نذير إبراهيم
كتب السيد محمد العبد الله، مقالةً هشةً باهتةً، في جريدة قاسيون، لسان حال تيار الدكتور قدري جميل، العدد (365) تحت عنون (وساطة برسم الاستثمار)..
يتحدث فيها عن المصافحة العلنية، التي جمعت السيد جلال الطالباني، المسمى رئيس جمهورية العراق، مع إيهود باراك، بترتيبٍ مسبق من السيد محمود عباس، والكلام بما يتضمن من سخرية واستفزاز واستعلاء للسيد محمد العبد الله..
كتب السيد محمد العبد الله، مقالةً هشةً باهتةً، في جريدة قاسيون، لسان حال تيار الدكتور قدري جميل، العدد (365) تحت عنون (وساطة برسم الاستثمار)..
يتحدث فيها عن المصافحة العلنية، التي جمعت السيد جلال الطالباني، المسمى رئيس جمهورية العراق، مع إيهود باراك، بترتيبٍ مسبق من السيد محمود عباس، والكلام بما يتضمن من سخرية واستفزاز واستعلاء للسيد محمد العبد الله..
ثم تحدث عن تسلط الحزبين الكرديين على مقادير حكم شمال العراق، وليس إقليم كردستان العراق، وتحدث عن ارتباط الكرد وحركة التحرر الوطني الكردية التي سماها (الإنفصالية المسلحة) بالمخابرات الإسرائيلية، وعن علاقة الطيب الذكر الدكتوركامران بدرخان بالموساد، واعتبر الكاتب شمال العراق، بقعة غالية من الوطن العراقي، تحول إلى مركز تآمر على شعب العراق، ودول الجوار؛ وكأن عواصم الدول العربية، هي هافانا وكراكاس، وليست بؤر وأوكار للمخابرات الإسرائيلية، والأمريكية، من مصر الكنانة أم الدنيا، إلى عمان والرباط وحكامها من سنام العرب، وذؤابة بني هاشم ..إلخ من الاتهامات الملفقة، كخطوة مبيتة لاستعداء دول المنطقة، وحشد أكبر عدد من تجار المخدرات السياسية، ضد الكرد، اشقاء العرب في الدين والكفاح، وضد إقليم كردستان، كجزء من العراق الفدرالي المستحدث..
ثم تحدث عن دموية وإرهاب إيهود باراك؛ ونحن الكرد لا ندافع عن باراك ونتنياهو وشامير ورابين وبيريز ومائير وديان وشارون، وعن سجلهم القذر الملطخ بدبماء أشقائنا من أبناء فلسطين المنكوبة؛ ونحن مع الشعب الفلسطيني البطل، الذي أنجب للبشرية الطيبة، الشهيد غسان كنفاني ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وفدوى طوقان ومناضلاً مثل حبش وحواتمة وعرفات وهاني الحسن، ونحن معه في بناء دولته المستقلة، على تراب فلسطين، وعاصمته القدس الشريف، التي حررها ابن جلدتنا، جدُ الأكراد بطل حطين، صلاح الدين، حسب قرارات هيئة الأمم المتحدة والشرعة الدولية؛ لكن الحديث عن يد السيد جلال الطالباني رئيس الجمهوري العراقية بلونه الأحمر الذي يقطر دماً، ألا وهو دم الشعب العراقي بعربه وكرده ؟! فلا أدري إن كان محمد العبدالله مصاباً بعمى الألوان، فلم يعد بإمكانه، أن يفرق بين كف الذئب الرمادي صدام حسين، سفاح العراق، صاحب غابة الرؤوس، والجماجم الهرمية، وبين كف السيد جلال الطالباني، صمام أمان العراق، كما سماه المرجع الشيعي الإسلامي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني أدام الله ظله على العرب والمسلمين.
