ديـــار ســـليمان
الشعب الكـوردي في سوريا ليس اليـوم كما قد يتوهم البعض في مرحلة (فقـدان وطـن) حتى وإن بقي واحد فقط من بين الثلاثة ملايين مواطن كوردي يتصدى للمؤامرات والمشاريع العنصرية التي تتوالى تباعآ، وبقي صديق وفي واحد من طينة البروفسور إسماعيل بشكجي أو الدكتور منذر الفضل أو الدكتور أحمد أبو مطر(الذي نتمنى له الشفاء العاجل) أو غيرهم ولحسن الحظ القائمة تطول..
فما دام هذا الشعب واعيـآ ذاته مدركآ للمؤامرات التي تحـاك ضده فمن المستحيل هزيمته، صحيح أن الحرب القذرة التي يتعرض لها هي في الغالب من الشراسة والتشعب والتعقيد بحيث تؤدي الى إختلال التـوازن لبعض الوقت، لكن الكورد سرعان ما يخرجون من كل تجربة وهم أكثر قـوة وقد إستعادوا توازنهم.
الشعب الكـوردي في سوريا ليس اليـوم كما قد يتوهم البعض في مرحلة (فقـدان وطـن) حتى وإن بقي واحد فقط من بين الثلاثة ملايين مواطن كوردي يتصدى للمؤامرات والمشاريع العنصرية التي تتوالى تباعآ، وبقي صديق وفي واحد من طينة البروفسور إسماعيل بشكجي أو الدكتور منذر الفضل أو الدكتور أحمد أبو مطر(الذي نتمنى له الشفاء العاجل) أو غيرهم ولحسن الحظ القائمة تطول..
فما دام هذا الشعب واعيـآ ذاته مدركآ للمؤامرات التي تحـاك ضده فمن المستحيل هزيمته، صحيح أن الحرب القذرة التي يتعرض لها هي في الغالب من الشراسة والتشعب والتعقيد بحيث تؤدي الى إختلال التـوازن لبعض الوقت، لكن الكورد سرعان ما يخرجون من كل تجربة وهم أكثر قـوة وقد إستعادوا توازنهم.
ولأبـدأ من حيث إنتهت إليه الحرب العنصرية ضد الوجود الكوردي على أرضه التاريخية في سوريا وآخر فصولها المتمثلة بالمرسوم العنصري المقيت رقم 49، فقد حـول هذا المرسوم المناطق التي شملها الى مستعمرة غير معلنة وسكانها الى مواطنين فاقدين لحرياتهم و من ضمنها حقهم في كسب رزقهم وحرية التصرف في أملاكهم.
لكن مسألة هذا المرسوم أصبحت ـ بإلاضافة الى كونها قضية كوردية عامة ـ شـأنـآ شخصيآ بالنسبة لكل كوردي حتى وإن لم يتضرر مباشرة منه حتى اللحظة، ويشعر المواطن الكوردي بأن القائمين على المرسوم قد ذهبوا الى أقصى مدى في حربهم العنصرية الضروس بحيث أصبح بين الطرفين ما حمـله إبن شــداد، لذلك هب هذا الشعب بمختلف شرائحه للتصدي له وكان يوم 02.11.08 يوم الأرض والعرض بدايـة قويـة من خلال إجماع ثمانية من الأحزاب الكوردية على الإحتجاج ضد هذا المرسوم المشؤوم وذلك بالدعوة الى السير الى مبنى (مجلس الشعب) بإعتباره رمزآ للسلطة التشريعية، وتقدم هذه الأحزاب قادتها وإنضم إليهم الكثيرمن المواطنين الكورد في ظاهرة تبشر بإدراك أبعاد هذا المشروع الإقصائي، كما لم يهدأ الحال في غير دولة يتواجد على أراضيها جالية كوردية حيث تحول الجميع الى خلية نحـل لا تهدأ، وكان لوقوف أصدقاء الشعب الكوردي أطيب الأثر في إيصال صوت هذا الشعب الى جهات عالمية وبالتالي فضح المرسوم.
