2 – لن نتوقف كثيرا على المظاهر الشكلية من تهرب عن الجواب ومزايدات التي شكلت هدية لأوساط نظام الاستبداد بل نتناول القضايا الرئيسية التي أثارت انتباهنا وجلبت رفضنا واستهجاننا ومنها :
– مطالبنه ببناء مفاعل نووي في سورية ونظام قوي عسكريا يهاب منه الآخرون وهذا يعني أن السيد – البيانوني – يصر على بقاء سوريا في خندق الدول المرفوضة المنبوذة من العالم المتحضر وان يبقى العسكر على راس السلطة (اين دولته المدنية ؟) كما يعني انتهاج سياسة المقبور صدام حسين والموقف هذا غريب عن تقاليد المعارضة الوطنية وجبهة الخلاص, قد يحاول السيد – البيانوني – في موقفه هذا مغازلة – ايران – والارتماء في أحضان الجمهورية الاسلامية مستقبلا كما فعلها قبله غالبية زملائه في حركات الاخوان المسلمين في فلسطين والأردن ومصر ودول الخليج.
– اعلانه الصريح وبدون أي تردد في أن حركته ترتبط بعلاقات تعاون وتنسيق وعمل مشترك مع حماس واخوان الأردن ومصر وتأييده لانقلاب حماس العسكري في غزة ويعني ذلك أنه يتعاون مع خالد مشعل رجل النظام السوري القابع في دمشق ويؤيد مواقف الجهات الثلاث من سياسة النظام السوري وايران وكافة قضايا المنطقة التي تتناقض مع مصالح الشعب السوري وبرامج المعارضة السورية.
– اعلانه بأن 9% من المجتمع السوري لون واحد قوميا ودينيا ومذهبيا ويختلف كليا عن المجتمع العراقي وأن سوريا ليست متعددة الشعوب والقوميات بل مجتمع أحادي فيه أقليات وذلك مخالف للحقيقة حيث نسبة القوميات غير العربية من كرد وأرمن وكلدان وآشوريين وتركمان وشركس وشيشان تفوق 25% ونسبة غير المسلمين من مسيحيين وأزيديين ويهود تفوق 15% ونسبة المذاهب غير السنية من علويين وشيعة ودروز تفوق 20% لقد أراد السيد – البيانوني – من زعمه هذا أن يمضي في انكار أية مشكلة قومية وخاصة القضية الكردية بما هي قضية شعب يعيش على أرضه التاريخية وحقوق قومية وحريات ديموقراطية وبذلك لايختلف مع نهج نظام الاستبداد ويناقض برامج ومواقف جبهة الخلاص وكل فصائل المعارضة.
– تأكيده على مشاركة أعضاء وأنصار حركته في تظاهرة دمشق التي نظمتها أجهزة الأمن السورية علما أنه رفض سابقا وفي اجتماعات الأمانة العامة أية مشاركة في الاعتصامات والتظاهرات التي دعت اليها الحركة الكردية وأطراف من المعارضة في دمشق والجزيرة للمطالبة بالاصلاح والتغيير والحريات العامة والحقوق الكردية المشروعة.
– تأييده لأضاليل وفبركات أجهزة نظام الاستبداد في كون المستهدفين في – سكرية – البوكمال من المدنيين الأبرياء وهذا مخالف للحقائق ومناقض لمواقف المعارضة السورية وقد يفسر هذا الموقف حقيقة سياسة الاخوان المسلمين في اعتبار العمل الارهابي التخريبي ضد العراقيين مقاومة وطنية.
– تلقينا عشرات المكالمات التلفونية والرسائل الألكترونية من داخل سوريا وخارجها تستفسر وتتساءل بمزيد من الاستهجان ما ذهب اليه السيد – البيانوني – وبعضها من أصدقاء في اعلان دمشق يعبرون عن صدمتهم في ادعاء – البيانوني – بأن حركته عضو في الاعلان ويوضحون بأنها كانت كذلك الى حين انعقاد المجلس الوطني الأخير وليس لها بعد انتخاب هيئاته علنا أي عضو يشغل أي موقع ويضيفون بأن الاخوان كانوا قلقين على التركيبة القيادية الجديدة وحذرين حتى تم اعتقال التيار الجذري الديموقراطي الجاد عادوا مجددا للادعاءات الراهنة ومن الواضح أن – السيد البيانوني – تجنب الظهور بمظهر عضو في جبهة الخلاص سوى بعض المجاملة الشكلية التي ضاعت سريعا بين المسائل المطروحة.
3 – مهما حاول الاخوان المسلمون استباق الأحداث ووصم الجبهة واعلان دمشق بختمهم واطلاق التصريحات – النووية – ومهما حاول لقاء السيد – البيانوني – الاعلامي خلط الأوراق وزرع العراقيل أمام تصحيح مسيرة الجبهة بالوسائل التنظيمية المشروعة واثارة الشكوك حول جدواها ودورها وتوجيه الرسائل الى نظام الاستبداد وأنظمة المنطقة على حساب جبهة الخلاص واعلان دمشق وتأزيم الوضع أكثر فان خشبة خلاص جبهة الخلاص الوحيدة هي العودة الى مؤسسات الجبهة الشرعية وأرفعها المؤتمر العام وآلياتها التنظيمية في سبيل اعادة البناء وتصحيح المسار وترسيخ الوحدة والتلاحم وتعزيز مبدأ التوافق الديموقراطي في علاقات المكونات والتيارات السياسية تحت ظل برنامج يؤسس للتغيير وبناء سوريا التعددية الديموقراطية الجديدة والتفاعل الايجابي مع شعبنا السوري والمجتمع الدولي .
4 – في الختام نتوجه الى الأطراف العربية الاقليمية التي تسيطر على وسائل الاعلام والى ادارة قناة – العربية – بالكف عن الاساءة للشعب السوري ومعارضته الوطنية الديموقراطية فاللقاء الذي تم مع السيد – البيانوني – (عن قصد أو غير قصد) بتوقيته ومضمون أسئلته وأجوبته كانت النتيجة تقديم خدمة لاتقدر بثمن الى النظام السوري وأظهر للعالم مدى سذاجة وتخلف وصغر حجم المعارضة وبالتالي توصل مئات الآلاف من المشاهدين الى خيار النظام والقبول به على علاته واستبداده لدى المقارنة بمواقف – السيد البيانوني – وحركته الاسلامية السياسية علما أن المعارضة الوطنية الديموقراطية السورية تكتنز الآلاف من المناضلين العلمانيين والعقلاء والمثقفين والشخصيات القيادية البارزة التي لعبت أدوارا في الحياة السياسية السورية منذ عقود وحتى الآن.
صلاح بدرالدين