دهام حسن
كثيرا ما يتناول أحدنا ظاهرة سلبية في الحركة السياسية الكردية، أو حالة ما بالعرض والتحليل، دون تحديد طرف محدد بالاسم، أي أن الكاتب، يقوم بتشخيص الحالة دون تشخيص أو تسمية جهة أو طرف ما، وهذا مـزية الكاتب الموضوعي، الذي لا يريد أن يثير زوبعة خلفه..
لكن علينا أيضا أن نقر بأنه ليس كل كاتب يكتب بموضوعية، أو قادر أن يكتب بموضوعية، أو حتى بحيادية، فالكاتب بطبيعته ذو رؤية نقدية، وذو خلفية معرفية، وسياسية شاء أم أبى
كثيرا ما يتناول أحدنا ظاهرة سلبية في الحركة السياسية الكردية، أو حالة ما بالعرض والتحليل، دون تحديد طرف محدد بالاسم، أي أن الكاتب، يقوم بتشخيص الحالة دون تشخيص أو تسمية جهة أو طرف ما، وهذا مـزية الكاتب الموضوعي، الذي لا يريد أن يثير زوبعة خلفه..
لكن علينا أيضا أن نقر بأنه ليس كل كاتب يكتب بموضوعية، أو قادر أن يكتب بموضوعية، أو حتى بحيادية، فالكاتب بطبيعته ذو رؤية نقدية، وذو خلفية معرفية، وسياسية شاء أم أبى
كما ثمة بعض المؤثرات، أو التأثيرات يشق عليه بالتالي أن يتحرر منها بالكامل، ففضلا عن خلفيته السياسية، فله طبيعته الشخصية، وبنيته الاجتماعية، ومستوى استيعابه وفهمه لما يثير ويعالج… ولا شك أن حكمه لا بد أن يتأثر ويتلون بهذا القدر أو ذاك، بكل هذه المؤثرات، أو التأثيرات… كل هذا ينبغي أن يؤخذ في الحسبان… إذن، علينا بالتالي أن لا نحمل الكاتب فوق طاقته، وألا نثقل عليه باللوم والعتب..
للأسف أن كثيرا من هؤلاء، لا يرون في الرأي المستقل إلا خصما لدودا، لأنهم لم يتعودوا إلا على الرأي الامتثالي المذعن، إذا لم تكن معه فأنت إذن ضده، ولاخيار ثالث بالتالي… فتصوروا لو أني قمت بتدبيج مقالة انتحارية، بالثناء على حزب الشخص الذي جردني من قوميتي، أما كان سيرد إلي هويتي مع حبة مسك كما يقال.؟
أنت شيوعي إذن أنت لست كرديا، هذا لسان حاله.
هل كان يريد أن يقول لي أنت عربي، وهذا الشرف لا أدعيه، لأن القدر والصدفة كان لهما القول الفصل من أن أولد كرديا، وهنا أيضا هذا الشرف لا أنكره، ولا أتباهى به، فليس لي يد فيه، وبالتالي لا فخر لي على الآخرين، (كلكم من آدم وآدم من تراب) أم ترى كان يراني كوسموبوليتيا، بلا انتماء.؟ لكن مثل هذه الثقافة البائرة مردودة إلى أصحابها…
ولا أخفي بالنسبة لي، أني كررت غير مرة بأني أحترم قادة الأحزاب الكوردية دون استثناء، نظرا لما يشغلون من مواقع مسؤولة، ولست بموقع المزايدة عليهم، لكن هذا الشيء لا يحجب عني بعض السلبيات، في واقع الحركة، أو حتى في أشخاص بعض القادة، التي قد أثيرها من باب الحرص والغيرة، قلت ـ مثلا ـ لأحدهم وجها لوجه، إن مقالتك لا تناسب موقعك الحزبي الرفيع ، وأعلم أنه استاء من حديثي معه..
