ديـــار ســـليمان
كانت إلهــة للحُـب والجمـال والخصوبـة، وهذه أعلـنت تنازلها عن عـرش الألوهيـة ذاك وتخلـت عن القيـم التي تتضمنها كل من هذه الكلمات وتحولت الى مهنـة الصيـد، صائدة الرؤوس الساخنة، إذ تنسـج لذلك شـبكتها العنكبوتيـة على كل بـاب و شـباك وفي كل زاويـة.
كانت إلهــة للحُـب والجمـال والخصوبـة، وهذه أعلـنت تنازلها عن عـرش الألوهيـة ذاك وتخلـت عن القيـم التي تتضمنها كل من هذه الكلمات وتحولت الى مهنـة الصيـد، صائدة الرؤوس الساخنة، إذ تنسـج لذلك شـبكتها العنكبوتيـة على كل بـاب و شـباك وفي كل زاويـة.
من الذي نصبـك سيدتي وصيــة على أقدارنـا، ومن الذي وظفـك في شـعبة تجنيـد الموت المتنقـلة الذي تفـوح رائحتـه من أسمال عمـرك الذي أصـبح عبئـآ عليهم، فاطلقـوا المتبقـي منه مقابـل أن تحيكـي وتحبكـي شـباكك جيدآ بحيث لا ينفـذ منها أحـد.
في سـوريا يحتـاج المـرء ليدعـو شـقيقه (إبن أمه وأبيه) الى مساعدته في بنـاء كوخٍ يأويه الى تحقيقٍ وتصريح، وأنت تجيشين الجيـوش لبنـاء وطـن يكرهون أسمه وجسمه، يسمونه عزرائيل الثاني، ورغم ذلك تعلنين عن نفسك متحـدية: أنا سما كرداغي (مع ذكر تفاصيل الهوية التي تفصح عن صاحبة الأسم ومكان التواجد)..
أنا التي أصدرت قـرار انضمام الشباب الثـلاث من مدينة سـري كانيه للثـورة، فـأي تصـريح ربانـي تحملـين.
وفي سـوريا يلتقط الـرادار الأمنـي حتى الذبابات العابرة للحـدود وأنت لا تستعملـين طاقية الأخفـاء ولا أجهـزة التشـويش على الـرادار بل تعلـنين عن زمان و مـكان التسـويق وتقيمـين حفلات الـوداع للمجنـدين، فأي سـر هذا الذي يجعلك ليس فقط دولة ضمن الدولة بل دولة فـوق الدولة.
وفي سوريا فقط جهة واحـدة معروفة تحتكـر التجنيـد الأساسي، وانت كما هو واضح تحتكـرين التجنيد الموازي فمن عساكِ تكونين.
كان ستالين يقـول: (إذا غاب الفـرد انتهت المشكلة)، وهكذا كان يحل مشاكل مواطني دولته بتغييبهم حتى أصبحت دولته ذاتها مشكلة كبرى إنتهت (المشكلة) باختفائها (الدولة).
وعندما يكون لشـابٍ ما أو مجموعة من الشباب مشكلة أو مشاكل ناجمـة عن الفقر أو فقدان أحد الوالدين أو التفريق بينهما أو غير ذلك من مشاكل المراهقة التي يُصعـب أي منها إندماجهم في الأسرة والمحيط والمجتمع من جهة ويقتضـي رفع سـن البلـوغ الطبيعي الذي لا يعـود حتمآ ثمانية عشرة عامـآ من جهة ثانيـة، فإن هؤلاء يحتـاجون وهم في هذه السن الخطـرة والظـروف السـيئة الى نظـام للرعاية الإجتماعية والى مرشدين إجتماعيين يأخذون بيدهم ويضعونهم على الطريق الصحيحة وليس اللجـوء الى اصطيادهم بطريقـة صيد الثعالـب بأشعال المزيد من النيران في منافذ الأمـل الحقيقية الموجـودة وتـزيين منفذآ وحيدآ ينتهي بالشـبكة العنكبوتية.
حملة التجنيد هذه تلاقي القبـول والرضا وغض الطرف ليس في الداخل السوري الرسمي فقط بل كثيرآ ما نسمع أصواتآ في أصقاع الوطن العربي الكبير، يشهد أصحابها ويعدوننا وربما يتوعدون بتقديم شهادات بأننا نسير على الطريق الصحيح وذلك بأن يغرفـوا من شهادات ضباط ورجـال أمـن! وكأنهم يعدوننا بالإطـلاع على أرشيف وزارة الخارجية البريطانية أو مذكرات مونتنغمري، متجاهلين أن هؤلاء ليسـوا إلا مجموعة من القتلة واللصـوص وشـذاذ الآفاق.
هذا ولا بد من التذكير بما كان يفعله أحد خريجي كلية التدخل السوري في لبنان ـ قسم التخريب والتعطيب ـ والذي كان أول من وضع حجر الأساس لما أسميه (هستيريا المرجعية الأمنية)، فهذا كان قد أبرز ودون طلب أو خجل شهادة حسن سلوك مذيلة بتوقيع أمني قائلآ: أسئلوا عني ضباط الأمن! في حين كانت الأحوال مختلفة تمامآ، فإذا أرسلت أجهزة المخابرات في طلب أحد ما للتحقيق معه كان هذا لا يهتم بما ينتظره من مساوئ حيث هو مطلوب قدر اهتمامه بألا يراه أحد معارفه وهو في طريقه للتحقيق فكان يتخفى ويلجأ الى آلاف الحيل لتجنب مثل هذا الإحراج حتى لا يساء التفسير.
أما هذا المخالف في كل شئ والذي يبـدو بأنه قد غـادر أو ألقي خارج مقاعد الدراسة قبل أن يتلقى الدرس الأول: إذا ارتكبتم المعاصي فاستتروا، فيبدوا بأنه استكمل دراسته في مكان آخر، ويبدو ذلك واضحآ من عباراته التي بناها بشكلٍ عصامي، فأنا أتصور مثلآ مقدار حنقه وغيظه و هو يكتب كلمة المستعار مرفقة بعار (المستعارعار) وهو يرد الهجوم عنه، إذ أضحكني التعبير لاني تصورته بمثابة صافرة ينطلق بعدها صاحبه في خـــوار طويــــل ينهيـه بالتوقيـع بأسمه دلالة على أن ما ورد بعد إشارة الإنطـلاق ماركة مسجلة بأسمه ولم يحتوي من معنى أكثر مما يحتويه الخــوار.
لماذا لم تـزل تلك الأصوات الضعيفة ذات المشرب الوحيد بهبتهـا الخلبيـة هذه التضحية بآخر كوردي على (الأرض العربية) واستخدامه كرأس حربة ضد تركيا؟ هذا غير واضح، رغم أن هناك أسباب متنوعة نستطيع أن نختار منها ما نشاء، لكن الواضح أن أهداف تصفية الحساب هذا مع تركيا تتجاوز حتى الهدف الكوردي بأشواط، وإلا لماذا لا يكتب هؤلاء مثلآ بلسانهم العربي الفصيح ضد حكومة عربية فصيحـة تفهمـه جيدآ وتغتصب حقوق ثلاثة ملايين كوردي وتعيشهم في مستوى أدنى من مستوى سـكان القبـور في أفقر دولة عربية، أم أن للمانعة حقوقها.
وعودة أخـيرة الى موضوع الشباب الكوردي و الخيارات المتاحة: هل حقآ هناك خياران فقط كما ذكـرت الأخت أو الرفيقة سما كرداغي: إما ان نترك هؤلاء الشباب يضيعـون و تنزلق اقدامهم نحو الجريمة أو نقدم لهم يد العون والمساعدة (هي تقصد تجنيدهم في صفوف حزب العمال)؟ و سؤالي للمذكورة هو: انا لم أفهم بعد لماذا لا يقوم أعضاء حزب العمال التركي بانشطتهم في التجنيد في مدنهم و قراهم التي ولدوا ونشأوا فيها بينما يتبادلون الأماكن ويقومون بذلك في مدن وقرى لا يعرفهم فيها أحد؟
أنا التي أصدرت قـرار انضمام الشباب الثـلاث من مدينة سـري كانيه للثـورة، فـأي تصـريح ربانـي تحملـين.
وفي سـوريا يلتقط الـرادار الأمنـي حتى الذبابات العابرة للحـدود وأنت لا تستعملـين طاقية الأخفـاء ولا أجهـزة التشـويش على الـرادار بل تعلـنين عن زمان و مـكان التسـويق وتقيمـين حفلات الـوداع للمجنـدين، فأي سـر هذا الذي يجعلك ليس فقط دولة ضمن الدولة بل دولة فـوق الدولة.
وفي سوريا فقط جهة واحـدة معروفة تحتكـر التجنيـد الأساسي، وانت كما هو واضح تحتكـرين التجنيد الموازي فمن عساكِ تكونين.
كان ستالين يقـول: (إذا غاب الفـرد انتهت المشكلة)، وهكذا كان يحل مشاكل مواطني دولته بتغييبهم حتى أصبحت دولته ذاتها مشكلة كبرى إنتهت (المشكلة) باختفائها (الدولة).
