صلاح علمداري
ليس العنوان هنا بغرض الاعلان عن صفقة او ماركة تجارية رغم ان الحكماء والخبراء بالطب الشعبي والتداوي بالوسائل البسيطة ولا سيما في بلاد الشرق يلجؤون احيانا الى الوخز بالابر والحجام وحتى الضرب والطعن ولكن في اماكن معينة لا تشكل فيها خطرا على حياة المريض… وان التداوي بالابر الصينية لا زال علما يدرس في بعض المعاهد والجامعات…..
ورغم ان في كردستان العراق ثمة من اصيب بالعطب والمرض سيما في اوساط الذين هم في الفوق الاداري والاجتماعي والحزبي وصاروا بحاجة للتداوي بها .
فما نكتبه هنا عن كردستان العراق واكرادها ليست الا لقطات رصدتها عين زائر / كاتب هذه السطور / وحكايا تتردد على السنة الناس هناك … نبثها نحن هنا لعلنا نحدث بها وخزة تنبيه كما تفعل الابرة الصينية في العلاج اذ تنشط العصب الخامل وتحسن اداء ذاك العاطل ونحث الحكماء من الناس ايضا على استخدامها وتجربتها (الابر) على المسؤولين اولا لكي لا يستفحل المرض لديهم وتتحول الحالة الى (ميؤوس منها).
لن نكرر هنا ما قيل او ما كتب عن الفساد والمفسدين وسطوة المسؤولين وال الحكم والحزبيين … ولن نقول ابدا ان الحزب الواحد من الحزبين الحاكمين لا زال اقوى بكثير من حيث اجهزة استخباراته وجيشه ورصيده المالي من الحكومة (الموموحدة) العتيدة نفسها كما لن نشكك هنا في هذا التوافق المريب بينها في كل شيئ حتى الولائم والعزاءات مرورا طبعا بالصفقات والمواقف و… بالمختصر والادق سنحاول ان لا نكرر كل ماكتبه الغيورون من نقد ولا ما بثه الحاقدون من سموم وهجوم وطعون حتى وان كان كل هذا وذاك صحيحا .
سنتحدث هنا عن اشياء ربما تبدو صغيرة (صغائر) لكننا نعتقد ان كل الكبائر كانت في البداية صغيرة.
عناوين :
– الحديث مع الناس في شؤون الحكم والادارة و السياسة والاحزاب في الاقليم بات مملا وعن النضال والتضحيات والحرية والحقوق بات حزينا وعن امور الحياة والمعيشة بات مقلقا .
الحديث عن المسؤولين وتجارتهم وصفقاتهم ومشاريعهم وارصدتهم خرج من الغرف المغلقة والمكاتب الخاصة الى الشارع.
المسؤولين الحزبيين والحكوميين خرجوا مع حواشيهم من المدن الى الضواحي والمصايف لبناء ممالك خاصة بهم بعيدا عن اعين الحساد !.
التلفزيونات الحزبية ايضا اخرجت كاميراتها ومراسليها من شوارع المدن والاحياء الفقيرة والاسواق الملتهبة وادارت ظهرها لمعانات وهموم الناس العاديين لتتجه الى المصايف وترصد فقط حركات المسؤولين هناك (ودع… – استقبل… – اجتمع… – قال)… .
