رد هادىء على رسالة هادئة لعزيز

  بقلم الدكتور كاوا آزيزي 

 رفيقي العزيز الدكتور محمد رشيد المحترم 

 استنكر وبشدة العمل المشين الذي تعرض له الرفيق المناضل ربحان رمضان (ابو جنكو) سواء اكان المعتدي على حق أو على باطل , او الى اي حزب ينتمي , ان من فخر حركتنا السياسية الكردية في سوريا, بأنها حركة سياسية اختارت النضال السياسي السلمي والديمقراطي , ونبذت العنف منذ التأسيس ¸وانني افتخر بأنتمائي الى هذه المدرسة الوطنية, واقر بأنني من نتاجها, وسأخدمها بكل المستطاع حتى ان ادفن الى جانب والدي الشهيد احمد سعيد أفندي العربو, والذي وعدته, في اربعينيته بهذا العهد.
وان ردي على مقالكم , لم يأتي بتكليف , وحاشى ان اكلف واني لا احبذ التكليف , لقد رديت على مقالتكم , بتكليف ذاتي ولربما اواجه عواقب , واني سأتحملها بكامل المسؤولية.
وكان سبب الرد هو اسلوب كتابتكم لثلاثة مقالات متتالية شعرت بأنها قد ذادت عن الحد المطلوب وتعرضت للحزب ولشخصياته دون مبرر (لا دفاعا عن أحد) كلا سيدي الدكتور العزيز محمد رشيد لا أحب ان اتعرض لا للاختطاف ولا للمهانة ولا للضرب , او ان اعرض احدا لذلك .

ان العنف سببه الضعف الروحي والاخلاقي (لا اعني بذلك ثورات الشعوب ونضالاتها).


رفيقي القديم وصديقي العزيز لم اترك العمل التنظيمي في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا بسبب ردة فعل اللتي تعرضت لها للأختطاف.
  القصة :
تركت صفوف الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا في نهاية عام 1991 عندما تعرض الحزب للأنشقاق , ولم انضم حينذاك الى اي طرف من طرفي الأنقسام بالرغم من المعاملة الطيبة جدا من قيادة الحزب معي شخصيا واستخدم معي سياسة الجزرة والجبنة بالكردي (بنير) اي الجبنة.

عرض علي المال والمنصب على ان لا اترك صفوف الحزب ولكنني رفضت ذلك (الواقعة في فندق موسكوفا –صوفيا) شتاء 1991.
في نهاية عام 1992 وبتمويل من الدكتور بهزاد أطاب الله ذكره نشرت رسالتي الدكتوراة – القضية الكردية في تركيا والدكتور الوطني والمحترم بهزاد مسؤولا لمنظمة الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا – حميد درويش في بلغاريا.

طبعنا اربعة آلاف نسخة من الكتاب و وزعناها مجانا على الأحزاب السياسية البلغارية والنقابات والصحفيين والكتاب البلغار …….وما تبقى من النسخ اهديتها لبائع كتب بلغاري لبيعها على حسابه الخاص دون ان نستفيد منها قرشا واحدا لا أنا ولا الدكتور بهزاد .
بعد صدور الكتاب عام 1994 رأينا انفسنا في بحرا من حزب العمال الكردستاني واول نشاط لهم على الساحة البلغارية كانت اصدار عقوبة الآعدام بحقي وتعطيل تجارة الدكتور بهزاد وتغريمه بمبلغ 5000 مارك الماني عدا ونقدا على جريمته لتمويله نشر الكتاب,
في الحقيقة لم اختطف بل حاولوا اختطافي مرتين لكنها كانتا فاشلتين , الأولى في صيف 94 والثانية في ربيع 95, وللحقيقة والتاريخ اقول لم يؤذوني جسديا ولم يوجهوا لي كلمة نابية قط بالرغم من حكمهم الجائر, وان معاملتهم معي اثناء محاولات الاختطاف كانت على درجة عالية من الاحترام , وكان بأمكانهم معاملتي بكل الوسائل حتى القتل,
وهكذا فان تركي لصفوف الاتحاد الشعبي الكردي ليست ردة فعل على محاولات الاختطاف, بل كانت لأسباب لاداعي لذكرها الآن , اما بالنسبة لاعادة النظر في افكاري ومواقفي من الحركة الكردية اطمئنك بأنها لم تتغير قط , نعم كنت ماركسيا درستها في الجامعة , وعشت تجربتها عشرة اعوام , بعدها كنت شاهدا وحاضرا على احتضار الشيوعية , ولحسن حظي منذ بداية سقوط الشيوعية في بلغاريا , وخلال السنوات الثلاث الأولى من السقوط كنت اعمل في اذاعة بلغاريا القسم العربي , وهكذا فأن تجربة الانتقال من الاشتراكية العلمية الى الرأسمالية قد مرت تحت انامل رفيقك القديم وصديقك الحالي الدكتور كاوا آزيزي , وحتى لايغضب السيد هوشنك اوسى (د- محمود احمد العربو), وهكذا تغيرت افكاري الماركسية الى افكار قومية ديمقراطية, انني واعوذ بالله من كلمة انا لست من الحزبيين الضيقي الأفق , وهذا اعتراف من الرأي الآخر المخالف , واستطيع ان ارى ابعد من حزبي وسكرتيري, بعد العودة الى الوطن (سوريا) من مشوار غربة طالت ستة عشرة عاما في بلغاريا عدت الى صفوف شعب غرب كردستان, ونقلت لهم تجربتي وافكاري , وفي صيف 2004 قررت العودة ثانية الى الحياة التنظيمية , فالى أي حزب سأعود …..

وفاءا مني الى حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا الذي علمني ودرسني ووعاني سياسيا وتنظيميا وقوميا ووطنيا , قررت العودة الى صفوفه مجددا بعيد تسريحي من الجيش بعشرين يوما, عدت لهدف اعادة عناصر حزب اتحاد الشعب المثقفين الى نسيج الحركة السياسية الكردية في سوريا, بمعنى الوحدة او الاتحاد مع حزب آخر أو اكثر وذلك لرأب الصدع والتشرذم والتشتت الحزبي , ومنذ اليوم الأول  لعودتي الى الحزب اقترحت فكرة , ان حزب الاتحاد الشعبي اصبح من النمط اليساري القديم وآن الآوان للأنتقال الى الفكر القومي الديمقراطي, والانضمام الى احدى التكتلين الكرديين الجبهة – التحالف , لكنني اقترحت فكرة الانضمام للجبهة وفتح حوار جدي مع البارتي, الأستاذ محمد نزير مصطفى وفي النهاية الوحدة وبناء الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا, ونحن منشغلين لترجمة هذا الهدف داخل الحزب واذا بأقتراح وحدة اندماجية وفورية مع الرفاق في اليساري الكردي واليكيتي الكردي , في البداية رفضت الفكرة وخاصة مع اليكيتي , لكن الأمر انفلت ولم اسمع او أرى شيئا حتى سمعت من احد رفاقي يهنئني هاتفيا بأننا والرفاق في اليساري الكردي اتفقنا على الوحدة , وسيسمى الحزب الجديد بحزب آزادي الكردي في سوريا (كل هذا حدث بسرعة كبيرة) بشرط واحد ان يكون الحزب الجديد عضوا في الجبهة الكردية, اصبح الوحدة أمرا واقعا وبدون مقدمات تم مناقشتها من قبل المؤتمر العاشر للأتحاد الشعبي واقترن بالموافقة.
رفيقي القديم وصديقي العزيز الدكتور محمد رشيد
اني مستعد شخصيا على قبول فكرة حل حزب آزادي والانضمام الى الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) دون شروط , هذا ليس تنازلا لأحد انه الانضمام الى تيار البارزاني الخالد , وانا متأكد اذا حصل ذلك سيكون بأمكاننا بناء الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا, وهذا سيفرح البارزاني الخالد في مرقده كما فرح بها لأول مرة وهو لاجىء سياسي في موسكو عندما نقل له خبر تأسيس ذلك الحزب في غرب كردستان من قبل السيد جلال الطالباني ففرح فرحا عظيما.
رفيقي العزيز على ماذا سأختلف مع البارتي لا يوجد اي نقطة خلاف انا لا أبحث عن منصب سياسي , اريد بيئة عمل قومي ديمقراطي كردي , هذا ما سيوفره لي هذه الوحدة باعتقادي, وفي الختام اقدم لك باقة ورد عطرة ايها الصديق العزيز الدكتور محمد رشيد والى اللقاء في الخريف القادم في كلية القانون والسياسة في عاصمة كردستان المحررة .

هولير في 16/7/2008 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…