حقاً إن محمد العبدالله وغيره، من فرسان الفكر القومي العنصري البغيض، من أمثال محمد الجندي وصالح المطلق وهارون محمد (صناجة الفتنة والرياء) وأسامة النجيفي وعلوش وغيرهم وغيرهم، ومن لف لفهم، من أصحاب الخاصرة المثقوبة، والذاكرة المريضة، والقلوب الميتة؛ اعتمدوا دوماً هذه اللغة الصحراوية القاحلة الجلفة غير المهذبة والبعيدة عن أي معنى حقوقي وإنساني، يحاولون دوما وأبداً، خدش وتجريح مشاعر الإنسان الكردي المظلوم جرحاً بليغاً لا يندمل، ولا يشفى (فجرح اللسان لا يندمل ولا تشفى معاطفه) ولا يدفعهم إلى هذا الرخص والابتذال، إلا الحقد الدفين على الكرد، وهذا ليس من شيم الأخ العربي الأصيل، الذي فطر على إغاثة الملهوف، ونجدة الضعيف؛ فوالله لو كان الإمام علي بن أبي طالب (شرف الفكر وبسالة النضال) لو كان كردياً، لجرحوه بأنيابٍ وأضراسِ، علماً أنه لا نجد نظيراً في زماننا لسيدنا علي (عليه السلام) لكننا نجد الكثيرين من أمثال محمد العبدالله ومحمد الجندي وعبد الرحمن بن ملجم..! وهذا الحقد الأعمى دفع صدام حسين إلى طرد قبائل عربية، مثل بني لام، وبني تميم، وبني أسد، وبني جعاب، إلى حدود إيران لا لشيء إلا لكونهم من شيعة الإمام علي بن أبي طالب (أسد الله الغالب) واعتبارهم من التبعية الفارسية، وهم عرب أقحاح، من بطون عدنان وقحطان، وقد ورثوا المكارم والمفاخر ماجداً عن ماجد.
حقاً إن الإنسان هو ناتج تراثه الحزبي والسياسي ليس إلا؛ فقد أصدر مكتب الرئيس العراقي السيد جلال الطالباني بياناً جاء فيه :
إن اللقاء بين الطالباني وبراك، قد تم بطلبٍ رسمي من السيد محمود عباس الرئيس الشرعي لدولة فلسطين، وقد صافحة الطالباني بصفته الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني، وبصفته نائباً لرئيس الإشتراكية الدولية، وليس بصفته رئيساً لجمهورية العراق، وهذه المصافحة لا تنطوي على أي معنى أو تداعيات أخرى ولا يحمل العراق الدولة أية التزامات، كما أنه لا يؤسس لأي موقفٍ مغاير لسياسة جمهورية العراق وتوجهاتها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية، والمستندة إلى الإجماع العربي والمبادرة العربية ومقررات الشرعية الدولية، وهذا يكفي ليصمت هذا العفلقي الذي يمارس التدليس والعهر السياسي، وإن الحقد الدفين الذي يكنه محمد العبدالله، ويضمره محمد الجندي للكرد، والحزبين لكرديين، وللطالباني، والبارزاني، ولأقليم كردستان؛ فهو بعمله هذا لا يشبه إلا الأسيد الذي يحرق الوعاء الذي يحتويه أكثر مما يحرق السطح الذي يسقط عليه، فهذا الحقد الهتلري النازي المقيت لا يطحن إلا صاحبه.
