الكـوردي خاطفـــآ، الكـوردي مخطـوفــآ، في مقدمـات الخطف الذاتي

ديـــار ســـليمان

 الفضيلة كلّ متكامـل لا يتجـزأ و كذلك الرذيلــة.
لا يمكـن لشـخص أن يرتكـب كبرى الكبائر في الليل و يوزع الصدقات على المحتاجـين في النهـار، إذ لا يستقيم إجتماع الماء و النـار في إناءٍ واحد، ويستحيل أن يكـون النبـع منبعـآ للمـاء الحلـو و المالح في آنٍ معـآ، فالتكفـير عن الجريمة يكون بعدم ارتكابها أو بتنفيذ العقـوبة المقررة لها.

رسائل كثيرة أتلقاها على بريدي الالكتروني، وقد وردني بعد مقالي المعنون (روج تي في ليست قناتي المفضلة) من أحد المهـذبين أو من جماعـة مهـذبة (و أقول مهذبين لاني أخترت أقل الرسائل وقعآ على القـراء وأدناها لغة تهديدية) بأسم (سردار ولات) و بريده(هم) بجانب الأسم، الرسالة القصـيرة التالية:
نسألك سـؤالآ واحدآ ألن تتوقف؟ موقع بالأحرف التالية:  W.K.S
 (أدناه صورة عن الايميل و نسخة أصلية من الرسالة الى المواقع التي سأرسل لها هذا المقال)
هذا السـردار هو أحد المخطـوفين من قبل شـهريار (الحجـرة المنفـردة)، حيث لا يزال منبهـرآ بقصص (ألف ليلة و ليلة) التي ينقلها لنـا المحامي (شهرزاد) عن الملك السـعيد ذو الـرأي السـديد..


فالخطف جريمة و التهديد جريمة حتى وان لم يتعرض المخطوف و المُهـدَد لأي أذى، و قد يعاقة الخاطفين أنفسهم بمكافئة خصومهم، و هنا لم يكن (أردوغان) يتصـور و لا في الأحلام مثل هذه الهدية الثمينة المتمثلة بخطف ثلاثة سـياح ألمـان، أليس هذا أحد أعمال خطف الذات؟
 لقد تابعت بناءً على طلب أحد الأخوة و بعد سابقة الخطف الفضائية الإشكالية (روج تي في) لأرى إذا كانت تستحق أن يُرتكب لاجلها مثل هذه الجريمة، فوجدت أن القـوم يعيشـون رضىً كبيرآ عن الذات وقد تقدمـوا كـثيرآ على ما تركتهم عليه سابقآ انهم يتبعون استرتيجية جدُ جديدة ، إذ يجـرون الآن وتعميمـآ للفائـدة ولكي يتثقف المشاهدون مقابلات مع بعضهم البعض: المغني يلعب دور المذيع فيقابل مقدم الأخبـار الذي يقابل بدوره مقدم البرامج و هكذا حتى لا يفوتنـا شئ من العـزف الجميـل على الطنبـور أبو وتـر واحـد، وهنا لا يفوتني أن أذكر بما قاله أحد خريجي كلية التدخل السوري في لبنان ـ فـرع الخراب و العطب ـ قسم الشتائم و المسبات، في رده على قولنا بأن القناة و خاصة أحد مذيعيها يستعملون الشتائم كخيـار استرتيجي مع المختلفين معهم بالـرأي عندما أفحمنـي ـ حقيقة ـ بأن المذيع الذي ذكرناه كشتام هو ابن المحامي الفلاني الذي ينتسب بجـذوره الى حزب يكيتي، لقـد أثبت لي بذلك هشاشة وجهة نظـري وصحـة الحكمـة الثـورية التي كان يرددهـا الرفيق الشهيد (حسني البورظان) و التي لم أكن للاسف أؤمـن بها حتى اللحظة و التي كانت تقـول: (اذا أردنـا أن نعرف ماذا في ايطاليا فيجب علينا ان نعرف ماذا في البرازيل)، فقد أثبت هذا المحاضر بعبقريته و قياسـآ على هذه النظرية البورظانية في تـوارث الجينـات الثـورية بأن الدول المتباعـدة و كذلك الآبـاء يـورثون أبنائهم الانتماءات الحزبيـة و كذلك الأخلاق و الدليل على ذلك أن الأب المحامي في يكيتي و الأبن في (هتكـي).


