التئام شمل جوقة الشتَّامين: مطلوب منتسبين جدد

هوشنك أوسي
Shengo76@hotmail.com

وأتاني الردُّ من أحد المتوارين خلف الأسماء الكاذبة، اعترافاً منه، ألاَّ فرق عنده، إنْ كان اسمه الذي يوقع به مدوَّناته العصماء، حقيقيٌّ أم لا!.

وشتَّان بين أن يجاهر الشخص برأيه ونقده لغيره، بكامل هيئتيه، وبين من يلوذ باسم مستعار عارٍ!!.

ولا ضير من القول: إن تاريخ ولادة بعض الأسماء المستعارة المزيَّفة لبعض “الحقيقيين ” المعروفين، تعود لبدأ كاتب هذه السطور نقده للحركة الحزبيَّة، عبر سلسلة من المقالات.

ولا ضير أيضاً من القول: إن هذه الأسماء المستعارة بدأت تتناسل، شأنها شأن أحزابها الـ99!!.

ويبدو أن لعبة الاسم القناع، لم تسعف البعض، من حثالة المنتمين للحركة الحزبيَّة، في ستر قبح ذواتهم، ونجاسةِ حولهم، ورجاسة قولهم.

هذه الحثالة من المتوارية، هي التي تشوِّه هذه الحركة، ولا ريب، وتلوِّث سمعة الأشراف فيها.

فما أشجعكم، إذ تتمترسون خلف اسم مستعار عارٍ، وتزعمون بأنكم محامون عن الحركة الحزبيَّة!!.

والحقٌّ ألاَّ غرابة في الأمر، إذ أنَّ هكذا حركة فاشلة، شقَّاقة نقَّاقة، عاجزة عن تنفيذ حتَّى برامجها الحزبيَّة، أن يكون لها محامون من هذا الطراز الرفيع من التواري، إذ يتوارون خلف أسماء مستعارة رثَّة.

وإلا، فليرفقوها بصورهم، إن كانوا صادقين!.

وبذا، يغدو المحامي محلَّ إدانة، قبل أن ينجح في تبرئة الفريق الذي يترافع عنه!.

وكيف لهذا المحامي الفاشل أن يبرئ ذمَّة حزبه البرَّاق، الذي ذاع صيته في مشارق الأرض ومغاربها، بإنجازاته الهائلة، كرديَّاً وسوريَّاً، كيف لهذا المحامي، أن يبرئ ذمَّة هذا الحزب الرقيب العتيد، من الشقاق والنفاق والعطب والتلف والتسميم الذي خلقه في الوسط السياسي الكردي السوري منذ سنة 1965!؟.

كيف لهذا المحامي، أن ينفي عن حزبه، تهمة دعم الانشقاقات، وزعيمه، قد اعترف، وبعظمة لسانه، بأنه لن يدعم أيَّة حالة انشقاقيَّة في الحركة الكرديَّة، من الآن فصاعداً.

في إشارة منه لدعمه فريق نصرالدين إبراهيم مقابل فريق نذير مصطفى، ودعمه لفريق محمد موسى في مواجهة فريق خيرالدين مراد!؟.
كيف له أن يدافع عن حزبه اللامع، وزعيمه البارع، وفريقه الساطع، حول البرقيَّة التي أرسلها حزبه سنة 1974 لنظام أحمد حسن البكر، على إطلاقه قانون الحكم الذاتي، وكيل المدائح والإطناب لهذا القانون وصاحبه، والنقد غير المباشر، للملا مصطفى بارزاني، لأنه تبنِّى خيار المقاومة!؟.

كيف له أن يزيل الشبهات التي تحوم حول حزبه إزاء التخابر مع النظام العراقي السابق، في ليالي بيروت سنة 1974، والتي على خلفيتها قدَّم 27 شخص استقالة جماعيَّة من الحزب سنة 1976!؟.

كيف له أن ينفي علاقة أسياده في كردستان العراق مع إسرائيل، والتحدُّث عن الوطنيَّة السوريَّة، وقادة كردستان العراق، هم بوصلة شؤون وشجون أحزابهم الوطنيَّة السوريَّة، في حلِّهم وترحالهم!؟.

