أوجلان: هناك خطة لتهجير الكرد وتقتيلهم كما حدث للشعبين الأرمني واليوناني

قال السيد عبدالله اوجلان بان سلطات سجن جزيرة ايمرالي بدأت بتطبيق عقوبة العزلة المشددة داخل العزلة المفروضة عليه اصلاً، محملاً شخص رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المسؤولية المباشرة عن ذلك.

وجاءت تصريحات اوجلان هذه خلال لقاء محاميه به يوم الأربعاء الماضي اثناء زيارتهم له في سجن جزيرة ايمرالي النائية في عرض بحر مرمرة، حيث يٌحتجز موكلهم هناك منذ مايقارب العشرة اعوام في ظروف عزلة دائمة.
ونقل اوجلان لمحاميه بان عقوبة العزلة المشددة داخل العزلة المفروضة عليه دخلت حيز التنفيذ وان سلطات سجن جزيرة ايمرالي مازالت تصادر جهاز المذياع الذي يطلع من خلاله على اخبار العالم الخارجي، كما تلجأ الى انتزاع صفحات كاملة من الصحف التي تٌرسل اليه، لذلك فإنه انقطع عن متابعة مايجري في الخارج من حوادث وتطورات.

وقال اوجلان في هذا الصدد: ان هناك من يتحمل المسؤولية المباشرة عمايجري لي هنا.

اهو رئيس الوزراء ام قائد اركان الجيش؟.

من حقي ان اعرف الحقيقة.

مايجري هنا هو نتيجة قرارات تتٌخذ في دائرة ادارة الأزمات المرتبطة مباشرة برئاسة الوزراء.

وهذا يعني بان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على علم واطلاع بمايجري.

اردوغان ينٌفذ بدوره كل ما يٌطلب منه اميركيا.

الولايات المتحدة وحلف شمالي الاطلسي الناتو هما من سلماني لتركيا.

الآن اميركا تطالب اردوغان بالتضييق عليّ، وهو يرضخ لأمرها، وكل ذلك لمعرفة ردة فعلي.

وانا قادر على ان اتحمل واضبط نفسي لكي الى درجة معينة.

اتحرك بروح المسؤولية لأني اعرف عواقب الأمور فيما لو نفذ صبري.

كما واشار اوجلان الى السياسة الأميركية والإسرائيلية، موضحاً بان حزب العمال الكردستاني قوة لايمكن لااحد ان يقضي عليها اون يتجازوها ابداً.

واضاف اوجلان بان سجن جزيرة ايمرالي نموذج متقدم لسجن غوانتانامو الأميركي، وان اساليب التعذيب والضغط النفسي تمٌارس هنا بشكل مشابه لما يتم هناك، لكنه اردف قائلاً: سوف اتابع النضال والثبات على نهج المقاومة كما فعلت في السنين الماضية.

كما تعرض اوجلان الى الموقف الاوروبي مما يجري في سجن جزيرة ايمرالي وقال بان الدولة التركية لم تنفذ اي من التوصيات التي اصدرتها لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية فيما يخص حالته.

واشار الى استمرار المضايقات وحالة العزلة عليه بالرغم من صدور هذه التوصيات منذ زمن طويل نسبياً.

توقف اوجلان على التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب ردوغان والتي خيرّ فيها الكرد بين الرحيل عن البلاد او قبول الهوية التركية.

وقال اوجلان بان هذه التصريحات خطيرة للغاية.

حتى حزب الحركة القومية المتطرف يعترف بان الشعبين الكردي والتركي يعيشيان في هذه البلاد منذ آلاف السنين، وان كان بشكل غير متساو ومنصف.

تصريحات اردوغان الأخيرة تخطت مواقف هذا الحزب في كونها آتية من منطلق قوموي متعصب لايعرف الإعتراف بالآخر المختلف.

واضاف اوجلان بان ردود الفعل كانت قوية على تصريحات اردوغان هذه.

وتابع بان العديد من الكتاب والصحفيين في البلاد نددوا بتصريحات اردوغان المعادية لهوية وحقوق الشعب الكردي.

كما كان لردة الفعل الكردية القوية التي شجبت مثل هذا الكلام ابلغ الأثر في تراجع اردوغان وان بشكل موراب، وتخبط حكومته كل هذا التخبط.

