Hisen65@hotmail.com
آفاق رحبة لا مدى لحضوره الموقر .
ومواقف حكيمة تكتنز في بعده الوطني والإنساني والمعرفي ربما لا منافس له, هدفه الرئيسي هو الحراك الديمقراطي الخلاق مع كلّ الأطياف الوطنية السورية فيصل يوسف يسبر صميم العلاقة الكردية- العربية وعلى مستوياتها المسؤولة ليأم بها ذوي الألباب النيرة عبر رؤاه الموضوعية قول وفعل, وهو يحاور بلغة المنطق مع قبول الذات المعرفي حتى أن كان خصما له مبتغاه ان السياسة والثقافة والكلمة الطيبة وقبول الرأي والرأي الآخر, كل هذه المفردات التي يعمل عليها في اتصالاته السياسية والتنظيمية في الأخير هي لأجل كرامة الإنسان مهما كان جنسه أو مذهبه أو اتجاهاته الفكرية و الإيديولوجية…
سياسي كردي بامتياز وله مواقف مشهودة يطرحها على الدوام وهي تعني بالقضايا الكردية السورية بالدرجة الأولى في أوسع قنواتها الرسمية بعيداً عن الذات الحزبية الضيقة ..إنسان واضح الأفكار طليق اللسان حليم التعامل يتواجد على المشهد السياسي السوري ويحمل أطروحات فكرية وسياسية جديرة بالتقدير… يجادل الخصم بلغة رجل السياسة والحكمة والاتزان ..!! من هذا المنطلق كان هذا الحوار السريع معه الذي أتمنى الاستفادة المعرفية والسياسية منه …مع الشكر العميق للجهود الطيبة التي ساهمت بدورها في إتمام هذا الحوار ..؟؟
يقول الأستاذ : فيصل يوسف
– الكرد في سوريا هم جزء من الشعب السوري
– ليس للكرد و قضيتهم أيّ فائدة من الانقسامات
– لست من المتخوفين من مستقبل الكرد في سوريا
– النظام الشمولي الأحادي , بطبيعته لا يقبل إلا الرقم واحد
– لست آبهاً بثقافة الإحباط والتشاؤم جراء عدم تحقيق ما أصبو إليه
– الجماهير الكردية لا تزال تثق بالحركة السياسية الكردية و تلبي نداءاتها
– ما يجري في التحالف حالة من التوتر و عدم الرضا نتيجة لوجود بعض الصعوبات
– إنني أحد الذين نالوا شرف التطوع للنضال من أجل قضية شعبنا الكردي في سوريا
– لقد ساهمنا من خلال عضويتنا في هيئات إعلان دمشق، بكل ما هو مستطاع للدفاع عن المعتقلين.
– المثير واللافت أن يصبح حزبنا عرضة للهجوم من قبل قيادة الحزبين الحليفين البارتي واليساري.
نص الحوار :
بعد مرور كلّ هذه السنوات المتعبة في النضال السياسي والعمل الدؤوب من اجل خدمة القضية الكردية..؟! ماذا يقول : الأستاذ فيصل يوسف عن شخصه ..؟! وعن نضاله في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا..؟! وعن راهن الحركة الكردية بصورة عامة كعضو مكتب سياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا….!!
إذا كان لابد من قول شيء عن شخصي، فإنني أحد الذين نالوا شرف التطوع للنضال من أجل قضية شعبنا الكردي في سوريا، و إشاعة الحياة الديمقراطية في البلاد واحترام حقوق المواطنة للجميع منذ عشرات السنين، و لم أزل مثابرا ًعلى ذلك غير نادم على ما قمت به، وأتطلع و بروح مفعمة بالأمل و العزم على التفاني و التضحية لتحقيق الهدف المنشود في المستقبل، و لست آبهاً بثقافة الإحباط والتشاؤم جراء عدم تحقيق ما أصبو إليه حتى الآن، بل أنا على يقين بان الكرد وكافة أبناء الشعب السوري يستحقون الحياة الحرة الكريمة في إطار وطن ينتفي فيه الظلم و القهر و الاستغلال، وإن ذلك يدفعني أكثر لإكمال المسيرة و النضال من خلال الحزب الذي أحمل شرف العضوية فيه، و هو الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، مشاركاً فاعلاً في أنشطته القومية والوطنية وعبره ربط الجسور و العلاقة مع الحركة السياسية الكردية و التي هي في راهنيتها تحفز على الانخراط وأكثر من أيّ وقت مضى للعمل في مشاريع إصلاحها وتصويب مساراتها و في المقدّمة منها غرس الديمقراطية و الوعي الديمقراطي بين صفوفها وصولا للحالة المثلى من التنظيم الديمقراطي الذي يقبل الرأي و الرأي الآخر و ينزع عنها لبوس الشمولية و الاقصائية و هالات القدسية للأفراد، و يعيد الاعتبار لثقافة الإنجاز وتزيح الديماغوجية و السفسطة عن الحياة الحزبية نهائياً، بحيث تضع مصالح الشعب في الأولوية عبر برامج واضحة و شفافة و ممكنة التنفيذ وطنياً، والابتعاد عن طرح أيّ مطلب دون تأمين المستلزمات المادية و المعنوية من أجل تحقيقها.