وكيف له أن يفسِّر بأن اغتيال السياسي الراحل “شيخ داوود/ أبو سالار، من عشيرة شيخان” لم يكن اغتيالاً سياسيَّاً!؟.
كيف لهذا المحامي الخبير في شؤون الحديث عن أصول وفصول العهر والدعارة، وفنون الجرِّ للفخاخ، والسلوك الأمني…، كيف له أن يدافع عن سلك زعيمه طريق تنفيذ توصيات مكتب الأمن القومي السوري لمنع رفع الأعلام الكرديَّة وصور شهداء وقادة الكرد، لأن ذلك عمل غير وطني، وتطرُّف، ومنافي للسلوك والنضال السلمي الديمقراطي!!؟.

وقد ردَّ كاتب هذه السطور في مقال مطوَّل حول هذه القضايا الجد خطيرة، وتنذر بتبعات مشبوهة، وتشي بأمور باتت مفضوحة!.

وقد ذكرت في ذلك المقال، لو أن حَمَلة الرايات الكرديَّة مطعون في وطنيتهم، فكاك مسعود ومام جلال، مطعون في وطنيتهما العراقيَّة أيضاً، إذ أن الزعيمان الكرديَّان العراقيَّان، يرفعان علمين، الكردي والعراقي، ولا يكتفيان بالعلم العراقي وحسب!؟.

علماً أن تمتُّع الإقليم بالفدرالية، لا يخوِّله رفع علم آخر، غير علم الدولة الاتحاديَّة.

والحال هذه، يجب أن يحمل السويسريون ثلاثة أعلام، والولايات المتحدة الأمريكيَّة 50 علم!!؟.

إذن، رفع الأعلام الكرديَّة في سورية، سلوك غير وطني، إلا في عُرف النظام السوري وشوفينييه، وبعض رعاياه الذين يسمَّون أنفسهم معارضة، والبعض من الطابور الخامس في الحركة الحزبيَّة!؟.
هل يستطيع هذا المحامي الفاشل أن يثبت لي أن طالباني لم يكن ضالعاً في تأسيس الحزب الكردي الأول في سورية، بتوجيه من عبدالحميد السرَّاج وأكرم الحوارني…، وقد أتيت بهذه المعلومة الموثَّقة من كتاب مسألة كردستان، لقدري جميل باشا، على لسان البروفيسور عزالدين مصطفى رسول، الذي قدَّم للكتاب الآنف، ومن كتاب صلاح الخرسان، حول التيارات السياسية في كردستان العراق!؟.

أنا لم آتي بشيء من جيبي، هذه معلومة موثَّقة، ومن مصادر محايدة، وليست من أحد كتب مذكرات قادة الحركة الحزبيَّة، التي لا يتَّفق فيها معه، الكثير!!؟.
هذا المحامي البائس، إمَّا لا يجيد القراءة، أو يتعمَّد التحوير والتحريف، إذ أشرت في مقال لي، أنه عندما يوحي ذلك الشخص، بأن السيّد حميد درويش، ونظراً لمشاغله، لم تسنح له الفرصة للردّ الميداني.

فما معنى الرد الميداني!؟.

وكان الأجدى به أن يقول الرد السياسي أو الرد الثقافي أو الرد الصحفي…، وليس الردّ الميداني!.

لا يُفهم من عبارة “الرد الميداني” إلا إلحاق الأذى الشخصي.

وما أتى عليه شخصَّ آخر، إذ اختار هو أيضاً اسماً مستعارةً آخر، منصَّة لإطلاق الشتَّائم بحقِّي وبحقّ حزب العمال وزعيمه، وما أتى به هذا المستعار الوليد من شروح مطعوجة ومهلهلة، لا تخرج هذه العبارة من سياقها التهديدي الوعيدي!.

 وإن كان لغيره رأي آخر، فليتقدَّم به، ويشرح لنا أن الرد الميداني، لا يعني الأذى الفيزيائي الشخصي، كي يتبيَّن الشكُّ من اليقين!.

أنا أفهم هذا الكلام من باب التهديد، بخاصَّة أن الأستاذ حميد درويش سبق وأن اتصل بأعمامي في دمشق، وشكاني لهم، مستجديَّاً ردعي ومنعي من توجيه النقد والملاحظات والأسئلة له ولغيره!.