كما توقف اوجلان كذلك على التصريحات التي ادلاها وزير الدفاع التركي وجدي غونول والتي قال فيها بان “تركيا لم تكن لتظهر كدولة قومية كماهي الآن، فيما لو بقي في البلاد كل من الشعبين الأرمني واليوناني”.

وقال اوجلان ان كلام غونول هذا لم يأتي خبط عشواء ولم يكن قولاً إعتباطياً لامعنى له، ولكنه ياتي في سياق منهج مدروس.

واضاف اوجلان بان الخطة ترمي الآن تهجير الشعب الكردي وتشتيته كما حدث مع الشعبين الأرمني واليوناني.

هناك حديث عن تأسيس ” دويلة” في جنوبي كردستان ونفي الكرد الى هناك.

سيعملون كذلك على جعل هذه “الدويلة” قاعدة لتثبيت المصالح الدولية المعولمة.

لكن اصرار الشعب الكردي على الديمقراطية والسلام وارادة النضال والمقاومة لديه ستعمل على افشال هذه الخطة.

ان حزب العدالة والتنمية الذي يبتدع مثل هذه الخطط هو في تراجع وانحدار مستمر وهو الأمر الذي يفسر لجوءه الى وضع مثل هذه الخطط.

كما ودعى اوجلان القوى السياسية في جنوبي كردستان الى عدم الوقوع في شراك اعداء الشعب الكردي وعدم الإنجرار خلف هؤلاء، والعمل بدل ذلك من اجل ايجاد حل سياسي وديمقراطي عادل للقضية الكردية في شمالي كردستان، مؤكداً بان حل القضية الكردية في شمالي كردستان سيقوّي من موقف اقليم جنوبي كردستان الإستراتيجي.

كما وجدد اوجلان دعوته لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من اجل ايجاد حل سلمي للقضية الكردية، مؤكداً بان في حل القضية الكردية قوةً لتركيا، وفي بقاءها هكذا ضعف لتركيا وفرصة جيدة للآخرين لكي يوقوعوا بها في المجهول.

كما دعى اوجلان ابناء الشعب الكردي الى الإعتماد على انفسهم وعلى ارادتهم الحرة والرهان على امكانياتهم الذاتية والإبتعاد عن الجهات التي تريد استخدامهم في مشاريعها المشبوهة في المنطقة.

كما حذرّ اوجلان من مخاطر الإستحواذ الدولي على تركيا وتغوّل النظام العولمي الذي يريد ان يجرف كل شيء في طريقه، قائلاً، ان النظام العولمي يريد ان يستخدم اردوغان وحزبه كوسيلة لخدمة مصالحه.

بينما يجاهد اردوغان في تثبيت عملية استغلال الشعب الكردي عن طريق بعض اعوانه في اوساط هذا الشعب.

وهؤلاء يمتلكون مليارات الدولارات والتي يريدون ان يخضعوا بها الكرد لسيطرتهم بشكل كامل وتام، وهذه هي فرصة اردوغان الأخيرة في تشديد قبضته والتحكم بمصير الكرد عن طريق اعوانه.

واضاف اوجلان بان البريطانيين ومنذ عام الف وتسعمائة عمدوا الى ابقاء القضية الكردية دون حل لكي يحافظوا على مصالحهم في المنطقة، والآن يريدون لأردوغان وحزبه ان يحافظ على هذه المصالح ويكرسها عن طريق السير في ركب السياسة البريطانية حتى ولو اقتضى ذلك سفك المزيد من الدماء.

وحذرّ اوجلان من ان الإستمرار في السياسة المعادية للشعب الكردي وهويته في البلاد سوف تؤدي بتركيا الى الخسارة وتجعل منها دولة ضعيفة مشتتة القوى.

وتابع اوجلان في هذا الصدد بان النظام العولمي يحاول استخدام ورقة حزب العمال الكردستاني لإخضاع تركيا وربطها بمنظومته وجرّها لكي تصبح تابعة تقوم بكل ما يصدر عن هذا النظام ويساهم في الحفاظ على مصالحه.