  أحد الموقعين على البيـان التضـامني مع قناة (روج) خيب توقعي بأنه كغـيره قرأ القرار الالماني و حيثياته و كذلك المؤسسات موضوع الحظر قبل التوقيع على البيـان، باعترافه بان توقيعه يعود لاسبابٍ أخرى، فقد ذكر عدة أسباب لتوقيعه ومنها حرفيآ: (مع أن روج ت.0 ف.

قصرت جدآ في هذه المجزرة ـ يقصد مجزرة 20 آذار 2008 ـ و غطتها معتمدة على رفاقها المتحزبين الذين يمدحون أوج الان فقط ، بل أنها لم تغطي احتفال مرور اربعين يومآ على استشهاد المحمدات الثلاث لان غير حزبها قاموا بالنشاط، و لانه لم يتم رفع صور معينة و اعلام معينة لتقول روج بان الاحتفال كان فرصة للتضامن مع السيد عبدالله اوج الان فك الله اسره من بين يد الطغمة الظالمة الشوفينية في تركيا) ثم يقـول: (لاجل هذا أخي ديار انا وقعت).
 أولآ بالنسبة لدعواتك الصالحة فأقـول آمـين يا رب العالمـين و صلى الله وسلم على الانبيـاء والرسل والصالحين الطيبين الطاهرين، وثانيآ بالنسبة للأسباب التي ذكرتها فهي تؤدي الى نتيجة أخرى غير التوقيع، وأنا لم أكن منفعلآ وارتجف عندما كتبت ما كتبته، غير ما يصيبني بالأنفعال (الجلطـوي) هو أن يقـرأ أحد ما و لكنه لا يفهم ما يقـرأه، أنه أسوأ بكثير من عدم القراءة و لكي تفهم ما أقصد و تفهم لماذا وقعت أو وَقَعت (بفتح الواو والقاف والتاء) سأبسط لك المسألة وأورد لحضرتك الطرفة القديمة التالية التي تقول: كان محافظي (الرقة) و هي محافظة سورية يعينون دومـآ من محافظة (ديرالزور)، وكان مواطني الرقة يشعرون لذلك بغبنٍ شديد، أخـيرآ تم تعيين مواطن رقاوي لمنصب محافظ الرقة، ابتهج الرقاويون و خرجوا للاحتفال، خطب أحد المواطنين المبتهجين: أيها الأخوة المواطنون..

بمناسبة رحيل الاستعمار الديري..

فيجب ان نحب محافظنا الجديد لأنه من الرقة حتى لو كان ابن..(تصفيق حاد يغطي على النعوت النابية).
 أفهمت أيها المواطن الكوردي السعيد بتوقيعك لماذا وقعت، يعني بعبـارة أخرى خطف وغضب واحتجاج وتوقيع يذكر بالغضبة على الصـور الكاريكاتورية المسيئة للرسـول دون أن يرى المحتجون الصـور..
 كلمة أخيرة لا بد منها في موضوع الحملة التضامنية، إذ لابد من شكر الموقع الذي نظمها و الذي (خطـف) احترامي بنشره رأيي مع حملته جنبآ الى جنب، و بذلك أثبت شجاعة كبيرة ولكن..

و لكن من مراجعتي لاسماء الموقعين لاحظـت أن الأسماء من 200 إلى 514 تعـود الى اسم عائلة واحدة، 314 أسمآ من أصل 553 تنتهـي بالكنية (عبـاس) ابتداءً بالفنـان الذي أحبه خيرو عباس و انتهاءً بالسيد بابان عباس الذي لا أعرفه..

هل تسمحـون لي أن أتعجـب!