هوشنك أوسي: شطحات دونكيشوتية

خالد احمد

ايها المدعو هوشنك أوسي انك تستحق لقب ) المقاتل) الدونكيشوتي عن جدارة واستحقاق، فانت تعادي الكرد كلهم في سبيل أن تجد لصورتك واسمك رواجا في بازار الكتابة ، وبالمناسبة فإن أقل الناس في الحركة الحزبية الكردية أكثر احتراما وأوفر نضالا من مئة من “أمثال زعيم الزعماء، أقله أن الكردي السوري الحزبي يناضل في سبيل الحفاظ على وجوده وأرضه التاريخية ضد همجية الشوفينيين، اما “زعيم الزعماء” وبكل “فخر وكبرياء” شد على يد القوميين الشوفيين ونبههم في عجالة الى أن كردستان العراق خنجر في خاصرة الأمة العربية وان الكرد السوريين مهاجرون رَحّل وهو من سيعيد عهم الى موطنهم
ومن المفيد أن أذكرك بأن مجلداتك الفكرية الثقافية يجب أن تجد بين ثناياها مكانا لأسماء الألوف من الكرد السوريين من المقاتلين الذين انخدعوا بـِ “زعيم الزعماء” فكان عقابهم العادل إعدامات المحاكم الثورية المتخصصة بفكر زعيم الزعماء، وطلبي الأخير أن تؤكد في نتاجاتك “الكثيرة” على صوابية قرار القائد المُلهَم بعدم الحوار مع رئيس تركيا المغدور “توركوت اوزال” رغم ان الدولة الطورانية كانت في وقت الضعف وزعيمك كان في قمة سلطانه وفي موقعه القوي بـ(دمشق) ، تلك هي أبرز إنجازات فكر الزعيم والتي ” اتقنتها في مدرسته النضالية ” وإن توثيقها وخاصة بقلم دونكيشوت “حقيقي” مبدع مثلك حاجة شعبية ومطلب جماهيري مهم عند الشعب الكردي السوري “المهاجر”.
أيها الهوشنك الدونكيشوتي، اسمح لي ان أؤيد ما “أتحفتنا” به في ردك الأخير:” التئام شمل جوقة الشتَّامين: مطلوب منتسبين جدد” عندما “أفحمت” الخونة الحزبيين من الكرد السوريين لأنك أبرزت كل الوثائق “الأصلية” التي تثبت بشكل “حازم جازم صارم” صحة ما اجتررت من هراء وما رشقت من تهم جوفاء، وأتمنى منك ألا تبقي تلك الوثائق الحقيقية “غير الخيالية” حبيسة صندوق أوهامك “العجائبي” وتلافيف المخ “الإعجازي” خاصتك، وحري بك ان تبرزها لكل من تلقاه اعينك وتتخاطر معه بأفكارك وتجبره على “الإقتناع” باستخدام إمكانياتك الباراسايكولوجية، وإلا فكيف نثق ونطمأن بأنك الدونكيشوت الحقيقي “الهارب من ثنايا القصص والخيال إلى ساحات المعارك والنضال ”  ووريث فكر “زعيم الزعماء” الأمين، أبرزها للعيان ولا تخف إذ إن مزابل التاريخ تُنصف المتاجرين بقضايا شعبهم وتتسع لأمثالك من الدونكيشوتيين الحقيقيين، فثابر على شطحاتك الدونكيشوتية سلمت يمناك.
وإن تكرمت علي بسعة الصدر، فإني سأنتقدك على ما قلت بحق الحركة السياسية الكردية ورموزها وخاصة (مام جلال الذي هو اليوم رئيس العراق ، وكاك مسعود والذي يشغل الان رئاسة اقيلم كردستان ..) ، ألا تعلم ان دونكيشوتا حقيقيا، بذيء اللسان، نجس التعابير، وسخ الألفاظ، عندما يشتم ويتجنى على تلك الرموز فإنما يعكس القامة القزمة لرموزه الخلبية ليس الا ، وبذلك فإنك تعمل بعكس إرادة وغايات من أخرجك من ثنايا كتب الخيال ومنحك شخصية دونكيشوتية حقيقية وورَّثك فكر القمع والتهديد، ذاك الفكر العظيم الذي لم يحد يوما عن درب (النضال) والإستماتة لإرضاء الشوفينيين، ومنح الشعب الكردي السوري كامل حقوقه “بإجباره على الهجرة الى تركيا موطنه الأصلي” وايضا تخليصه من أعباء العناية ” بأعضاء جسده وخاصة تلك التي تستخدم للتعبير أو سماع آراء مخالفة لعقيدة متزعِّم الزعماء أو مُلهمك الفكري”، واقبل بعتاب أخير من معجب بشطحاتك الدونكيشوتية، وهنا تقبل مني أن أصف ما قلت: (لا شكَّ أن أوجلان أخطأ، لكنه أصاب أيضاً، وأنجز ثورة كردستانيَّة، شارك فيها كل شعوب كردستان: من الكرد والفرس والترك والعرب والسريان والآشوريين والتركمان، وبل من الروس والأوربيين أيضاً.