إن ظاهرة اللسان الداشر بالإذن من الدكتورة وفاء سلطان هذه الظاهرة التي امتاز بها بعض كتاب الفكر القومي الشوفيني، من خفافيش الظلام، وفئران الأنابيب الذين يقتسمون الجبنة العفنة، بعد أن ركبوا مركباً دنيئاً، وزرعو الألغام في ساحات السياسة والثقافة والتآخي، سيكون مصيرهم العزلة الخانقة في أوقيانوس حديديٍ مغلق والإندحار كما تمضي كل الرعود والزوابع، فالذاكرة الكردية حبلى بالكثير من أشكال وألوان هذا العسف وهذه المظاهر العنصرية البغيضة ففي الأنفال وحدها استشهد 182 ألف كردي، بالإضافة إلى 18 ألف كردي من خيرة شباب ورجالات أشقائنا من الكرد الشيعة الفيليين، وعشرة آلاف كردي من عشيرة بارزان، وكذلك خمسة آلاف كردي في حلبجة الثكلى، وخورمال المنكوبة (هيروشيما العصر) ..إلخ وأضعاف أضعاف هذه الأرقام الحسابية من أخوتنا الشيعة عرب الجنوب المظلوم الذين غادروا الحياة الدنيا مكرهين إلى أبواب السماء حيث نور وجه الله وعينه التي لم تنم..! فأين كان محمد العبدالله ومحمد الجندي وغيرهما من أصحاب الثورية البراقة، والجمل المنمقة أثناء هذه الحملات الفاشية، من الإبادة الجماعية للجنس البشري في كردستان، وعلى ثرى الجنوب المظلوم الذي يعطره دم آل علي الزكي، وولده المظلوم، الحسين الشهيد، حتى أخذ بعض الكرد يشعر ويحس بالغربة العميقة عن محيطه الإسلامي، ودعا بعض الكرد إلى الانسحاب من هذا العالم القاسي رغم خدمة الكرد للإسلام كأخلص المدافعين عن العقيدة الإسلامية؛ ولم يفكروا يوماً وهم في أوج قوتهم خلال الفترة الأيوبية الزاهية، ببناء كيان قومي لهم على أرض كردستان التارخية؛ لكنهم ساعدوا الآخرين على بلوغ مآربهم وإدراك غاياتهم وكانت مكافأة الكرد الغدر والقتل، حيث قتل أبو جعفر المنصور البطل المؤمن أبو مسلم الخراساني، بعد طول جهاده، وكثرة أسفار بطولاته؛علماً أن العرب والترك قدموا إلى المنطقة بعد مجيء الإسلام؛ فالدين عند الكرد عبادة، وعند غيرهم من الذين ظلموهم وقتلوهم، مطية لبلوغ الأهداف والمآرب، إلا مارحم ربي حقاً، إن محمد العبدالله ليس ابناً للقرن الحادي والعشرين، فهو ينتمي إلى عصر التنك، ومنطق عصر التنك، كونه لا يعرف الكلمة الطيبة، والتي هي دعامة الحياة وروحها وسلاح الحق على الباطل والخير على الشر.
إن البواعث التي ساقتني إلى كتابة هذا الرد الهادئ، ليس تعصباً بل لكي أفضح هذا الخطاب الخشبي المحنط، ولكي أبين للقارئ العربي، وهو أخٌ لنا وشقيق وبيننا وبينه تاريخ واحد معمد بالدم والدمع، بأنها مقالة بعيدة عن الموضوعية، والروح العلمية، وتفتقر إلى الأمانة التاريخية، بل هي عبارة عن نزق بدوي، ونزوة غضب لجاهليٍ عاش قبل الإسلام من مشركي مكة، ولكي يتعظ ويعلم هذا الكاتب أن حقوق الناس والشعوب والأمم لا يصح أن تمتد إليها يد العبث والسخرية والمساومة، فهو لا يختلف عن الفاشست، الذين أنزلوا أصناف أليمة من القسوة، وسوء المعاملة بالكرد، والكثير من الشعوب المنكوب، وبهذه المناسبة أدعوا القارئ والكاتب محمدالعبدالله ، والناشر العتيد صاحب امتياز قاسيون، إلى قراءة كتاب السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان الجزء الثالث (حركة التحرير الكردستانية) حيث يفند في كتابه هذا، اكاذيب شلومو نكديمون، بأن كتابه أكاذيب باهتة ليس إلا..
كون الكتاب القذر هذا هو المرجع الاساسي لمحمد العبدالله، حول علاقة الكرد باليهود واسرائيل، وسيقرأ الموقف الرجولي النبيل للبارزاني الخالد، الذي رفض اقتراح اسرائيل بضرب مؤخرة الجيش العراقي، إذا خف لنجدة سوريا أو مصر في حرب تشرين التحررية، وقد ثمن السادات عندها هذا الموقف الأخوي للبارزاني الخالد، وأمرالسادات بفتح مكتب للكرد في القاهرة، كتعبير عن احترامه، واحترام اركان جيش مصر المقدام على موقف الثورة الكردية.
