ايها الاخوة الاعزاء من ابناء وطننا العزيز في كردستان خاصة والعراق عامة،
لقد مر أكثر من شهر على نشر بياننا التأسيسي تلمسنا خلاله تشجيعاً كبيراً ودعماً معنوياُ من لدن الكثير من الشخصيات الايزيدية داخل وخارج الوطن من مختلف مشاربهم الفكرية والسياسية والاجتماعية والدينية.
وقد كانت الفترة الماضية تجربة جيدة لنا من اجل دراسة افكارنا والتمحص في استراتيجية عمل حزبنا في العراق وخارجه من اجل الخروج بمجتمعنا من مأزقه السياسي الحالي.
مما شجعنا على العمل الدؤوب.
وقد دخلنا في الفترة الماضية في حوارات مطولة مع العديد من رجال السياسة والدين والمجتمع الايزيدي ومع عدد من التيارات الايزيدية السياسية والفكرية والثقافية للإستخلاص بعمل اكثر فاعلية، لا لكي نزيد على الساحة تيارا جديدا بل لكي نكون سندا أساسيا في توحيد الصف الايزيدي واستجماعا لقراره السياسي المصيري.
وقد تحتم علينا بعد التشاور مع مشجعينا ومنتقدينا الخروج بهذه الرؤية السياسية لكي تكون ورقة عمل قابلة للنقاش، دون ان نفرض انفسنا البديل الوحيد على الساحة الايزيدية، بل لكي نساهم من اجل رفع المعاناة والغبن الذي يعيشه شعبنا في العراق.
إننا في الوقت الذي نحيي فيه كافة الفعاليات والتجمعات والحركات الايزيدية، سواء اتفقنا ام اختلفنا معها، ونحيي جهود كافة الخيرين والمثقفين والشخصيات الاجتماعية والدينية الايزيدية المخلصة، فإننا نرى ان مجتمعنا اليوم بامس حاجة الى الحوار المستديم للخروج بالافضل.
لقد بدأت الحركة الثقافية الايزيدية منذ عدة عقود، على شكل نشاطات وفعاليات فردية من خلال الدفاع عن الايزيدية وهويتها الدينية البعيدة عن التحريف والتزوير.
ودأب الرعيل الاول من مثقفينا على نشر حقائق عن تاريخ وفلسفة الايزيدية من خلال مجلات او صحف او كتب.
ونمت مع الحركة الثقافية الايزيدية مرحلة الوعي السياسي ضمن صفوف الحركة التحررية الكردستانية وحركة التحرر العراقية التي قارعت الدكتاتوريات المتلاحقة.
وقدم الايزيديون تضحيات جمة من اجل التخلص من نير الظلم والقهر السياسي.
فكان نصيبهم تدمير القرى ومصادرة الاراضي والتهجير القسري ووصولا الى الاعتقالات الواسعة والقتل الجماعي والانفال وغيرها من النكبات.
وخسر الرعيل الاول واحداً من خيرة المثقفين الايزيديين وهو الشهيد حيدر نزام، الذي اختفى على ايدي النظام العراقي البائد.
فقد كان مؤسساً لاول حزب ايزيدي سمي حزب التقدم حينها.
وقد تطورت الحركة الثقافية الايزيدية فيما بعد في كردستان العراق والمهجر وبشكل خاص في المانيا، من خلال جمعيات ومراكز وتجمعات استطاعت ان تقدم الكثير للمجتمع الايزيدي وتعرف العالم بخصوصية الديانة الايزيدية من خلال اصدارات ومؤتمرات وندوات ومشاركات في المحافل المحلية والدولية.
وشهدت مرحلة مابعد سقوط النظام العراقي المقبور نموا ملحوظا في نشاطات الايزيدية الثقافية والاجتماعية سواء في الداخل او الخارج من خلال مراكز وجمعيات ثقافية وتجمعات وحركات سياسية ووسائط الاعلام الالكتروني ودراسات منهجية تعتمد على اصول البحث العلمي الحديث التي اضفت الى القضية الايزيدية طابعها الاكاديمي، ومنحت القضية الايزيدية منظارا استراتيجيا جديداً.
كما لعبت الحركة الثقافية الايزيدية في المهجر دورا هاما في تشكيل الوعي الثقافي والسياسي الايزيدي , فقد أسس الناشطون من المهاجرين الايزيدين مركز الايزيدية خارج الوطن، الذي لعب دورا ثقافيا مميزا بل وسياسيا في بعض المواقف.