وبعد فشل الاتصالات الهاتفيَّة، وإذ بيَّ أمام هذا الهجوم المسعور الموتور، من بعض المتوارين خلف أسماء مستعارة، وقد باتوا مفضوحين، إذ يقولون: نحن أبناء العمومة والخؤولة…، وبقيَّة أفراد العشيرة السياسيَّة، كلنا على هوشنك أوسي/ الغريب”.

نقطة؛ انتهى.

وهذا هو منطق العربان، في أردأ أحولهم.

وهذا اعتراف، بنوايا خبيثة مبيَّتة.

وهذا الاعتراف، هو سيّد الأدلَّة، إذ ينطوي على تهديد ووعيد بالويل والثبور.

بخاصَّة، أنه ذكر بأنه سيزورني في “بيمارستاني” بدمشق، رغم كل التهم التي وجهها لي!.

فيرجى من الرأي العام الكردي الاطلاع والدراية.
أنا لم أشوِّه صورة المشوِّهين أصلاً، ولم أزد في المعطوبين عطباً، ولا أحد يمكن له أن يشوِّه صورة غيره، إن كان هذا الغير، من المتانة والكياسة والشجاعة واللباقة واللياقة التي تخوِّله لأن يفرض حضوره بجهده النبيل وسعيه الجليل، وقوله الفضيل.

وقلتها سابقاً وأكرر، لمن فاته الفهم: أنا لم أخوِّن أحداً من قادة الحركة الحزبيَّة، بل هؤلاء القادة خوَّنوا بعضهم، إذ طردوا المناضل عثمان صبري من قيادة الحزب، بتهمة التخابر مع تركيا والعمالة لها!.

هم من همَّشوا ظاظا وصبري وغيره، كما يهمِّشون الآن، الراحلين حسن هشيار والدكتور نوري ديرسمي، أنا لم أخوِّن احداً، وهذا قول صريح، لكن معشر الأصلاء الشرفاء من محزابي هذه القبائل السياسيَّة، هم الذين يخونوني، مزمجرين منددين، لمجرَّد أنني وضعت قبائلهم السياسيَّة ومشيخاتهم قيد المساءلة!.

لست من فرض على عثمان صبري شعار تحرير وتوحيد كردستان، ثم تنصَّل من هذا الشعار في السجن!.

لست من يقول أنه من مؤسسي أول حزب كردي سوري، وينفي هذا أمام المستشرق الهولندي مارتن فان بروسون!.

لست من هاجم أوجلان في مطلع التسعينات، وحين تحسَّنت علاقات طالباني بأوجلان، زار الأخير في معسكراته في دمشق، والتقط الصور التذكارية مع أوجلان ووزَّعها على محازبيه!.

والآن، عاود حربه على أوجلان، وكل من يعتنق فكره، وصار يمدح أردوغان وديمقراطيَّة تركيا، تماماً، على الطريقة الطالبانويَّة البراغماتيَّة العقلانيَّة الفذَّة والفاخرة!.

ولست أنا من قال في أحزاب التحالف، وعلى الملأ: أنهم طعنونا من الخلف، وسمَّى قائمتهم الانتخابيَّة، في انتخابات مجلس الشعب سنة  1994، بـ”قائمة الغدر”، لمجرَّد أنهم لم يضعوا اسمه في القائمة!.

ويقول هذا المحامي مستغفلاً البشر: “ان المناضلين ازدادوا تالقا وشعبية في الوسطين السياسي والاجتماعي…” ويقصد بالمناضلين، زعيمه، لأنه مدحه بنفس الدباجة في مقاله السابق.

وهذا حقُّه.

والحقُّ، أنني آمل من كلِّ قلبي أن يتبَّوأ هذا الزعيم العظيم المناضل، بعد قياديته لحزبه طيلة 43 سنة، (أي منذ 1965 ولغاية الساعة)، قيادة الأمانة العامة للأمم المتحدة، خلفاً لـ”بان _ كي مون”.