وكل ما ذكرته دليلٌ قاطع على أن محمد العبدالله بأسلوبه المشين هذا، لا يتمتع بأي طاقة ثقافية أو إعلامية، تؤهله للكتابة في جريدة قاسيون؛ ولقد أثار مقال المدعو محمد العبدالله، ثم مقالة محمد الجندي، موجة عارمة من السخط والاستنكار بين الكرد، ونرى في مقالة الرجلين إحياء لأبشع أنواع السخرية والاستهزاء والغطرسة والاستعلاء القومي المكشوف؛ وفيه انتهاك لأبسط قواعد الحق الدولي وشرعة هيئة الأمم؛ ونأسف لنشر هذه المقالة التي تفوح منها شين الشر والعنصرية البغيضة، ومانشرها من قبل هيئة التحرير في قاسيون إلا نوعٌ من التملق والمداهنة، تبعاً للموجة الهوجاء، بعد أن كانت صحف الشيوعيين السوريين، تعبر عن صبوات الشعوب، وبعد أن كان الشيوعيون جيشاً له زمازم..
حيث أضحت الشيوعية عند بعضهم (قفا نبكِ..
تعلق على الجدار وإلياذة تغنى على الرباب).
فهذه المهنة الجديدة، وهذا العهر السياسيى، ليس من حرفة الشيوعيين السوريين الحقيقيين الأماجد، حملة التقاليد الثورية المجيدة، لمؤسسي الاشتراكية العلمية العظام، نزلاء السجون، وأبطال الصمود، في أقبية التعذيب، والموت الزؤام، أيام الدكتاتوريات العسكرية.
ثم تحدث عن دموية وإرهاب إيهود باراك؛ ونحن الكرد لا ندافع عن باراك ونتنياهو وشامير ورابين وبيريز ومائير وديان وشارون، وعن سجلهم القذر الملطخ بدبماء أشقائنا من أبناء فلسطين المنكوبة؛ ونحن مع الشعب الفلسطيني البطل، الذي أنجب للبشرية الطيبة، الشهيد غسان كنفاني ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وفدوى طوقان ومناضلاً مثل حبش وحواتمة وعرفات وهاني الحسن، ونحن معه في بناء دولته المستقلة، على تراب فلسطين، وعاصمته القدس الشريف، التي حررها ابن جلدتنا، جدُ الأكراد بطل حطين، صلاح الدين، حسب قرارات هيئة الأمم المتحدة والشرعة الدولية؛ لكن الحديث عن يد السيد جلال الطالباني رئيس الجمهوري العراقية بلونه الأحمر الذي يقطر دماً، ألا وهو دم الشعب العراقي بعربه وكرده ؟! فلا أدري إن كان محمد العبدالله مصاباً بعمى الألوان، فلم يعد بإمكانه، أن يفرق بين كف الذئب الرمادي صدام حسين، سفاح العراق، صاحب غابة الرؤوس، والجماجم الهرمية، وبين كف السيد جلال الطالباني، صمام أمان العراق، كما سماه المرجع الشيعي الإسلامي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني أدام الله ظله على العرب والمسلمين.