وكان الجفاء ثم كان أشبه بالقطيعة ما بيننا، علما أنني حرصت أن لا أرد عليه كتابة، احتراما لما بيننا من ود، ولما يشغله من موقع حزبي كبير، وحتى لا أحرجه أما بعض المتصيدين، ولأني كنت أعلم أن عدم خبرته أوقعه في هذا الإشكال من الكتابة، دون أن يضمر شيئا آخر..
أو فلنقل حتى لو جاء النقد من باب الشك، في هذا التصرف أو ذاك؛ لكن في كل الأحوال ينبغي أن تبقى العلاقة ما بيننا ودية، مع دوام الاحترام، على الأقل من جانبي.
لعدم تكافؤ طرفي المعادلة، أعني هو كموقع حزبي له جلاله، وأنا مجرد كاتب..! لكن بعض الحجاب يسوءهم النقد، فيهرعون إلى كبير كبرائهم، ليقولوا له، أنت المقصود بهذا القول، أو هذا المقال.
ليحل ما بيننا بالتالي بدل تبادل الاحترام، الصد والإعراض.
والكل كما هو معروف يقرون بأهمية النقد فيرفعون عقيرتهم بالنقد والنقد الذاتي، كما يقول النظام الداخلي لكل الأحزاب دون استثناء، وعليهم بالتالي أن يتقبلوا النقد من الأصدقاء أيضا، ويميزوا بينهم وبين الأعداء..
قبل فترة وبمقالة موضوعية، أشدت بالحركة السياسية الكوردية في سوريا، وبتاريخها، وأبديت ـ كعادتي ـ احترامي لقادتها، لكن أيضا أثرت ملاحظة عابرة، بعبارة ربما شدت انتباه البعض منهم، عندما قلت هناك بعض القادة (دقة قديمة) فاتصل بي أحدهم قائلا: أليس تقصد فلانا .؟ أقسمت له بأني لم أفكر بشخص معين، ولم أقصد أحدا بالهوية، لكني كنت أرصد حالة، وليراجع ذاته إذن كل شاك في نفسه..وهنا أسوق حكاية طريفة توائم الحالة، في سبيل التندر، ونحن الكورد نحب النوادر، كان في إحدى الحارات في بلدة ما شخص، ما أن يسمع ببعضهم يأتون على سيرة شخص ما بالسوء والذم دون ذكر اسمه، حتى ينهض هذا صائحا بغضب، ليقول: والله إنما أنتم تقصدون أبي بهذا الذم..
لأنه أكثر من غيره يعرف أسواء، أو سوءات أبيه..!
عودة إلى النقد…
وأطرح بداية هذا التساؤل :هل هناك مستفيدون من انقسام الحركة السياسية الكوردية في سوريا.؟ من السهل أن نقول نعم، ومن السهل أن نسوق الأسباب، وأن نشير بأصابع الاتهام إلى جهات عديدة داخل الحركة، أو حتى خارجها..
لكن السؤال سأطرحه بصيغة أخرى..
هل ثمة مستفيد داخل الحزب الواحد عند انشطاره إلى مكونين.؟ بحيث يغدو كلا المكونين مفتقرا إلى مقومات حزب قائم بذاته..أقول هنا أيضا نعم.هناك مستفيدون..
وفي هذي الحال، غالبا ما تكون الأسباب ذاتية بحتة، وقد لمست ذلك عن قرب، بل أستطيع القول أني كنت شاهدا على حالة، المهم القائد يتخلص من منافسيه، ومن العناصر المزعجة، أعني الرفاق الأعضاء الذين أرادوا أن يكون لهم في المسائل الحزبية والسياسية قول ما..!
هل كان يريد أن يقول لي أنت عربي، وهذا الشرف لا أدعيه، لأن القدر والصدفة كان لهما القول الفصل من أن أولد كرديا، وهنا أيضا هذا الشرف لا أنكره، ولا أتباهى به، فليس لي يد فيه، وبالتالي لا فخر لي على الآخرين، (كلكم من آدم وآدم من تراب) أم ترى كان يراني كوسموبوليتيا، بلا انتماء.؟ لكن مثل هذه الثقافة البائرة مردودة إلى أصحابها…
ولا أخفي بالنسبة لي، أني كررت غير مرة بأني أحترم قادة الأحزاب الكوردية دون استثناء، نظرا لما يشغلون من مواقع مسؤولة، ولست بموقع المزايدة عليهم، لكن هذا الشيء لا يحجب عني بعض السلبيات، في واقع الحركة، أو حتى في أشخاص بعض القادة، التي قد أثيرها من باب الحرص والغيرة، قلت ـ مثلا ـ لأحدهم وجها لوجه، إن مقالتك لا تناسب موقعك الحزبي الرفيع ، وأعلم أنه استاء من حديثي معه..