وعندما يكون لشـابٍ ما أو مجموعة من الشباب مشكلة أو مشاكل ناجمـة عن الفقر أو فقدان أحد الوالدين أو التفريق بينهما أو غير ذلك من مشاكل المراهقة التي يُصعـب أي منها إندماجهم في الأسرة والمحيط والمجتمع من جهة ويقتضـي رفع سـن البلـوغ الطبيعي الذي لا يعـود حتمآ ثمانية عشرة عامـآ من جهة ثانيـة، فإن هؤلاء يحتـاجون وهم في هذه السن الخطـرة والظـروف السـيئة الى نظـام للرعاية الإجتماعية والى مرشدين إجتماعيين يأخذون بيدهم ويضعونهم على الطريق الصحيحة وليس اللجـوء الى اصطيادهم بطريقـة صيد الثعالـب بأشعال المزيد من النيران في منافذ الأمـل الحقيقية الموجـودة وتـزيين منفذآ وحيدآ ينتهي بالشـبكة العنكبوتية.
حملة التجنيد هذه تلاقي القبـول والرضا وغض الطرف ليس في الداخل السوري الرسمي فقط بل كثيرآ ما نسمع أصواتآ في أصقاع الوطن العربي الكبير، يشهد أصحابها ويعدوننا وربما يتوعدون بتقديم شهادات بأننا نسير على الطريق الصحيح وذلك بأن يغرفـوا من شهادات ضباط ورجـال أمـن! وكأنهم يعدوننا بالإطـلاع على أرشيف وزارة الخارجية البريطانية أو مذكرات مونتنغمري، متجاهلين أن هؤلاء ليسـوا إلا مجموعة من القتلة واللصـوص وشـذاذ الآفاق.
هذا ولا بد من التذكير بما كان يفعله أحد خريجي كلية التدخل السوري في لبنان ـ قسم التخريب والتعطيب ـ والذي كان أول من وضع حجر الأساس لما أسميه (هستيريا المرجعية الأمنية)، فهذا كان قد أبرز ودون طلب أو خجل شهادة حسن سلوك مذيلة بتوقيع أمني قائلآ: أسئلوا عني ضباط الأمن! في حين كانت الأحوال مختلفة تمامآ، فإذا أرسلت أجهزة المخابرات في طلب أحد ما للتحقيق معه كان هذا لا يهتم بما ينتظره من مساوئ حيث هو مطلوب قدر اهتمامه بألا يراه أحد معارفه وهو في طريقه للتحقيق فكان يتخفى ويلجأ الى آلاف الحيل لتجنب مثل هذا الإحراج حتى لا يساء التفسير.
أما هذا المخالف في كل شئ والذي يبـدو بأنه قد غـادر أو ألقي خارج مقاعد الدراسة قبل أن يتلقى الدرس الأول: إذا ارتكبتم المعاصي فاستتروا، فيبدوا بأنه استكمل دراسته في مكان آخر، ويبدو ذلك واضحآ من عباراته التي بناها بشكلٍ عصامي، فأنا أتصور مثلآ مقدار حنقه وغيظه و هو يكتب كلمة المستعار مرفقة بعار (المستعارعار) وهو يرد الهجوم عنه، إذ أضحكني التعبير لاني تصورته بمثابة صافرة ينطلق بعدها صاحبه في خـــوار طويــــل ينهيـه بالتوقيـع بأسمه دلالة على أن ما ورد بعد إشارة الإنطـلاق ماركة مسجلة بأسمه ولم يحتوي من معنى أكثر مما يحتويه الخــوار.
لماذا لم تـزل تلك الأصوات الضعيفة ذات المشرب الوحيد بهبتهـا الخلبيـة هذه التضحية بآخر كوردي على (الأرض العربية) واستخدامه كرأس حربة ضد تركيا؟ هذا غير واضح، رغم أن هناك أسباب متنوعة نستطيع أن نختار منها ما نشاء، لكن الواضح أن أهداف تصفية الحساب هذا مع تركيا تتجاوز حتى الهدف الكوردي بأشواط، وإلا لماذا لا يكتب هؤلاء مثلآ بلسانهم العربي الفصيح ضد حكومة عربية فصيحـة تفهمـه جيدآ وتغتصب حقوق ثلاثة ملايين كوردي وتعيشهم في مستوى أدنى من مستوى سـكان القبـور في أفقر دولة عربية، أم أن للمانعة حقوقها.
وعودة أخـيرة الى موضوع الشباب الكوردي و الخيارات المتاحة: هل حقآ هناك خياران فقط كما ذكـرت الأخت أو الرفيقة سما كرداغي: إما ان نترك هؤلاء الشباب يضيعـون و تنزلق اقدامهم نحو الجريمة أو نقدم لهم يد العون والمساعدة (هي تقصد تجنيدهم في صفوف حزب العمال)؟ و سؤالي للمذكورة هو: انا لم أفهم بعد لماذا لا يقوم أعضاء حزب العمال التركي بانشطتهم في التجنيد في مدنهم و قراهم التي ولدوا ونشأوا فيها بينما يتبادلون الأماكن ويقومون بذلك في مدن وقرى لا يعرفهم فيها أحد؟
30.07.08