خمسونَ عاماً نزدادُ خراباً وشقاقاً وبؤساً سياسيَّاً كرديَّاً سوريَّاً!.

هوشنك أوسي

قبل حلول الرابع عشر مع حزيران من كلِّ عام، يشهدُ الحراك السياسيُّ الكرديُّ في سورية، إسهالاً وسيلاناً مرعباً في إصدار البيانات الحزبيَّة، تضجُّ وتعجُّ بها المواقع الإلكترونيَّة الكرديَّة السوريَّة!.

تجتمع هذه البيانات الحزبيَّة على التهنئة والتبرك بمناسبة حلول هذه “الذكرى المباركة والمجيدة”، ذكرى تأسيس أوَّل حزب كردي في سورية سنة 1957!، وتختلف هذه البيانات الحزبيَّة على تنصيب أحزابها بأنها الامتداد الشرعي لذلك الحزب!.

بمعنى، كل حزب كردي سوري، يعتبر نفسه النسخة الأصل للحزب الكردي الوليد سنة 1957، وباقي الأحزاب الأخرى، هي نُسخ مقلَّدة، مغشوشة!.

وعليه، “احتفل” الشعب الكردي في سورية، بمعيَّة أحزابه الكرديَّة العتيدة، بهذه المناسبة، هذا العام، والحراك السياسيُّ الكرديُّ السوريُّ، في أكثر مراحله سوءاً وبؤساً وخراباً وعطباً وفوضى وعطالة…!.
يعزو بعض المراقبين الكُرد السوريين هذه الحال المزرية للأحزاب الكرديَّة، كونها نتاج مجتمع كردي متخلِّف، وضمن جملة من الظروف الموضوعيَّة الضاغطة، المعرقلة لولادة صحيَّة للتعبير السياسي الكردي الأوَّل في سورية، فضلاً عن حالة القمع والاستبداد الممنهجة، المطبِّقة من قبل النظام السوري والحكومات المتعاقبة على المجتمع الكردي في سورية، التي أسهمت في التفريخ والتفقيس العشوائي لكمٍّ كبيرٍ من الأحزاب الكرديَّة!.

وهذا الرأي، كان سينال نصيبه من الصواب، لو كانت حالة القمع والمشاريع العنصريَّة (التي وصلت لحدِّة الإبادة العرقيَّة) في العراق، والاضطهاد وسياسات الصهر القومي في كلّ من تركيا وإيران حيال الأكراد، أخفُّ وطأة من التي مورست وتمارس في سورية على الأكراد.

فرغم الفظائع والجرائم الوحشيَّة التي ارتكبت بحقِّ أكراد العراق وتركيا وإيران، إلا أن الأكراد هناك، أنتجوا أحزاباً سياسيَّة، قادت ثورات، وحققت إنجازات، إلى حدٍّ ما!.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أوَّل حزب كردي في سورية، تأسَّس في أهم حقبة من تاريخ سورية المعاصر.

وأقصد، ما سمِّي بـ”العهد الوطني”، حيث الحياة البرلمانيَّة والتعدديَّة وحريَّة الصحافة.

ومن أسَّس ذلك الحزب، هم نخبة المجتمع الكردي “مثقفون، قوميون، يساريون، متديّنون، شخصيَّات وطنيَّة…”.

وتأسَّس هذا الحزب في العاصمة السورية دمشق، وأعلن عنه في حلب.

يعني، الحزب الكردي الأوَّل، لم يكن نتاج حقبة متخلِّفة أو مجتمع متخلِّف، وأسَّسه أناس متخلِّفون، إلا أن الولادة كانت مشوَّهة، بحيث لم تكن كرديَّة سورية صرفة بالأساس والأصل.
                   
ولئن المصادر التي أرَّخت لتلك المرحلة، لا زالت شحيحة، فضلاً عن تكتُّم البعض من الرعيل الأوَّل من الساسة الكرد السوريين عن بعض تفاصيل نشأة الحزب الكردي الأوَّل في سورية سنة 1957، تبقى الشبهات حول نشأة هذا الحزب قائمة، وبحاجة للمزيد من التدقيق والتمحيص والتنقيب والاستدلال.

ثمَّة فرضيَّة تقول: إن الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، طلب معونة ومساندة التيارات القوميَّة الحاكمة في سورية، لموجهة النظام الملكي في بغداد.

وقد كان جلال طالباني وقتها، عضواً في اللجنة المركزيَّة للحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي، بزعامة القائد الراحل الملا مصطفى بارزاني، ولديه علاقات جيَّدة مع القوميين العرب في سورية ومصر، من ناصريين وبعثيين.