أمَّا أنتم، فماذا أنجزتم غير الشقاق والنفاق والدجل
والخلل والعطب والتلف والخيم والمشايخات السياسيَّة الموبوءة!!؟)  بأنه غبي إلى أقصى درجات الغباء وغير مقبول من (بطل) دونكيشوتي مقدام واسع الخيال، ألم تتوقع ان يرد عليك احد الحزبيين بأن أوجلان خرب الكثير مما كان عامرا، ألا تدرك أن ذلك الحزبي الصادق “سيدعي زورا” أن ملايين الكرد هُجُِّروا وهاجروا الى الداخل التركي بسبب العمليات العسكرية فتركوا أرض آبائهم وأجدادهم إلى أبد الآبدين ونسوا لغتهم الكردية والتي من المفترض لها ان تكون  اللغة الرسمية لكردستان بعد أن يحررها ويوحدها، ألم تتوقع أن يرد عليك الحزبي ويدعي بأن الحركة السياسية الكردية على علاتها وبفصائلها العديدة  لم تأتي بخيرة شباب الشعب الكردي لـِ”تحرير وتوحيد كردستان” وتدفعهم الى الموت ثم احترمت من قتلت أبناء الشعب الكردي وانهزمت الى المطالبة بـ”الديمقراطية ضمن حدود الدولة التركية”.


واسمح لي أن أصف قولك: (وتتحدثون عن فلول حزب أوجلان، وأكن أحزابكم المليونيَّة تهزَّ سورية، طولاً وعرضاً، وفتحت طروادة والقسطنطينيَّة!!؟.

معتقلي فلول أوجلان في السجون السوريَّة، هم أكثر عدداً من أكبر
حزب من أحزابكم الميكروسكوبيَّة!) بأنه تهور غير محمود العواقب، سيدفع ذلك الحزبي الى قول الحقيقة “مُدَّعيا” بأن حزب أوجلان يجبر كل كردي أن يكون من فلوله وخاصة من حضر اجتماعا أو تبرَّع بمساعدة لـِ”الرفاق حاملي راية تحرير وتوحيد كردستان” ويهدد كل من تسوِّل له نفسه بأن يتركهم “بالقتل أو قطع اللسان أو الآذان”، وقولك الصادق ذاك سيجبر الحزبي الكردي السوري بأن يرد عليك ويقول بأن حزبه وإن كان ميكروسكوبيا إلا أنه يبقى كرديا ويناضل في سبيل توفير “البعض” من حقوق الشعب الكردي في سوريا، بعكس حزبك الكردي العربي الفارسي السرياني الآشوري التركماني الروسي والذي لم ينجز ويحقق الويلات والثبور وقطع الألسن والآذان سوى للكرد المخالفين لتوجهاته دون غيرهم من مكونات حزبك.


ولسان حال الكردي السوري الحزبي يردد الآن “لم نعرف عن دونكيشوت أنه كان غبيّا إلى هذه الدرجة، حتى تكون نسخته الحقيقية بهذا الغباء، إنه معيب بحق دونكيشوت حقيقي” وإلا كيف يقول هذا الدونكيشوت:
(إن لم يكن غالبيَّة أكراد سورية مهاجرين من تركيا، فآتوني بتواريخ العشائر الكرديَّة في سورية.

أو العوائل الكرديَّة في دمشق: “الملِّي، المتيني، الظاظا، البوظو، البوطي،
كفتارو، وانلي، أورفلي، بادكي، دياربكرلي، مارديني، حسني، حيدري، كرجوسلي، ديركي…”!؟)، أجل سيصفك الحزبي بأنك دونكيشوت غبي جدا، ألا تعلم أنه في سالف العصر والأوان كانت كردستان وحدة جغرافية وبشرية كما يؤكده ويؤمن به كل كردي، وعندما كان الكردي يهاجر من ماردين الى نصيبين فإنه كان مهاجرا داخل حدود كردستان، أما دمشق فهي خارج كردستان، ولايجوز للدونكيشوت الحقيقي المتمتع بصفاتك الريادية ان يضع كرد القامشلي وكوباني وعفرين في خانة الكرد الدمشقيين الذين أصبحوا شركاء في وطن ما بعد سايكس بيكو “سوريا”، وتشطح بشكل دونكيشوتي بمقارنة حالة “الكرد القامشليين والكوبانيين والعفرينيين” المتواجدين على أرض كردستانية تاريخيا مع حالة الكرد الدمشقيين المهاجرين حتى قبل سايكس بيكو.
وآخر ما توقعته من هوشنك، أو دونكيشوت العصر والأوان، أن يقدم على ارتكاب حماقة غالبا ما يرتكبها بلهاء أو جدبان، فكيف تنتقد طالباني وبارزاني لأنهما زارا بغداد عقب الانتفاضة للتوقيع مع صدام المقبور على اتفاقية الحكم الذاتي، وأنت قلت بعظمة لسانك السليط أن صدام كان متجبرا، وهذا يؤكد بأنه لو لم يكن في الحضيض لما وقع تلك الإتفاقية فكان الطريق الوحيد امامه توقيع الإتفاقية مرغما ذليلا، (وبالمناسبة فإن حالة صدام وقت توقيع الإتفاقية كانت مشابهة لحال بعض زعمائنا وهم يتنازلون عن هدف تحرير وتوحيد كردستان ” الكرد والترك والفرس والعرب السريان والآشوريين والتركمان، إلى هدف تحقيق الديمقراطية في إطار الدولة التركية.)
واقتراحي على الشجاع والمبدع والمفكر دونكيشوت،  بدل أن يطرح الأسئلة على الحركة السياسية الكردية السورية وينتظر إجابتها، فإن الأفضل للشعب الكردي أن تتكرم عليه بالإجابة عن الأسئلة ، وتقوم بإبراز كل ما تمتلك من الوثائق والمستندات التي ترجح كفة سياستك الدونكيشوتية الطارئة في مقابل كفة حركة سياسية ناضلت طوال خمسين سنة “أهدرت” خلالها “حقوق الكردي ومستقبله” بدفع الملايين منه الى الهجرة الداخلية، ومئات الألوف منه الى الكفاح المسلح والإستشهاد ومن ثم “احترام شهداء العدو”.

حلب 12/7/2008

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…