صلاح بدرالدين
بشر مسؤول سياسة حماس في مؤتمره الصحفي من دمشق أعضاءه و “الأنصار” بالقول (اطمئنكم أن البنية التحتية للحركة سليمة والمقاومة بخير ولم تخسر سلاحها وأن العدو الاسرائيلي في مأزق وهزم شر هزيمة ..) واعدا الأمتين العربية والاسلامية (بالنصر المبين) مناشدا في الوقت ذاته (العالم بتقديم العون الانساني لغزة لأنها منكوبة) دون أن ينسى المطالبة (بشراكة حماس في ادارة معبر رفح الى جانب مصر والاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية) واسرائيل طبعا متحاشيا ذكرها
بشر مسؤول سياسة حماس في مؤتمره الصحفي من دمشق أعضاءه و “الأنصار” بالقول (اطمئنكم أن البنية التحتية للحركة سليمة والمقاومة بخير ولم تخسر سلاحها وأن العدو الاسرائيلي في مأزق وهزم شر هزيمة ..) واعدا الأمتين العربية والاسلامية (بالنصر المبين) مناشدا في الوقت ذاته (العالم بتقديم العون الانساني لغزة لأنها منكوبة) دون أن ينسى المطالبة (بشراكة حماس في ادارة معبر رفح الى جانب مصر والاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية) واسرائيل طبعا متحاشيا ذكرها
وقد تعودنا سماع مثل هذه – البشائر – منذ هزيمة حزيران عام 1967 عندما أذاعت القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم بعد أن توقفت اسرائيل عن الهجوم أمام أبواب دمشق واحتلت الجولان وجبل الشيخ بيانا الى الأمة تزف اليها خبر عدم سقوط النظام التقدمي وسلامة رفاق القيادة – وكانوا موزعين على المحافظات الشمالية والشرقية هربا من المعركة – وسمعناها مرة أخرى من أصحاب النصر الالهي في لبنان في حرب تموز بعد سقوط ألف ضحية وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المشردين وخسائر مادية تقدر باكثر من خمسة مليارات دولار والحاق الأذية بالتعايش اللبناني وبالسلطة الشرعية وتغييب دورها امعانا في هدم الدولة ونظامها التوافقي المستند الى الميثاق والدستور والاتفاقيات الملحقة.
يخطىء من يظن للحظة واحدة أن اختيار حماس المواجهة – في ظل موازين القوى بينها وبين اسرائيل – منذ الانسحاب من حوار المصالحة الوطنية في القاهرة ووقف التهدئة بحجج وذرائع مختلفة واطلاق الصواريخ كان بهدف محاربة اسرائيل وتحرير الأرض والانسان بل كان لتحقيق هدفين أولهما تنفيذ الاجندة الايرانية والسورية بتعزيز أوراقهما التفاوضية مع اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في عهد الادارة الجديدة وثانيهما محاولة الخروج من عزلتها الفلسطينية والعربية والدولية الخانقة بعد انقلابها العسكري في غزة وذلك باستدرار العطف حتى لو كان على حساب الدماء الفلسطينية وليس دماء قادتهم وكوادرهم ومقاتليهم (لأنهم وبعد كل تلك الضحايا مازالوا بخير حسب السيد مشعل) والبحث عن دور سياسي للتفاوض مع اسرائيل وتمثيل شعب فلسطين في المحافل ومزاحمة السلطة الشرعية ومنظمة التحرير والحصول بتلك الطريقة على اعتراف عربي ومصري على وجه الخصوص واقليمي ودولي بشرعية امارة غزة (الاخوانية) الانفصالية والمنقلبة على الشرعية كأمر واقع جديد يضاف الى المأساة الفلسطينية في بداية القرن على غرار امارة كل من طالبان وحزب الله المتشابهة من حيث الجوهر والمنطلق والأساليب والأهداف , نعم ان حماس تبحث عن رأس السلطة الوطنية الفلسطينية وهو أمر يخدم لاعبين اقليميين ولا يزعج اسرائيل ولايثير غضب بعض القوى الدولية فقادة حماس ورغم معاناة أهل غزة أمام ناظريهم جراء العدوان الاسرائيلي الاجرامي الغادر عينهم على معبر رفح بل أصبح معركتهم الأساسية والمصالحة الوطنية ليست من أولوياتهم بل حتى دعوة الرئيس أبو مازن للحوار والتلاقي لم تعد مقبولة لديهم فحسب بل مرفوضة والهم الأول والأخير لهم هو تغيير وجه الصراع في – الداخل والخارج – وتبديل قواعد اللعبة محاولة في خلق معادلات سياسية وعسكرية على الأرض قد تغير وجه الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وتحويل القضية من منزلة حركة تحرر وطني مقبولة ومعززة بالتضامن من كل أحرار العالم الى مسألة صراع ديني آيديولوجي تطرف من هنا وارهاب من هناك ثم صفقات بين أصوليين من هذه الجهة أو تلك على حساب الحلم الفلسطيني المشروع والنضال التاريخي من أجل حق تقرير المصير والديموقراطية وحقوق الانسان والتعايش السلمي والأمن والاستقرار وفي هذا السياق بالذات يفسر الدور التركي في الوساطة بين سوريا واسرائيل من جهة وبين الفلسطينيين واسرائيل من الجهة الأخرى فمن الملفت أن الحزب الاسلامي الحاكم في انقرة بشراكة وتعاون مع الطغمة العسكرية بدأت التوسط منذ ظهور عامل حماس في المعادلة الفلسطينية في حين كانت تركيا حليفا لاسرائيل منذ نشوئها وحتى الآن وهي الدولة المسلمة الأولى التي اعترفت بها ونسجت معها علاقات اقتصادية وعسكرية وأمنية متطورة حتى اللحظة .