فوافقت التيارات القوميَّة العربيَّة على دعم الحركة الكرديَّة في العراق، لموجهة نظام نوري السعيد، وحلف بغداد، بشرط أن يؤسِّسوا حزباً كرديَّاً في سورية، يكون مهمَّته إثارة القلاقل في تركيا، التي كانت أحد أقطاب حلف بغداد، وعلى علاقة بإسرائيل، وحليفة أمريكا.

وعليه، بدأ كل من طالباني وعبدالرحمن ذبيحي (ناشط سياسي كردي إيراني)، وبعد أن أخذوا الضوء الأخضر من عبدالحميد سرَّاج (كان مسؤولاً أمنيَّاً، قبل أن يصبح ناب عبدالناصر في عهد الجمهوريَّة المتَّحدة، سنة 1958) بدأوا بالاتصالات مع النخب السياسيَّة والثقافيَّة الكرديَّة السوريَّة.

وخلُصت هذه الاتصالات، لتشكيل حزب، حمل اسم “الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري”.

وكان شعاره “تحرير وتوحيد كردستان”.

ما يعزز هذه الفرضية، هو إيفاد الحزب، للشيخ محمد باقي ملا محمود إلى كردستان تركيا، لتشكيل خلايا الحزب هناك، والتواصل من التعبيرات والشخصيات الكرديَّة في تركيا.

بالإضافة إلى أنَّ في زمن دولة الوحدة بين سورية ومصر، كانت الأحزاب محظورة، إلا أنَّ الحزب الكردي، كان ينشط، بشكل شبه علني!.

لكن، سرعان ما انقلبت الطبقة الحاكمة في سورية سنة 1960 على الحزب الكردي.

بعد زوال مبررات وجوده.

وهي زوال النظام الملكي في بغداد، وإبطال مفعول حلف بغداد, وإعلان الملا مصطفى بارزاني الثورة على النظام العراقي سنة 1961، والخشية من أن تنتقل العدوى الكرديَّة لكردستان سورية!.

وعليه، تمَّ اعتقال كافة قيادات هذا الحزب، بشكل سريع، وهذا يعني أنَّ الحزب الكردي السوري، كان مكشوفاً لدى السلطات السوريَّة آنئذ!.

وتأسيساً على تلك الفرضيَّة، لم تكنْ الولادة السياسيَّة الكرديَّة الأولى في سورية سنة 1957، صحيَّة وسليمة على الصعيد الوطني السوري!.
هذه الفرضيَّة التي أميل إليها، تعززها وتدعمها ما جاء في مقدمة الطبعة الثانية من كتاب “مسألة كردستان/60 عاماً من النضال الكردي المسلح ضدّ العبوديَّة”، لقدري جميل باشا، (زنار سلوبي)، طبعة عربيَّة ثانية، بيروت 1997، تنقيح وتقديم البروفيسور عزالدين مصطفى رسول.

حيث كتب الأخير في مقدِّمة هذه الطبعة ما يلي: (كانت سورية في عام 1956 تعيش عهداً عرفناه نحن بالعهد الوطني والديمقراطي.

إذ كانت تقف شامخة ضد حلف بغداد، وتفتح صدرها للوطنيين العرب، وتساعد المعارضين للحكومات المرتبطة بالغرب الاستعماري… ص 17.

وفي عام 1957، كان جلال الطالباني قد وضع اللبنات الأولى للحزب الديمقراطي الكردي في سورية قبل سفره للغاية نفسها إلى موسكو.

وأنهى اللمسات الأخيرة عودته من موسكو، ومغادرته سرّاً إلى العراق… ص 17.

عندما فتحت الإذاعة الكردية في القاهرة، كنا نذهب (قدري جان وأنا) إلى موقع السفارة المصريَّة (هيئة تنسيق الوحدة)، ونسجِّل مواد إذاعيَّة، كانت ترسل للقاهرة يومياً…ص 19.

في العام 1957، أقام السيد جلال الطالباني معنا ما يقاب العام، قبل وبعد سفره إلى موسكو.

وكان على اتصال مع جميع الوجوه الكرديَّة.

وعمل على تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في سورية… ص 19).

كما ذكر الكاتب والباحث العراقي صلاح الخرسان في كتابه الضخم “التيارات السياسيَّة في كردستان العراق/ قراءة في ملفات الحركات والأحزاب الكردية في العراق 1946 _ 2001” ط 1: 2001؛ مؤسسة البلاغ للطباعة النشر _ بيروت، كتب ما يلي: “كان جلال طالباني قد توجَّه أواخر عام 1957 إلى موسكو ليمثل البارتي في مهرجان اتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي (…) وخلال عودته السرَّية إلى العراق، وكانت عن طريق سورية، التقى جلال طالباني في دمشق بالكل من كمال فؤاد والدكتور عبدالرحمن الذبيحي، وهما من كوادر البارتي، حيث قام الثلاثة بزيارة العديد من السياسيين السوريين، منهم ميشيل عفلق، عميد حزب البعث العربي الاشتراكي، وعن تلك الزيارة يقول طالباني: “عند زيارتنا للأستاذ ميشيل عفلق، تحدث معنا بعموميات، لم نفهم منها شيئاً”.