– الرجل في كردستان هو المسؤول عن الدخل المادي سواء (ميكرو او سوبر دخل) والمراة غائبة عن الحياة العامة وبعض الاسماء النسائية والرموز التي يتداولها الاعلام هي نسبة لا تذكر وهي بمثابة ديكور او ملطف جو ليس الا اما الغالبية الساحقة من النساء فهن خادمات في المطبخ ومربيات للاولاد لذلك تحتل كردستان المرتبة الثانية عالميا بعد (الاصدقاء) الامريكان في البدانة (السمنة المفرطة) ولا سيما في الاوساط النسوية ! مع ذلك تطالب الكثيرات منهن من بعولههن استقدام خادمات اسيويات لمساعدتها في هذا المطبخ ! بشرط ان تكون (الخادمة) قبيحة الشكل ومسنة ..! والخادمات بدورهن غير راضيات تماما لان عملهن ينحصر في المطبخ فقط ولا يتضمن سهرات ولا رقص ولا ديسكو ولا بحر ولا سباحة ولو بالمايو الشرعي كما في الخليج , كما انهن تشعرن بالغبن لان المتعهدين الذين استقدموهن قد غشوهن فالعقود كانت على اساس مكان العمل تركيا والحقيقة انهم استقروا في دولة اخرى وعزاؤهم الوحيد ان هذه الدولة هي قريبة لتركيا وصديقة لتركيا…!
– رغم الاحتشام الواضح في لباس الفتيات قياسا بالشباب المنفتح على العصر والمواكب لتبعاته الاجتماعية تتعرض المراة في الاقليم الى القتل والاعتداء باشكال قاسية جدا واحصائيات المنظمات المعنية بشؤون المراة تؤكد ان نصف الضحايا تعرضوا الى الضرب وبادوات غير حادة ! اي (عصي – معاول – مطارق) … فتاملوا العذاب ! اما عادة ختان الفتيات المعمول بها الى يومنا هذا في العديد من مناطق كردستان على غرار السودان والصومال فكانت لي مفاجاة غير سارة ابدا !
– الناس ملت من تصرفات الديمقراطيين غير الديمقراطية و تصرفات الاتحاديين غير الاتحادية وهناك ميل للنزوح عن الاحزاب من هذا النوع في اتجاهين الاول : هجر السياسة والاحزاب نهائيا وتخزين الماضي النضالي والعذابات والحروب في ملفات الذاكرة …والثاني : التوجه صوب الاحزاب الاسلامية التي تبدو اكثر استيعابا ونزاهة اضافة الى ان الاسلام عموما لا زال – حسب معتقد الشارع الكردي – هو الملاذ النهائي للناس بعد خيبتهم من التيارات الاخرى .
– الشباب ترعرعوا في ظروف غير ظروف الكبار لذلك ثمة فرق شاسع بين ثقافة ورؤى واحلام الاجيال فالسياسة و الثقافة والتضحيات – مثلا – لا تعني الكثير للكثيرين من الشباب بقدر الانشغال بملحقات عصر الكومبيوتر و الانترنيت (صرعات الموضة – بلوتوث – العاب الكترونية …) وعصر الدولار المزدهر في كردستان حاليا وهوس البزنس والفلوس فالرزمة ذات العشرة الاف دولار- مثلا – يطلقون عليها تسمية /دفتر/ والمائة دولار هو / ورقة/ ..! فقط ورقة ! .
– برامج المسابقات والبرامج الثقافية التي تقدم عبر شاشات التلفزيونات الحزبية نفسها …- وكلمة حزبية – تعني ان جمهور الصالة اما حزبي او مختار من قبل اصحاب القناة لا تستطيع – رغم محاولاتها وارتباكها – تفادي اظهار مدى شحة الثقافة وضالة المعلومة وقلة الالمام والاهتمام لدى الشباب في كردستان حتى من منتسبي الجامعات والمعاهد فنسبة قليلة جدا منهم قد يفلحون – مثلا- في تعداد عشرة مدن كردية بشكل صحيح على خارطة كردستان والاكثرية ربما يخطئون حتى في تعداد مدن اقليمهم الرئيسية ! لكنهم قلما يخطئون في تحديد ماركات السيارات وميزات اجهزة الهاتف الخليوي ….
اما اللباس الكردي التقليدي فلا يستسيغه الجيل الشاب في كردستان العراق وتتضاءل فرصه يوما بعد يوم امام الجينز والتوينز! في الوقت الذي يسجن فيه الكردي في سوريا – مثلا – بسبب ارتداء او ترويج اللباس الكردي العراقي التقليدي !
– دخل الاقليم من ميزانية الدولة المركزية فقط يعادل دخل البعض من الدول المستقلة ودخل الاقليم من البراني النفطي والجمركي والترانزيت لا يقل عن الاول بكثير ومع ذلك لا توجد مخازن ولا مخزون احتياطي خاص بالاقليم حتى للمواد الاساسية (طحين – زيت – رز….) ولو لمدة شهور معدودة عدا مخازن البطاقة التموينية وموادها من الانواع الثالثة… والرابعة من حيث الجودة والتي لا يستهلكها الا من انقطعت به السبل .
كل السلع الاستهلاكية في الاقليم – تقريبا – هي مستوردة مباشرة من الجارتين ايران وتركيا او عن طريقهم .
حتى الخضار من مرتبة البندورة والبقدونس… يتم استيرادها يوما بيوم من الجارتين ويوم يزعل الجيران تبقى كردستان بدون خضار وبدون تبولة ! علما ان سنوات الادارة الذاتية التي تقارب العقدين كانت كافية لتحويل مساحات شاسعة من الاراضي غير المستثمرة حتى اليوم الى مساحات زراعية ومنتجة تكفي لاستهلاك السوق المحلي وتزيد وكان بالامكان تزويد العراق الاخر بمنتجات كردستان في هذه الظروف الحالية .
– مشاريع البناء والعمران هي الوحيدة المنتشرة في كردستان لكونها – طبعا- مشاريع تجارية ربحية في المقام الاول كما في كل العالم وغطاء لعمليات الفساد وتبييض الاموال و…..اما المجالات الاخرى (زراعة – صناعة – بحوث – ..) فهي غير واردة في اجندات الحكومة حاليا كما في اجندات رجال الاعمال لانه ببساطة لا حياة لهذا الاستثمار بدون طاقة كهربائية اما لماذا لم تتوفر هذه الطاقة حتى الان رغم وجود المياه ووجود الغاز (يمكن توليد الطاقة من الغاز ) ووجود المال اللازم لانشاء عشرات المحطات المنتجة للطاقة فهذا لا زال برسم السؤال … .
– /هولير/ امست خيمة من شبك فالاشرطة والكابلات التي تمتد من فوق المباني والاسطح وفي كل التجاهات .
هذه التي تنقل وتوزع الطاقة الكهربائية التي تولدها محركات خاصة وباسعار جدا خاصة ! تشعرك وكانك داخل بيت للعنكبوت اما كهرباء الدولة فلا تكاد تطل حتى تغيب وهكذا …
– عقود جديدة توقعها حكومة الاقليم بمليارات اخرى وايضا في مجال البناء والسياحة والرفاهية (احياء سكنية فخمة – منتجعات وفنادق – ملاعب اطفال ورياضة وملعب غولف ضخم وفخم يضم كذا تجمع مائي …!!) – تصوروا – اضافة الى عقود ومشاريع سابقة كالقرية الامريكية والقرية الانكليزية والالمانية….
وكان جميع سكان الاقليم يعيشون امنين مرفهين في بيوت يملكونها ولم تعد هذه البيوت تليق بمستواهم المعيشي الصاعد باتجاه الارستقراطية لذلك تشاد لهم بيوت من مستوى ديلوكس ! وكان الاربعين او الخمسين بالمائة من العوائل التي تعيش في بيوت الاجار ونفس النسبة من العاطلين عن العمل ونفس النسبة ممن هم تحت خط الفقر لا ينقصهم غير البيوت السياحية والغولف !…..
علما ان مشاريع البناء القديمة مثل /السنتر التجاري/ في وسط هولير و /مدينة الاحلام/ التي وعدوا بها الحالمين وغيرها الكثير من المشاريع لم تتحقق الى الان وهي في حالة وقف التنفيذ الى اجل غير مسمى والمليارات التي صرفت عليها في حالة جمود لاسباب اقلها سوء التخطيط ان لم نقل غير ذلك .