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري تأسس التجمع الديمقراطي الايزيدي الذي ساهم في بلورة الفكر الليبرالي الايزيدي ودفع عجلة القضية من الجوانب السياسية والثقافية والاعلامية وعمل على تعبئة الشارع للدفاع عن حقوقه المشروعة.
اضافة الى لجنة الدفاع عن حقوق الايزيدية في السويد -الجناح الخارج للحركة الايزيدية الكردستانية، وهيئة الفعاليات الايزيدية في عدد من المدن الالمانية، ولجان تبرعات الجالية الايزيدية في اوروبا وامريكا فقد لعبت هذه الاطراف جميعها دورا مميزا في تحريك الشارع الايزيدي في اوربا واستطاعت التأثير في مجريات الاحداث وتشكيل قوة تكون دعما على شكل لوبي ايزيدي لايستهان به.
وساهمت الصحافة الايزيدية الالكترونية الحرة في المانيا دورا منقطع النظير في تعريف القضية الايزيدية بالرأي العام.
وفي داخل العراق تصدرت الحركة الايزيدية من اجل الاصلاح والتقدم العمل السياسي بشكل خاص في الساحة الايزيدية بسنجار.
كما ساهمت بقية الجمعيات والمراكز الثقافية، مثل مركز لالش بفروعه، رابطة التآخي والتضامن، رابطة المثقفين، جمعية سنجار الخيرية ومركز شنكال ومراكز الشباب في مختلف المناطق بشكل او بآخر في زيادة الوعي الثقافي الاجتماعي الايزيدي خاصة عبر الكم الهائل من الصحف والمجلات التي تصدر بدعم من الاحزاب الكردستانية.
ولكن المستجدات التي ظهرت وتظهر على ساحة العمل السياسي اليومي شكلت هاجسا كبيرا في داخل المجتمع الايزيدي واصبح شعبنا بحاجة ماسة الى روح من التجدد والتقدم الايديولوجي البعيد عن الاساليب الكلاسيكية المعهودة مع الاستفادة من خبرات وتجارب الماضي.
وليس من الضروري ان يعادي البديل الجديد الاشكال الموجودة سلفا بقدر ما أن باستطاعة البديل تقديم رونق أخر الى الطيف السياسي والثقافي الايزيدي على الساحة العراقية والعالمية.
بل يعمل كتنظيم يجسد الشخصية الايزيدية الواعية.
ويعمل على إستقلالية القرار الايزيدي عن أي تاثير خارجي.
ويتوجه الحزب بهذه المناسبة للمجتمع الايزيدي، بكل مكوناته وتوجهاته الفكرية، شبابا ونساء ورجالا، للالتفاف حول تنظيمهم الذي بلورته الضرورة والعمل بحماس ووعي وشعور عالٍ بالمسؤولية لتقوية بنيانه والسعي من اجل تطويره على أسس ديمقراطية، وذلك من اجل المساهمة الفعالة في نشاطاته ليتحول الى كيان جماهيري فعلي يتصف بالشفافية والانفتاح ويساهم بجدية في ارساء أسس مجتمع متعدد الاطياف ويعمق ثقافة السلم الاجتماعي والمساواة التامة على أساس المواطنة.
لقد جاء الحزب بعد الاحباط الذي اصاب الايزيدين من الاحزاب الكردستانية نتيجة الاهمال الكبير والتنصل عن الشعارات التي اعلنت عنها قبل سقوط النظام السابق وكانت أملاً كبيراً للشعب الايزيدي وتطلعاته.
لقد نكست تلك القيادات بالمبادئ التي ناضلت الشعوب الكردستانية وضحت من أجل تحقيقها .
فالقيادة الكردية لم تهتم بالرأي العام الايزيدي بل حاولت ان تجمع حولها شلة من المنتفعين والانتهازيين الذين كانوا يحملون معهم مشروع اخضاع المجتمع الايزيدي وترويضه وتدريبه على الاستسلام فقط.
كما ان عدم نجاح جهود الكوادر الايزيدية المخلصة في الاحزاب الكردستانية والعراقية في حمل احزابها على اعطاء اهتمام كاف وبذل جهود اكبر لقضايا ومصالح الايزيدين، إذ تراجع الملف الايزيدي في برامج تلك الاحزاب مترادفا مع النمو الكبير للفكر السلفي في المجتمع الكردستاني مما شكل حاجزاً اخر امام نيل الايزيديين حقوقهم.
ولم يعد بالامكان الاعتماد على تلك الجهات اعتماداً كلياً لمناصرة ومساندة الايزيدين عمليا.