فبعد أن قاد هذا الزعيم حزبه بنجاح، دون أيّ انشقاق، وحلَّ القضيَّة الكرديَّة في سورية، وأجبر النظام السوري على إعادة الجنسيَّة للمجرَّدين منها، وأزال الحزام العربي…، وساهم في كشف من أحرق سينما عامودا ومن احرق سجن الحسكة، وساهم في محاكمة قتلة الكرد في انتفاضة 12 آذار 2004 وفي 20 آذار 2008، ومن خطف واغتال الشيخ الخزنوي، وأنجز كل أهداف حزبه، وأنجز المرجعيَّة الكرديَّة، وحقق كلّ أهداف تلك الكذبة التي يسموَّنها “إعلان دمشق” للتغير الديمقراطي، وترك للشعب الكردي وللشعب السوري تراثاً فكريَّاً عظيماً، من الكتب والمجلدات، وإنجازات جبَّارة على الصعيد الوطني والقومي…، نعم، يحقُّ لهذا الزعيم اللامع أن يصبح الأمين العام للأمم المتحدة، وينال جائزة نوبل للسلام!.

وبل أن هذا المنصب، صغير، وغير لائق بهذا الزعيم الألمعي الشعبي الأممي!.
لقد صدَّعوا رؤوسنا بالحديث عن إعلان دمشق، ويسجِّلون هذا الإعلان، ضمن سفر إنجازات الاستاذ عبدالحميد درويش! وفي هذا إجحاف بحق اسماعيل عمر وباقي الفريق في التحالف والجبهة، وكأن هؤلاء، تحصيل حاصل!.

ومن المعيب والغريب السكوت عن هذا الأمر!.
نعم، إعلان دمشق، أقلُّ ما يقال فيه بأنه كذبة، صدَّقها الاكراد، وصفَّق لها العرب!.

لقد خرجت المظاهرات في الصومال، ضد غلاء المعيشة، ولم يحرَّك إعلان دمشق ساكناً في مواجهة موجة غلاء المعيشة في سورية.

اعتقل كل قيادة هذا الإعلان، ولم يحرِّك الإعلان ساكناً، لا مظاهرة، لا اعتصام، لا حشد جماهيري، لا مشد جماهيري…، ولا هم يحزنون!؟.

حدثت مجزرة في سجن صيدنايا، ولم يحرّك الإعلان ساكناً!.

ثم، لماذا لا يحرِّك الكرد المنضوون تحت قبَّة إعلان دمشق من معشر الأحزاب الكرديَّة، ساكناً في وجه اعتقال قادة الإعلان وزملاءهم العرب في النضال، وبقوا متفرِّجين!؟.

هل هذه هي الرفاقيَّة النضاليَّة الواحدة!؟.

ونِعمة الإعلان، ونِعمة الرفاق المناضلين، والله!؟.

سبق لكاتب هذه السطور أن تضامن مع الإعلان، لكن اتضح لي فيما بعد، إن أفضل ما في هذا الإعلان أنه فقط إعلان، ولن يكون إلا إعلان، ولن يجد طريقه من التعطيل إلى التفعيل، ما دام المنضوون فيه يفتقدون وعي وثقافة التغيير وإرادة التغيير.

والخشية الكبرى أن يأتي اليوم الذي يقول فيه البعض، لقد نجح الكرد في إتلاف أطرهم الحزبيَّة، ونقلوا تجربتهم لإتلاف الإطار الوطني الذي سمُّوه إعلان دمشق.

وينهي هذا المحامي البائس هجومه الموتور عليَّ بالقول: “المدعو هوشنك غريبا في الجهة المقابلة مع الاعداء ضد الشعب الكردي وحركته السياسية في سوريا والعراق”.

أمَّا أنا، فلست متوارٍ خلف أسم مستعار، وأمتلك الشجاعة في الإفصاح عن رأيي، بكامل هيأتي الثقافيَّة والقوميَّة والوطنيَّة، قائلاً: ها أنا ذا، هنا؛ أواجهكم بقبحكم السياسي، وشقاقكم المهين، ونزالكم الفارغ فيما بينكم، ولا زالت بحوزتي أسئلتي وانتقاداتي وملاحظاتي.

ومعروفٌ منبتي ومنشأي، وإن شئت، فسأل زعيمك عنِّي وعن أهلي!.

فأن كان ساستنا من طينك، من المتوارين خلف أسماءٍ مزيَّفة، بداعي التشهير والتحوير والتزوير والتهديد والوعيد…، فهذا يعني أن قضيتنا الكرديَّة السوريَّة، باتت قاب قوسين أو أدنى من الحل!.

ويكررون على مسامعك، نفس الأسطوانة المشروخة عن أوجلان، ووصفه لقتلى الحرب من الأكراد والأتراك بأنهم شهداء، والاعتذار من ذوي الضحايا، بمنتهى النبل والشجاعة التاريخية التي تملي على القائد اتخاذ هكذا موقف، والشعبين الكردي والتركي على فوَّهة بركان حرب طاحنة.

قالها أوجلان، كبادرة حسن نيَّة، ورغبة صادقة لطيّ صفحة الحرب، وحل القضيَّة الكرديَّة، وحقناً لدماء الشعبين.

ولكن، البعض من المتغافلين، ينظر للأمر بعين القبلي، المتعطشة للثأر والانتقام، وفق المثل الكردي: “من يفعل بدجاجتي كذا، سأفعل ببقرته كذا”!.

هذا الوعي القبلي العفن، الذي يرى ضرورة فرز الضحايا، بأن يقول أوجلان: “قتلانا في الجنَّة وقتلاهم في النار”!.

لو كان أوجلان خائناً ومستسلماً، لفعلها، وأنهى الثورة، وحلَّ الحزب، وطالب رفاقه بالفرار والنفاذ بجلودهم، كما فعلها البارزاني الراحل سنة 1975، على خلفيَّة اتفاقيَّة آذار بين صدام والشاه.

كان بإمكان أوجلان أن يفعلها، وكفى الله الأكراد شرَّ القتال.

لم يفعلها أوجلان، رغم تكالب كل قوى الشرَّ في العالم عليه.

لم يفعلها، رغم الحكم عليه بالإعدام، ثمَّ المؤبَّد!.

ما أشرفكم، إذ تتهجَّمون على أوجلان المناضل والقائد والسجين السياسي وأسير الحرب لدى طغمة فاشيَّة!!؟.

ما أشرفكم، إذ أخذ بكم العزُّ بالحقد والكيد والإثم، وأنتم تطعنون في ظهور ثواركم ومقاتليكم وبني جلدتكم وهم في قلب المعركة!.

ما أشرفكم وأنبلكم في هذا المسعى الموتور المسعور على كاتب هذه السطور، بأحزابكم الـ99، وأنا الشخص الواحد، الأعزل، إلاَّ من كلمته ورأيه!!؟.

لا شكَّ أن أوجلان أخطأ، لكنه أصاب أيضاً، وأنجز ثورة كردستانيَّة، شارك فيها كل شعوب كردستان: من الكرد والفرس والترك والعرب والسريان والآشوريين والتركمان، وبل من الروس والأوربيين أيضاً.

أمَّا أنتم، فماذا أنجزتم غير الشقاق والنفاق والدجل والخلل والعطب والتلف والخيم والمشايخات السياسيَّة الموبوءة!!؟.

وتتحدثون عن فلول حزب أوجلان، وأكن أحزابكم المليونيَّة تهزَّ سورية، طولاً وعرضاً، وفتحت طروادة والقسطنطينيَّة!!؟.

معتقلي فلول أوجلان في السجون السوريَّة، هم أكثر عدداً من أكبر حزب من أحزابكم الميكروسكوبيَّة!.

لو كان أوجلان سبب نكباتكم وكوارثكم وشقاقكم ودجلكم، فليذهب إلى الجحيم!.

لكن، حاشا أن يكون هذا المناضل بما توصفونه.

آتوني بحالة انشقاق دعمها حزب أوجلان بين أحزابكم، كما فعلها طالباني وبارزاني!؟.

إن لم يكن غالبيَّة أكراد سورية مهاجرين من تركيا، فآتوني بتواريخ العشائر الكرديَّة في سورية.

أو العوائل الكرديَّة في دمشق: “الملِّي، المتيني، الظاظا، البوظو، البوطي، كفتارو، وانلي، أورفلي، بادكي، دياربكرلي، مارديني، حسني، حيدري، كرجوسلي، ديركي…”!؟.

وتتحدثون عن أوجلان، والقشَّة التي قصمت بعير تحالفكم، هي حزورة: هل سبَّ حميد درويش نيجيرفان وكوسرت رسول وهيروخان أم لا!!؟.

علاقات طالباني وبارزاني مع النظام السوري كانت حتَّى العظم، ولمَّا تزل.