وكان الجفاء ثم كان أشبه بالقطيعة ما بيننا، علما أنني حرصت أن لا أرد عليه كتابة، احتراما لما بيننا من ود، ولما يشغله من موقع حزبي كبير، وحتى لا أحرجه أما بعض المتصيدين، ولأني كنت أعلم أن عدم خبرته أوقعه في هذا الإشكال من الكتابة، دون أن يضمر شيئا آخر..
أو فلنقل حتى لو جاء النقد من باب الشك، في هذا التصرف أو ذاك؛ لكن في كل الأحوال ينبغي أن تبقى العلاقة ما بيننا ودية، مع دوام الاحترام، على الأقل من جانبي.
لعدم تكافؤ طرفي المعادلة، أعني هو كموقع حزبي له جلاله، وأنا مجرد كاتب..! لكن بعض الحجاب يسوءهم النقد، فيهرعون إلى كبير كبرائهم، ليقولوا له، أنت المقصود بهذا القول، أو هذا المقال.
ليحل ما بيننا بالتالي بدل تبادل الاحترام، الصد والإعراض.
والكل كما هو معروف يقرون بأهمية النقد فيرفعون عقيرتهم بالنقد والنقد الذاتي، كما يقول النظام الداخلي لكل الأحزاب دون استثناء، وعليهم بالتالي أن يتقبلوا النقد من الأصدقاء أيضا، ويميزوا بينهم وبين الأعداء..
قبل فترة وبمقالة موضوعية، أشدت بالحركة السياسية الكوردية في سوريا، وبتاريخها، وأبديت ـ كعادتي ـ احترامي لقادتها، لكن أيضا أثرت ملاحظة عابرة، بعبارة ربما شدت انتباه البعض منهم، عندما قلت هناك بعض القادة (دقة قديمة) فاتصل بي أحدهم قائلا: أليس تقصد فلانا .؟ أقسمت له بأني لم أفكر بشخص معين، ولم أقصد أحدا بالهوية، لكني كنت أرصد حالة، وليراجع ذاته إذن كل شاك في نفسه..وهنا أسوق حكاية طريفة توائم الحالة، في سبيل التندر، ونحن الكورد نحب النوادر، كان في إحدى الحارات في بلدة ما شخص، ما أن يسمع ببعضهم يأتون على سيرة شخص ما بالسوء والذم دون ذكر اسمه، حتى ينهض هذا صائحا بغضب، ليقول: والله إنما أنتم تقصدون أبي بهذا الذم..
لأنه أكثر من غيره يعرف أسواء، أو سوءات أبيه..!
عودة إلى النقد…
وأطرح بداية هذا التساؤل :هل هناك مستفيدون من انقسام الحركة السياسية الكوردية في سوريا.؟ من السهل أن نقول نعم، ومن السهل أن نسوق الأسباب، وأن نشير بأصابع الاتهام إلى جهات عديدة داخل الحركة، أو حتى خارجها..
لكن السؤال سأطرحه بصيغة أخرى..
هل ثمة مستفيد داخل الحزب الواحد عند انشطاره إلى مكونين.؟ بحيث يغدو كلا المكونين مفتقرا إلى مقومات حزب قائم بذاته..أقول هنا أيضا نعم.هناك مستفيدون..
وفي هذي الحال، غالبا ما تكون الأسباب ذاتية بحتة، وقد لمست ذلك عن قرب، بل أستطيع القول أني كنت شاهدا على حالة، المهم القائد يتخلص من منافسيه، ومن العناصر المزعجة، أعني الرفاق الأعضاء الذين أرادوا أن يكون لهم في المسائل الحزبية والسياسية قول ما..!