كما قاموا بزارة أكرم الحوارني، رئيس البرلمان السوري، والعقيد عبدالحميد السراج، رئيس المكتب الثاني (الاستخبارات العسكريَّة)، وكان من أنصار الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ومن رجالاته في سورية.

وقد دار حديث خلال اللقاء (ويقصد السراج) كما يورده الطالباني بالقول: “طرحنا عليه فكرة العمل المشترك، ومهمة ترتيب اللقاء بين الرئيس جمال عبدالناصر والملا مصطفى بارزاني عند زيارة الرئيس إلى الاتحاد السوفياتي، من أجل الاتفاق بينهما على العلاقة العربيَة _ الكرديّة، والأوضاع في العراق.

في حين، دعا عبدالحميد السراج إلى تركيز نشاط الأكراد السوريين على العمل والتوجُّه إلى داخل تركيا، وهي الخطَّة السارية حاليّاً، على اعتبار أن أكثريَّة الأكراد السوريين يتحدّرون من أصول تركيّة.

وأعرب عن استعداده لدعمهم في تشكيل حزب وتزويدهم ما يريدون.

ص 61 و62).
على ضوء يبدو جليَّاً دور طالباني في تأسيس البارتي في سورية، وطبيعة التأسيس، والتوجُّه نحو تركيا، والتغطية العبثيَّة _ الناصريَّة لهذا الحزب الكردي السوري.

وقد سبق وأن أشرت لهذه القضيَّة في مقالاتي.

وحاول البعض نفي أيّ دور طالباني، ودور التغطيَّة العربيَّة للحزب الكردي، في حال لو توجَّه نحو تركيا!.

على كل حال، القضيَّة لا زالت بحاجة للمزيد من المراجعة والتدقيق.

رغم أنَّ طرح هكذا قراءات أو فرضيات لنشأة الحركة الكرديَّة، التي تحوَّلت فيما بعد لحركة حزبيَّة، لَهي من المحرَّمات والكبائر في عُرف الأحزاب الكرديَّة السوريَّة!.

كاتب هذه السطور، كتب سلسلة من المقالات النقديَّة الحازمة والصارمة في حقِّ هذه الأحزاب، وفوضاها وعطبها وشقاقها وتكاثرها الأميبي…، وحاول الإيغال في ماضي هذه الحركة السياسيَّة، وطرح سلال من الأسئلة حول إنجازاتها المعدومة، وتشرذمها المعيب، ونتاجها الثقافي الهزيل، وخلل خطابها السياسي، بداعي المراجعة، وصولاً لتشخيص أمراض هذه الحركة، وبلورة جملة من التصوّرات حولها، قد تكون مدخلاً لإجراء عمليَّة إصلاحيَّة فيها، إلا أنني جوبهت بحائط سميك من الرفض والطعن والرشق بتهم، أقلُّها شأناً: “خائن، مرتزق، عميل، مدسوس، مدفوش، يعمل لصالح النظام…”!.

كلّ ذلك، ضمن مقالات، موقَّعة بأسماء مستعارة.

ولجأ البعض يائساً إلى الاتصالات الهاتفيَّة مع أهلي، بغية ردعي ومنعي من مساعي “المضرَّة” بالمصلحة الكرديَّة السوريَّة، حسب منطِقهم السقيم!.

ولم يكلِّف أحد من قادة هذه الأحزاب أو من مثقفيها بالإجابة عن ولو 10 بالمئة من أسئلتي، باسمه الصريح، أو حتَّة بإسم مستعار!.
ظنَّ البعض أن المستهدف من هذه المقالات والانتقادات، فقط هو الأستاذ عبدالحميد درويش، زعيم الديمقراطي التقدُّمي الكردي في سورية!، وإن باقي زعامات الأحزاب الكرديَّة مستثنون من هذه الانتقادات!.

ونتيجة شحنة الحقد والكيد لدى البعض اتجاه حميد درويش، راقت لهم انتقادات هوشنك أوسي له، ليس حبَّاً في النقد، ووعياً بضرورته، أو متابعة أو هضم لما يطرحه كاتب هذه السطور من أسئلة وأفكار، بل أن الغيّ والكراهية حيال حميد دوريش، بلغت بهم لاستساغة انتقادات هوشنك أوسي.

وعليه، أقول لهؤلاء، وأعني زعامات وقيادات باقي الأحزاب الكرديَّة، ما يلي: كلُّكم متورَّط في صناعة هذا البؤس والخراب والشقاق، وكلُّكم مسؤول عنه، ولا استثني أحداً.