– المشروع السكني المنجز والظاهر لزوار اربيل هي ابراج / زكريا عبد الله/ ولكنها غير مسكونة حتى الان لان ثمن اصغر شقة سكنية فيها – كما يقال – تتجاوز 150 الف دولار! فكيف سيدفع هذا المبلغ من يصعب عليه تامين بدل الايجار الشهري ؟!
– لنذهب معهم فيما يذهبون اليه بان البناء مطلوب وان الاعمار مطلوب والبنية السياحية مطلوبة وترميم المعالم والتماثيل مطلوب ولكن في هذه الحالة ماذا نقول /لحجي قادري كوي/ وما تبقى من تمثاله في ساحة /كويسنجق/ ؟ حيث تمثال راسي صغير ترفعه قاعدة حجرية قديمة سقطت معظم احجارها لتبدو قاعدة التمثال لناظرها خرابة او كومة حجر..
وراس /حجي قادر/ يبدو- وااسفاه – كالبومة فوق هذه الخرابة .
اهكذا يكافا الرجل …الشاعر … صاحب مدرسة ومرحلة في الادب الكردي !؟ اهكذا نخلد ادباءنا ! ماذا سيقول المسؤولون لتلامذة وقراء شعر /كوي/ ! اليس هذا حزينا ؟
– سيحزنك ايضا نصب / كويس اغا / المهموم … المعزول….
على مدخل فرعي وثانوي لمدينة /شقلاوة/ حيث لا يراه احد من زوار المدينة الا من زاد فضوله ولف ودار حول المدينة .
حتى انكمش الرجل على نفسه خجلا شاكيا لزواره القلائل – لماذا لم يشيدوا ويقيموا نصبه في ساحة المدينة – مثلا- او احدى شوارعها الرئيسية حيث يرتاد المصطافين والزوار! ورموه في مدخل المدينة من جهة جبل/ سفين/ حيث لا يعبره احد !.
– ستحزنك خيام اللاجئين الاكراد السوريين البائسة بالقرب من / دهوك / هؤلاء الذين هربوا من شوفينية البعث السوري اثناء انتفاضة القامشلي … مستنجدين بنخوة الاشقاء ! في كردستان المحررة…..
– عاصمة مملكة الحفيد لا زالت تتكابر على التبعية الادارية لهولير العاصمة ولا زالت تعتبر نفسها عاصمة ثقافية وفنية ومدينة عصرية تحتفل – مثلا – بشكل مستقل باليوم العالمي للموسيقا ! القائمون على امرها يعتبرونها متحررة اكثر من هولير لكن نسبة ما تسمى بجرائم الشرف فيها ايضا اكبر من هولير ..!
تتباهى /السليمانية/ بتحررها وبسيداتها و بسيدتها التي غدت سيدة العراق الاولى …! لان في /هولير/ لا وجود تحت الضوء للسيدة الاولى والكلمة الفصل للسيد الاول !.
تتمسك المدينة باللون الاخضر* على حساب الالوان الاخرى رغم ماقيل وما اعلن عن دمج الالوان في كردستان واثناء السير في طريق اربيل – كوي – سليمانية سيلاحظ المرء حدود فصل الالوان في منتصف المسافة حتى من خلال واقية الراس لدى الجنود الذين يقيمون الحواجز على الطريق !.
اما الاحزاب الكردستانية من الاجزاء الاخرى و التي تفاءلت بتجربة اشقائهم ووجد مسؤولوها من كردستان المحررة متنفسا لهم ومساحة من الحرية لنشاطاتهم ففتحت لها فيها مكاتب وتمثيليات هي الاخرى تنقسم في ولاءاتها بين الاخضر والاصفر من اجل ان تنعم بالاعتراف والمعونات والا ! فقد همس في اذني مسؤول احد الاحزاب الكردية السورية عن الجفاء و المعاناة اللذين يلاقيهما في التعامل من قبل مسؤولي الحزبين الحاكمين لسبب وحيد هو ان حزبه – كما قال المسؤول – لا يفضل الاخضر على الاصفر* ولا الاصفر على الاخضر ويعتبر ذلك شان داخلي لاكراد العراق ويقف (حزبه) على نفس المسافة من الجميع فلم يسمحوا له حتى بوضع لوحة او ارمة تدل على ان المكان مقر حزب وليس دكانة خردة او محل حلاقة ….
حتى دفعتني الدعابة ان اقترح على المسؤول (محدثي) ان ينقل مكتبه الى /كويسنجق/ حيث منتصف المسافة بين السليمانية واربيل .
بين الاتحاد والديمقراطي ….
واخيرا اذا كان ثمن التضحيات التي قدمها الاكراد ينحصر اليوم في المال والجاه والنعم والرصيد كما يردده المسؤولون علنا فاعتقد انهم – المسؤولين – قد نالو نصيبهم واكثر بكثير وبقي ان يناله فقراء كردستان المعذبون حتى اليوم وهم الاكثرية الساحقة من سكان الاقليم .
سنتحدث هنا عن اشياء ربما تبدو صغيرة (صغائر) لكننا نعتقد ان كل الكبائر كانت في البداية صغيرة.
عناوين :
– الحديث مع الناس في شؤون الحكم والادارة و السياسة والاحزاب في الاقليم بات مملا وعن النضال والتضحيات والحرية والحقوق بات حزينا وعن امور الحياة والمعيشة بات مقلقا .
الحديث عن المسؤولين وتجارتهم وصفقاتهم ومشاريعهم وارصدتهم خرج من الغرف المغلقة والمكاتب الخاصة الى الشارع.
المسؤولين الحزبيين والحكوميين خرجوا مع حواشيهم من المدن الى الضواحي والمصايف لبناء ممالك خاصة بهم بعيدا عن اعين الحساد !.
التلفزيونات الحزبية ايضا اخرجت كاميراتها ومراسليها من شوارع المدن والاحياء الفقيرة والاسواق الملتهبة وادارت ظهرها لمعانات وهموم الناس العاديين لتتجه الى المصايف وترصد فقط حركات المسؤولين هناك (ودع… – استقبل… – اجتمع… – قال)… .
– الرجل في كردستان هو المسؤول عن الدخل المادي سواء (ميكرو او سوبر دخل) والمراة غائبة عن الحياة العامة وبعض الاسماء النسائية والرموز التي يتداولها الاعلام هي نسبة لا تذكر وهي بمثابة ديكور او ملطف جو ليس الا اما الغالبية الساحقة من النساء فهن خادمات في المطبخ ومربيات للاولاد لذلك تحتل كردستان المرتبة الثانية عالميا بعد (الاصدقاء) الامريكان في البدانة (السمنة المفرطة) ولا سيما في الاوساط النسوية ! مع ذلك تطالب الكثيرات منهن من بعولههن استقدام خادمات اسيويات لمساعدتها في هذا المطبخ ! بشرط ان تكون (الخادمة) قبيحة الشكل ومسنة ..! والخادمات بدورهن غير راضيات تماما لان عملهن ينحصر في المطبخ فقط ولا يتضمن سهرات ولا رقص ولا ديسكو ولا بحر ولا سباحة ولو بالمايو الشرعي كما في الخليج , كما انهن تشعرن بالغبن لان المتعهدين الذين استقدموهن قد غشوهن فالعقود كانت على اساس مكان العمل تركيا والحقيقة انهم استقروا في دولة اخرى وعزاؤهم الوحيد ان هذه الدولة هي قريبة لتركيا وصديقة لتركيا…!
– رغم الاحتشام الواضح في لباس الفتيات قياسا بالشباب المنفتح على العصر والمواكب لتبعاته الاجتماعية تتعرض المراة في الاقليم الى القتل والاعتداء باشكال قاسية جدا واحصائيات المنظمات المعنية بشؤون المراة تؤكد ان نصف الضحايا تعرضوا الى الضرب وبادوات غير حادة ! اي (عصي – معاول – مطارق) … فتاملوا العذاب ! اما عادة ختان الفتيات المعمول بها الى يومنا هذا في العديد من مناطق كردستان على غرار السودان والصومال فكانت لي مفاجاة غير سارة ابدا !
