صالح آكر قويسري
الترجمة عن الكردية: هوشنك أوسي قبل فترة، سمعت بانطلاق موقع إلكتروني كردي جديد.
فخامرني الفضول والتساؤل كثيراً: إلى ماذا يهدف هذا الموقع؟، وما الموجود لدى القائمين عليه وإدارييه وكتَّابه، يودَّون تقديمه للشعب؟… وما إنْ بدأت تصفُّح بعض المقالات، وقراءة الأسطر الأولى منها، حتى عرفت الجواب على أسئلتي تلك.
يقول المسؤول عن الموقع: “حزب العمال الكردستاني PKK الذي منذ ثلاثين سنة، وهو يقاتل من اجل القضاء على الكُرد…”.
والذين يكتبون في هذا الموقع، يدافعون عن هذه الفكرة، وكتاباتهم مبنيَّة على هذا الأساس.
الترجمة عن الكردية: هوشنك أوسي قبل فترة، سمعت بانطلاق موقع إلكتروني كردي جديد.
فخامرني الفضول والتساؤل كثيراً: إلى ماذا يهدف هذا الموقع؟، وما الموجود لدى القائمين عليه وإدارييه وكتَّابه، يودَّون تقديمه للشعب؟… وما إنْ بدأت تصفُّح بعض المقالات، وقراءة الأسطر الأولى منها، حتى عرفت الجواب على أسئلتي تلك.
يقول المسؤول عن الموقع: “حزب العمال الكردستاني PKK الذي منذ ثلاثين سنة، وهو يقاتل من اجل القضاء على الكُرد…”.
والذين يكتبون في هذا الموقع، يدافعون عن هذه الفكرة، وكتاباتهم مبنيَّة على هذا الأساس.
هؤلاء الناس، لم يكونوا يوماً أعضاء في حزب العمال الكردستاني.
وبعد انقلاب 1980 العسكري في تركيا، اتجهوا لأوروبا.
وأثناء تواجدهم في تركيا، (قبل الانقلاب)، كانت أحزابهم في اقتتال الأخوة مع حزب العمال الكردستاني.
لكن اليوم، لا تلك الحرب موجودة، ولا أحزابهم.
لكن، هؤلاء الناس، لا زالوا يرددون نفس الكلام السابق.
يقول المسؤول عن الموقع الالكتروني في إحدى مقالاته ما يلي: “… الشيء الأكثر خطورة، إن غير المنتسبين لحزب العمال، صامتون، ولا يبدون أي موقف”.
أجل، منذ ثلاثين سنة خلت، وهم يرددون هذا الكلام، ولم ينجحوا في زيادة ثلاثين شخص على الذين يؤمنون بفكرتهم تلك.
بعد كلّ هذه السنين، يتردد هؤلاء الناس على زيارة الوطن ويغادرونه إلى حيث هم.
ويقعون في مواقف عصيبة، أثناء تجوالهم بين الشعب.
لا زالوا كما هم.
وكأنك قمت بوضعهم في علبة او سجن، وقطعت أيَّة علاقة تربطهم بالعالم طيلة ثلاثين سنة، من ثمَّ أطلقت سراحهم.
أثناء تناولهم للمواضيع السياسيَّة في التجمُّعات، يندهش الشعب منهم.
كثيراً، ما يحدث الفتور والتذمّر والخصام بينهم وبين الشعب، ويستهزئ الجيل الناشئ (الشبيبة) بهم، إذ يقلِّدون تصرفاتهم خفيةً، مصحوباً بالقهقهات منهم.
ناهيكم عن أن عوائلهم أيضاً باتت تخجل منهم.
وعدى عن زيارتهم الأولى للوطن، يعزف الشعب عن استقبالهم في الزيارات الأخرى، وإلقاء التحية عليهم، والقول لهم: “حللتهم أهلاً ووطئتم سهلاً”” بيننا.
منذ تلك الفترة وصاعداً، طرأت تغيّرات كثيرة على السياسة الكرديَّة والدوليَّة، وفي الأيديولوجيا والفكر والثقافة والفن والاقتصاد والمجتمعات والدين والجغرافيا.
باختصار، في كافة مناحي الحياة والمجتمع، طرأت تغييرات كبيرة.
فكِّروا معي، ثلاثون سنة… وهذه التحوّلات والتغييرات هي طبيعة التاريخ الإنساني، وهي ديالكتيك التطوّر بحد ذاته.
