حينما يفقد عادل البياتي أكاديميته.. رد على المدعو: عادل البياتي في موضوعه (حينما يفقد المراسل الاعلامي حياديته!)

  أحمد الزاويتي ـ مراسل الجزيرة في كردستان العراق

عن طريق الصدفة وانا اتفحص الانترنيت تفاجأت بموضوع يتحدث عني باعتباري مراسل الجزيرة في كردستان العراق، رغم اني رايت هذا الموضوع نفسه وبعض افكاره باسم المدعو (عادل البياتي) او اسماء مستعارة اخرى في بعض المنتديات الا انني لم ار الموضوع يستحق الرد من قبلي، ولكن وإذ رايته الآن منشورا في جريدة الراية القطرية، بتاريخ 2-8-2008، فقررت الرد رغم تأخره، واريد ان اقول: يأتي ردي هذا احتراما لمن للقراء الذين قرؤا المقال، لا للكتاب ومقاله..

بداية للاسف وصف عادل البياتي نفسه بالاكاديمي العراقي، الا ان من يقرأ الموضوع سيظهر له ان الاكاديمية شيء وما تحدث عنه البياتي شيء آخر، سوف لا اتطرق الى المقدمة ذات الطابع الارشادي النصائحي التي كتبها في الحيادية والاعلام، فقط اقول ان الكاتب المذكور احوج الى تطبيقها، وارى ان مقاله ذلك الذي كتبه عني يحتاج الى تطبيق كل تلك الارشادات التي وجهها، عليه..

اعتقد ان فكرة وسياق الموضوع بعيد عن الاكاديمية، التي وصف البياتي بها نفسه، ولبرهنة  ذلك يمكنني الاشارة الى بعض الفقرات من مقاله، كأمثلة:
 
 يقول البياتي في موضع من مقاله: (منذ فترة طويلة ومراسل قناة الجزيرة في شمال العراق أو المسمي بكردستان)

واقول انا: الموقف المسبق للبياتي من كردستان يفقده اكاديميته! هو لا يعجبه اسم المنطقة (كردستان)! وربما لا يرى منطقة بهذا الاسم! لذا يسميها بالمسمى كردستان! اقول: ليس لي ولا لاي صحفي محايد، او كاتب او اكاديمي هذا الموقف من كردستان باعتبار كردستان مسمى رسمي لمنطقة جغرافية واضحة، وتعني بلاد الاكراد منذ العصور القديمة ويمكنه ان يرجع الى تاريخ ابن خلدون الذي يشير الى ذلك كجوغرافيا وتاريخ وشعب، قبل وجود الخارطة الجغرافية الحالية للمنطقة وقبل تواجد كل هذه الدول بحدودها الحالية، والتي هي حالة مصطنعة استعماريا، بعد الحرب العالمية الاولى باتفاقية سايكس بيكو، او يرجع حتى الى مصادر ما قبل الاسلام، أو يرجع الى ارشيف الامبراطورية العثمانية في اسطنبول سيرى شرحا تفصيليا لولاية كردستان من حيث الخريطة الجغرافية والثروات والسكان والقوميات الموجودة فيها بالعدد والطبائع، والمدن وما الى ذلك..

وكذلك يرجع الى تاريخ تشكيل العراق المكون دستوريا منذ تأسيسه بداية القرن الماضي من العرب والكرد، ليرى مسمى كردستان، ثم ليرجع الى العراق الحديث ليرى ان كردستان العراق اسم قانوني فهناك بيان الحادي عشر من آذار عام الف وتسعمائة وسبعين في الحكم الذاتي لكردستان، وثم في العراق الجديد ودستوره هناك موقع لهذا الاسم..

اما والبياتي له حساسية من هذا الاسم فهذا مشكلته لا مشكلتنا، وتفقده الاكاديمية التي ادعاها..

بالله عليكم هل هذه العبارة في موضوعه مثلا: (وليس كمعلق أو مدير علاقات عامة وإعلام لحزب سيده البارزاني.

)
فيها شيء من الاكاديمية التي يدعيها البياتي؟! فلا انا حزبي ولا انتمي لحزب السيد مسعود البارزاني رغم انني لا ارى الانتماء لحزبه عيبا لغيري..

لكن اتهام البياتي لي بهذه الطريقة ينم عن حقد وغيض كثيرين في نفسه تجاهي وتجاه السيد البارزاني، وربما لا يتحملني عندما اشير في تقاريري للجزيرة الى كردستان مثلا او رئيس اقليم كردستان او برلمان كردستان او حكومة كردستان وكل هذه المسميات رسمية ودستورية يتلفظها باسمها الحقيقي كل صحفي او اكاديمي او كاتب محايد يتكلم او يكتب عن ذلك، خصوصا صحفي مثلي يغطي الحدث في هذه المنطقة، سواء كنت انا الكردي!! السمة التي ربطها بي البياتي كي يقول انني لست محايد! او غيري غير كردي..

وهو يقول ايضا التالي في مقاله : (كما سبق للزاويتي أن قدم تقريرا عن عناصر حزب العمال الكردي التركي الإرهابي المتواجدين في جبال قنديل بشمال العراق، حيث صوّرهم في تقريره المتحيز وكأنهم مناضلون يدافعون عن الحرية وليسوا قتلة وإرهابيين!