وبل أفضل واحد فيكم هو عبدالحميد درويش.

على الأقل، الرجل واضح في أجندتـ”ه”، وصريح جداً في سلوكه، وقد حقق قسطاً وافراً من هذه الأجندة، ولا زال مصمماً في تحقيق المزيد منها.

الرجل متصالح مع قناعاته، وينجز دوره بحرفيَّة عالية، مشهودة لها منذ نصف قرن، ويقودكم من حيث لا تحتسبون.

نعم، لقد كان ولا زال الأستاذ دوريش ناجحاً في قيادة معشر هذه الأحزاب، وحتّى التي تعاديه أيضاً!.

لقد استطاع أن يكون شيخ القبيلة السياسيَّة الكرديَّة السوريَّة بجدارة!، وعلى مدى نصف قرن.

ولا أعلم، بماذا سيتحجج هذا الرهط من قيادات الحركة الحزبيَّة، التي لا تكلُّ ولا تملُّ من اتهام الأستاذ عبدالحميد درويش بأنه “حجر عثرة” و”المعرقل” أمام إيجاد مرجعيَّة كرديَّة في سورية، إن انتقل الأستاذ دوريش إلى جوار ربِّه، بعد عمرٍ مديد؟!.

أولئك النبهاء النجباء الوطنيين القوميين… الأفاضل، الذين يتَّهمون درويش بالعرقلة، فليفضَّلوا ويؤسِّسوا لنا مرجعيَّة بدون حميد درويش!.

فليستطيعوا إدارة أحزابهم، وينفِّذوا برامجها، على الأقل!.

أولئك التوَّاقون للمرجعيَّة، كانوا يوماً في حزب واحد، ولم يطيقوا العمل معاً في هذا الحزب، وبدأ كل “زعيم” يأخذ قطعة من الحزب نحوه، ويطوِّبها باسمه، ويا ليتهم نجحوا في إدارة وتسيير أمور هذا الإقطاعات السياسيَّة الحزبويَّة الخاسرة والبائرة!.
إسماعيل عمر: انشقَّ عن البارتي، نهاية الثمانينات، وسمَّى هذا الحزب المنشقّ بـ”الوحدة الديمقراطي…”!.

استقطب بعض الكتل اليساريَّة، “عليكو، شيخ آلي، صديق شرنخي…”، واستمر في قيادة الحزب، وأرفق اسم حزبه بلاحقة “يكيتي”.

حاول أن يصنع خلطة يساريَّة على قوميَّة، ميَّالة للراديكاليَّة، لكنه فشل في ضبط إيقاع حزبه، فانفضَّ عنه عليكو، آخذاً معه إقطاعاً أكبر من الذي أخذه من صلاح بدرالدين، آناء انشقاق عليكو عنه مطلع التسعينات، وأعلن حزباً، سمَّاه: “يكيتي الكردي”.

إسماعيل عمر حاليَّاً، يمضي قُدماً في ركبِ حميد درويش، وتحت عباءته.

واستوطأ حزبه وحزب التقدُّمي، حائط الحزبين الصغيرين في التحالف (اليساري والبارتي)، لكن، هذين الحزبين، استطاعاً أن يقولا: لا لنزعة التسلُّط والهيمنة، واستخدامنا كمطيَّة أو واجهة او ديكور لتحالفٍ، صار شركة استثمار سياسي، مناصفةً، بين إسماعيل عمر وحميد درويش!.

وعليه، لم ينتج إسماعيل عمر، ما يختلف أو يتميّز عن أقرانه.

وها هو في تراجع عن “راديكاليته”، وتبنِّي عقلانيَّة حميد درويش، بعد أن ناصف حزب “الوحدة” مع شيخ آلي، إذ نصَّب الأخير سكرتيراً للحزب، وبقي هو أميناً عاماً له!.
1.  فؤاد عليكو: الذي ينطبق عليه المثل الكردي الشائع: “agir berda kayê û xwe da aliyê bayê”.

بمعنى، إن عليكو، يجيد إضرام النيران في الهشيم، ويسير عكس الرِّيح، كي لا تطاله ألسنة اللَّهب!.

كان مع صلاح بدرالدين في اتحاد شعبه الكردي في سورية.

وانشقَّ عن هذا الاتحاد، ليشكِّل له اتحاد شعبه الكرديُّ الخاص به.

وحقق ذلك.

ثم انضمَّ إلى إسماعيل عمر، ليشكلِّ “يكيتي”، ثمَّ انشقَّ عن هذا الـ”يكيتي”، ليشكلِّ “يكيتي”، يكون ماركة مسجَّلة باسمه، حتَّى أثناء “عدم” وجوده على رأس هرم هذا الـ”يكيتي”.