كانوا ثواراً أكراد، يدافعون عن ديالكتيك التطوّر بشراسة.
كانوا يؤمنون بمقولة: “كل شيء يتحوّل.
والشيء الوحيد الذي لا يتغير، هو قانون التحوّل والتغيُّر”، ويتخذونها شعاراً لهم.
لكن الذين لا يرون التحوّل والتغيير في المجتمع، والذين أوصدوا أدمغتهم وعقولهم أمام التحوّل والتغيير، هم أنفسهم.
الذين يعادون مبادئ الديالتيك، هم أنفسهم.
الأكثر محافظةً، هم أنفسهم.
والأكثر رجعيَّةً أيضاً، هم أنفسهم، الذين كانوا يتحدثون فيما مضى عن التحوّل والتغيير.
يعيشون في أوروبا، التي هي مركز المدنيَّة والديمقراطيَّة، لكن، الأكثر ابتعاداً عن المدنيّة والديمقراطيَّة، أيضاً هم أنفسهم.
بعد عودة هؤلاء من كردستان إلى أوروبا، كم هو سيّئ للغاية، حين لا يشيرون أبداً إلى ما جرى معهم في كردستان، لا في جلساتهم وأحاديثهم الجانبيَّة ولا في مقالاتهم.
لا يذكرون أبداً أنهم لم يجدوا ولو شخصاً واحداً في الوطن، يتبنَّى فكرتهم.
ولا يذكرون أبداً، ولو شيئاً عن النفور والفتور الذي يحصل بينهم وعوائلهم ورفاقهم القدامى، وسخريات الشبيبة منهم.
لكنهم يفسِّرون بعض انتقادات الشعب على هواهم، ويضفون عليها لمساتهم، ويسوِّقونها في جلساتهم وكتاباتهم.
يزيّنون كتاباتهم وجلساتهم، ويعطونها هيئة، وكأنَّ كردستان من أقصاها إلى أقصاها، تفكّر مثلهم.
دون شكّ، يحقّ لأيّ إنسان النقد، بخاصةٍ المثقّف.
لكن، ينبغي على المثقف أن يرى التحوّلات والتطورات الحاصلة في المجتمع.
دون شكّ، لا يمكن تنزيه أيَّة منظمة او مجموعة او مؤسسة او شخص عن الوقوع في الأخطاء.
لكن، هذا يعني أن كل النشاط والكفاح الدائر حالياً، بأكمله خطأ.
ينبغي أن تتخلَّص “النخبة” من ثنائيَّة الأبيض والأسود في آرائها.
وينبغي ألاَّ ننسى أبداً، أن الرؤية وفق مبدأ “الأبيض والأسود” قد فقدت قيمتها ثقافيَّاً.
يعني، حتى الأطفال، لم يعودوا يتَّبعون هذا المنطق، ولا يقبلون به.
يستطيع المرء، وأثناء إبدائه لموقف ثقافي، القول: “أنني أجد الكونفدراليَّة الديمقراطيَّة طرحاً خاطئاً”.
مبدياً وموضِّحاً أسباب ومكامن الخطأ لقرَّائي، في سياق موقف ثقافي.
لكن القول: “طيلة ثلاثين عام، وPKK يقاتل من أجل القضاء على الشعب الكردي”، هي مقولة بسيطة ولا وزن لها وتافهة وعمياء.
والأكثر مدعاةً للسوء، إن تلك الأحزاب التي أسست لهذه الأفكار، انقرضت أسماءها الآن، وشبيبتنا، لا تعرفهم اليوم.
لكن في الوقت عينه، يسير الملايين خلف PKK.
واليوم، الدولة، هي نظير ومخاطب حزب العمال، الذي لديه العديد من قنوات التلفزة ومحطات الراديو والجرائد والمجلات والمؤسسات.
والملايين، يسيرون خلفه، فماذا عنكم؟؟؟.
وإذا كنتم غير راضين عن كل هذه الأشياء، وكل ما قام به حزب العمال، هو ضدّ الشعب الكردي، تفضّلوا أنتهم، عودوا إلى كردستان، وابدأوا النضال من أجل الأكراد.
وإنْ قلتم: “حزب العمال، لا يدعنا نناضل في كردستان”، فماذا عن أوروبا؟.
هل في أوروبا أيضاً، لا يتيح لكم حزب العمال الفرصة للنضال؟.