مسألة أخرى…هنا أتوجه إلى الحزبين الكبيرين ( الديمقراطي والاتحاد) في العراق..
إننا نقدر عاليا ظروفكم، وانشغالكم بواقعكم، ونعلم أنكم منهمكون بمسائل عديدة، ونتطلع إليكم بتعاطف وثقة، مقدرين ما تبذلونه من جهود في سبيل تذليل العقبات وحل القضايا العالقة، ونعلم أنكم تمرون بظروف لا تحسدون عليها…
لكن أيضا ورغم هذا كله نحن نطمع في مسعى خيّـر من جانبكم وباتجاه تلاقي وتدامج الأحزاب عندنا، لأن التعامل مع جهة ما، والتغافل عن الجهات الأخرى، يولد هنا لدينا حالة من الاستغراب لدى الجماهير الغفيرة والإرباك داخل الحركة، وخلق حالة من التواكل والاتكالية، ومن ثم التقاعس والتراخي، طالما سند الحركة هو اسم لامع، وأيضا قد لا تهمه وحدة الحركة، وربما استهان بالآخرين، كما يوّلد لدى القائد نفسا استبداديا من جانب، بل حتى الاستهتار برفاقه في التنظيم الواحد، أوالتراخي لدرجة الاكتفاء على تاريخية وماضي من يسنده، دون مناضلة منه، لأنه مــزكـّى، ومبشر بالجنة، وعلى كاهله أي كاهل من يسنده، يرفع حمله، ثم يتباهى…
إن التعاطي مع الحركة بكل تلاوينها، ودفعها نحو التلاقي والتدامج هو المطلوب، وإلا سوف نشهد مزيدا من التشتت، وربما مزيدا من الأرقام، كما قلت في مقالة سابقة…
إننا نقدر عاليا ظروفكم، وانشغالكم بواقعكم، ونعلم أنكم منهمكون بمسائل عديدة، ونتطلع إليكم بتعاطف وثقة، مقدرين ما تبذلونه من جهود في سبيل تذليل العقبات وحل القضايا العالقة، ونعلم أنكم تمرون بظروف لا تحسدون عليها…
لكن أيضا ورغم هذا كله نحن نطمع في مسعى خيّـر من جانبكم وباتجاه تلاقي وتدامج الأحزاب عندنا، لأن التعامل مع جهة ما، والتغافل عن الجهات الأخرى، يولد هنا لدينا حالة من الاستغراب لدى الجماهير الغفيرة والإرباك داخل الحركة، وخلق حالة من التواكل والاتكالية، ومن ثم التقاعس والتراخي، طالما سند الحركة هو اسم لامع، وأيضا قد لا تهمه وحدة الحركة، وربما استهان بالآخرين، كما يوّلد لدى القائد نفسا استبداديا من جانب، بل حتى الاستهتار برفاقه في التنظيم الواحد، أوالتراخي لدرجة الاكتفاء على تاريخية وماضي من يسنده، دون مناضلة منه، لأنه مــزكـّى، ومبشر بالجنة، وعلى كاهله أي كاهل من يسنده، يرفع حمله، ثم يتباهى…
إن التعاطي مع الحركة بكل تلاوينها، ودفعها نحو التلاقي والتدامج هو المطلوب، وإلا سوف نشهد مزيدا من التشتت، وربما مزيدا من الأرقام، كما قلت في مقالة سابقة…
وأخيرا ..هل تحدث مثل هذه الصيحا ت الغيورة صــدى.؟ وهل ستلقى أذانا صاغية واعية.؟ أم تبقى حبيسة حلوق أصحابها، وتذهب سدى كقول الشاعر:
ونار إن نفخت بها أضاءت *** ولكن أنت تنفخ في رماد
لقد أسمعـت لـو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
ونار إن نفخت بها أضاءت *** ولكن أنت تنفخ في رماد
لقد أسمعـت لـو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي