كان علينا أن ننتظر حتى غرة الصبح في يوم منتصف ليلة الاثنين الجاري حتى نتابع للمرة الأولى مباراة فريق إقليم كردستان العراق ضمن بطولة خمسة أقاليم على مستوى العالم.
بالتأكيد كل من سمع بالخبر تنازل عن نومه، وراحته من أجل أن يشهد هذه اللحظة التاريخية لحظة أن يكون للكرد منتخب وطني في اللعبة الأشهر والأكثر شعبية عالميا.
لقد كان علم كردستان لضخامته ملائماً لملعب يستوعب أكثر من مئة ألف متفرج، لا لمثل ذلك الملعب السيئ للغاية الذي شهد مباراة فريقي كردستان، وسامي لاند، كان الملعب متواضعاً ، حيث افتقد إلى المدرجات، ومشالح اللاعبين، ومقاعد البدلاء والمدربين والجهاز الإداري والفني، إضافة إلى النوعية السيئة للعشب الذي أهدر طاقات اللاعبين التي كانت مهزوزة أصلاً، وكان يساهم في جعل الكرة تهرب من بين أرجل اللاعبين، لذا خفت الفنيات واللقطات التي كان سيمتع بها الفريق الكردستاني الجمهور فيما لو كان الملعب ملائماً للعب عليه، فلم تكن الخطوط فيه واضحة، ولم نر على مد النظر سيارات لإسعاف المصابين، ولا لوحات الكترونية، ولا كاميرات متعددة، فكل المباراة صورت بكاميرا واحدة، وبعيون غبية، أثرت على مستوى الفرجة عند العديد من تابعوا المباراة، ولولا الفضول لما تابعناها لسوء أداء اللاعبين في الملعب مع أفضلية نسبية ببعض الفنيات واللمحات الكروية الذكية من بعض لاعبي منتخب كردستان بالمقارنة مع خصمهم الضعيف والعصبي والذي لعب بأسلوب خشن، وكأنه تدرب في أدغال الكونغو لا بين ثلوج وضباب السويد الحالمة.
الطريف أنه بين شوطي المباراة كان فريق كردستان تي في يضع موسيقا النصر والفوز، كنا كالعادة نستقبل أهداف الفريق الخصم، بشمم وكبرياء، وباللباس الكردي التقليدي، لم يوفر الإعلاميون جهداً في الاتصال من كردستان بالفعاليات الفنية والرياضية المرافقة، وكذلك كانوا يأخذون تلخيصات غير دقيقة من بعض الفنيين والمسؤولين الكرد الذين كانوا يتبارون ليظهروا على الشاشة الكردية، وكاد الحماس أن يدب ببعض هؤلاء لأن يدخلوا الملعب ليتولوا مهمة قيادة المباراة هم، غير أن ضخامة كروش بعضهم أنقذتهم من تلك المجازفة.
لقد لعب لاعبو كردستان بحماسة، ومع ذلك لم يفوزوا على فريق سامي لاند الغاية في التواضع، بسبب أن العديد منهم ظهر بمستوى أقل من مستوى أي لاعب في الأحياء الشعبية، وقد استغرب الكثير منا كيف أن الإدارة الرياضية والسياسية في كردستان العراق وكالعادة لم تستغل تاريخية المباراة، فأرسلت لاعبين كلت عزائمهم، وخارت قواهم بعد أقل من عشر دقائق في المباراة، وتوقعنا أن نرى في تلك المباراة بعض اللاعبين الكرد الذين أثبتوا جدارة، وجهوزية عالية ضمن المنتخب العراقي أمثال: هاوار ملا محمد، وسامان سعيد، وجاسم حاجي، وغيرهم.
ولماذا لم تقترح كردستان العراق أن تستضيف هذه البطولة الأقاليمية؟؟ فعلى الأقل يتوفر في كردستان عدة ملاعب دولية محترمة، وكان على المشاركين الامتناع عن اللعب في ذلك الملعب السيئ بكل المواصفات.