واضاف اوجلان بان هذا النظام لايهدف الى القضاء على حزب العمال الكردستاني مثلما يوهم تركيا، لكنه يريد ابقاء الحزب سيفاً مسلطاً على رأس الدولة التركية لإبتزازها وربطها بمنظومته.

وقال اوجلان بان الأزمة المالية الدولية تلقي بظلالها على تركيا وان حزب العدالة والتنمية يحاول تجويع الناس من اجل اخضاعم وربطهم بمنظومته في البلاد.

كما وعلّق اوجلان على انتخاب السيناتور الأسود باراك اوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وقال: قد يكون اوباما افضل من سلفه، وقد يتقبل الحوار بشكل اكثر انفتاحاً وشفافية، لكنه بالتأكيد غير مستقل عن حاكمية النظام العولمي الجديد.

واوضح اوجلان في هذا الموضوع بان الأزمة المالية الدولية اودت بجورج بوش وجاءت بباراك اوباما.

وقال اني اعتقد ان هناك علاقة ما بين بوش واردوغان.

لقد ذهب بوش ويمكن ان يذهب اردوغان كذلك.

في عام الفين واثنين ظهر اتفاق بين اردوغان ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز بايكال.

هذا الإتفاق تمحور حول القبول باردوغان حاكماً وببايكال ممثلاً عن المعارضة.

وهذا الإتفاق اثر على سير محاكمة افراد عصابة الحرب الخفية ” اركنه كون” في البلاد.

كنت اظن بان المحاكمة قد تنتهي بمثل ماحصل لغلاديو في ايطاليا.

لكن ذلك لم يحصل.

من يٌحاكمون الآن هم افراد عصابة الحرب الخفية الظاهرة.

لكن هناك عصابة حرب خفية اخرى تعمل في الخفاء وهي طليقة ولا احد يستطيع محاسبتها ابداً.

دعى اوجلان الشعب التركي الى انتخاب الاطر والنخب القيادية ذات الاتجاه الديمقراطي الرامي لحل معظم قضايا ومسائل البلاد العالقة عن طريق الحوار وتوطيد الديمقراطية.

وجدد اوجلان دعوته لتأسيس حزب المؤتمر الديمقراطي، موضحاً بان هذا الحزب قادر على ضم العديد من القوى السياسية ذات التوجه الديمقراطي وتفعيل دورها في اطار منظومة سياسية جامعة.

واستطرد اوجلان في هذا المضمار قائلاً: انا لااركز هنا فقط على القوى اليسارية لكني ادعو كذلك المثقفين والكتاب والصحفيين للإنضمام الى هذا الحزب وتفعيل دورهم فيه والمشاركة في دفع عملية الدمقرطة والحل السلمي العادل.

وهذا الكلام لاينطبق على الشعب الكردي فقط، بل كذلك على الشعب التركي.

انا ابحث عن اطار يجمع الشعبين ويقود بهما الى الحل والعيش المشترك على اساس متساو واضح.

ان هناك اخطاراً تتهدد تركيا وانا احاول هنا التصدى لها.

ادعو كل من الحزب الإشتراكي الديمقراطي بقيادة النائب “اوفوق اوراس” وحزب الحرية والديمقراطية الى المشاركة في النقاش حول تأسيس هذا الحزب الديمقراطي الجامع.

ومن ثم وجه اوجلان كلامه الى المرأة الكردية وقال: ان الطريق الى الحرية طويل جداً ومليء بالمتاعب والاخطار.

انا نفسي اتعرض الى هذه المتاعب والأخطار هنا.

لكننا ملزمون بمتابعة النضال والثبات على نهج المقاومة مهما حصل.

انا امد عزيمتي من ارادة الشعب الكردي الحرة واصراره على النضال حتى تحقيق الحرية الكاملة والعيش الكريم.

انا اعتقد وكلي امل باننا سنحقق الحرية ونصل الى الهدف المنشود في فترة الربيع القادم.

وفي الختام دعى قائد الشعب الكردي عبدالله اوجلان كل القوى السياسية ذات التوجه الديمقراطي والمثقفين والكتاب الى بذل المزيد من الجهود وتنسيق العمل فيما بينهم من اجل اشاعة التحول الديمقراطي وحل القضية الكردية في البلاد حلاً ديمقراطياً عادلاً.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…