حقاً إن محمد العبدالله وغيره، من فرسان الفكر القومي العنصري البغيض، من أمثال محمد الجندي وصالح المطلق وهارون محمد (صناجة الفتنة والرياء) وأسامة النجيفي وعلوش وغيرهم وغيرهم، ومن لف لفهم، من أصحاب الخاصرة المثقوبة، والذاكرة المريضة، والقلوب الميتة؛ اعتمدوا دوماً هذه اللغة الصحراوية القاحلة الجلفة غير المهذبة والبعيدة عن أي معنى حقوقي وإنساني، يحاولون دوما وأبداً، خدش وتجريح مشاعر الإنسان الكردي المظلوم جرحاً بليغاً لا يندمل، ولا يشفى (فجرح اللسان لا يندمل ولا تشفى معاطفه) ولا يدفعهم إلى هذا الرخص والابتذال، إلا الحقد الدفين على الكرد، وهذا ليس من شيم الأخ العربي الأصيل، الذي فطر على إغاثة الملهوف، ونجدة الضعيف؛ فوالله لو كان الإمام علي بن أبي طالب (شرف الفكر وبسالة النضال) لو كان كردياً، لجرحوه بأنيابٍ وأضراسِ، علماً أنه لا نجد نظيراً في زماننا لسيدنا علي (عليه السلام) لكننا نجد الكثيرين من أمثال محمد العبدالله ومحمد الجندي وعبد الرحمن بن ملجم..! وهذا الحقد الأعمى دفع صدام حسين إلى طرد قبائل عربية، مثل بني لام، وبني تميم، وبني أسد، وبني جعاب، إلى حدود إيران لا لشيء إلا لكونهم من شيعة الإمام علي بن أبي طالب (أسد الله الغالب) واعتبارهم من التبعية الفارسية، وهم عرب أقحاح، من بطون عدنان وقحطان، وقد ورثوا المكارم والمفاخر ماجداً عن ماجد.
حقاً إن الإنسان هو ناتج تراثه الحزبي والسياسي ليس إلا؛ فقد أصدر مكتب الرئيس العراقي السيد جلال الطالباني بياناً جاء فيه :
إن اللقاء بين الطالباني وبراك، قد تم بطلبٍ رسمي من السيد محمود عباس الرئيس الشرعي لدولة فلسطين، وقد صافحة الطالباني بصفته الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني، وبصفته نائباً لرئيس الإشتراكية الدولية، وليس بصفته رئيساً لجمهورية العراق، وهذه المصافحة لا تنطوي على أي معنى أو تداعيات أخرى ولا يحمل العراق الدولة أية التزامات، كما أنه لا يؤسس لأي موقفٍ مغاير لسياسة جمهورية العراق وتوجهاتها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية، والمستندة إلى الإجماع العربي والمبادرة العربية ومقررات الشرعية الدولية، وهذا يكفي ليصمت هذا العفلقي الذي يمارس التدليس والعهر السياسي، وإن الحقد الدفين الذي يكنه محمد العبدالله، ويضمره محمد الجندي للكرد، والحزبين لكرديين، وللطالباني، والبارزاني، ولأقليم كردستان؛ فهو بعمله هذا لا يشبه إلا الأسيد الذي يحرق الوعاء الذي يحتويه أكثر مما يحرق السطح الذي يسقط عليه، فهذا الحقد الهتلري النازي المقيت لا يطحن إلا صاحبه.
إن ظاهرة اللسان الداشر بالإذن من الدكتورة وفاء سلطان هذه الظاهرة التي امتاز بها بعض كتاب الفكر القومي الشوفيني، من خفافيش الظلام، وفئران الأنابيب الذين يقتسمون الجبنة العفنة، بعد أن ركبوا مركباً دنيئاً، وزرعو الألغام في ساحات السياسة والثقافة والتآخي، سيكون مصيرهم العزلة الخانقة في أوقيانوس حديديٍ مغلق والإندحار كما تمضي كل الرعود والزوابع، فالذاكرة الكردية حبلى بالكثير من أشكال وألوان هذا العسف وهذه المظاهر العنصرية البغيضة ففي الأنفال وحدها استشهد 182 ألف كردي، بالإضافة إلى 18 ألف كردي من خيرة شباب ورجالات أشقائنا من الكرد الشيعة الفيليين، وعشرة آلاف كردي من عشيرة بارزان، وكذلك خمسة آلاف كردي في حلبجة الثكلى، وخورمال المنكوبة (هيروشيما العصر) ..