شيرزاد يوسف
عندما استلم الرئيس السوري بشار الأسد سدة الحكم خلفا لأبيه الراحل حافظ الأسد تعهد في خطاب القسم والذي ألقاه في مجلس الشعب السوري بإصلاحات سياسية واقتصادية شاملة ونتيجة لهذا الخطاب نشأ حراك سياسي مميز لم تشهده سوريا تاريخيا منذ تولي حزب البعث العربي الاشتراكي قيادة الحكم في عام 1963 هذا الحراك قادته بعض الأحزاب والمنظمات السياسية والتي لم تكن مرخصة بالأصل بحكم قوانين الطوارئ المطبقة (والتي تحظر لتأسيس أية أحزاب أو منظمات سياسية) إضافة إلى بعض الشخصيات الأكاديمية المعروفة بقربها من الرئيس بشار الأسد كعضو مجلس الشعب السابق (والمعتقل حاليا) رياض سيف والدكتور عارف دليلة عميد كلية الاقتصاد سابقا
هذه النشاطات السياسية والثقافية والاقتصادية المكثفة والتي قامت بها هذه المجموعات كانت تدعو في مجملها إلى نشر وتشجيع ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان ووضع برامج وخطط للحد من ظواهر الفقر و الفساد المستشرية في البلاد هذه الفترة و بما شهدتها من نشاطات عرفت بما يسمى بربيع دمشق .
الأكراد والذين يزيد عددهم في سوريا ووفق إحصاءات غير رسمية عن المليون ونصف المليون نسمة كان لهم دورا فعالا في نشاطات ربيع دمشق فالمنتديات السياسية والثقافية كانت تعج بقياديين من الأحزاب الكردية إضافة للحضور المكثف لبعض المثقفين الكرد لذلك أصبح الموضوع الكردي محورا رئيسيا في أي نقاش يدور في أوساط المثقفين والسياسيين السوريين كما إن الأحزاب الكردية في سوريا وكغيرها من الأحزاب السياسية السورية الأخرى استغلت هذه الظروف الايجابية لتعبر وبحرية عن برامجها السياسية المطالبة في نشر الديمقراطية في سوريا إضافة إلى المطالبة ببعض الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية للشعب الكردي في سوريا
وحين قررت السلطات السورية إنهاء حالة ربيع دمشق بحجة إن القائمين عليها يسعون إلى تقسيم البلاد كان ملاحظا إن حملة الاعتقالات الواسعة والتي شنتها السلطات السورية في أوساط ناشطي ربيع دمشق لم تشمل أي شخصيات سياسية أو ثقافية كردية فاعتقال الشخصيات الكردية السورية وخاصة قيادي الحركة الكردية منهم لطالما كانت من الأمور التي تجنبتها السلطات السورية حتى في أعقد الظروف السياسية التي مر بها النظام لكن الآن وبعد مرور أكثر من ثماني سنوات على استلام الرئيس الأسد لسدة الحكم يبدو إن الأمور قد تأخذ منحا أخر فخلال فترة اقل من شهر تناقلت وسائل الإعلام لخبر اعتقال السلطات السورية لاثنين من أبرز قيادي الأحزاب الكردية وهما سكرتير الحزب اليساري الكردي محمد موسى الكردي ورئيس تيار المستقبل الكردي مشعل التمو فما الذي غير معادلة تعامل النظام السوري مع الأحزاب الكردية على هذا النحو ؟؟؟
هناك عدة نقاط يمكن ذكرها وربطها بالاعتقالات التي تشنها السلطات السورية الآن في أوساط القياديين والناشطين الكرد وهي:
1- تعاظم الدور السياسي لأكراد العراق والذي بات الآن متجاوزا للساحة السياسية العراقية والخوف من امتداد هذه التأثيرات إلى الساحة الكردية في سوريا
2- التقارب السوري التركي وما نتج عنها من اتفاقيات أمنية للحد من النشاطات الكردية لحزب العمال الكردستاني والذي يلاقي قبولا شعبيا على الصعيد الكردي في سوريا
3- محاولة بعض القوى في النظام السوري والمعارضين لتوجهات الرئيس بشار الأسد الإصلاحية والذي يطلق عليهم بالحرس القديم في إثارة وخلق الفتن العرقية بين الكرد والعرب وجعلها مبررا لإيقاف أي انفتاح سياسي رسمي نحو الأكراد
4- الأحداث الدامية والعنيفة التي وقعت بين الأكراد والشرطة السورية عام 2004 والتي أحرجت النظام السوري دوليا لدرجة إن بعض الأوساط الإعلامية أطلقت على هذه الأحداث الدامية بالانتفاضة الكردية في سوريا حيث راح ضحيتها المئات من الجرحى والقتلى هذه الإحداث ربما أضعفت من ثقة السلطات السورية بالأحزاب الكردية والتي تتهمها السلطات السورية بأنها عملت على تأجيج وإثارة هذه الأحداث
أيا كانت دوافع النظام السوري من الاعتقالات التي تتم الآن في صفوف القياديين والناشطين الكرد فأنها تبقى غير مبررة نظرا للدور الوطني الهام الذي لعبه الأكراد تاريخيا في جلاء المستعمر الفرنسي ولعل اسماء كل من المناضلين إبراهيم هنانو ويوسف العظمة شاهدة على هذا الدور كما إن الكرد في سوريا وبالرغم من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يمرون بها الآن إلا أنهم لم يعلنوا انضمامهم أو مد أياديهم لأي جهة خارجية تحاول المساس بأمن واستقرار سوريا.