يخطىء من يظن للحظة واحدة أن اختيار حماس المواجهة – في ظل موازين القوى بينها وبين اسرائيل – منذ الانسحاب من حوار المصالحة الوطنية في القاهرة ووقف التهدئة بحجج وذرائع مختلفة واطلاق الصواريخ كان بهدف محاربة اسرائيل وتحرير الأرض والانسان بل كان لتحقيق هدفين أولهما تنفيذ الاجندة الايرانية والسورية بتعزيز أوراقهما التفاوضية مع اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في عهد الادارة الجديدة وثانيهما محاولة الخروج من عزلتها الفلسطينية والعربية والدولية الخانقة بعد انقلابها العسكري في غزة وذلك باستدرار العطف حتى لو كان على حساب الدماء الفلسطينية وليس دماء قادتهم وكوادرهم ومقاتليهم (لأنهم وبعد كل تلك الضحايا مازالوا بخير حسب السيد مشعل) والبحث عن دور سياسي للتفاوض مع اسرائيل وتمثيل شعب فلسطين في المحافل ومزاحمة السلطة الشرعية ومنظمة التحرير والحصول بتلك الطريقة على اعتراف عربي ومصري على وجه الخصوص واقليمي ودولي بشرعية امارة غزة (الاخوانية) الانفصالية والمنقلبة على الشرعية كأمر واقع جديد يضاف الى المأساة الفلسطينية في بداية القرن على غرار امارة كل من طالبان وحزب الله المتشابهة من حيث الجوهر والمنطلق والأساليب والأهداف , نعم ان حماس تبحث عن رأس السلطة الوطنية الفلسطينية وهو أمر يخدم لاعبين اقليميين ولا يزعج اسرائيل ولايثير غضب بعض القوى الدولية فقادة حماس ورغم معاناة أهل غزة أمام ناظريهم جراء العدوان الاسرائيلي الاجرامي الغادر عينهم على معبر رفح بل أصبح معركتهم الأساسية والمصالحة الوطنية ليست من أولوياتهم بل حتى دعوة الرئيس أبو مازن للحوار والتلاقي لم تعد مقبولة لديهم فحسب بل مرفوضة والهم الأول والأخير لهم هو تغيير وجه الصراع في – الداخل والخارج – وتبديل قواعد اللعبة محاولة في خلق معادلات سياسية وعسكرية على الأرض قد تغير وجه الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وتحويل القضية من منزلة حركة تحرر وطني مقبولة ومعززة بالتضامن من كل أحرار العالم الى مسألة صراع ديني آيديولوجي تطرف من هنا وارهاب من هناك ثم صفقات بين أصوليين من هذه الجهة أو تلك على حساب الحلم الفلسطيني المشروع والنضال التاريخي من أجل حق تقرير المصير والديموقراطية وحقوق الانسان والتعايش السلمي والأمن والاستقرار وفي هذا السياق بالذات يفسر الدور التركي في الوساطة بين سوريا واسرائيل من جهة وبين الفلسطينيين واسرائيل من الجهة الأخرى فمن الملفت أن الحزب الاسلامي الحاكم في انقرة بشراكة وتعاون مع الطغمة العسكرية بدأت التوسط منذ ظهور عامل حماس في المعادلة الفلسطينية في حين كانت تركيا حليفا لاسرائيل منذ نشوئها وحتى الآن وهي الدولة المسلمة الأولى التي اعترفت بها ونسجت معها علاقات اقتصادية وعسكرية وأمنية متطورة حتى اللحظة .
السبيل الوحيد أمام كل من يحرص على الشعب الفلسطيني ويناصر قضيته العادلة في هذه الأيام العصيبة هو المزيد من الدعم والاسناد لسلطته الوطنية الشرعية المتمثلة برئيسها ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس – أبو مازن في سعيه من أجل وقف العدوان على غزة وتثبيت التهدئة والمباشرة بالحوار الوطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية لقيادة الادارة الموحدة لكافة المناطق بما فيها غزة وتعزيز العملية السياسية لتحقيق الانجازات على طريق تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة حسب قرارات الشرعية الدولية وابعاد النضال الفلسطيني من أجندة نظم الاستبداد الاقليمية وانقاذه من براثن ظلامية القرون الوسطى والارهاب وهذا هو الممكن في ظل موازين القوى الراهنة .