بعد امتناعه عن التوقيع على بيان الأحزاب الكردية, تيار المستقبل الكردي يصدر بيانا شديد اللهجة بخصوص المرسوم 49

أوضح تيار المستقبل الكردي في بيان صادر عن مكتب العلاقات العامة في التيار, ان سبب الامتناع عن التوقيع على البيان الصادر عن بعض الأحزاب الكردية حول مرسوم (49)  يعود الى: (أولا بيان انترنيت لا يغني من خوف ولا يسمن من جوع وخاصة إن معظم المواقع محجوبة  وثانيا : بسبب عدم تمكن هذه الأحزاب من عقد اجتماع مشترك لدراسة المرسوم بكل حيثياته والقيام بأية أعمال ميدانية في وجه هذا المرسوم الكارثي وثالثا:ما جاء في البيان لا ينسجم مع موقفنا السياسي من النظام وقراءتنا العملية لممارساته.)
 وقد تسائل العديد من المراقبين عن عدم شمول البيان على كل الأحزاب الكردية العاملة في الساحة الكردية, خاصة وان مواجهة هذا المرسوم تتطلب توحيد جهود جميع الأحزاب وكل الطاقات الممكنة, لالغاء هذا المرسوم الذي يستهدف مصالح الكرد في الصميم, حيث خلا البيان – بالاضافة الى تيار المستقبل الكردي – من توقيع (البارتي الديمقراطي الكردي – سوريا, و الاتحاد الشعبي الكردي, والوفاق الديمقراطي الكردي, والاتحاد الديمقراطي PYD  ).

ومن جهة أخرى لاحظ المراقبون اتفاق طرفين في البارتي على  التوقيع على البيان المذكور باسم واحد, وقد وصف أحد أعضاء المكتب السياسي لأحد طرفي البارتي – نتحفظ على اعلان اسمه- ردا على سؤال من موقع ولاتي مه, وصف هذه البادرة بخطوة ايجابية من الطرفين في طريق توحيد صفوف البارتي.

فيما يلي نص البيان الصادر عن مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكردي:

بيــان

جماهير شعبنا السوري في الداخل والخارج
منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني
يتعرض الشعب الكوردي في سوريا إلى سلسلة مدروسة من المشاريع والتدابير العنصرية ، بدءاً بمشروع الإحصاء ، مرورا بمشروع الحزام العربي البغيض في منطقة الجزيرة وإقامة مستوطنات للفصل بين أبناء شعبنا على جانبي الحدود ، وانتهاءً بالمرسوم العنصري والتهجير القسري / 49 / الذي تم بموجبه تجريد  أبناء المناطق الكوردية من حقوقهم الاجتماعية والإنسانية.
ففي خطوة تصعيدية عنصرية واستفزازية ، صدر مرسوم إعدام المناطق الكوردية  رقم /49/ بتاريخ10/9/2008 و الذي ( يمنع وضع أي من إشارات الدعاوى والرهن والحجوزات والقسمة والتخصص…على صحيفة العقار في المناطق الحدودية سواء أكان العقار ضمن المخطط التنظيمي للمدينة أو خارجه ، أو إشغاله عن طريق الاستئجار أو الاستثمار لمدة تزيد عن ثلاث سنوات إلا بعد الحصول على الترخيص القانوني من وزارة الداخلية بعد اخذ موافقة وزارتي الدفاع والزراعة)..