فعندما تولَّى قيادة الحزب عبدالباقي يوسف، كان الحزب يُعرف بـ”يكيتيا فؤاد عليكو”.

وحين تولَّى حسن صالح قيادة هذا الحزب، بقي يكنَّى بـ”يكيتيا فؤاد عليكو”!.

وحاليَّاً، يرأس فؤاد عليكو “يكيتيا فؤاد عليكو”.

هذا الرجل، مسكون بهاجس الدفع نحو المزالق.

فقد أجبر هو وصديقه القديم في اتحاد الشعب، مشعل تمّو، زعيم حزب آزادي خيرالدين مراد على التوقيع على بيان “الحداد الكاذب”، على خلفية مقتل ثلاثة شباب كرد برصاص الأمن السوري ليلة عيد النوروز في القامشلي، ثمَّ أصدر عليكو بياناً، يعتذر من الشعب الكردي، ذاكراً إن مظاهر الحداد كانت ينبغي أن تبقى محصورة في القامشلي، المفجوعة بنوروزها وشبابها!.

هذه الحقيقة، لا يجرؤ خيرالدين مراد ذكرها على الملأ، رغم ذكرها لقواعد حزبه، في مسعى التهدئة وتبرير توقيعه على بيان الحداد، الذي “qaşo” سجَّل خيرالدين مراد “تحفُّظه” عليه!.

إذن، عليكو، يمتهن سياسة الدفش نحو الهاوية، ببراعة وحرفيَّة، لا يُحسد عليها!.

وحاليَّاً، شكِّل مع حزب آزادي وتيار المستقبل، شيء، سمُّوه “لجنة التنسيق…”، والقاصي والداني يعرف، إن تيار مستقبلـ”نا” الكردي في سورية، لا تزيد شدَّته عن “0” مكعَّب فولط!.

وهو عبارة عن مشعل تمُّو + ثلاث أو أربع أشخاص، بعد أن انفضَّ عنه “صحبه” الفارون من خنادق حزب العمال!.

أما حزب عليكو، ففي تقلُّص وانكماش مضطرد.

لكن، ما يسجَّل لعليكو، بأنه هو من يدير لجنة التنسيق.

وهذه اللجنة، تعتاش على جهد آزادي وكتلته.

وهذا الحزب، وقواعده تعرف ذلك، لكنهم لا يحركون ساكناً!.

بالنتيجة، السيّد فؤاد عليكو، هو بحقّ، قنَّاص الفرص الضائعة.

ومن المؤسف القول: إن عليكو، استثمر حضور الشهيد الراحل الشيخ معشوق الخزنوي، في السنتين الأخيرتين من عمره، وحتَّى في استشهاده.

يعني، إن عليكو هو أقرب إلى المستثمر السياسي أكثر منه إلى المناضل السياسي.

وهذا المسلك، أقلُّ ما يقال فيه بأنه انتهازي فجّ، يستند إلى رديكاليَّة جوفاء عرجاء، أثبتت بأنها ظاهرة صوتيَّة عابرة.

وما يؤكِّد ذلك، أن عليكو صار نجم شاشة ANN، السيئة الصيت والسمعة!.
2. خيرالدين مراد: نجح في الجمع بين بقايا الاتحاد الشعبي الكردي في سورية، وحزب اليساري، وشكلَّ حزب آزادي.

لكنه، وبعد مرور ثلاثة أعوام على تأسيس آزادي، لم يصل الحزب للدمج الكامل، ولازالت خطوط التماس بادية وواضحة ضمن آزادي، ولا زال كل شخص في هذا الحزب، ملتزماً خندقه القديم، وكأن حزب آزادي ليس بحزب واحد، بل مشروع ائتلاف بين حزبين، قد تنتهي مدَّة صلاحيته في الآتي من الأيام!.

خيرالدين مراد، ليس رجل المواقف الصعبة.

استهوته تجربة “يكيتيا عليكو”، فأراد أن يكون آزادي، نسخة تتجاوز في راديكاليَّتها، راديكاليَّة عليكو!.

خيرالدين مراد، لم يستطع مجابهة اختراقات وعبث صلاح بدرالدين في حزب آزادي، بشكل حازم وحاسم، وهو يعلم جيّداً مدى خطورة هذه الاختراقات على آزادي!.
3. عبدالحيكم بشَّار: قَبِلَ أن ينصَّب خليفة للأستاذ نذير مصطفى، رغم أن خصمه في مؤتمر الحزب (نصر الدين بهيرك)، حصل على أصوات أكثر منه!.

ماذا يعني هذا!.

يعني فيما يعنه: “طز” في الديمقراطيَّة! “طز” في الانتخابات وصناديق الاقتراع!، ويا أهلاً وسهلاً بالصفقات من وراء الكواليس!.