إلخ وأضعاف أضعاف هذه الأرقام الحسابية من أخوتنا الشيعة عرب الجنوب المظلوم الذين غادروا الحياة الدنيا مكرهين إلى أبواب السماء حيث نور وجه الله وعينه التي لم تنم..! فأين كان محمد العبدالله ومحمد الجندي وغيرهما من أصحاب الثورية البراقة، والجمل المنمقة أثناء هذه الحملات الفاشية، من الإبادة الجماعية للجنس البشري في كردستان، وعلى ثرى الجنوب المظلوم الذي يعطره دم آل علي الزكي، وولده المظلوم، الحسين الشهيد، حتى أخذ بعض الكرد يشعر ويحس بالغربة العميقة عن محيطه الإسلامي، ودعا بعض الكرد إلى الانسحاب من هذا العالم القاسي رغم خدمة الكرد للإسلام كأخلص المدافعين عن العقيدة الإسلامية؛ ولم يفكروا يوماً وهم في أوج قوتهم خلال الفترة الأيوبية الزاهية، ببناء كيان قومي لهم على أرض كردستان التارخية؛ لكنهم ساعدوا الآخرين على بلوغ مآربهم وإدراك غاياتهم وكانت مكافأة الكرد الغدر والقتل، حيث قتل أبو جعفر المنصور البطل المؤمن أبو مسلم الخراساني، بعد طول جهاده، وكثرة أسفار بطولاته؛علماً أن العرب والترك قدموا إلى المنطقة بعد مجيء الإسلام؛ فالدين عند الكرد عبادة، وعند غيرهم من الذين ظلموهم وقتلوهم، مطية لبلوغ الأهداف والمآرب، إلا مارحم ربي حقاً، إن محمد العبدالله ليس ابناً للقرن الحادي والعشرين، فهو ينتمي إلى عصر التنك، ومنطق عصر التنك، كونه لا يعرف الكلمة الطيبة، والتي هي دعامة الحياة وروحها وسلاح الحق على الباطل والخير على الشر.
إن البواعث التي ساقتني إلى كتابة هذا الرد الهادئ، ليس تعصباً بل لكي أفضح هذا الخطاب الخشبي المحنط، ولكي أبين للقارئ العربي، وهو أخٌ لنا وشقيق وبيننا وبينه تاريخ واحد معمد بالدم والدمع، بأنها مقالة بعيدة عن الموضوعية، والروح العلمية، وتفتقر إلى الأمانة التاريخية، بل هي عبارة عن نزق بدوي، ونزوة غضب لجاهليٍ عاش قبل الإسلام من مشركي مكة، ولكي يتعظ ويعلم هذا الكاتب أن حقوق الناس والشعوب والأمم لا يصح أن تمتد إليها يد العبث والسخرية والمساومة، فهو لا يختلف عن الفاشست، الذين أنزلوا أصناف أليمة من القسوة، وسوء المعاملة بالكرد، والكثير من الشعوب المنكوب، وبهذه المناسبة أدعوا القارئ والكاتب محمدالعبدالله ، والناشر العتيد صاحب امتياز قاسيون، إلى قراءة كتاب السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان الجزء الثالث (حركة التحرير الكردستانية) حيث يفند في كتابه هذا، اكاذيب شلومو نكديمون، بأن كتابه أكاذيب باهتة ليس إلا..
كون الكتاب القذر هذا هو المرجع الاساسي لمحمد العبدالله، حول علاقة الكرد باليهود واسرائيل، وسيقرأ الموقف الرجولي النبيل للبارزاني الخالد، الذي رفض اقتراح اسرائيل بضرب مؤخرة الجيش العراقي، إذا خف لنجدة سوريا أو مصر في حرب تشرين التحررية، وقد ثمن السادات عندها هذا الموقف الأخوي للبارزاني الخالد، وأمرالسادات بفتح مكتب للكرد في القاهرة، كتعبير عن احترامه، واحترام اركان جيش مصر المقدام على موقف الثورة الكردية.
