دهام حسن
أذكر أني قرأت قبل عقود عبارة فحواها…أنه بمجرد مرور لينين في شوارع لندن، أطلق عبارته الشهيرة عندما قال: هناك أمتان.! امة للأغنياء، وأمة للفقراء… فقد جذبت انتباهه حالات متناقضة، البذخ والترف والجاه والصروح المشيّدة من جانب، ومخايل الجوع والفقر في الحواري، وأحزمة الفقر على مدار المدينة.! فهل يا ترى.! قد غاب هذا الإحساس عن واجهات الشعارات النضالية التي يطلقها مناضلونا الأحرار اليوم.؟ إن من لا يحسّ بمعاناة الآخرين، ولا يحمل هموم الفقراء، ولا يتصدّى لها بالنضال اللازم غير خليق أن يتقدمهم كمسؤول قيادي، وبالتالي غير مؤهل للمعترك السياسي، وبيده أزمّة القيادة..
أذكر أني قرأت قبل عقود عبارة فحواها…أنه بمجرد مرور لينين في شوارع لندن، أطلق عبارته الشهيرة عندما قال: هناك أمتان.! امة للأغنياء، وأمة للفقراء… فقد جذبت انتباهه حالات متناقضة، البذخ والترف والجاه والصروح المشيّدة من جانب، ومخايل الجوع والفقر في الحواري، وأحزمة الفقر على مدار المدينة.! فهل يا ترى.! قد غاب هذا الإحساس عن واجهات الشعارات النضالية التي يطلقها مناضلونا الأحرار اليوم.؟ إن من لا يحسّ بمعاناة الآخرين، ولا يحمل هموم الفقراء، ولا يتصدّى لها بالنضال اللازم غير خليق أن يتقدمهم كمسؤول قيادي، وبالتالي غير مؤهل للمعترك السياسي، وبيده أزمّة القيادة..
والنضال السياسي عند هذا القيادي يغدو، وجاهة الظهور في المحافل والمناسبات، واجترار بعض المحفوظات المقتضبة على المسامع، ومخاطبة الأفئدة لا العقول، واستجداء
رضاهم وقبولهم، أو شراء سكوتهم، لضعف خطابه وحجته بالأساس..
لقد كان (الخبز) في أولوية سلّم الشعارات النضالية، في أواسط القرن الفائت، كان الشعار المحفوظ عن ظهر قلب لأي حزب مناضل هو (خبز وسلم وحرية) فتفكر بهذا الترتيب، ومتى استطعنا أن نعيد هذا الترتيب في السياق النضالي نكون قد سلكنا الدرب النضالي وعرفنا الطريق الصحيح..
ثم من أكثر الناس إحساسا بأهمية الرغيف من الفقراء.؟ إن كسب الجماهير الغفيرة يكون عن طريق النضال من أجل تأمين رغيف الخبز أولا قبل تجييشها في سبيل الحريات والأمن والسلام..
إن انحدار الكوادر القيادية من الطبقات الدنيا للمجتمع أمر بالغ الأهمية، فهم أكثر من سواهم إحساسا بالمعاناة، وأكثر استجابة للتضحية، لأن واحدهم بالأساس ابن لهكذا بيئات ووليد ونتاج هذا الوسط المبتلي بالفقر والجهل والتخلف، وأكثر اكتواء بهذا الثالوث إن قادة الحركة السياسية الكردية ينحدرون من أصول ريفية، وغالبية هؤلاء القادة من ملاكي الأرض، ما زال بعضهم يفكر بعقلية السيّد..فعلى القائد السياسي الحزبي ألا يلعب دور الآغا في حزبه، عندما يتصرف بتعال دون الرجوع إلى أحد أو حتى دون معرفة الهيئات المسؤولة، يأمر وينهي دون رقيب أو حسيب..لكني هنا أسارع فأقول حتى لا يساء فهمي، أني مع تبوّء هؤلاء المناصب القيادية، لكني لست مع حصر زمام القيادة فيهم وحدهم، كما هو ملحوظ، وكثير من هؤلاء القادة ـ للأسف ـ يعتمدون على بطانة أمّعة ضعيفة ذليلة لا يؤبه لها في قوام الحزب، أوتي بهم ليمتثلوا إرادة القائد الحزبي
في هؤلاء قلت في نص شعري..
عجبي من ثلة دون خطر
لم يرد في ذكرهم غير الصفر
فإذا سيّدهم زورا نبر
صفقوا بالعشر ما أحلى الدرر
فهو تيمور وهم جند التتر
فكرة أخرى أريد إثارتها في هذا السياق، لا يمكن لي كمدّع بأنه ينهل من الثقافة الماركسية، أن يكون ضد الأغنياء هكذا، بل لا بد هنا من الإشادة بموقف الشيوعيين في فترة التأميمات، فقد وقفوا بالضد من هذا الحسم الراديكالي لتأميم المؤسسات والشركات المنتجة، حتى أني لست مع الإصلاح الزراعي بالكيفية التي تمت، كنت أتمنى أن ينتفع الفلاح بمساحة من الأرض يعمل فيها لإعالة أسرته، لا أن يبقى قنّا تحت رحمة كبار الملاكين، لأني من خلال قراءتي للماركسية أدرك أهمية دور البرجوازية الصناعية في حياة الأمم، من حيث التنمية والتطوير والنهضة والوفرة..
نحن لا نريد أن نفقر الأغنياء، ما نريده هو أن يغتني الفقراء، أو أن يعيش في حالة يسر أو مريحة نسبيا، وبمكنة هذا الفقير بالتالي تعليم أولاده، وتكون له دار وارض وصوت انتخابي..
إن التركيز على الجانب الطبقي في نضال الأحزاب واجب أكيد، ينبغي أن يتنبه إليه قادة أحزابنا الكوردية، لا أن يتستروا بشعارات ضبابية، أو أن يجمعوا كل الشعارات في خرج واحد دون الفرز بين المهم والأهم..
إن الإغراق في المناكفة الحزبية، أو التباهي الفارغ بعدد أعضاء الحزب، والتظاهر بأنه أقوى من غريمه السياسي..
يسيء لنضال الحركة بالكامل..
إن أي حزب عادة يقيّم من خلال ما يطرحه من برامج، ومن خلال مناضلته اليومية، ومن خلال قدرة الحزب على تقديم الكادر الجيد البارز والمقبول اجتماعيا..
ومن خلال قيامه بمبادرات وحدوية لفصائل وتنظيمات مشتتة..
إن الاكتفاء برأي القائد الأوحد، مثل هذا يسيء للحزب.ويسيء لطرائق نضاله، فضلا عن ذلك فالحزب عندما يتجسد في شخص الأمين العام، ويسيّره إنسان واحد، يسهل تدجينه وبالتالي اختراقه طالما مفتاح الحزب هذا الشخص الأوحد، أليس هنا من السهل تدجينه إما بالترغيب أو بالترهيب.
وهنا كيف يغير الفرد على مصير الحزب إذا كان الحزب متجسدا في شخص الأمين العام..
بالتالي كم قلنا ناهيك أن هذا دليل على جمود الحزب ولا حيويته..
من هنا تأتي أهمية التجديد في قوام الهيئات، وفي بنيان الحزب على العموم، وإرساء وترسيخ أسس ديمقراطية في النظام الداخلي، وإشعار أعضاء الحزب مهما صغر موقعهم، أي أن من حقهم طرح ما يرونه من مصلحة الحزب، وإبداء وجهات نظر مهما تباينت الرؤى، والعمل على صياغة برامج متفق حولها بعد تضافر الآراء في صياغتها ودون هذا من الصعب أن يتقدم الحزب..
لا نريد أحزابا كحالة بعض أحزابنا الكردية..إذا ما مات الأمين العام ، مات الحزب، إلا إذا تبنته جهة ما…
أليست هذه الخاتمة المفجعة ــ للأسف ــ هي التي تنتظر بعض أحزابنا.؟ والمستقبل كفيل بالإجابة، وبما يحمل في طياته من خبايا، لا يفقهها إلا أصحابها والراسخون في العلم…
رضاهم وقبولهم، أو شراء سكوتهم، لضعف خطابه وحجته بالأساس..
لقد كان (الخبز) في أولوية سلّم الشعارات النضالية، في أواسط القرن الفائت، كان الشعار المحفوظ عن ظهر قلب لأي حزب مناضل هو (خبز وسلم وحرية) فتفكر بهذا الترتيب، ومتى استطعنا أن نعيد هذا الترتيب في السياق النضالي نكون قد سلكنا الدرب النضالي وعرفنا الطريق الصحيح..
ثم من أكثر الناس إحساسا بأهمية الرغيف من الفقراء.؟ إن كسب الجماهير الغفيرة يكون عن طريق النضال من أجل تأمين رغيف الخبز أولا قبل تجييشها في سبيل الحريات والأمن والسلام..