في أوروبا ايضاً، ليس لهؤلاء جمعيَّة، كباقي خلق الله.
وإن وجدت في بلد أوروبي ولو جمعيَّة واحدة لهم، فستكون مكاناً للقاءات والمسامرات.
يعني، يتخذونها كمقهى.
ناهيك عن كونهم يحارون كيف يدفعون أجرة مكان هذه الجمعيَّة.
والسؤال: لماذا لا يستطيع فكرهم “النيّر القيّم” إدارة جمعيَّة، وتأمين نفقاتها، يا تُرى؟.
لا جمعيَّة، لا صحيفة، لا مجلة، لا راديو، لا تلفزيون…، ولا شيء.
وأنتهم أنفسكم، تزعمون بأنكم “غير المنتسبين لحزب العمال، لا موقف لكم”، إذن، والحال هذه، ما هو مُصابكم ووجعكم؟.
وإنْ كنتم بدون موقف، فلماذا تطالبون الشعب باتخاذ أيّ موقف؟.
وبتبنِّيكم لهذا الفكر، وعاجزون لأن تكونوا أصحاب موقف، فبماذا تطالبون أيّان كان، يا أعزائي.
هل أنتم واعون لما تقولونه؟.
إذا كنتم عاجزين عن اتخاذ المواقف في الدول الأوروبيَّة التي تمنحكم كامل الفرص والإمكانات، بديهيٌ أنكم لن تستطيعوا فعل أي شيء في كردستان الرازحة تحت غزو المدافع والدبابات.
والحال هذه، إن “أخطاء” حزب العمال، أفادت وتفيد الشعب الكردي من “صواب” أولئك الناس.
“الحقائق” العاجزة عن تأسيس وإدارة جمعيَّة في أوروبا، هي أشد ضرراً وخطورة من “الأخطاء” التي ترتكب تحت قصف المدافع والدبابات.
وبقدر رؤيتنا للأمور، حين ينتاب الضعف حزب العمال الكردستاني، هم أيضاً يضعفون.
وعندما يشتدّ حزب العمال قوّةً وعزماً، هم أيضاً، يزيدون من حدّة كلامهم.
يعني، أنهم يبنون وجودهم على وجود حزب العمال.
ويبدو لي، إن أتى اليوم الذي يتمُّ فيه تصفية حزب العمال، هؤلاء أيضاً، لن يعود لهم أيّ أثر في الوجود.
لقد بنوا لأنفسهم عالماً صغيراً في الدول الأوروبيَّة، ويعيشون فيه، بعيداً من أيّ شيء.
وكأنهم في أذن الثور (مثل كردي)، خلف جبل قاف.
لا الحرب تناسبهم والسلام.
وثمة مقولة مفادها: “مَنْ ليسوا في الحروب، يحسبون أنفسهم رجالاً”، (مثل كردي).
لكن أصحابنا، هؤلاء، هم رجالٌ وأسودٌ في آن.
إذن، عشتم، وطوبى لكم.
وبعد انقلاب 1980 العسكري في تركيا، اتجهوا لأوروبا.
وأثناء تواجدهم في تركيا، (قبل الانقلاب)، كانت أحزابهم في اقتتال الأخوة مع حزب العمال الكردستاني.
لكن اليوم، لا تلك الحرب موجودة، ولا أحزابهم.
لكن، هؤلاء الناس، لا زالوا يرددون نفس الكلام السابق.
يقول المسؤول عن الموقع الالكتروني في إحدى مقالاته ما يلي: “… الشيء الأكثر خطورة، إن غير المنتسبين لحزب العمال، صامتون، ولا يبدون أي موقف”.
أجل، منذ ثلاثين سنة خلت، وهم يرددون هذا الكلام، ولم ينجحوا في زيادة ثلاثين شخص على الذين يؤمنون بفكرتهم تلك.
بعد كلّ هذه السنين، يتردد هؤلاء الناس على زيارة الوطن ويغادرونه إلى حيث هم.
ويقعون في مواقف عصيبة، أثناء تجوالهم بين الشعب.
لا زالوا كما هم.
وكأنك قمت بوضعهم في علبة او سجن، وقطعت أيَّة علاقة تربطهم بالعالم طيلة ثلاثين سنة، من ثمَّ أطلقت سراحهم.