برأيك ما المبرر من كل هذه الانقسامات..
وهل للكرد وقضيتهم أية فائدة منها.
هل قدّمت هذه الأحزاب المنشقة برنامجاً جديداً ونوعياً سواء على الصعيد السياسي أو الاستراتيجي أو التكتيكي أم هي نسخ فوتوكوبية من بعضها البعض .
صورة طبق الأصل مع روتشِ بسيطة..؟!
ليس للكرد و قضيتهم أيّ فائدة من الانقسامات بين صفوف الحركة السياسية الكردية في سوريا، و ليس ثمة اختلافات برنامجية بين أطرافها، و قد أجمعت بمعظمها على البرنامج السياسي للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا، عبر المساهمة فيه، أو تعديله لاحقاً، كما إن برنامج الجبهة الديمقراطية الكردية هي نسخة مطابقة لها تماماً، ماعدا بعض الفقرات تقديماً أو تأخيراً، وهكذا فالبرنامج السياسي للجنة التنسيق الكردي والأحزاب التي لا تنضوي في هذه الأطر تقرّ ببرامجها أيضا…..! و بداهة ، لا مبرر لهذه الانقسامات، لأنها عامل ضعف للحركة الكردية و التي تنشد وتناضل من أجل تحقيق الحقوق القومية لشعبنا الكردي، و إزالة المظالم المتبعة بحقه، و هي بحاجة لزجّ كافة الطاقات الكردية في سبيل ذلك، و ليس تشتيته، أما من الجانب الآخر فيجب ألا ننسى بأننا نعيش في ظل أوضاع تفتقر لقوننة الحياة العامة في البلاد، و غياب الحالة الديمقراطية و سيادة الأحكام العرفية، و قانون الطوارئ و قمع الحريات، و تفرد حزب البعث العربي الاشتراكي بالحكم، مما ينتج عن ذلك انعدام المعايير النضالية و الجماهيرية لتقويم عمل الأحزاب السياسية، كردية أو عربية، لا فرق ، بحيث يغدو حزباً يملك أقل عدد من الأعضاء، أو أكثر بالدرجة وبالمرتبة نفسيهما ، علاوة على ذلك فالنظام الشمولي الأحادي و بطبيعته لا يقبل إلا الرقم واحد ، و إذا لزم الأمر تحريكا للمشهد فإنه ينقل أصفاراً من شماله إلى يمينه، ليعطي لنفسه مراتب أعلى في السلم الحسابيّ و مثل هذا التفكير والممارسة هو سائد في الحياة الحزبية الكردية أيضاً، فالتنظيم الكردي لازال يعتقد بطليعيته و قيادته و ما على الآخرين إلا الدوران في فلكه و كنتيجة طبيعية لذلك و إنعدام أجواء الرؤية الصحيحة للعمل النضالي كما أسلفت،.يعمم ثقافة الإقصاء و التخوين والمهاترات.
بدا واضحاً ضعف ثقة الجماهير بالحركة الكردية بسبب التشتت الغير مبرر وبقياداتها أيضا..
تلك الجماهير التي هي على تماس واتصال ومعرفة مباشرة بالعديد من القيادات الضعيفة وغير المؤهلة وبالتالي عدم استعدادها للتعاون معها والاستجابة لمقرراتها وبرامجها ..