إن انحدار الكوادر القيادية من الطبقات الدنيا للمجتمع أمر بالغ الأهمية، فهم أكثر من سواهم إحساسا بالمعاناة، وأكثر استجابة للتضحية، لأن واحدهم بالأساس ابن لهكذا بيئات ووليد ونتاج هذا الوسط المبتلي بالفقر والجهل والتخلف، وأكثر اكتواء بهذا الثالوث إن قادة الحركة السياسية الكردية ينحدرون من أصول ريفية، وغالبية هؤلاء القادة من ملاكي الأرض، ما زال بعضهم يفكر بعقلية السيّد..فعلى القائد السياسي الحزبي ألا يلعب دور الآغا في حزبه، عندما يتصرف بتعال دون الرجوع إلى أحد أو حتى دون معرفة الهيئات المسؤولة، يأمر وينهي دون رقيب أو حسيب..لكني هنا أسارع فأقول حتى لا يساء فهمي، أني مع تبوّء هؤلاء المناصب القيادية، لكني لست مع حصر زمام القيادة فيهم وحدهم، كما هو ملحوظ، وكثير من هؤلاء القادة ـ للأسف ـ يعتمدون على بطانة أمّعة ضعيفة ذليلة لا يؤبه لها في قوام الحزب، أوتي بهم ليمتثلوا إرادة القائد الحزبي
في هؤلاء قلت في نص شعري..
عجبي من ثلة دون خطر
لم يرد في ذكرهم غير الصفر
فإذا سيّدهم زورا نبر
صفقوا بالعشر ما أحلى الدرر
فهو تيمور وهم جند التتر
فكرة أخرى أريد إثارتها في هذا السياق، لا يمكن لي كمدّع بأنه ينهل من الثقافة الماركسية، أن يكون ضد الأغنياء هكذا، بل لا بد هنا من الإشادة بموقف الشيوعيين في فترة التأميمات، فقد وقفوا بالضد من هذا الحسم الراديكالي لتأميم المؤسسات والشركات المنتجة، حتى أني لست مع الإصلاح الزراعي بالكيفية التي تمت، كنت أتمنى أن ينتفع الفلاح بمساحة من الأرض يعمل فيها لإعالة أسرته، لا أن يبقى قنّا تحت رحمة كبار الملاكين، لأني من خلال قراءتي للماركسية أدرك أهمية دور البرجوازية الصناعية في حياة الأمم، من حيث التنمية والتطوير والنهضة والوفرة..
نحن لا نريد أن نفقر الأغنياء، ما نريده هو أن يغتني الفقراء، أو أن يعيش في حالة يسر أو مريحة نسبيا، وبمكنة هذا الفقير بالتالي تعليم أولاده، وتكون له دار وارض وصوت انتخابي..
إن التركيز على الجانب الطبقي في نضال الأحزاب واجب أكيد، ينبغي أن يتنبه إليه قادة أحزابنا الكوردية، لا أن يتستروا بشعارات ضبابية، أو أن يجمعوا كل الشعارات في خرج واحد دون الفرز بين المهم والأهم..
إن الإغراق في المناكفة الحزبية، أو التباهي الفارغ بعدد أعضاء الحزب، والتظاهر بأنه أقوى من غريمه السياسي..
يسيء لنضال الحركة بالكامل..
إن أي حزب عادة يقيّم من خلال ما يطرحه من برامج، ومن خلال مناضلته اليومية، ومن خلال قدرة الحزب على تقديم الكادر الجيد البارز والمقبول اجتماعيا..
ومن خلال قيامه بمبادرات وحدوية لفصائل وتنظيمات مشتتة..
إن الاكتفاء برأي القائد الأوحد، مثل هذا يسيء للحزب.ويسيء لطرائق نضاله، فضلا عن ذلك فالحزب عندما يتجسد في شخص الأمين العام، ويسيّره إنسان واحد، يسهل تدجينه وبالتالي اختراقه طالما مفتاح الحزب هذا الشخص الأوحد، أليس هنا من السهل تدجينه إما بالترغيب أو بالترهيب.
وهنا كيف يغير الفرد على مصير الحزب إذا كان الحزب متجسدا في شخص الأمين العام..
بالتالي كم قلنا ناهيك أن هذا دليل على جمود الحزب ولا حيويته..
من هنا تأتي أهمية التجديد في قوام الهيئات، وفي بنيان الحزب على العموم، وإرساء وترسيخ أسس ديمقراطية في النظام الداخلي، وإشعار أعضاء الحزب مهما صغر موقعهم، أي أن من حقهم طرح ما يرونه من مصلحة الحزب، وإبداء وجهات نظر مهما تباينت الرؤى، والعمل على صياغة برامج متفق حولها بعد تضافر الآراء في صياغتها ودون هذا من الصعب أن يتقدم الحزب..
لا نريد أحزابا كحالة بعض أحزابنا الكردية..إذا ما مات الأمين العام ، مات الحزب، إلا إذا تبنته جهة ما…
أليست هذه الخاتمة المفجعة ــ للأسف ــ هي التي تنتظر بعض أحزابنا.؟ والمستقبل كفيل بالإجابة، وبما يحمل في طياته من خبايا، لا يفقهها إلا أصحابها والراسخون في العلم…