– الناس ملت من تصرفات الديمقراطيين غير الديمقراطية و تصرفات الاتحاديين غير الاتحادية وهناك ميل للنزوح عن الاحزاب من هذا النوع في اتجاهين الاول : هجر السياسة والاحزاب نهائيا وتخزين الماضي النضالي والعذابات والحروب في ملفات الذاكرة …والثاني : التوجه صوب الاحزاب الاسلامية التي تبدو اكثر استيعابا ونزاهة اضافة الى ان الاسلام عموما لا زال – حسب معتقد الشارع الكردي – هو الملاذ النهائي للناس بعد خيبتهم من التيارات الاخرى .
– الشباب ترعرعوا في ظروف غير ظروف الكبار لذلك ثمة فرق شاسع بين ثقافة ورؤى واحلام الاجيال فالسياسة و الثقافة والتضحيات – مثلا – لا تعني الكثير للكثيرين من الشباب بقدر الانشغال بملحقات عصر الكومبيوتر و الانترنيت (صرعات الموضة – بلوتوث – العاب الكترونية …) وعصر الدولار المزدهر في كردستان حاليا وهوس البزنس والفلوس فالرزمة ذات العشرة الاف دولار- مثلا – يطلقون عليها تسمية /دفتر/ والمائة دولار هو / ورقة/ ..! فقط ورقة ! .
– برامج المسابقات والبرامج الثقافية التي تقدم عبر شاشات التلفزيونات الحزبية نفسها …- وكلمة حزبية – تعني ان جمهور الصالة اما حزبي او مختار من قبل اصحاب القناة لا تستطيع – رغم محاولاتها وارتباكها – تفادي اظهار مدى شحة الثقافة وضالة المعلومة وقلة الالمام والاهتمام لدى الشباب في كردستان حتى من منتسبي الجامعات والمعاهد فنسبة قليلة جدا منهم قد يفلحون – مثلا- في تعداد عشرة مدن كردية بشكل صحيح على خارطة كردستان والاكثرية ربما يخطئون حتى في تعداد مدن اقليمهم الرئيسية ! لكنهم قلما يخطئون في تحديد ماركات السيارات وميزات اجهزة الهاتف الخليوي ….
اما اللباس الكردي التقليدي فلا يستسيغه الجيل الشاب في كردستان العراق وتتضاءل فرصه يوما بعد يوم امام الجينز والتوينز! في الوقت الذي يسجن فيه الكردي في سوريا – مثلا – بسبب ارتداء او ترويج اللباس الكردي العراقي التقليدي !
– دخل الاقليم من ميزانية الدولة المركزية فقط يعادل دخل البعض من الدول المستقلة ودخل الاقليم من البراني النفطي والجمركي والترانزيت لا يقل عن الاول بكثير ومع ذلك لا توجد مخازن ولا مخزون احتياطي خاص بالاقليم حتى للمواد الاساسية (طحين – زيت – رز….) ولو لمدة شهور معدودة عدا مخازن البطاقة التموينية وموادها من الانواع الثالثة… والرابعة من حيث الجودة والتي لا يستهلكها الا من انقطعت به السبل .
كل السلع الاستهلاكية في الاقليم – تقريبا – هي مستوردة مباشرة من الجارتين ايران وتركيا او عن طريقهم .
حتى الخضار من مرتبة البندورة والبقدونس… يتم استيرادها يوما بيوم من الجارتين ويوم يزعل الجيران تبقى كردستان بدون خضار وبدون تبولة ! علما ان سنوات الادارة الذاتية التي تقارب العقدين كانت كافية لتحويل مساحات شاسعة من الاراضي غير المستثمرة حتى اليوم الى مساحات زراعية ومنتجة تكفي لاستهلاك السوق المحلي وتزيد وكان بالامكان تزويد العراق الاخر بمنتجات كردستان في هذه الظروف الحالية .
– مشاريع البناء والعمران هي الوحيدة المنتشرة في كردستان لكونها – طبعا- مشاريع تجارية ربحية في المقام الاول كما في كل العالم وغطاء لعمليات الفساد وتبييض الاموال و…..اما المجالات الاخرى (زراعة – صناعة – بحوث – ..) فهي غير واردة في اجندات الحكومة حاليا كما في اجندات رجال الاعمال لانه ببساطة لا حياة لهذا الاستثمار بدون طاقة كهربائية اما لماذا لم تتوفر هذه الطاقة حتى الان رغم وجود المياه ووجود الغاز (يمكن توليد الطاقة من الغاز ) ووجود المال اللازم لانشاء عشرات المحطات المنتجة للطاقة فهذا لا زال برسم السؤال … .
– /هولير/ امست خيمة من شبك فالاشرطة والكابلات التي تمتد من فوق المباني والاسطح وفي كل التجاهات .
هذه التي تنقل وتوزع الطاقة الكهربائية التي تولدها محركات خاصة وباسعار جدا خاصة ! تشعرك وكانك داخل بيت للعنكبوت اما كهرباء الدولة فلا تكاد تطل حتى تغيب وهكذا …
– عقود جديدة توقعها حكومة الاقليم بمليارات اخرى وايضا في مجال البناء والسياحة والرفاهية (احياء سكنية فخمة – منتجعات وفنادق – ملاعب اطفال ورياضة وملعب غولف ضخم وفخم يضم كذا تجمع مائي …!!) – تصوروا – اضافة الى عقود ومشاريع سابقة كالقرية الامريكية والقرية الانكليزية والالمانية….
وكان جميع سكان الاقليم يعيشون امنين مرفهين في بيوت يملكونها ولم تعد هذه البيوت تليق بمستواهم المعيشي الصاعد باتجاه الارستقراطية لذلك تشاد لهم بيوت من مستوى ديلوكس ! وكان الاربعين او الخمسين بالمائة من العوائل التي تعيش في بيوت الاجار ونفس النسبة من العاطلين عن العمل ونفس النسبة ممن هم تحت خط الفقر لا ينقصهم غير البيوت السياحية والغولف !…..
علما ان مشاريع البناء القديمة مثل /السنتر التجاري/ في وسط هولير و /مدينة الاحلام/ التي وعدوا بها الحالمين وغيرها الكثير من المشاريع لم تتحقق الى الان وهي في حالة وقف التنفيذ الى اجل غير مسمى والمليارات التي صرفت عليها في حالة جمود لاسباب اقلها سوء التخطيط ان لم نقل غير ذلك .
– المشروع السكني المنجز والظاهر لزوار اربيل هي ابراج / زكريا عبد الله/ ولكنها غير مسكونة حتى الان لان ثمن اصغر شقة سكنية فيها – كما يقال – تتجاوز 150 الف دولار! فكيف سيدفع هذا المبلغ من يصعب عليه تامين بدل الايجار الشهري ؟!
– لنذهب معهم فيما يذهبون اليه بان البناء مطلوب وان الاعمار مطلوب والبنية السياحية مطلوبة وترميم المعالم والتماثيل مطلوب ولكن في هذه الحالة ماذا نقول /لحجي قادري كوي/ وما تبقى من تمثاله في ساحة /كويسنجق/ ؟ حيث تمثال راسي صغير ترفعه قاعدة حجرية قديمة سقطت معظم احجارها لتبدو قاعدة التمثال لناظرها خرابة او كومة حجر..
وراس /حجي قادر/ يبدو- وااسفاه – كالبومة فوق هذه الخرابة .