ونرى من الصعب ان تمكننا الظروف الحالية في ايجاد تغيير جذري في سياسة الاحزاب الكردستانية وتوجيهها نحو خدمة مصالح الجماهير الايزيدية.
بل على العكس اصبح الايزيدون حطباً لنيران كل الحسابات التي تجري تصفيتها في المنطقة، ولم يعد هناك امل في إدخال الإصلاحات في هياكل متحجرة ومتشبعة بالنفعية والاستعلاء.
لذا وجدنا أن من الضرورة العمل على بلورة العقيدة الليبرالية التي تؤمن بالتعددية وتمثل تطلعات الجيل الحالي من أبناء شعبنا الايزيدي.
هذا الجيل الجديد التواق الى الحرية لكي يتخلص من الإرث الإستبدادي ومن السياسات الطائفية التي تسود المنطقة .
لقد افرز المجتمع الايزيدي نخبا من المثقفين ولاسيما من خريجي الجامعات في معظم الاختصاصات المعرفية.
وهذه النخب هي التي تقع على عاتقها اليوم مهمات كبيرة، وآن الأوان لكي يتولى الايزيدون بأنفسهم مهمات تعبئة قواهم وقيادتها في عملية اعادة بناء مجتمعهم.
ايها الشرفاء من ابناء وطننا العزيز،
إن الفكر الليبرالي الذي يتبناه حزبنا ليس سوى حلٍ ناجع للخروج بالازمة الايزيدية.
والذي يتلخص في المفهوم الايديولوجي لليبرالية العالمية، الذي يضمن الحريات الفردية للمواطن باقسى درجاتها، ولكنه في نفس الوقت يفرض روح الشعور بالمسؤولية الفردية ويقوي الوعي الفردي بتلك المسؤولية تجاه قضايا المجتمع من أجل ان يقرر بنفسه تقديم الامكانات اللازمة لبناء وطنه ومجتمعه وبيته من الداخل.
إننا كتيار فكري سياسي نتشرف بأن ننضم الى صفوف القوى الليبرالية والديمقراطية في الشرق الاوسط، من اجل رفع معاناة الشرق اوسطيين من خلال توفير غد افضل مليئ بالسلام والمحبة والتآخي بين شعوب واديان واقوام المنطقة، دون ان يكون هناك تمييز عنصري او قومي او ديني ضد اية طائفة من طوائف المجتمع.
فتتحقق المساواة والعدالة الاجتماعية وينال الفرد حريته الشخصية المصانة دستوريا والمحفوظة بكافة أشكالها الفردية والجماعية.
ومن هذا المخرج الانساني لأزمة الشرق الاوسط نستلهم رؤيتنا الاستراتيجية بشكلها الادق في قضية الامة العراقية وذلك من زوايا اهتمامنا العام والخاص بقضايا الامة، وعلى الركائز والاصعدة التالية:
1.
في الشأن العراقي:
يعتبر الحزب الليبرالي الايزيدي أن الخلاص الوحيد للشعب العراقي يتجلى من خلال تبني سياسية فصل الدين عن الدولة بالطريقة التي تحفظ للفرد حريته الدينية وللمجموعات والطوائف والاديان استقلاليتها، واحترام تلك الخصوصيات وصيانتها.
وعلى المشرعين العراقيين أن يصونوا تلك الخصوصيات دستوريا دون ان تتعارض مع مبادئ حقوق الانسان والديمقراطية.
وبالتالي يسعى حزبنا الى بناء عراق ديمقراطي فيدرالي مزدهر تعيش فيه كافة الاطياف الدينية والمذهبية والقومية بحرية وسلام مبني على اسس المساواة التامة والتآخي بين كافة الاطياف ويكون للدستور والقانون اليد العليا، ويلتزم بحماية حقوق الانسان والمرأة والطفل والبيئة.
وعلى الصعيد الاقتصادي يهدف حزبنا الى بناء اقتصاد حر وسوق مفتوحة والخصخصة المدروسة وتشجيع الاستثمار الخارجي في ظل قوانين تكافح التلاعب بالسوق.
كما ويتحتم الوقوف بصرامة بوجه الفساد الاقتصادي والاداري.
كما نهدف الى توفير الضمان الاجتماعي والصحي للمواطن العراقي والرفع من المستوى المعاشي والرفع من مستوى التعليم وجعله الزاميا لحين سن البلوغ ومكافحة الفقر والمرض من خلال برامج للتنمية الاجتماعية والصحية.