عبدالحيكم بشَّار، لا يمتلك مشروعاً إصلاحيَّاً في بُنى الحزب، وإصلاح ذات البين مع نصرالدين إبراهيم وعبدالرحمن آلوجي، ولمّ شمل البارتي.

عبدالحيكم بشَّار، لن يستطيع تحويل البارتي من عقد شراكة بين القبائل والعوائل إلى حزب سياسي نشط، قادر على تحويل شعاره في تبنِّي الـ”بارزانيزم” من الهوبرة والتطبيل والتزمير، إلى التطبيق!.

ويا ليت كلَّ من يرفع شعار تبنِّي البارزنيَّة، بارزانيون حقيقيون، فعلاً وليس قولاً.

لقد فعل الزعيم البارزاني الراحل كلّ شيء، لخدمة القضية الكرديَّة.

أخطأ وأصاب.

اتجَّه نحو الروس، فخذلوه، اتجه نحو الأمريكان والإسرائيليين، فاقلوا له: عليك بالشاه!.

وبالنتيجة، خذلوه.

أعلن الثورة في وقتها، سنة 1961، وأصدر بيان نعيها، وهي في عزِّ شبابها سنة 1975!.

دفع ضريبة علاقته من تركيا وإيران باهظاً.

لكن، يبقى قائداً كرديَّاً عظيماً، ينبغي الاستفادة من تجربته!.
4. نصرالدين إبراهيم: لو بقي على مسعاه في تشكيل حزب بارزني الفكر والمذهب، لكن بصيغة سوريَّة، لاستطاع تحقيق شيء.

لكنه بدأ انشقاقه بهذه الخطوة، خطوة الاستقلاليَّة عن الديمقراطي الكردستاني العراقي، في كلِّ شاردة وواردة.

لكن، سرعان ما انزلق للوراء، في مسعى أخذ صكّ براءة اختراع حزب كردي بازرني سوري من قيادة الديمقراطي الكردستاني العراقي، وفشل في الحصول على هذا الصكّ.

وربما ميلانه نحو حميد درويش هو ما أزعج قيادة الديمقراطي الكردستاني منه.

والخشية أن تكون رغبة الأستاذ نصرالدين إبراهيم في الانشقاق وتأسيس حزب بارزاني بطبعة وطنيَّة سوريَّة!، وهو كلمة حقّ أُريد بها باطل، وتأسيس حزب كيفما اتفق، وكفى الله نصرالدين إبراهيم شَّر الصراع والصدام!.
5. فؤاد عمر: لا يستطيع ضبط إيقاع نشاط حزبه في سورية، بما ينسجم مع الواقع السوري، وألا يكون هذا النشاط صدى للحراك النضالي في كردستان تركيا.

بمعنى، ليس عيباً أن تكون سياسات وأيديولوجيَّة PYD مستوحاة من فكر وطروحات السيّد أوجلان، لكن المُشكل والمربك، أن يصبح نشاط حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وكأنه تتمَّة لما يجري في كردستان الشماليَّة!.

هذا الحزب، ورغم تقاطع النظام السوري والحركة الحزبيَّة الكرديَّة في سورية على معاداته، ورغم أن نشاط هذا الحزب وكتلته تتجاوز كتلة هذه الأحزاب مجتمعة، إلا أن هذا الحزب وزعيمه لا ينظران إلى نفسهما وكأنهم حزب كردي سوري، على الصعيد العملي وليس النظري!.
6. عزيز داوود: أكثر ثقافة من حميد درويش، كما يُقال، لكنه ليس أكثر شجاعة منه!.

ترعرع تحت خيمة التقدمي، وفي كنف زعيمه.

أراد أن يصبح ندَّاً لحميد درويش ويدخل التاريخ السياسي الكردي السوري من “أوسع وأنصع” أبوابه، فانشقَّ مع طاهر صفوك عن التقدُّمي، وأسسا حزباً مسخاً عن التقدُّمي.

وتقاسما هذا الحزب، فيما بعد!.

عزيز داوود، يعرف الكثير الكثير عن ماضي وحاضر حميد درويش وباقي قيادات الحركة الحزبيَّة، لكنه لا يجرؤ على أن ينبس بنت شفه حيال ذلك.

هو يعلم أكثر من غيره ماذا جرى في بيروت، ومن صاغ وأبرق رسالة التهنئة لنظام أحمد حسن البكر على إصداره لقانون الحكم الذاتي سنة 1974.

عزيز داوود، لا زال أسير هيبة حميد درويش، حتَّى بعد أنشقَّ عن حزبه!.
7.

محمد موسى: يدير بقايا كتلة اليسار، بنفس اللغة البائدة.

ينتظر عرضاً من إحدى الأحزاب الكرديَّة الأخرى، كي يدمج حزبه مع ذلك الحزب.