أثناء تناولهم للمواضيع السياسيَّة في التجمُّعات، يندهش الشعب منهم.
كثيراً، ما يحدث الفتور والتذمّر والخصام بينهم وبين الشعب، ويستهزئ الجيل الناشئ (الشبيبة) بهم، إذ يقلِّدون تصرفاتهم خفيةً، مصحوباً بالقهقهات منهم.
ناهيكم عن أن عوائلهم أيضاً باتت تخجل منهم.
وعدى عن زيارتهم الأولى للوطن، يعزف الشعب عن استقبالهم في الزيارات الأخرى، وإلقاء التحية عليهم، والقول لهم: “حللتهم أهلاً ووطئتم سهلاً”” بيننا.
منذ تلك الفترة وصاعداً، طرأت تغيّرات كثيرة على السياسة الكرديَّة والدوليَّة، وفي الأيديولوجيا والفكر والثقافة والفن والاقتصاد والمجتمعات والدين والجغرافيا.
باختصار، في كافة مناحي الحياة والمجتمع، طرأت تغييرات كبيرة.
فكِّروا معي، ثلاثون سنة… وهذه التحوّلات والتغييرات هي طبيعة التاريخ الإنساني، وهي ديالكتيك التطوّر بحد ذاته.
كانوا ثواراً أكراد، يدافعون عن ديالكتيك التطوّر بشراسة.
كانوا يؤمنون بمقولة: “كل شيء يتحوّل.
والشيء الوحيد الذي لا يتغير، هو قانون التحوّل والتغيُّر”، ويتخذونها شعاراً لهم.
لكن الذين لا يرون التحوّل والتغيير في المجتمع، والذين أوصدوا أدمغتهم وعقولهم أمام التحوّل والتغيير، هم أنفسهم.
الذين يعادون مبادئ الديالتيك، هم أنفسهم.
الأكثر محافظةً، هم أنفسهم.
والأكثر رجعيَّةً أيضاً، هم أنفسهم، الذين كانوا يتحدثون فيما مضى عن التحوّل والتغيير.
يعيشون في أوروبا، التي هي مركز المدنيَّة والديمقراطيَّة، لكن، الأكثر ابتعاداً عن المدنيّة والديمقراطيَّة، أيضاً هم أنفسهم.
بعد عودة هؤلاء من كردستان إلى أوروبا، كم هو سيّئ للغاية، حين لا يشيرون أبداً إلى ما جرى معهم في كردستان، لا في جلساتهم وأحاديثهم الجانبيَّة ولا في مقالاتهم.
لا يذكرون أبداً أنهم لم يجدوا ولو شخصاً واحداً في الوطن، يتبنَّى فكرتهم.
ولا يذكرون أبداً، ولو شيئاً عن النفور والفتور الذي يحصل بينهم وعوائلهم ورفاقهم القدامى، وسخريات الشبيبة منهم.
لكنهم يفسِّرون بعض انتقادات الشعب على هواهم، ويضفون عليها لمساتهم، ويسوِّقونها في جلساتهم وكتاباتهم.
يزيّنون كتاباتهم وجلساتهم، ويعطونها هيئة، وكأنَّ كردستان من أقصاها إلى أقصاها، تفكّر مثلهم.
دون شكّ، يحقّ لأيّ إنسان النقد، بخاصةٍ المثقّف.
لكن، ينبغي على المثقف أن يرى التحوّلات والتطورات الحاصلة في المجتمع.
دون شكّ، لا يمكن تنزيه أيَّة منظمة او مجموعة او مؤسسة او شخص عن الوقوع في الأخطاء.
لكن، هذا يعني أن كل النشاط والكفاح الدائر حالياً، بأكمله خطأ.
ينبغي أن تتخلَّص “النخبة” من ثنائيَّة الأبيض والأسود في آرائها.
وينبغي ألاَّ ننسى أبداً، أن الرؤية وفق مبدأ “الأبيض والأسود” قد فقدت قيمتها ثقافيَّاً.
يعني، حتى الأطفال، لم يعودوا يتَّبعون هذا المنطق، ولا يقبلون به.
يستطيع المرء، وأثناء إبدائه لموقف ثقافي، القول: “أنني أجد الكونفدراليَّة الديمقراطيَّة طرحاً خاطئاً”.
مبدياً وموضِّحاً أسباب ومكامن الخطأ لقرَّائي، في سياق موقف ثقافي.