، وبالتالي موافقة الجهات الأمنية (الأمن السياسي والعسكري) , ومعروف لكل ذي بصيرة في سوريا بان الحصول على الترخيص مستحيل لأنه لم يسبق لمواطن من اصل كوردي الحصول على الترخيص القانوني أصولا ،خاصة أولئك الذين يعملون بالشأن العام وأصحاب الرأي وناشطي حقوق الإنسان والمجتمع المدني، بسبب سياسة الاضطهاد والتمييز العنصري التي تمارسها السلطة  الاستبدادية بحق الشعب الكوردي منذ استلام حزب البعث للسلطة في سوريا منذ الستينات.
يأتي صدور المرسوم (49 ) السيئ الصيت في إطار  الإجراءات العنصرية والقمعية المتخذة بحق الشعب الكوردي، التي تصاعدت بعد انتفاضة 12 آذار 2004 مستهدفة المناطق الكوردية بغية اقتلاع الكورد من مناطقه التاريخية ، ودفعه للهجرة القسرية باتجاه المحافظات الأخرى ،في تمييز صارخ بين مكونات البلد ومناطقها ، وكأن هذه المناطق لا تنتمي إلى الوطن السوري ، إضافة  إلى استمرار سياسة القمع والاعتقال والخطف وتضييق الخناق الاقتصادي والإهمال المتعمد بحق أبنائها.
 إننا في تيار المستقبل الكوردي في سوريا نؤكد أن غاية المرسوم 49 تنفيذ حكم الإعدام بحق المناطق الكوردية التي تمردت على القمع والاستبداد واستطاعت بإرادة جماهير الشعب الكوردي كسر حاجز الخوف والرعب وتجاوز ت الخطوط الحمر المرسومة من قبل سلطات القهر والاستعباد، مما جعل الكورد جزء رئيسي وفاعل مهم في معادلة التغيير الوطني الديمقراطي .
إن من شأن تطبيق هذا المرسوم العنصري اللانساني ، زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي وتهديد مكونات المجتمع الكوردي بالتفكك والانهيار وجعله رهينة بيد السلطات الأمنية والاستبدادية بحيث يصبح الكل مداناً تحت الطلب ، وإفراغ المنطقة الكوردية من سكانها الأصليين .
لذا فان العمل الجاد والميداني لإسقاط هذا المرسوم التمييزي الخطير ، يعتبر من أولى مهمات الأحزاب الكوردية في الوقت الراهن لأنه يمس الوجود القومي الكوردي مباشرة ، وعلى نجاح هذا الأمر يتوقف مستقبل العمل السياسي الكوردي في المرحلة القادمة .
من هنا ندعو كافة الطيف السوري إلى التكاتف والتعاضد والعمل على إجبار النظام الأمني  لطي هذا المرسوم التمييزي الجائر الذي يجعل عموم أبناء شعبنا الكوردي مهاجرين في وطنهم ، وما الاعتقالات الأخيرة إلا رسالة ترويع وتهديد وتزييف للوعي وهدر لمجمل المجتمع السوري , كل هذا يتم في ظل المادة الثامنة من الدستور المرسخة لقيادة البعث وامتلاكه للدولة والمجتمع وسريان حالة الطوارئ والأحكام العرفية وتكميم الأفواه واعتقال المعارضين السياسيين واختطافهم ، وحرمان عموم الشعب السوري من حقوقه الأساسية وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وشرعة الأمم المتحدة .
إننا نعتقد أن الحوار مع الاستبداد غير ممكن ، لأنه وصل إلى درجة من العقم السياسي بحيث لم يعد الالتقاء معه ممكناً تحت أية حجج أو ذرائع , وانطلاقا مما سبق نؤكد قناعتنا  بان تحقيق الديمقراطية في سوريا هو المدخل الأساسي لحل مشكلة القوميات والاثنيات الموجودة ،ولمجمل مشاكل المجتمع السوري العالقة ، وهي لن تأتي على طبق فضة ، بل ثمرة لنضالات وتضحيات الشعب السوري الذي قدم الغالي والرخيص في سبيلها  .

وبخصوص امتناعنا عن التوقيع على بيان مجموعة من الأحزاب الكوردية الصادر بتاريخ 8/10/2008 والمنشور في بعض المواقع ، فالسبب يعود إلى كونه : أولا بيان انترنيت لا يغني من خوف ولا يسمن من جوع وخاصة إن معظم المواقع محجوبة  وثانيا : بسبب عدم تمكن هذه الأحزاب من عقد اجتماع مشترك لدراسة المرسوم بكل حيثياته والقيام بأية أعمال ميدانية في وجه هذا المرسوم الكارثي وثالثا:ما جاء في البيان لا ينسجم مع موقفنا السياسي من النظام وقراءتنا العملية لممارساته.
ونتيجة للضغط والعسف وشدة القمع الممارس من قبل سلطات الاستئثار بحق مناطقنا الكوردية فإننا نحذر السلطة من مغبة الاستمرار في هذه السياسة المعادية التي قد تؤدي بالمجتمع الكوردي المنهك أصلا بالأعباء الاقتصادية الثقيلة ، إلى الانفجار، نتيجة عدم قدرته على دفع التزاماته المالية من فواتير كهرباء وماء وهاتف وضرائب باهظة …الخ باتت تثقل كاهله، تجاه الدولة  .
لذا ندعو أبناء شعبنا السوري في الداخل والشتات بمختلف فئاته الدينية وانتماءاته القومية وبالأخص الكورد منهم إلى التحرك والاحتجاج وفضح سياسة النظام وأهدافها بحق المناطق الكوردية ، وشرح هذه المأساة الإنسانية ، وبيان مخاطرها على وحدة المجتمع السوري ككل ،كل من موقعه ، ليصار إلى إلغاء قوانين التمييز العنصري الصادرة بحق الشعب الكوردي في سوريا وإيجاد حل ديمقراطي للقضية الكوردية في سوريا كأرض وشعب   .
11/10/2008

مكتب العلاقات العامة

تيار المستقبل الكوردي في سوريا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…