أما محاولات البعض تجميل هذا المرسوم العنصري والتخفيف من وطأته فقد بائت جميعها بالفشل الذريع، وللأسف الشديد فقد حمل مبضع التجميل هذه المرة شـخصيات تعمل في ظل كوكتيل من الشعارات (شيعية على شيوعية) الخالية من (الكالورين والفيتامين) وذلك من خلال بيانات وأخبار تحمل أسماء قادة هذا الحزب الذين يلقبون أنفسهم بأبو فلان وأبو علان وكأنهم في منظمة التحرير الفلسطينية أيام نضالها السري تحت الأرض وهم بالمناسبة ليسوا أحسن حالآ من حكومة إسماعيل أبو حماس إذ إنهم بحكم الواقع والتاريخ مقالون من الحيـاة العصرية، يخرج علينا هؤلاء هذه الأيام بيوميات صراعهم المزعوم مع المرسوم 49 تحت شعار: (الدفاع عن الوطن والدفاع عن لقمة الشعب..!؟ سوريا لن تركع..!؟ وطن حر وشعب سعيد..!؟ دعمآ للصمود الوطني السوري قاطعوا البضائع والمصالح الأمريكية..!؟ من أجل جبهة عالمية مناهضة للأمبريالية..!؟ إغضاب المستعمر أهون من إرضائه!؟)..
وهذه الشعارات تتصدر حاليآ الموقع الإلكتروني لأحد هذه الأحزاب وليس في أيام الصحف الورقية! وأنا أقرأها ظننت نفسي أشاهد فيلمآ روسيآ (بـاردآ) من أيام الأسود والأبيض.
فهل يستطيع أحد أن يخبرنا في أية جبهة تصرف اليوم هذه الشعارات، وكيف سـتتم هزيمة الفكـر الذي ينتج مثل المرسوم 49 بمثل هذه الشعارات الصدأة؟
أما أصدقاء الشعب الكوردي الذين أتيت على ذكر بعضهم ومنهم البرفسور إسماعيل بشكجي الذي يتعرض هذه الأيام لحملة شـرسة ومستهجنة ومستغربة وغير مسؤولة ولا أحد يعرف لمصلحة من والمنفعة التي يمكن أن تجنيها القضية الكوردية من وراء ذلك، هذا التهجم يجئ من بعض المفلسين الذين يحاولون اليوم محـو إسم السيد بشكجي من السفر الخالد للأمة الكوردية وكتابة إسم كمال أتاتورك بدلآ عنه، فالكورد غير مسؤولين عن تلك المواقف المدانة ويشعرون بالأمتنان لأصدقائهم ومنهم الكاتب بشكجي صاحب كتاب (كوردستان مستعمرة دولية) جراء وقوفه البطولي الى جانب القضية الكوردية العادلة ودفعه ثمنآ باهظآ لذلك سـنين طويلة من عمره خلف القضبان، هؤلاء الأصدقاء هم بالنسبة لنا أحد جبال كوردستان الخالدة المقصودين بعبارة لا أصدقاء سوى الجبال.
و هنا يجدر الإشارة الى المؤامرة الكبرى التي كان قد تعرض لها الشعب الكوردي في سوريا ولم تكُ تقل شراسة عن المرسوم 49 موضوع الساعة وإستطاع التغلب عليها وتجاوزها بعد دفع بعض الأكلاف، كانت هذه المؤامرة بمثابة (سـفربرلك كوردي)، فقد أعلن حزب العمال التركي النفير و رفع شعار تحرير وتوحيد كوردستان..
كل كوردستان، وكان الويل والثبور وعظائم الأمور هي مصير من يرفع راية أدنى من ذلك بمليم واحد، فقط من سوريا وحدها فقـد آلاف الشباب والشابات الكورد حياتهم ولا أحد يعرف كيف، كما لازال الكثير منهم مجهول المصير لا يعرف أهاليهم عنهم شـيئآ كما لا يعرف الأحياء منهم شـيئآ عن أهاليهم حتى بعد مرور عشرات السنين، إذ لا إتصال بين الطرفين رغم الخليوي والجبلي والنت.
اليوم بعد كل ما ذكر من مآسي و ما لا تسعه منها مجلدات يخرج علينا من يقول: لا تؤاخـذونا يا جماعة فكوردستان ليس لها محل من الصـرف وممنوع عليكم ذكر كلمة كوردستان، أي إننا سقناكم الى الموت مجانـآ..