لكن القول: “طيلة ثلاثين عام، وPKK يقاتل من أجل القضاء على الشعب الكردي”، هي مقولة بسيطة ولا وزن لها وتافهة وعمياء.
والأكثر مدعاةً للسوء، إن تلك الأحزاب التي أسست لهذه الأفكار، انقرضت أسماءها الآن، وشبيبتنا، لا تعرفهم اليوم.
لكن في الوقت عينه، يسير الملايين خلف PKK.
واليوم، الدولة، هي نظير ومخاطب حزب العمال، الذي لديه العديد من قنوات التلفزة ومحطات الراديو والجرائد والمجلات والمؤسسات.
والملايين، يسيرون خلفه، فماذا عنكم؟؟؟.
وإذا كنتم غير راضين عن كل هذه الأشياء، وكل ما قام به حزب العمال، هو ضدّ الشعب الكردي، تفضّلوا أنتهم، عودوا إلى كردستان، وابدأوا النضال من أجل الأكراد.
وإنْ قلتم: “حزب العمال، لا يدعنا نناضل في كردستان”، فماذا عن أوروبا؟.
هل في أوروبا أيضاً، لا يتيح لكم حزب العمال الفرصة للنضال؟.
في أوروبا ايضاً، ليس لهؤلاء جمعيَّة، كباقي خلق الله.
وإن وجدت في بلد أوروبي ولو جمعيَّة واحدة لهم، فستكون مكاناً للقاءات والمسامرات.
يعني، يتخذونها كمقهى.
ناهيك عن كونهم يحارون كيف يدفعون أجرة مكان هذه الجمعيَّة.
والسؤال: لماذا لا يستطيع فكرهم “النيّر القيّم” إدارة جمعيَّة، وتأمين نفقاتها، يا تُرى؟.
لا جمعيَّة، لا صحيفة، لا مجلة، لا راديو، لا تلفزيون…، ولا شيء.
وأنتهم أنفسكم، تزعمون بأنكم “غير المنتسبين لحزب العمال، لا موقف لكم”، إذن، والحال هذه، ما هو مُصابكم ووجعكم؟.
وإنْ كنتم بدون موقف، فلماذا تطالبون الشعب باتخاذ أيّ موقف؟.
وبتبنِّيكم لهذا الفكر، وعاجزون لأن تكونوا أصحاب موقف، فبماذا تطالبون أيّان كان، يا أعزائي.
هل أنتم واعون لما تقولونه؟.
إذا كنتم عاجزين عن اتخاذ المواقف في الدول الأوروبيَّة التي تمنحكم كامل الفرص والإمكانات، بديهيٌ أنكم لن تستطيعوا فعل أي شيء في كردستان الرازحة تحت غزو المدافع والدبابات.
والحال هذه، إن “أخطاء” حزب العمال، أفادت وتفيد الشعب الكردي من “صواب” أولئك الناس.
“الحقائق” العاجزة عن تأسيس وإدارة جمعيَّة في أوروبا، هي أشد ضرراً وخطورة من “الأخطاء” التي ترتكب تحت قصف المدافع والدبابات.
وبقدر رؤيتنا للأمور، حين ينتاب الضعف حزب العمال الكردستاني، هم أيضاً يضعفون.
وعندما يشتدّ حزب العمال قوّةً وعزماً، هم أيضاً، يزيدون من حدّة كلامهم.
يعني، أنهم يبنون وجودهم على وجود حزب العمال.
ويبدو لي، إن أتى اليوم الذي يتمُّ فيه تصفية حزب العمال، هؤلاء أيضاً، لن يعود لهم أيّ أثر في الوجود.
لقد بنوا لأنفسهم عالماً صغيراً في الدول الأوروبيَّة، ويعيشون فيه، بعيداً من أيّ شيء.
وكأنهم في أذن الثور (مثل كردي)، خلف جبل قاف.
لا الحرب تناسبهم والسلام.
وثمة مقولة مفادها: “مَنْ ليسوا في الحروب، يحسبون أنفسهم رجالاً”، (مثل كردي).
لكن أصحابنا، هؤلاء، هم رجالٌ وأسودٌ في آن.
إذن، عشتم، وطوبى لكم.
عن كردستان _ بوست
رابط النسخة الكردية
http://www.kurdistan-post.com/modules.php?name=Niviskar&op=viewarticle&artid=1517
ملحوظة: