منذ أكثر من عام والحديث لم ينقطع في الشارع السياسي عن المرجعية الكردية.
كلٌّ يدلو بدلوه، ويعبر عن وجهة نظره بالشكل الذي يراه مناسباً.
ودخلت الأحزاب الكردية من خلال أطرها الثلاثة في نقاش محموم لبناء تصور سياسي مشترك يعتبر القاسم المشترك لجوهر القضية الكردية في سوريا إلى أن توج في صيف 2007 بالاتفاق على الرؤية السياسية المشتركة كأساس وكجامع للمشتركات السياسية للأطر الثلاثة باستثناء الحزب الديمقراطي التقدمي /جناح حميد درويش/ الذي اعترض على الرؤية المتفق عليها من قبل الأحزاب التسعة المنضوية تحت لواء الأطر الثلاثة
وكان مقرراً أن يتم نشر هذه الرؤية بالتزامن مع إقرار المؤتمر الوطني، وتشكيل اللجنة التحضيرية من الأطر الثلاثة للإعداد للمؤتمر، واعتبار هذه الرؤية تخص الأحزاب الموافقة عليها يتطلب الدفاع عنها من قبل هذه الأحزاب بالإضافة إلى اعتبارها مسودة مشروع سياسي للمؤتمر الوطني حين انعقاده.
إلا أن أحزاب التحالف –وبضغط من حليفهم (التقدمي) بدأت بوضع العراقيل أمام ما اتفق عليه، وطرحت أسئلة تعتبر من صلب مهام اللجنة التحضيرية، وبعضها تسبب في إشكالات وعرقلة أمام هذا المشروع، أي بمعنى أوضح بدأت بعض أطراف التحالف بوضع العصي أمام أي تقدم في اتجاه عقد المؤتمر، ورفضت تحديد موعد للحوار، ومن ثم تجميد الحوار من قبلها منذ الشهر الثامن 2007 وجمّد المشروع، ودخلت الرؤية السياسية المتفق عليها أدراج النسيان.
كما تقدم البارتي /جناح الجبهة- باقتراح مفاده أن يتم تشكيل قيادة سياسية مشتركة للأطر الثلاثة تعمل وفق الرؤية السياسية المشتركة إلى حين تذليل العقبات وانعقاد المؤتمر الوطني.
وقد قوبل هذا الاقتراح بالإيجاب من قبل أطراف الجبهة ولجنة التنسيق معاً، لكنه رفض من قبل التحالف بشكل قاطع مما دفع بالبارتي إلى التخلي عن اقتراحه الذي دخل أيضاً دائرة النسيان.
إلا أن لجنة التنسيق قامت بمبادرة بإحياء هذا الاقتراح وتطويره بشكل يعطيه قابلية للحياة والمرونة، وذلك بأن يتم تشكيل مجلس سياسي للحركة الكردية يعمل وفق الرؤية المشتركة بالتزامن مع تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر ودراسة كافة الجوانب المتعلقة بالإعداد مع تخويلها بإيجاد مخرج للأسئلة التي طرحتها أطراف التحالف وأرسلت لجنة التنسيق رسائل خطية إلى الإطارين (جبهة، تحالف) لإبداء رأيها في الاقتراح لكن لا جواب حتى الآن.
واليوم، وبعد ما حدث في مجزرة نوروز 2008 واستشهاد ثلاثة شباب كرد اجتمعت الأحزاب لإصدار بعض البيانات المشتركة ثم ذهب كل إلى منزله.
ولكن تعالت الأصوات في الشارع الكردي من جديد: إلى متى تبقون سائرين وراء الحدث لا صانعين له وغير متفاعلين معه كما يجب؟
إذاً، المرحلة تقتضي منا جميعاً إعادة النظر بمواقفنا، والبحث عن أفضل الصيغ للعمل المشترك، ولا يوجد في الأفق غير ما اتفق عليه في الرؤية المشتركة، وإعادة الاقتراح المنسي من قبل البارتي ولجنة التنسيق، أي تشكيل القيادة السياسية المشتركة للأطر الثلاثة.
وفي حال تعذر تحقيق ذلك يجب التحرك بمن يوافق على العمل المشترك، خاصة إذا علمنا أن طرفين من أطراف التحالف (البارتي، اليساري) أبديا استعدادهما على العمل وفق هذا الاقتراح.
هذا يعني أن الاقتراح متفق عليه اليوم من قبل ثمانية أحزاب كردية وهذا كاف للعمل المشترك في هذه المرحلة، ويترك الباب مفتوحاً أمام الأحزاب الأخرى لإعادة النظر بموقفها (التقدمي + الوحدة).
أما إذا بقينا ننتظر موافقتهم فمن المؤكد بأننا سوف ننتظر كثيراً ولن نجد جواباً، خاصة وأنهما وبعد الخلافات الأخيرة داخل التحالف حسما أمريهما باتجاه آخر.
ومن هنا –ونتيجة لإصرارنا على القيام بهذه الخطوة العملية فإننا نقوم بنشر الرؤية المشتركة للأطر الثلاثة كما هي كي يتمكن شعبنا من الاطلاع عليه وإبداء وجهة نظره حولها وإغناءها بما يخدم مصلحة شعبنا.
———–
· نشرة دورية تصدرها اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكردي في سوريا – العدد (158) حزيران 2008
لقراءة مواد العدد انقر هنا yekiti158