختم فأقول أني اعتذر من السيد ديار سليمان لأني لم استأذنه في الخروج من ملاعب الرياضة التي كنت مختصاً بها، إذ لم أكن أعلم أن الكتابة في مجالات أخرى من حقه وحده أو تحتاج إلى ترخيص منه يشبه تراخيص السلطة في سوريا..