والأسئلة التي تشغل بال كل كردي وطني هو من سيخلف سكرتير الحزب الراحل؟ وهل يستطيع هذا الخلف أن يكون البديل المناسب؟ وهل سيتعرض الحزب لهزة أخرى كما تعرض لها في مرات سابقة؟ وأسئلة كثيرة أخرى تدور معظمها حول مستقبل هذا الحزب وما سيؤول اليه حال البارتي بعد رحيل سكرتيره العام وكذلك الاستحقاقات المطلوبة من قيادة الحزب وسكرتيره الجديد في المرحلة القادمة.
وفي هذا المجال لا يراد مني تقديم الدروس والنصائح والمواعظ والنصائح (معاذ الله)، ولكنها فقط مجرد قراءة قد تساهم ولو بجزء بسيط من وضع التطورات المستقبلية لوضع البارتي وإضاءة بعض الجوانب السلبية التي تعترض مسيرته والتركيز على الجوانب الايجابية والتي يتطلب تعميقها وتكريسها أكثر فأكثر, لأن وضع البارتي وتقدمه يتعلق بالدرجة الاولى لمسؤولية القيادة ومواصفات هذه القيادة ، ومن هنا تصبح مسألة القيادة مسألة شديدة الاهمية والخطورة لما تتطلبه هذه المرحلة من ضرورات للمراجعة الجادة والمكاشفة الصريحة، وهذه ليست بهدف التقليل من شأن هذه القيادة، ولكن من أجل معرفة نقاط القوة والضعف وتحليل أسباب النجاح والاخفاق ومحاولة وضع تصور أكثر شفافية ومتانة من أجل مستقبل هذا الحزب دون الدوران في المتاهة ودون القدرة أو الجرأة على المواجهة من أجل معرفة مواطن الخلل ومن ثم محاولة تجاوزها.
في تصوري وقناعتي وأعتقد ان الكثيرين غيري أيضاً يشاركونني هذا التصور، وهي:
1- ان الدكتور عبد الحكيم بشار سكرتير اللجنة المركزية هو خير من يمكنه أن يملئ هذا الفراغ وقيادة الحزب في هذه المرحلة من تاريخ الحزب ويتطلب من رفاقه القياديين وكوادر ورفاق الحزب أن يكونوا عوناً وسنداً قوياً له في سبيل نجاح مهمته.
2- ان قيادة الدكتور حكيم للحزب يرتب عليه واجباً أساسياً وهو إعادة ترتيب بيت البارتي من الداخل ابتداءً من القيادة وذلك بتخليصه من هذا الترهل والعدد الكبير للقيادة لأن بث النشاط والروح الايجابية في الحزب وإعادة البريق للبارتي هو بتفعيل دور القيادة، وليس بزيادة عدد الاعضاء حيث تشكل هذه الزيادة عبئاً وبطئاً في اتخاذ القرارات وتفقد القيادة الديناميكية المطلوبة للتعامل مع المستجدات بالاضافة الى ان وجود هذا العدد الكبير من القياديين يؤدي الى خلق فوارق سياسية وثقافية بين اعضائه والمثل الدارج يقول (ان غسيل الدرج يبدأ من الاعلى).
وهذا المطلب يمكن تحقيقه في المؤتمر القادم.
3- العمل بشكل جدي ومخلص من اجل لم شمل البارتي وذلك بمد اليد الى الطرف الآخر ” قيادة الاستاذ نصر الدين ابراهيم” والعمل على توحيد الحزب من جديد، وان هذا الانجاز ان تم فسوف يسجل ذلك لقيادة الحزب وللدكتور حكيم شخصياً.
4- ايلاء الاهتمام الكافي لتنظيمات الحزب في الخارج لما تمثله هذه التنظيمات من دعم اعلامي ومادي، واتخاذ القرارات المناسبة بذلك ووضعها موضع التنفيذ.
5- العمل على ان يكون البارتي كما عهدناه العمود الفقري للحركة الوطنية الكردية وهو المبادر دوماً لتقديم كل المقترحات والحلول وايجاد الصيغ المناسبة لتوحيد جهودها وخطابها السياسي وان يكون البارتي دوماً المظلة الجامعة.
6- ان العمل السياسي للبارتي يجب ان يقوم على اسس واضحة وبرامج محددة وان تكون القراءة للواقع قراءة عملية بعيدة عن البدائية التي وسمت مسيرة الحزب في الكثير من المراحل السابقة والتي كانت تحكمها مجموعة من العوامل السلبية لعلاقات القرابة والصداقة والعشائرية والترغيب والتلويح بمنافع شخصية أي ان لا يكون الحزب تجمعاً انتهازياً معرضاً للانهيار والانشقاق تبعاً لمصالح بعض افراده.
وأخيراً وهذه من البديهيات التي لا تحتاج الى ان يذكر أو يوصي أحد (البارتي) به، وهو الثبات على النهج الوطني والقومي وتعزيزه أكثر من ذي قبل.
اعتقد ان هذه الامور التي ذكرتها هي كبيرة وشديدة الالحاح وتتطلب تلاقي ارادة الجميع في البارتي من اجل انجاحها ولا ينقص البارتي الاعضاء الاكفاء والذين يحملون هموم هذا الشعب، ويتطلب هذا ايضاً الوقت الكافي للمداولة والنقاش وتبادل الرأي ولكن المهم ان يخرج الحزب في النهاية بنتيجة ترضي شعبنا الكردي وجماهير هذا الحزب كما خرج في مؤتمره العاشر بمقررات جريئة وشجاعة.
فهل سينجح حكيم البارتي وقيادة الحزب في تجاوز الحالة الصعبة ووضع الحزب على بداية الطريق الصحيح.
اتمنى ذلك من كل قلبي، ومع تمنياتي للدكتور حكيم وقيادة الحزب بالتوفيق والنجاح في مهمتهم، وللحزب التطور والتقدم في سبيل رفع الظلم عن كاهل شعبنا الكردي وتحقيق حقوقه القومية المشروعة.
عاش البارتي.