الأكراد والذين يزيد عددهم في سوريا ووفق إحصاءات غير رسمية عن المليون ونصف المليون نسمة كان لهم دورا فعالا في نشاطات ربيع دمشق فالمنتديات السياسية والثقافية كانت تعج بقياديين من الأحزاب الكردية إضافة للحضور المكثف لبعض المثقفين الكرد لذلك أصبح الموضوع الكردي محورا رئيسيا في أي نقاش يدور في أوساط المثقفين والسياسيين السوريين كما إن الأحزاب الكردية في سوريا وكغيرها من الأحزاب السياسية السورية الأخرى استغلت هذه الظروف الايجابية لتعبر وبحرية عن برامجها السياسية المطالبة في نشر الديمقراطية في سوريا إضافة إلى المطالبة ببعض الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية للشعب الكردي في سوريا
وحين قررت السلطات السورية إنهاء حالة ربيع دمشق بحجة إن القائمين عليها يسعون إلى تقسيم البلاد كان ملاحظا إن حملة الاعتقالات الواسعة والتي شنتها السلطات السورية في أوساط ناشطي ربيع دمشق لم تشمل أي شخصيات سياسية أو ثقافية كردية فاعتقال الشخصيات الكردية السورية وخاصة قيادي الحركة الكردية منهم لطالما كانت من الأمور التي تجنبتها السلطات السورية حتى في أعقد الظروف السياسية التي مر بها النظام لكن الآن وبعد مرور أكثر من ثماني سنوات على استلام الرئيس الأسد لسدة الحكم يبدو إن الأمور قد تأخذ منحا أخر فخلال فترة اقل من شهر تناقلت وسائل الإعلام لخبر اعتقال السلطات السورية لاثنين من أبرز قيادي الأحزاب الكردية وهما سكرتير الحزب اليساري الكردي محمد موسى الكردي ورئيس تيار المستقبل الكردي مشعل التمو فما الذي غير معادلة تعامل النظام السوري مع الأحزاب الكردية على هذا النحو ؟؟؟
هناك عدة نقاط يمكن ذكرها وربطها بالاعتقالات التي تشنها السلطات السورية الآن في أوساط القياديين والناشطين الكرد وهي:
1- تعاظم الدور السياسي لأكراد العراق والذي بات الآن متجاوزا للساحة السياسية العراقية والخوف من امتداد هذه التأثيرات إلى الساحة الكردية في سوريا
2- التقارب السوري التركي وما نتج عنها من اتفاقيات أمنية للحد من النشاطات الكردية لحزب العمال الكردستاني والذي يلاقي قبولا شعبيا على الصعيد الكردي في سوريا
3- محاولة بعض القوى في النظام السوري والمعارضين لتوجهات الرئيس بشار الأسد الإصلاحية والذي يطلق عليهم بالحرس القديم في إثارة وخلق الفتن العرقية بين الكرد والعرب وجعلها مبررا لإيقاف أي انفتاح سياسي رسمي نحو الأكراد
4- الأحداث الدامية والعنيفة التي وقعت بين الأكراد والشرطة السورية عام 2004 والتي أحرجت النظام السوري دوليا لدرجة إن بعض الأوساط الإعلامية أطلقت على هذه الأحداث الدامية بالانتفاضة الكردية في سوريا حيث راح ضحيتها المئات من الجرحى والقتلى هذه الإحداث ربما أضعفت من ثقة السلطات السورية بالأحزاب الكردية والتي تتهمها السلطات السورية بأنها عملت على تأجيج وإثارة هذه الأحداث
أيا كانت دوافع النظام السوري من الاعتقالات التي تتم الآن في صفوف القياديين والناشطين الكرد فأنها تبقى غير مبررة نظرا للدور الوطني الهام الذي لعبه الأكراد تاريخيا في جلاء المستعمر الفرنسي ولعل اسماء كل من المناضلين إبراهيم هنانو ويوسف العظمة شاهدة على هذا الدور كما إن الكرد في سوريا وبالرغم من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يمرون بها الآن إلا أنهم لم يعلنوا انضمامهم أو مد أياديهم لأي جهة خارجية تحاول المساس بأمن واستقرار سوريا.
——-
خاص بموقع العربية
ملاحظة:للتعليق على المقال يرجى زيارة موقع العربية على الرابط التالي
http://www.alarabiya.net/views/2008/08/23/55286.html