ما هي وجهة نظرك في هذه القضية ..؟؟
الجماهير الكردية لا تزال تثق بالحركة السياسية الكردية و تلبي نداءاتها، و تتعاون معها و هذا ما لمسناه في عدة محطات مرت على شعبنا في الأعوام السابقة ، لكنها أي الجماهير تبدي غضبها و انزعاجها عندما تستهلك الحركة الكردية جهودها في أمور لا تمت بصلة لهدفها المنشود، وهي بهذا صمام أمان لعدم الانحراف عن المسار، و تقف خلف قيادة حركتها عندما تكون في الاتجاه الصحيح، و الجماهير الكردية متميزة عن أشقائها السوريين “الآخرين”، بقوة حدسها السياسي و التفاعل مع الأحداث أما ما نلمسه حالياً من ضعف في التفاعل بين القيادة و جماهيرها فهو مرتبط بالأوضاع المعاشية والعامة السائدة في البلاد و كذلك لحالة الانقسام…
كيف يمكن تصحيح الصورة (المغبشة) كردياً في الأوساط العربية .
في ظل هذه الإرباكات وغياب الخطاب السياسي الموحد للأحزاب الكردية ..
حبذا أن تعطي رأيك بإسهاب في هذه القضية ..؟!
ثمة صورة مغبّشة لدى مختلف القوى السياسية السورية عن بعضها بعضاً، ومن ضمنها القوى الكردية أيضاً، حيث يستأثر حزب البعث العربي الاشتراكي و منذ عام 1963 بالسلطة و كافة الوسائل الإعلامية في البلاد من إذاعة و تلفزيون و جرائد ……..الخ، ومنع النشاط السياسي عن غيره و تمكن بفضل ذلك من بناء جدران عازلة بين مختلف الفصائل السورية، ليرسم هو الصورة التي يريدها عن كل منهم في ذهن الآخر ، وهكذا رسم مفهوميه غير حقيقية عن الكرد في سوريا لدى باقي المواطنين ….
إلا انه و في السنوات الأخيرة ومن جراء ثورة الاتصالات الحالية، و تركيز قيادة الحركة الكردية لنشاطاتها صوب العاصمة، و مدن سورية أخرى فقد تم تجاوز تلك التصورات الخاطئة عن الكرد نسبياً، و تبنى العديد- إن لم نقل معظم القوى الوطنية- القضية الكردية في سوريا، و إن بدرجات متفاوتة، ويقع على عاتق قيادة الحركة الكردية بذل المزيد من الجهد لتوضيح وإقناع الشركاء الآخرين في الوطن، بأن القضية الكردية هي قضية وطنية، و على الجميع مسؤولية المساهمة في حلها و الدفاع عنها.
لا ريب إن الأحداث تتطور سريعاً والمنطقة حبلى بالمتغيرات التي لابد أن تنعكس على بلدنا سوريا وعلى شعبنا الكردي.
في ظل هذا التشتت المخيف كيف يمكن للحركة الكردية أن تكون مستعدة لهذه الاحتمالات الآتية أنت كعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا, كيف تنظر إلى هذه القضية ؟!
الكرد في سوريا هم جزء من الشعب السوري، و لا يمكن النظر إليهم بمفردهم، و المتغيرات القادمة إن كانت حبلى وهي كذلك حتماً، فيجب أن تكون لمصلحة الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان، و ما يمليه مبدأ المواطنة الحقة، و ليس العكس، أما التغيير نحو الأسوأ فلا ينشده الشعب السوري ، وإن فرض عليه فهو زائل لا محالة، و ليس أمامنا سوى الانخراط النضالي وبشكل استراتيجي مع القوى والفصائل الوطنية الديمقراطية التي تنشد الحياة الحرة والديمقراطية و الكريمة للمواطن السوري، فلا حل لقضيتنا إلا في هذه المنحى .أما على صعيد تشتت الحركة الكردية في سوريا، فما نشهده من انقسام في الساحة الحزبية، فهو جزء من المشهد، يقابله في الجوانب الأخرى مجتمع مدني كردي فاعل يتجلى ويعبر عن نفسه ضمن إطار النقابات المهنية، و”بعض” من العمالية أيضاً، و المزيد من الجمعيات الثقافية والمدافعة عن حقوق الإنسان، واتحادات الطلبة في الجامعات السورية و منظمات الكرد في الخارج، و المقاولين وعدد لا يستهان به من مثقفي الرأي، معروف على مستوى سوري ،لا كردي، فحسب ….إن كل ذلك يجعلني أقول بأن المجتمع الكردي (المدني والأهلي) بات يمتلك مقومات وحدته التي تملي على حركته السياسية الوحدة في أي ظرف طارئ، و لست من المتخوفين من مستقبل الكرد في سوريا، و على قضيتهم عدا أن العالمية أو العولمة باتت تفرض نفسها على سياسات الدول جميعاً، فلم يعد المجتمع الدولي يسمح بالانتهاكات الفظة لحقوق الإنسان، وبات يطرح حالياً مصطلح عالمية حقوق الإنسان، لا بل المواطنة العالمية….وهناك دعوات عديدة لإلزام الدول بذلك وفق قوانين ومعاهدات دولية .
إلى أي مدى أثرت أزمة التحالف على أداء الحركة الكردية بشكل عام ..؟ وفي الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بشكل خاص أم ليست هناك أي تأثير يذكر لا على الحركة الكردية ولا على حزبكم ؟
ما يجري في التحالف حالة من التوتر و عدم الرضا نتيجة لوجود بعض الصعوبات التي تعوق تحقيق السوية المطلوبة للأداء التحالفي وهي حتى الآن ليست أزمة وإن كانت تؤشر في مراحلها الأخيرة إلى ذلك وما يتطلب حاليا هو المزيد من التفكير و الجهد المنظم للتفاعل مع هذه المشكلة عبر حوار حضاري لا تأخذ بالأساليب الثأرية بل إنشاء صيغ أرقى بتوسيع دائرة القرار التحالفي و إعطاء الدور للفعاليات الثقافية و الاجتماعية المنضوية في إطار المجلس العام للتحالف و إعادة الجسور المقطوعة والنظر لهذه الشخصيات القائمون منهم على رأس عملهم أو الذين سينتخبون في دورات قادمة بموضوعية تهدف للاستفادة من طاقاتهم في النضال الجماهيري والوطني و تقييم تجربة المجالس المحلية و المجلس العام على ضوء مسيرة العمل التحالفي بالأعوام السابقة فهولاء ماكانوا يوما من الأيام الاعامل وحدة للتحالف وهم نتاج إجماع أحزابه على تسميتهم في المجالس وموضع ثقتهم وأنهم ومن خلال المجلس العام يشكلون مرجعيته في كل المنعطفات الهامة أما إذا وصلت الأمور إلى حالة الأزمة فلا شك إن دورتها ستكون سريعة للغاية نظرا لان المشكلة الحالية قد تجاوزت مرحلة الاحتكاك و الاشتعال و الصدام و يبقى فقط قبول الأمر الواقع أي التقسيم أو التفكيك و بالتالي البحث عن شكل و مكون جديد غير التحالف القائم …….
و هو ما لا نرغبه لما لها من تأثيرات سلبية على الحركة الكردية و الحركة الوطنية الديمقراطية عموما و لاسيما إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي حيث أن التحالف عنصر أساسي في كل الحراك السياسي الكردي و الوطني أما من حيث تأثيره على حزبنا ففي الوقت الذي لم ندخر جهدا في السابق لتوثيق الصلة بين أطراف التحالف ووضع كل إمكاناتنا تحت تصرفه في أكثر من مجال حيث اعتمدنا ممثلي الأحزاب المؤتلفة من قبلنا دوما في التحاور مع القوى الأخرى داخل الساحة الكردية والوطنية ولاسيما في حوارات المرجعية الكردية ووثاثق إعلان دمشق ولم يكن لنا أبدا أي عقدة في ذلك ولم نطالب بحقنا حتى في التمثيل المخصص للتحالف بأمانة إعلان دمشق واكتفينا بمنصب نائب رئيس مكتب المجلس وترشيح الرفيق الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب له وقد فاز بالتزكية من قبل أعضاء المجلس الوطني وهذا المركز خاضع للانتخاب حصرا وليس محاصصة كما هو الحال عليه في الأمانة العامة للإعلان لبعض المقاعد وعندما حدثت المشكلة الحالية بالتحالف طرحنا المزيد من الحلول الوسط حول القضايا الخلافية المتعلقة بمسالة تمثيل التحالف وغيره بإعطاء الأحقية لرفاقنا الآخرين وعدم تشبثنا بالمواقع والمراكز التي كانت تثير الخلافات بين الأحزاب الثلاثة الأخرى ولم نكن طرفا في كل ذلك إلا أن المثير واللافت أن يصبح حزبنا عرضة للهجوم من قبل قيادة الحزيبن الحليفين البارتي واليساري بتحميلنا المسؤولية عن تأزيم الأمور ورفضهم لتحكيم المجلس العام وانتقال الحوارات إلى سجالات مقيتة وشخصية بعيدة عن مصلحة التحالف والعلاقات الثنائية وقد لا يكون من باب الاستطراد أن أوضح بأن المتصيدين في المياه العكرة المتربصين المبتهجين بالحالة الخلافية بين أطراف التحالف والحملات الإعلامية التي كانت تنتج عنها قد شطح الخيال بهم – وبلغ بمن يسمون ب” شبيحة الكتابة ، إلى درجة جعلي شخصياً طرفاً في خلاف موهوم في حزبنا ضد شخص الرفيق سكرتير الحزب “لإزاحته من موقعه فتصوروا محض الهراء” ليتم القصف على كافة الجبهات ، وهو ما لم يلاق الصدى بعد أن تبين عدم مصداقيته بوقت سريع لأنه بني على باطل فانا بداهة من الساعين لدور رئيسي لحزبنا في الساحة الكردية السورية ووحدة حركتها السياسية والوطنية أيضا وهو ما يتناقض تماما بان أكون مثيرا للخلاف داخل الحزب حيث نتبادل الرأي والرؤية حول مختلف المسائل وفقا للأساليب الحزبية المعتادة وان ما جرى ويجري في التحالف لن يزيد إلا من إصرار حزبنا للمضي من اجل بناء المرجعية الكردية عبر عقد المؤتمر الوطني الكردي المنشود وتنقية الأجواء داخل أطراف الحركة الكردية دون استثناء من اجل هذا الهدف النبيل وتفعيل العمل النضالي لقوى إعلان دمشق
برأيك من المستفيد من الأزمة الحاصلة في التحالف ..؟! ومن المتضرر …؟! أم أننا نمارس ما يريد منا خصومنا ومضطهدونا ..!؟ أم لك رأي آخر حبذا أن نعرفه ..؟؟
يعتبر التحالف الديمقراطي الكردي أول إطار حقق وحدة الأحزاب و القوى المختلفة على الساحة الكردية، و عمم ثقافة الخيار الديمقراطي لحل القضية الكردية في سوريا، وعمل مع باقي الفصائل الوطنية الديمقراطية في سوريا لإيجاد الحلول لجميع قضايا البلاد، و منها القضية الكردية في سوريا، و ليس من قبيل المبالغة القول بأنه نجح في تحميل تلك القوى لمسؤولياتها بالدفاع عن الكرد و قضيتهم، و هو ما نلمسه في أول برنامج لقوى المعارضة السورية التي توحدت في إطار إعلان للمبادئ، سمي بـ”إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي” ، و ما يجري حالياً في التحالف قد حدث عقب انعقاد المجلس الوطني للإعلان واعتقال قادته الذين يحاكمون في بند من الاتهامات الموجهة إليهم مؤازرتهم لقضية الكرد في سوريا، و أعتقد بأنه قد بات واضحاً من المستفيد و من الخاسر لما يجري في التحالف ؟، فالنتيجة بكل صراحة لمصلحة خصومنا، و مضطهدينا أيا كانت المقدمات التي أوصلت إلى النتائج الحالية.
ما هي طبيعة المبادرة التي أطلقتها الجبهة الديمقراطية الكردية بخصوص إيجاد حل لأزمة التحالف ..