وعلى الدولة ان تتكفل بالرفع من المستوى العلمي والثقافي للشباب، وتوفر لهم المقاعد الدراسية اللازمة وفرص العمل الكافية التي تضمن العيش الكريم.
ومن اجل نيل هذه الاهداف يسعى حزبنا الى توطيد العلاقات مع مختلف القوى السياسية العراقية دون تمييز، بما لايتعارض مع اهداف ومبادئ الحزب.
سواء كانت هذه القوى ليبرالية علمانية، او وطنية او اسلامية او قومية.
وسوف تكون مبدأ المساواة والعدالة واحترام الاخر هي الاسس التي يتعامل معها حزبنا مع بقية القوى.
كما سيسعى حزبنا الى توطيد العلاقات بين المجتمع الايزيدي وبقية اطياف الشعب العراقي من الشيعة والسنة والصابئة واليهود والمسيحيين، من خلال بناء جسور الثقة والاحترام المتبادل مع مرجعياتهم السياسية والثقافية والدينية.
2.
في الشأن الكردستاني:
إن تجربة كردستان الفتية في الديمقراطية تعتريها الكثير من العقبات الذاتية والموضوعية.
والشعب الكردي الذي تمخضت نضالاته طيلة العقود الماضية الى الحصول على مكتسبات هامة في اطار حكومة وبرلمان منتخبين، ولكنه لم يزل على السلم الاول من تطبيق الديمقراطية الحقيقية.
واصبح أمام الحركة التحررية الكردستانية مشوارا جديدا من البناء وطريقا صعبا للتخلص من رواسب الماضي، والتخلص من سايكولوجية الضحية التي تلبس قميص الجلاد.
إضافة الى مسؤولية التخلص من ظاهرة التطرف والتعصب الديني.
ومعظم السلبيات التي نتلمسها في كردستان نابعة من تلك الظروف.
فبات من الضروري اليوم الاسراع بترسيخ دستور علماني يضع مبادئ حقوق الانسان وصيانة الحريات الاطار والمرجع الاوحد لتشريع بنوده.
ويتحتم علينا كسر طوق المحسوبيات والمنسوبيات والتطرف الحزبي وسياسة الاقصاء.
وسيسعى حزبنا وبالتعاون مع بقية القوى السياسية في اقليم كردستان من اجل تحقيق العدالة والمساواة بين ابناء الاقليم من مختلف الاديان والطوائف والقوميات.
ومن اجل الحد من ظاهرة التعصب داخل المجتمع والحد من الفساد في دوائر ومؤسسات الدولة.
فمسؤوليتنا جميعاً هي في توفير البديل السياسي المشروع لبناء الوطن، والابتعاد عن سياسيات المناصفة والاوحدية.
والتوجه نحو بناء ديمقراطية تكون نموذجا يحتذى به في الشرق الاوسط.
إننا نهدف الى تحقيق مساواة الايزيدية مع بقية ابناء كردستان من حيث التمثيل الحقيقي في كافة الحقوق والواجبات بشكل يتناسب مع نسبتهم السكانية.
ففي الاطار الكردستاني العام نتفق مع القوى السياسية الكردستانية من اجل الحفاظ على مصالح الشعب الكردستاني، ولكننا نطالب الى جانب هذا في الشأن الداخلي بمنح الايزيديين مستحقاتهم ويتوجب ان تنال مناطق سكنى الايزيدية رعاية واهتماما خاصا، ويجب التأكيد على التنمية والتطوير الاقتصادي والزراعي والخدمي في تلك المناطق لكونها منكوبة منذ مئات السنين وتفتقر الى ابسط مقومات المعيشة.
ونرفض مبدأ الوصاية على القرار الايزيدي.
ويرفض حزبنا كافة انواع التجزئة لمناطق الايزيدية بين الحكومة المركزية واقليم كردستان ويسعى الى ايجاد حل شامل تكون كافة مناطق الايزيدية ضمن وحدة ادارية واحدة يقرر ابناءها بكامل حريتهم وارادتهم تقرير مصيرهم مع بقية الشعوب التي تجاورهم في المنطقة.
ولهذا فاننا نؤكد على تطبيق خطة (منطقة زرقاء) تضم ابناء الاقليات في محافظة الموصل.
حيث نطالب قبول مشروع سهلي نينوى الشرقي والغربي وجعل الاقضية سنجار والشيخان وزمار وتلكيف وبعشيقة محافظة مستقلة تعزل عن محافظة الموصل، ويمنح حرية الادارة الذاتية والحماية الذاتية لابناء هذه المناطق لحين اجراء استفتاء شعبي نزيه بمراقبة دولية وبمعزل تام عن قضية كركوك.
على أن تتعهد الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان بدعم هذه المحافظة الجديدة بمساواة تامة، لكي لايفرض رأي سياسي او سلطوي على قرار الناس في تقرير مصيرهم.
ونحن نؤمن تماماً لو تم منح الايزيدية حريتهم واستعادوا كرامتهم وأحسوا بمواطنيتهم التامة البعيدة عن التمييز العنصري الموجود الان في كردستان، فإن الاستفتاء الذي نقترحه سوف يكون مرضيا لجميع الاطراف.
3.
في الشأن الايزيدي الداخلي:
اعادة بناء الهوية الايزيدية المستقلة، الايجابية والفاعلة مع تطلعات أبناءها خاصة وتطلعات المجتمع الكردستاني والعراقي عامة والمنسجمة مع تطورات العملية السياسية.
إن المجتمع الايزيدي بأمس الحاجة اليوم الى اجراء اصلاحات داخلية وترميم البيت من الداخل، وبحاجة الى تفعيل المؤسسة الدينية لتصبح مسؤولة عن الامور الدينية فقط.
ولهذا سوف يسعى حزبنا الى تشكيل برلمان ايزيدي داخلي يتم انتخابه من بين الايزيديين باسلوب ديمقراطي وحضاري، تكون بيده كافة القرارات المصيرية.
ونحتاج الى بناء الشخصية الايزيدية الفردية لكي تخرج من قبو العبودية والخوف من الاخر.
فالايزيدية يعيشون اليوم اياما عصيبة ويتعرضون للتهجير والهجرة الجماعية، وقد سيطر عليهم هاجس الخوف من المستقبل المجهول.
هذا ويسعى الحزب الليبرالي الايزيدي الى دعم قضايا المرأة العراقية بشكل عام والمرأة الايزيدية بشكل خاص لرفع نسبة مشاركتها في جميع مؤسسات الدولة، والنهوض بها في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بما يليق بمكانتها في المجتمع الانساني خالٍ من التمييز بين الجنسين.
كما يتحتم علينا الدفاع عن ضمان حقوق الطفل في جميع المجالات الصحية والتربوية وتوفير الرعاية اللازمة والحماية الضرورية له بموجب المواثيق الدولية.
وعلينا الاهتمام بالشباب وتوفير الرعاية اللازمة لهم لضمان تقدمهم وتنمية طاقاتهم باعتبارهم قادة المستقبل.
ولا يغيب عن بالنا اهمية نشر ثقافة الديمقراطية والليبرالية في المجتمع الايزيدي لتقوية النظام العلماني والفيدرالي وسيادة القانون وضمان حرية الفرد في المجتمع.
ومن اجل تحقيق هذه المساعي يعمل الحزب على بناء علاقات متينة مع القوى الديمقراطية في العراق وكردستان ويعمل على تمتين التعاون معها لتعزيز الوحدة الوطنية.
واخيرا نرى من واجبنا اليوم أن نبدأ من داخل البيت الايزيدي فنسعى الى توحيد الصف اولا، ونوجه بنداءنا الى كافة المواطنين الايزيديين من مختلف الانتماءات السياسية والفكرية وكافة الطبقات الاجتماعية والدينية لفتح صفحة جديدة مبنية على مبدأ المحبة والاصلاح والخير ونبذ المصالح الذاتية والانانية الفردية والعمل من اجل المجتمع باخلاص.
فالتنوع السياسي والفكري والثقافي ظاهرة صحية موجودة في مجتمعنا ونحن نشد على ايدي كافة المخلصين مهما كان اتجاههم السياسي والفكري، ولكننا نؤكد على اهمية الاخلاص للقضية الايزيدية التي لن يكون مشوار المسيرة فيها مشوارا بسيطا سهلا.
ايها الايزيديون الشرفاء في العراق والمهجر
لقد آن الاوان ان نضع كافة الامور والمصالح الشخصية والذاتية جانباً.
وعلينا اليوم ان نوحد صفوفنا مع مختلف التيارات الفكرية والسياسية لكي نكون اصحاب قرار قوي وفعال من شأنه ان ينقذنا وينقذ اجيالنا من التهجير والانقراض من ارض الرافدين.
الهيئة التأسيسية للحزب الليبرالي الايزيدي
Homepage www.ezidi-liberal.net
Email ezidi.liberal@gmail.com
13 اكتوبر 2008