وبذلك، ينقذ نفسه وحزبه الصغير من مأزقه اليساري.
8. جمال ملا محمود: أكثرهم ثقافة وإلماماً باللغة والثقافة الكرديَّة.

ويا ليته حوَّل حزبه لجمعيَّة ثقافيَّة كرديَّة سوريَّة، لَتخلَّص من مأزق كونه زعيم حزب صغير، كان ولازال محاصراً!، ولصار مناصروه بالآلاف.

وأوَّلهم، كاتب هذه السطور.
كلُّ هؤلاء الأستاذة، دون استثناء، لا يملتكون كاريزما قيادة، ولم ينتجوا فكراً سياسيَّاً.

انتج الراحل شيخ باقي أفكار هامَّة، لكن حورب وحوصر من كل الأحزاب الكرديَّة السوريَّة!.

و”الإنجاز” لكل الأسماء السالفة الذكر، هو أنها حققت انشقاقات، أنتجت أحزاباً، كيفما اتفق!.
الحقيقة المؤسفة والمخيفة والأليمة لدى أكراد سورية، هي الرعب من مواجهة الحقيقة، أو من السبل المؤدِّية إليها، أو مجرَّد مناقشتها.

والغرق في البؤس والخراب والتلف والشقاق…، هو لسان حال الأحزاب الكرديَّة، بعد مضي 51 سنة من ولادة أوَّل حزب كردي في سورية!.

حين تسألهم: ما هي الإنجازات التي حققتها هذه الأحزاب طيلة خمسة سنة، يردُّون عليك: وماذا عن أوجلان وحزبه!؟ ماذا حققوا!؟.

تقول لهم: أين المرأة في أحزبكم، طيلة خمسين سنة!؟.

كم إمرأة صارت عضو مكتب سياسي أو لجنة مركزيَّة أو لجنة فرعيَّة!؟.

يردُّون عليك: أوجلان وحزبه!.

تقول لهم: كم كتاباً فكريَّاً، أو ذو صبغة فكريَّة، ألَّفه قيادات هذه الأحزاب، طيلة 50 سنة!؟.

يجيبونك: أوجلان وحزبه!.

وتقول لهم: وما علاقة أوجلان وحزبه، بخرابكم وبؤسكم وانشقاقاتكم!؟.

يجيبونك: أوجلان وحزبه!.

إذن، بعد 51 سنة، ما على الأحزاب الكرديَّة في سورية إلا أن تشكر وتحمد التاريخ على إنتاجه لأوجلان وحزبه!.

لولاهما، فعلى ماذا كانت هذه الأحزاب الفاشلة ستعلِّق أسباب عطبها وعطالتها!؟.
يتفق الخطاب السياسي لهذه الأحزاب على المطالبة بـ”الحقوق القوميَّة والسياسيَّة والثقافيَّة للأكراد في سورية”.

دون أن تحدد لك سقف الحقوق القوميَّة التي تطالب بها!.

وهي، أيّ الأحزاب، تعي أن من ضمن الحقوق القوميَّة، حق تقرير المصير، فهل تطالب به؟!.

تصريحات قادتها، تقول: أنهم ليسوا دعاة انفصال عن سورية.

لكن، الحقوق القوميَّة لديهم غير محددة السقف في برامجهم!.
تطالب هذه الأحزاب بالحقوق السياسيَّة، دون ضبط هذه الحقوق بجملة محددة من المطالب؛ هل تريد أن يكون نائب رئيس الجمهوريَّة كردي، على اعتبار ان الأكراد هم ثاني قوميَّة بعد العرب في سورية، أم تريد أن يكون لأكراد أحزابهم السياسيَّة الخاصة بهم؟، أم تريد أن يكون رئيس الحكومة أو رئيس البرلمان أم أحد نوابهما من الأكراد؟.

وكم حقيبة وزارية تريدها للأكراد؟.

ومن ضمن هذه الحقائب، كم حقيبة سياديَّة تريد…الخ!؟.
تطالب الأحزاب الكرديَّة بالحقوق الثقافيَّة، دون جدولة هذه الحقوق، وضبطها في إطار محدد.

فغير معلوم، إن كانت تريد جعل اللغة الكرديَّة اللغة الثانيَّة في البلاد؟، أم فتح مدارس خاصة لتعليم اللغة الكرديَّة؟ أم فتح معاهد وجماعات كرديَّة…، أم ماذا تريد من ضمن هذه الحقوق الثقافيَّة!؟.