وهل ممكن أن تؤخذ بعين الاعتبار .؟؟
طبيعة مبادرة الجبهة الديمقراطية الكردية تنطلق من نيتها الحسنة في إيجاد حل للمشكلة القائمة في التحالف، وكذلك القوى الشقيقة والصديقة الأخرى ، وهذا يملي على أطراف التحالف عدم النظر للحالة التحالفية كنص جامد بل وفق إرادة التوحد والمصلحة الوطنية والحوار الهادئ و تغليب نقاط الاتفاق ونبذ الخلاف والتنازل عن بعض الخصوصية وذلك لتجاوز هذه المشكلة الحالية فلا بديل سوى البحث عن خيار يضمن وحدة التحالف وصيرورة عمله في هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة…..
هل تعتقد بأن الأطر الثلاثة (التحالف – الجبهة – التنسيق) قد وصلت إلى طرق مسدودة من الفاعلية, في المقابل هل لدى حزبكم رؤية حول البدائل الممكنة لهذه الأطر , على سبيل الذكر: مرجعية كردية – مجلس سياسي – اتحاد سياسي – أو ربما وحدة شاملة للحركة الكردية في سوريا حبذا أن تكشف ما بجعبتكم من أفكار حول هذه القضية …
بكل صراحة، فإن الأطر الثلاثة بقيت في مربعها الأول، و لم تتطور من حالتها الكمية إلى حالة نوعية بإنشاء صيغ تضامنية كردية أرقى، مثل الاتحاد أو الوحدة الاندماجية بين طرفين أو أكثر من أطرافها، وهذه التطلعات هي من صميم الأهداف التي كان يجب أن يعمل الأطراف من أجلها، و البديل برأينا يكمن في بناء مرجعية كردية عبر مؤتمر وطني يحضره كل الأطراف و يشارك فيه مختلف الفعاليات الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية المؤمنة بالقضية الكردية و حقوق الشعب الكردي في سوريا ،على أرضية النضال من أجل الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي في سوريا وحقوقه القومية المشروعة وإلغاء كافة السياسات المتبعة بحقه وتعويض المتضررين جراء تلك السياسات البغيضة.
كأحزاب كردية وتحديداً المنضوية تحت لواء إعلان دمشق للتغير الديمقراطي ما الترتيبات السياسية وإلاعلامية والجماهيرية التي قمتم بها حيال أصدقائكم في إعلان دمشق القابعين في سجون البلاد وفي مقدمتهم الدكتورة (فداء الحوراني) هل من عمل ما في سبيل تخفيف آلامهم ..؟؟ أم أن أزمة التحالف شتتت حضوركم في الإعلان أيضا ..؟؟
لقد ساهمنا من خلال عضويتنا في هيئات إعلان دمشق، بكل ما هو مستطاع للدفاع عن المعتقلين السياسيين و المثقفين و الإعلاميين القابعين في سجون البلاد، و سنبذل جهودنا في المستقبل أيضاً، و لن تؤثر المشكلة القائمة في التحالف على جهودنا فنحن بمفردنا كحزب لنا حضورنا الواسع على الصعيد الوطني و لنا علاقات مع مختلف الفصائل الوطنية و الديمقراطية التقدمية.
فيصل يوسف شخصية بارزة ومعروفة على الصعيد العربي والكوردستاني, هل اخذ دوره الفاعل داخل الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا …؟؟ أم لا يزال ينتظر دوره..؟؟؟
أشكركم على هذه الرؤية و التقويم الايجابي لشخصي، و أحفظ لكم حقكم في الملاحظة والنقد، وهذا ما يشرّفني، و إن كنت “مبرزاً” حقاً، حسب وصفكم لي، فهو من خلال الدور المنوط بي في الحزب الذي أنتمي إليه، الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وإن كان ثمة دور أنتظره، فهو في سياق مرحلة من الحياة الديمقراطية في بلادنا نتمكن من خلالها خدمة شعبنا و التعبير عن مصالحه على مرأى و مسمع الجميع، في سياق المؤسسات الدستورية الديمقراطية و الإعلام الحر و مؤسسات المجتمع المدني و سواه وفي إطار قانوني ..
ختاماً، أثمن وأقدّر فيكم كل هذا الاهتمام بالشأن العام الكردي والوطني، من خلال حضوركم الإعلامي القوي والمميز، ومساهمتكم في تسليط الأضواء على مختلف القضايا بالحوارات التي تجرونها مع المعنيين أصحاب الفكر والثقافة والسياسة، وأتمنى لكم التوفيق في عملكم ..