مرحى لهيئة العمل المنفرد في ألمانيا

  أمين عمر
Amin.74@hotmail.com

الرؤوس البشرية واليافطات العديدة اخفت شوارع برلين تماما في الثامن والعشرين من آب الحالي
كيف لا وهيئة العمل المشترك هي التي من قامت بالتحضير للمظاهرة العارمة التي توافد إليها الكرد من عشرات المدن الألمانية فان دل ذاك التجمع الهائل على شيء فإنما يدل على التماسك و وحدة كلمات الاحزاب وقوة مواقفهم وتقيدهم التام بقراراتهم داخل سوريا أولاً، فألقت تلك الجهود المتراكمة منذ عقود ثمارها الى منظماتهم في الخارج وألقت بظلال نتائجها الى منظماتهم ، فالشوارع المكتظة بالثائرين أعطت طابعا مميزاُ وانطباعاً ايجابياً للمئات الألمان والأجانب الذين شاركوا بالمظاهرة كون الدعاية والإعلان الذي أنجز كان ضخماً
فهي ثمار التكاتف الحقيقي لثمانية أحزاب وبعض الجمعيات وبعض المستقلين فعلاقات الجالية المتينة مع الجمعيات والمنظمات الإنسانية والاجتماعية الحكومية والغير الحكومية ، التي أسسها مسؤولي الاحزاب والجمعيات سواء بجهودهم الشخصية او تلك العلاقات الوطيدة التي تتم ضمن سياق برامجهم وخططهم الشهرية  لزيادة أصدقاء ومؤيّدي الكرد ، الأمر الأكثر إثارة حقاً اليافطات التي كتبت بالعديد من اللغات ، الانكليزية وألمانية والفرنسية والكردية طبعا حتى كاد ان تتواجد يافطة بالعربية.
هذا العمل الجماعي والروح النضالية والغيرة الوطنية سترفع وتيرة النضال عالياً، وسيلتم حول تلك الاحزاب والجمعيات مئات من الكرد المشتتين الآخرين، والذين أثار عاطفتهم المظاهرة التي رصدتها وسائل الإعلام العديدة حتى تجاوزت مظاهرات التبتيين الذين لا حول ولا قوة لهم أمام تماسكنا وجموعنا التي ضاقت بها شوارع برلين
وأما رسالة التحدي القوية والشاملة والتي تتناول وبشكل حضاري وقوي النابع من قوة و ثقة المرسلين فقد أثارت في نفس الوقت قلقاً لدى أوساط النظام وغلمانهم تلك الرسالة التي تدعوا الى الديمقراطية ان جنح البعث لها ، وتدعو الى تكثيف النضال ان تهرب البعث منها ، فنحن حقيقةُ بحاجة الى المزيد من هكذا حركات لنثبت للعالم اجمع وليس للذين يضطهدون الكرد فقط أننا أحزاب، ومنظمات أحزاب ، تلقينا دروسا قاسية في التضحية والعمل الحزبي الجماعي الديمقراطي حتى كاد ألا يعترف أحد بحزبه  وبسكرتير حزبه ان كان هناك مسالة عامة أو قضية ملحة، هذا يعني لو كانت المظاهرة لحزب واحد لما حضر ربع او نصف ربع ما تم تجميعه هناك ، أذن فليعلم الجميع ان كلمات أحزابنا غالية وعالية و دائماً في الهواء ولن تنزل الأرض بته ، وان وعدنا ونطقنا بكلمتنا  فنحن لها.
طبعاً هكذا حركات وغيرها فيما مضى هي التي أحرجت الحكومة الألمانية بل و دفعتها لإبداء رغبتها واستعدادها لاستقبال اكثر من سبعة ألاف لاجئ كردي سوري أخر على أراضيها ، فالعمل الجماعي يعطي أٌكٌلٌه قريبا
أقول للذين حضروا المظاهرة شكراً لكم ، جهودكم محفوظة مهما كان عددكم وأن دل حضوركم على شيء ،  فإنما يدل إن حمى الوطيس يوماُ ستبقون وآخرين من أمثالكم في المواجهة وحدكم ، والآخرين يناضلون على الأرصفة وفي المطاعم ، أو يحملون كرافتاتهم بدل أسلحتهم ويحصون الضحايا ، أنتم فعلاُ مسؤولون عن أنفسكم وليس عليكم حرج بغياب الآخرين، ولنعتبر مجرد تقصير صغير منكم فقد كان بإمكانكم تحريض على الأقل شخص من رفاقكم أو فرد من عائلاتكم لحضور تلكم المظاهرة ، و لكان أفضل لعزائكم، لقد فعلتم ما عليكم ولكن الحزب الواحد المقسوم الى عشر أحزاب سيكون مشلول اليدين بالتأكيد لايستطيع التصفيق والتصريخ ان صح القول.
قد يحدث قريبا ، قد يستطيع حتى مئة رجل من صنع مظاهرة حاشدة وحتى أن لم  يكن أمامهم سوى الطريقة القديمة والجديدة للتغطية على عددهم وهي خطة “الكراديس” فتنظيم المظاهرة بإبعاد  كل شخص عن الآخر مسافة أربعة أمتار مربعة ووضع في يد كل شخص يافطتين ستحل المشكلة
هكذا هي دائماً قوانين الحياة، يبدأ الشيء ، الحزب ، الشركة ، المؤسسة، صغيرة وما تلبث بالتوسع والانتشار إلا عندنا الكرد يبدأ كل شيء صغيرا ويبقى صغيرا بل ويتصاغر يومياُ
هل سنرى استقالات من هيئة العمل المشترك ، عقاباً منهم لأنفسهم ، أم سيزيدون من نشاطاتهم ويكون ما حدث درساً قاسياً لينهوا أحلامهم ويبدؤا الاستيقاظ.


الأمر الآخر الذي لا يقل تسبُباً ببكاءِ أشد هو مشاركة “جبهة النفاذ” في المسيرة أو اللوحة الكراديسية  تلك الجبهة التي تزعم  تزعمها للمعارضة.


على كلِ مهما كانت المظاهرات قليلة الأعداد والعتاد والعدة فلها أيضاً بعض التأثير وأن استطاعت هيئتنا الموقرة تجميع 100 متظاهرة ، فربما في المرة القادمة يزداد العدد الى 101 وهكذا ، هذا أن أستثنينا قانوننا “الأعداد تتصاغر طرداً مع الأيام”
ثمانية أحزاب عدد من الجمعيات وشخصيات مستقلة ، بالإضافة الى ضيفهم ، والحدث اعتقال قياديين كرديين كل ذلك أدى بخروج الجميع عن طورهم ومن ثم الخروج بمظاهرة بأقل من 100شخص
بوركت جهودكم يا 20000 ألف كردي سوري 
شيء أخر فالحدث حتى من الناحية الإعلامية يبقى مفيداً لصحفيينا ، حيث السبق الصحفي للمصور وطاقمه وتغطيته الكاملة للحدث ستساهم في بروز صحفيين كرد يدخلون عالم الصحافة من أسطح أبوابه 

ما أود قوله يجب عليكم بناء أنفسكم وترتيب وتهيئة هيئتكم فمثل هذه ألمظاهرات دليل على فشل هيئتكم والتي توحي بفشل أحزاب التي ينتمي إليها منظماتكم.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…