علاقات طالباني وبارزاني مع النظام التركي والإيراني حتَّى العظم، ولمَّا تزل، وزيارة أردوغان وموافقة حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان على عقد اتفاق محاربة حزب العمال، خير دليل على ذلك!!؟.

علاقات قادة كردستان العراق مع النظم التي تقتسم كردستان، وحتى مع النظام العراقي، وما تسبب به، من خراب ونكبات لدى أكراد إيران وأكراد تركيا، هذه مسألة فيها نظر، أما علاقة أوجلان بالنظام السوري، فجريمة لا تغتفر!!؟.

طالباني كان يعتبر قتلاه في صراعه مع بارزاني شهداء، وقتلى بارزاني، أعداء تمَّ التخلُّص منهم.

بارزاني الأب والأبن، وبقيَّة الذريَّة المقدَّسة، قبل التدخُّل الأمريكي في العراق، كان يعتبر طالباني، “جحوش 1966″، وقتلاه في الصراع، جحوش خونة، تمَّ الخلاص منهم، ويعتبر قتلى الديمقراطي الكردستاني شهداء!!؟.

ثم قال الزعيمان عن القتلى من الطرفين بأنهم شهداء!؟.

وهذا الكلام الصائب الرزين الحقّ، في إطار التهدئة والتآلف والتعاضد والتحابب…الخ.

أمَّا كلام أوجلان عن قتلى الأتراك ووصفهم بأنه شهداء، فهذا الكلام المشين المهين!!؟.
صدام حسين الدموي القاتل، الذي أباد العرب، ووصفَّى قيادات البعث، وقتل من الكرد 180 ألف في الانفال، و5 آلاف في حلبجة، ولم يكن يوفِّر تصفية معارضيه، حتى لو كانوا تحت سابع أرض.

وحاول اغتيال بارزاني الأب، وهجّر ملايين الكرد، وأحرق كردستان…، وفي سنة 1991، وبعد سحق الانتفاضة، ودماء الكرد لم تنشف بعد، وجدنا كاك مسعود ومام جلال في بغداد، يعانقون صدام، ويحضنوه، ويقبَّلونه على وجنتيه الطاهرتين، ويلقون الخطب من على التلفزيون العراقي الرسمي (كاك مسعود)… هذا، لا يثير عجب واستغراب هذه التلَّثة الغائرة في حقدها!.

وبيت القصيد المؤلم، والمثير للعجب والغرابة، ليس في كيفيَّة دخول طالباني وبارزاني قصر صدام، بعد كل تلك المذابح، بل بيت القصيد كامن في: كيف خرجوا سالمين غانمين!؟.

كيف لم يفكر صدام في تصفيتهم، وهو المعروف عنه، حبُّه الشديد لرؤية دماء معارضيه!؟.

والسؤال: ما هي القويَّة الخارقة التي جعلت قصر صدام، برداً وسلاماً على بارزاني وطالباني آنئذ!!؟.

هل حرام أن يُطرح هكذا سؤال؟!.

ولعمري الجواب موجود لدى الثلاثة: أمَّا صدام، فقد أعدم، غير مأسوف عليه.

وأمَّا كاك مسعود ومام جلال، فهل سيجيبانا!.
سؤال آخر: ألا يلاحظ الكرد السوريون إن منسوب القمع والاضطهاد قد ازداد عليهم، بعد تأسيس أول حزب كردي في سورية!؟.

قبل التأسيس كان الكرد، يتولون مناصب وزاريَّة، وكانوا رجالات دولة، ولهم صحافة، وهنالك نوع من الهامش الوطني المتاح لهم.

أمَّا بعد تأسيس البارتي، فلاحظوا معي: مشروع طلب هلال.

حريق سينما عامودا.

الإحصاء الجائر.

الحزام العربي…، إلى أن نصل لحريق سجن الحسكة، ومجزرة 12 آذار 2004، ومجزرة 20 آذار 2008…الخ.

هل حرام طرح هذا سؤال، ومحاولة الإجابة عليه!!؟.
يظنون بأنهم بمحاولتهم لجرِّ لحروب جانبيَّة، وتهجُّمهم على حزب العمال وزعيمه، سأتوقف عن طرح الأسئلة على أحزابهم وتوجيه النقد الحازم الجازم الصارم…، لها.

فخسيئوا، وبئس المآل مآلهم.

دمشق 11/7/2008

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…