يظهر انحياز البياتي هنا واضحا الى ما هو غير كردي ضد الكرد، ويظهر ايضا عدم اكاديميته، ولذلك يسرد حزب العمال الكردستاني اعلاه بالوصف الارهابي الذي لا يجوز لي كصحفي محايد يعمل للجزيرة ان يصف سواء حزب العمال الكردستاني او تنظيم القاعدة او اي جماعة مسلحة اخرى بالارهابية، مثلما لا يجوز لنا وصفها بالمناضلة، هنا اتحدى البياتي الذي سهل لي اليوم في مقاله ان اتحداه لركاكة اسلوبه ان ياتي بكلمة واحدة في نصي الذي هو مسجل ومكتوب في موقع الجزيرة (الجزيرة نت) بحيث يظهر انني وصفت حزب العمال بالمناضل!! او ياتي لي بكلمة المناضل منسوب من قبلي لحزب العمال الكردستاني في الفلم الوثائقي الذي عملته عن حزب العمال، او عن جميع التقارير التي عملتها عن هذا الحزب للجزيرة وهي بالعشرات وجميعها مسجلة لدي بالشكل الذي بث في الجزيرة! والعمل الذي يشير اليه البياتي هو فلم ( دولة الجبل ) وهو من الاعمال التي افتخر بها كثيرا واعتبرها قمة اعمالي!!

هو اتهمنى ببعض الأمور ولا اريد ان اظهر للقاريء كذبه بقدر ان اوضح للقاريء العزيز ان كل ما قاله غير صحيح:

في موضوع تمرير قانون انتخاب مجالس المحافظات في برلمان بغداد، فالتمرير مصطلح لاصدار اي قانون في البرلمان وليس على الشاكلة التي فسرها واولها البياتي في مقاله، وهذا المصطلح صدر من بغداد نفسه ومن الدائرة الاعلامية في البرلمان، ولست الوحيد الذي استخدم مصطلح تمرير القانون، والرجوع للبحث في الانترنيت على الموضوع نفسه سيرى البياتي وغير البياتي ان التمرير استخدم في اغلب من تحدث او كتب عن القضية علما لم يكن لي تقريرا في هذا الموضوع بالجزيرة بل كان لي تعليق..

(لا ادري هل الأكاديمي عادل البياتي يفرق بين الخبر والتقرير والتعليق؟!) وعند التعليق تحدثت بمصطلح التمرير مثلما قاله مقدم الاخبار المذيع في الجزيرة، ومثلما تحدث عن ذلك كل الصحافة والوكالات الدولية، وكان القانون تمريرا لذا رجع الى البرلمان واعيد الصياغة في الفقرة التي كانت مثار جدل..

اما ويتهمني في قضية تغطية مظاهرة كركوك وحرق مقرات الجبهة التركمانية فاقول هنا: اتحدى البياتي أو من على شاكلته ان يأتو بالنص او التعليق الذي قلته في الجزيرة، وكله لدي مسجل ( مثلما سجلت كل ما لي من خبر او تقرير او تعليق في الجزيرة ) ليخرجو لي بكلمة واحدة تشير الى عدم حياديتي في تعليق على ذلك الحدث في الجزيرة، ولعلم البياتي وغير البياتي اقول:

انا اول من اعلن عن الهجوم على مقرات الجبهة التركمانية وحرقها، وقد حصلت على المعلومة من القيادي في الجبهة التركمانية ( حسن طوران ) وكتبت الخبر في سيستم الجزيرة مباشرة لاطلاع التحرير على الخبر ولا يزال الخبر موجودا في مكانه بتاريخه وساعة نشره وباسمي!! وبعد لحظات من كتابة الخبر في السيستم المذكور طلبت مني الجزيرة التعليق المباشر على الخبر، وتحدثت للجزيرة مباشرة عن الحادث الذي اشرت اليه بقولي:

(ان القيادي في الجبهة التركمانية حسن طوران ابلغنا ان مقراتهم تعرضت لهجمات وحرق من قبل المتظاهرين، وهم يتهمون الجانب الكردي الذي يقف وراء التظاهرة بذلك، والجانب الكردي يقول ان مجموعة من المتظاهرين هاجمو مقرات الجبهة التركمانية بعد اطلاق النار من تلك المقرات باتجاه المظاهرة، الا ان الجبهة التركمانية تنفي ذلك )  وليقول لي قائل الآن ان ما جاء بالنص اعلاه في الجزيرة على لساني منحاز لجهة ما!!!

انا واثق من حياديتي وواثق من اسرة تحرير الجزيرة التي ان شعرت بانني غير حيادي في قضية ما لأبلغتني بذلك ووجهتني الى الحيادية، والحمد لله اغطي الحدث في كردستان العراق للجزيرة منذ خمسة اعوام ولا زلت عند ثقتها التي هي لي مفخرة..

وفي الختام اعرف ان البياتي والكثيرين من امثاله لا تعجبهم تغطيتي للحدث في اقليم كردستان العراق، مثلما لا تعجب الكثير تغطية الجزيرة في مناطق كثيرة، وهو اذ ينتقدني بمقالته الهاوية تلك فقد سبق في الاتجاه المعاكس له من اتهمني على عكس ما يقول من قبل الصحافة الكردية، لكن ضميري وميثاق الشرف الصحفي في الجزيرة وتحرير الجزيرة كفيل لي ان ابقى على حياديتي رغم انتقادات من ينتقدني سواء من طرف امثال البياتي او على عكس خلفيته وتوجهه من الطرف الكردي، وادع الله ان يوفقني ويوفق الجزيرة في المهمة الصعبة التي سخرت نفسها لها..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…