اهكذا يكافا الرجل …الشاعر … صاحب مدرسة ومرحلة في الادب الكردي !؟ اهكذا نخلد ادباءنا ! ماذا سيقول المسؤولون لتلامذة وقراء شعر /كوي/ ! اليس هذا حزينا ؟
– سيحزنك ايضا نصب / كويس اغا / المهموم … المعزول….
على مدخل فرعي وثانوي لمدينة /شقلاوة/ حيث لا يراه احد من زوار المدينة الا من زاد فضوله ولف ودار حول المدينة .
حتى انكمش الرجل على نفسه خجلا شاكيا لزواره القلائل – لماذا لم يشيدوا ويقيموا نصبه في ساحة المدينة – مثلا- او احدى شوارعها الرئيسية حيث يرتاد المصطافين والزوار! ورموه في مدخل المدينة من جهة جبل/ سفين/ حيث لا يعبره احد !.
– ستحزنك خيام اللاجئين الاكراد السوريين البائسة بالقرب من / دهوك / هؤلاء الذين هربوا من شوفينية البعث السوري اثناء انتفاضة القامشلي … مستنجدين بنخوة الاشقاء ! في كردستان المحررة…..
– عاصمة مملكة الحفيد لا زالت تتكابر على التبعية الادارية لهولير العاصمة ولا زالت تعتبر نفسها عاصمة ثقافية وفنية ومدينة عصرية تحتفل – مثلا – بشكل مستقل باليوم العالمي للموسيقا ! القائمون على امرها يعتبرونها متحررة اكثر من هولير لكن نسبة ما تسمى بجرائم الشرف فيها ايضا اكبر من هولير ..!
تتباهى /السليمانية/ بتحررها وبسيداتها و بسيدتها التي غدت سيدة العراق الاولى …! لان في /هولير/ لا وجود تحت الضوء للسيدة الاولى والكلمة الفصل للسيد الاول !.
تتمسك المدينة باللون الاخضر* على حساب الالوان الاخرى رغم ماقيل وما اعلن عن دمج الالوان في كردستان واثناء السير في طريق اربيل – كوي – سليمانية سيلاحظ المرء حدود فصل الالوان في منتصف المسافة حتى من خلال واقية الراس لدى الجنود الذين يقيمون الحواجز على الطريق !.
اما الاحزاب الكردستانية من الاجزاء الاخرى و التي تفاءلت بتجربة اشقائهم ووجد مسؤولوها من كردستان المحررة متنفسا لهم ومساحة من الحرية لنشاطاتهم ففتحت لها فيها مكاتب وتمثيليات هي الاخرى تنقسم في ولاءاتها بين الاخضر والاصفر من اجل ان تنعم بالاعتراف والمعونات والا ! فقد همس في اذني مسؤول احد الاحزاب الكردية السورية عن الجفاء و المعاناة اللذين يلاقيهما في التعامل من قبل مسؤولي الحزبين الحاكمين لسبب وحيد هو ان حزبه – كما قال المسؤول – لا يفضل الاخضر على الاصفر* ولا الاصفر على الاخضر ويعتبر ذلك شان داخلي لاكراد العراق ويقف (حزبه) على نفس المسافة من الجميع فلم يسمحوا له حتى بوضع لوحة او ارمة تدل على ان المكان مقر حزب وليس دكانة خردة او محل حلاقة ….
حتى دفعتني الدعابة ان اقترح على المسؤول (محدثي) ان ينقل مكتبه الى /كويسنجق/ حيث منتصف المسافة بين السليمانية واربيل .
بين الاتحاد والديمقراطي ….
واخيرا اذا كان ثمن التضحيات التي قدمها الاكراد ينحصر اليوم في المال والجاه والنعم والرصيد كما يردده المسؤولون علنا فاعتقد انهم – المسؤولين – قد نالو نصيبهم واكثر بكثير وبقي ان يناله فقراء كردستان المعذبون حتى اليوم وهم الاكثرية الساحقة من سكان الاقليم .
* اللون الاخضر يرمز لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني
* اللون الاصفر يرمز للحزب الديمقراطي الكردستاني