و بالمناسبة كلمة لا تؤاخذونا يا جماعة لم ينطق بها أصحاب كوردستان الكاملة المكملة بل وجهوا إعتذارهم الى الجانب الآخـر كما هو معروف.
ويبقى التعامل الراقي مع المرسوم التفجيري 49 دليلآ آخـر على تحطيم الشعب الكوردي في سوريا للخطوط الحمر التي رسمها القائمون على سياسة التطهير العرقي وأعوانهم، ثم ألم يصنع الكورد طيبـآ طوال تاريخهم المديد حتى يتم معاقبتهم بالمرسوم 49 بدلآ من أجهزة الدولة المقصرة في واجبها بصون الحدود.
بقيت كلمة بشأن الأكثر من محظوظ ميشال عون، فقد لاحظ الجميع إنه كلما حميت الرؤوس في الحفلة الدمشقية الطويلة المقامة على بقايا شرفه، كلما قام أصحاب الدار بتفعيل الجسر الجوي و نقل أحد أفراد العائلية العونية لينضم الى المبتهجين حتى لا يفوته شئ، ورغم أن هذه الحفلة لم تغير من حقيقة أن المحكمة آتيـة لا ريب فيها، ألم يكن من الأجدى توفير بعض مظاهر ذلك البذخ للتخفيف من آثـار الجفاف الذي يضرب المناطق الكوردية في مقتـل.
لكن مسألة هذا المرسوم أصبحت ـ بإلاضافة الى كونها قضية كوردية عامة ـ شـأنـآ شخصيآ بالنسبة لكل كوردي حتى وإن لم يتضرر مباشرة منه حتى اللحظة، ويشعر المواطن الكوردي بأن القائمين على المرسوم قد ذهبوا الى أقصى مدى في حربهم العنصرية الضروس بحيث أصبح بين الطرفين ما حمـله إبن شــداد، لذلك هب هذا الشعب بمختلف شرائحه للتصدي له وكان يوم 02.11.08 يوم الأرض والعرض بدايـة قويـة من خلال إجماع ثمانية من الأحزاب الكوردية على الإحتجاج ضد هذا المرسوم المشؤوم وذلك بالدعوة الى السير الى مبنى (مجلس الشعب) بإعتباره رمزآ للسلطة التشريعية، وتقدم هذه الأحزاب قادتها وإنضم إليهم الكثيرمن المواطنين الكورد في ظاهرة تبشر بإدراك أبعاد هذا المشروع الإقصائي، كما لم يهدأ الحال في غير دولة يتواجد على أراضيها جالية كوردية حيث تحول الجميع الى خلية نحـل لا تهدأ، وكان لوقوف أصدقاء الشعب الكوردي أطيب الأثر في إيصال صوت هذا الشعب الى جهات عالمية وبالتالي فضح المرسوم.
أما محاولات البعض تجميل هذا المرسوم العنصري والتخفيف من وطأته فقد بائت جميعها بالفشل الذريع، وللأسف الشديد فقد حمل مبضع التجميل هذه المرة شـخصيات تعمل في ظل كوكتيل من الشعارات (شيعية على شيوعية) الخالية من (الكالورين والفيتامين) وذلك من خلال بيانات وأخبار تحمل أسماء قادة هذا الحزب الذين يلقبون أنفسهم بأبو فلان وأبو علان وكأنهم في منظمة التحرير الفلسطينية أيام نضالها السري تحت الأرض وهم بالمناسبة ليسوا أحسن حالآ من حكومة إسماعيل أبو حماس إذ إنهم بحكم الواقع والتاريخ مقالون من الحيـاة العصرية، يخرج علينا هؤلاء هذه الأيام بيوميات صراعهم المزعوم مع المرسوم 49 تحت شعار: (الدفاع عن الوطن والدفاع عن لقمة الشعب..!؟ سوريا لن تركع..!؟ وطن حر وشعب سعيد..!؟ دعمآ للصمود الوطني السوري قاطعوا البضائع والمصالح الأمريكية..!؟ من أجل جبهة عالمية مناهضة للأمبريالية..!؟ إغضاب المستعمر أهون من إرضائه!؟)..
وهذه الشعارات تتصدر حاليآ الموقع الإلكتروني لأحد هذه الأحزاب وليس في أيام الصحف الورقية! وأنا أقرأها ظننت نفسي أشاهد فيلمآ روسيآ (بـاردآ) من أيام الأسود والأبيض.