وكل ما ذكرته دليلٌ قاطع على أن محمد العبدالله بأسلوبه المشين هذا، لا يتمتع بأي طاقة ثقافية أو إعلامية، تؤهله للكتابة في جريدة قاسيون؛ ولقد أثار مقال المدعو محمد العبدالله، ثم مقالة محمد الجندي، موجة عارمة من السخط والاستنكار بين الكرد، ونرى في مقالة الرجلين إحياء لأبشع أنواع السخرية والاستهزاء والغطرسة والاستعلاء القومي المكشوف؛ وفيه انتهاك لأبسط قواعد الحق الدولي وشرعة هيئة الأمم؛ ونأسف لنشر هذه المقالة التي تفوح منها شين الشر والعنصرية البغيضة، ومانشرها من قبل هيئة التحرير في قاسيون إلا نوعٌ من التملق والمداهنة، تبعاً للموجة الهوجاء، بعد أن كانت صحف الشيوعيين السوريين، تعبر عن صبوات الشعوب، وبعد أن كان الشيوعيون جيشاً له زمازم..
حيث أضحت الشيوعية عند بعضهم (قفا نبكِ..
تعلق على الجدار وإلياذة تغنى على الرباب).
فهذه المهنة الجديدة، وهذا العهر السياسيى، ليس من حرفة الشيوعيين السوريين الحقيقيين الأماجد، حملة التقاليد الثورية المجيدة، لمؤسسي الاشتراكية العلمية العظام، نزلاء السجون، وأبطال الصمود، في أقبية التعذيب، والموت الزؤام، أيام الدكتاتوريات العسكرية.
إن هذه المهنة الجديدة، والمواقف الغريبة، من مفرزات الرشوة والفساد، الذي يبذر الردى في كل مكان، وينسف المنظومة الأخلاقية والاجتماعية للشعب السوري؛ وهدفهم من ذلك النشر أن تكون لهم حصة في هذه الكعكة، وفي هذه الجبنة الفاسدة، تاركين خلفهم الكفاح، والتواصل بين الحزب والشعب؛ فالعراق الذي أنجب كتيبة رائعة من فرسان السيف والقلم ، من أمثال فخري كريم، ورشيد الخيون، وفالح عبد الجبار، ومنذر الفضل، وخالد العطية، وحميد مجيد، وعزيز محمد، وسيار الجميل، وكاظم حبيب، والشهيد عبدالخالق السامرائي..إلخ هم ليسوا بحاجة إلى تنظير من أصحاب الأقلام المأجورة، والأوراق الصفراء، من أمثال محمد العبد الله، ومحمد الجندي، القومي والعنصري بأحلام عفلق، فهو يرسم لنا ملامح جمهورية أفلاطون، كملاذ آمن، بعد زوال الاحتلال في العراق الخالي من (القتل والسحل اليومي) وكأن عراق صدام، الذي قتل فيه منذ 8/شباط/1963 إلى 9/نيسان/2003 أكثر من ثلاثة ملايين عراقي من الكرد والشيعة (كما صرح به د.علي الدباغ) وكأن العرق في زمن صدام كان واحةً للحرية والتآخي، بل وادي الأزهار، في دافوس وهضاب الألب وليس جحيماً نارياً لا يطاق، من سوادٍ باهت كامد يجلل النساء في سائر المدن والقصبات، إلى مقابر جماعية، لا مثيل لها في راوندا وبوروندي؛ ويجب أن يعلم محمد الجندي الذي يذرف دموع التماسيح على العراق وكركوك، أن هذا شأن داخلي وأهل العراق هم أدرى بأهوار العراق، وإن نشر هذه المقالات الفاسدة المغرضة، دليل قاطع على الإفلاس السياسي، والحزبي، لكن التضليل لا ولن يتحول إلى حقيقة، مهما برع أصحابه في ممارسته، ومهما عملوا لخلق أجواء مشحونة بالريبة وفقدان الثقة، فبيننا نحن الكرد وبينكم أيها الأشقاء العرب حكاية كفاح مشترك، جمعتنا بها صناعة التاريخ، وسيول الدماء والدموع السواجم، من حطين إلى ميسلون وتشرين، إلى المقاومة الباسلة في قلعة شقيف، من الفرسنان الكرد الذي اشتروا الآخرة بالدنيا.