وعليه، منذ 50 سنة، والأحزاب الكرديَّة في سورية تطالب بحلّ القضيَّة الكرديَّة بشكل عادل، دون تحديد ملامح هذا الحلّ العادل، وكيف سيكون، حتَّى ينسجم وفحوى برامجها ومطالبها وخطابها السياسي!.
وسبق أن ذكرت وكتبت بأنه لا شكَّ أنَّ في هذه الأحزاب، مثقَّفين وكتَّاب، لهم جزيل الشكر والاحترام.

لكن، آن لهم، الخروج عن صمتهم في مواجهة هذا الخرب والبؤس السياسي، وصنع سطلة المثقف في مواجهة سلطة السياسي.

آن لهم أن يكونوا نبض الشارع الكردي، المغلوب على أمره، من فرط قمع السلطة، وفرط تخاذل الأحزاب وتشتتها، وأن ينهضوا بالمجتمع الكردي من تحت ردم وركام الخراب السياسي الذي خلفته الأحزاب الكرديَّة.

آن لهم، أن يقولوا: لا للتشرذم والتشتت والعطالة والعطب والخلل والتمييع والتسطيح والاستهتار بمعاناة ومصالح الشعب الكردي السوري، وأن يشعروا قادة هذه الأحزاب، بأنَّهم تمادوا في الخطأ وتبديد طاقات الشعب الكردي.

آن لهم أن يعلنوا صراحة، ودون مواربة، القطيعة مع هذا الخراب والبؤس السياسي، حتَّى تعود هذه الأحزاب لجادة المنفعة والمصلحة الكرديَّة السورية، والابتعاد عن تسفيه القضيَّة، بخلافاتهم وتطاحنهم وتشاحنهم على المناصب والمنافع الحزبيَّة الوهميَّة.

آن للمثقفين الكرد السوريين أن يقودوا حركة نهضويَّة تنويريَّة، تطيح بهذا الخراب والبؤس السياسي.

آن للمثقَّف الكردي السوري أن يعي بأنَّ حجم طبقة التكلُّس والصدأ التي تغلِّف بها الأحزاب الكرديَّة نفسها، قد بلغت من السماكة، لدرجةٍ باتت تستوجب الطرق، ثم الطرق، ثم الطرق، ثم الكيّ، لأنَّ آخر الدواء الكيّ.

آن للحركة الثقافيَّة الكرديَّة السورية، أن تتوقَّف عن رفد الخراب والبؤس السياسي بالمزيد من الصمت والتحايل على الذات، والتهرُّب والتنصُّل من المهام، والابتعاد عن النقد الصريح الواضح، مهما كانت الأكلاف والأثمان.

آن للمثقف الكردي السوري، أن يرفض أن يكون الوجه الآخر للسياسي الكردي السوري المتحزِّب والمتقولب.

آن للمثقف الكردي أن يكفَّ عن القول: “ليس الآن، لنرجئ النقد والمصارحة للغد.

ليكن النقد ليّناً.

سيستفيد الأعداء من نقدنا لبعضنا، ونشر غسيلنا وقبائحنا على الملأ”!.

آن للمثقف الكردي أن يكفَّ عن وضع خطوط حمراء وهميَّة لفكره: ويقول: بارزاني “الأب والإبن… وبقيَّة الذُرِّيَّة المقدَّسة” خط أحمر.

أوجلان خط أحمر.

طالباني خط أحمر… وقادة الأحزاب الكرديَّة السوريَّة خطوط حمراء.

وإذ بنا وسط شبكة من الخطوط الحمراء، لا تنتهي!.

آن له، أن يعي أن النقد لَهو حقلٌ مليءٌ بالألغام، لا مناص من اجتيازه، إن كان حقَّاً معنيَّاً ومسؤولاً عن قضايا شعبه الكردي ووطنه السوري.

آن للمثقفين الكرد السوريين أن يضعوا الأحزاب الكرديَّة أمام المساءلة، وإبداء موقف جرئ ونزيه وحازم منها، وصولاً لتطويق الخراب السياسي، ووضع حدٍّ له، وأن يعي بأنَّ مسؤوليَّته في هذا الخراب، هي أكبر وأفظع من مسؤوليَّة السياسي.

آن للمثقفين الكرد أن ينتجوا سلطة رأي عام، تردع السياسي الكردي في التمادي في إعلاء صروح الخراب السياسي، عبر ارتكابه المزيد من الأخطاء.

آن أوان أن ينقادَ السياسيّ لما هو ثقافيّ في الحال الكرديَّة السوريَّة، وبل تأخَّر ذلك كثيراً.

آن للمثقف الكردي أن يؤسس لوعي نقدي في المجتمع الكردي السوري بدلاً من الوعي النقلي الذي يُسلِّم بالأفكار أو المعلومات أو الأحداث، كما تواردت بالتواتر.

آن أوان ابتعاد المثقف الكردي عن الأحقاد والمواقف المسبقة، وصولاً لترسيخ ثقافة الاختلاف والتعدديَّة.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…