فهل يستطيع أحد أن يخبرنا في أية جبهة تصرف اليوم هذه الشعارات، وكيف سـتتم هزيمة الفكـر الذي ينتج مثل المرسوم 49 بمثل هذه الشعارات الصدأة؟
أما أصدقاء الشعب الكوردي الذين أتيت على ذكر بعضهم ومنهم البرفسور إسماعيل بشكجي الذي يتعرض هذه الأيام لحملة شـرسة ومستهجنة ومستغربة وغير مسؤولة ولا أحد يعرف لمصلحة من والمنفعة التي يمكن أن تجنيها القضية الكوردية من وراء ذلك، هذا التهجم يجئ من بعض المفلسين الذين يحاولون اليوم محـو إسم السيد بشكجي من السفر الخالد للأمة الكوردية وكتابة إسم كمال أتاتورك بدلآ عنه، فالكورد غير مسؤولين عن تلك المواقف المدانة ويشعرون بالأمتنان لأصدقائهم ومنهم الكاتب بشكجي صاحب كتاب (كوردستان مستعمرة دولية) جراء وقوفه البطولي الى جانب القضية الكوردية العادلة ودفعه ثمنآ باهظآ لذلك سـنين طويلة من عمره خلف القضبان، هؤلاء الأصدقاء هم بالنسبة لنا أحد جبال كوردستان الخالدة المقصودين بعبارة لا أصدقاء سوى الجبال.
و هنا يجدر الإشارة الى المؤامرة الكبرى التي كان قد تعرض لها الشعب الكوردي في سوريا ولم تكُ تقل شراسة عن المرسوم 49 موضوع الساعة وإستطاع التغلب عليها وتجاوزها بعد دفع بعض الأكلاف، كانت هذه المؤامرة بمثابة (سـفربرلك كوردي)، فقد أعلن حزب العمال التركي النفير و رفع شعار تحرير وتوحيد كوردستان..
كل كوردستان، وكان الويل والثبور وعظائم الأمور هي مصير من يرفع راية أدنى من ذلك بمليم واحد، فقط من سوريا وحدها فقـد آلاف الشباب والشابات الكورد حياتهم ولا أحد يعرف كيف، كما لازال الكثير منهم مجهول المصير لا يعرف أهاليهم عنهم شـيئآ كما لا يعرف الأحياء منهم شـيئآ عن أهاليهم حتى بعد مرور عشرات السنين، إذ لا إتصال بين الطرفين رغم الخليوي والجبلي والنت.
اليوم بعد كل ما ذكر من مآسي و ما لا تسعه منها مجلدات يخرج علينا من يقول: لا تؤاخـذونا يا جماعة فكوردستان ليس لها محل من الصـرف وممنوع عليكم ذكر كلمة كوردستان، أي إننا سقناكم الى الموت مجانـآ..
و بالمناسبة كلمة لا تؤاخذونا يا جماعة لم ينطق بها أصحاب كوردستان الكاملة المكملة بل وجهوا إعتذارهم الى الجانب الآخـر كما هو معروف.
ويبقى التعامل الراقي مع المرسوم التفجيري 49 دليلآ آخـر على تحطيم الشعب الكوردي في سوريا للخطوط الحمر التي رسمها القائمون على سياسة التطهير العرقي وأعوانهم، ثم ألم يصنع الكورد طيبـآ طوال تاريخهم المديد حتى يتم معاقبتهم بالمرسوم 49 بدلآ من أجهزة الدولة المقصرة في واجبها بصون الحدود.
بقيت كلمة بشأن الأكثر من محظوظ ميشال عون، فقد لاحظ الجميع إنه كلما حميت الرؤوس في الحفلة الدمشقية الطويلة المقامة على بقايا شرفه، كلما قام أصحاب الدار بتفعيل الجسر الجوي و نقل أحد أفراد العائلية العونية لينضم الى المبتهجين حتى لا يفوته شئ، ورغم أن هذه الحفلة لم تغير من حقيقة أن المحكمة آتيـة لا ريب فيها، ألم يكن من الأجدى توفير بعض مظاهر ذلك البذخ للتخفيف من آثـار الجفاف الذي يضرب المناطق الكوردية في مقتـل.
15.12.08
diarselemen@hotmail.de