عندما تمارس السياسة بالشعارات والكلمات المنمقة

  سيرالدين يوسف

السيد شيرزاد عادل يزيدي شخصية اعلامية كردية غنية عن التعريف، وانا اكن له كل المودة والاحترام والمحبة باعتباره صديقا عزيزا وزميلا في المهنة التي ننتمي اليها.

ومما يبدو انه اصبح من المغرر بهم في بحر الشعارات التي تغرق وتطفو شعوب منطقة الشرق الاوسط فيها ، ولكوننا نحن الكرد جزء من شعوب المنطقة فقد تاثرنا كثيرا بثقافة الشعارات  التي كان مبدعوها اللاخلاقين الاحزاب القومجية العربية والتركية والفارسية المهترئة والظالمة بحق اوطانهم وانسهم على اختلاف تلاوين طيفهم ، واصبحنا نمارس الفعل السياسي بردات الفعل السلبية ، وردة الفعل تعتبر اسوء اشكال اللاعقلانية ، لا بل اصبح  بعض منا نحاكي العربي في تفكيره القومي وسلوكه العنصري وديماغوجيته وانانيته المريضة وشعاراته التي لا تثمن ولاتغني من جوع شعبه وفقرئه ووضعه المزري .
للمرة الثالثة يقوم السيد شيرزاد بالتجني والاتهام بالعمالة بحق احد ابرز مؤسسي الحركة الكردية في سوريا السيد عبد الحميد درويش لا للشيء سوى ان السيد درويش لا يفكر بعقليتهم المشروخة وشعاراتهم الاكروباتية ابتدا من مبتكرها السيد صلاح بدرالدين وانتهاء بيتامته المساكين والذي يبدو ان شيرزاد اصبح في الفترة الاخيرة يلف لفهم الذين انكشفت وانقشعت عنهم غيوم شعاراتهم الهوجاء وترانيم سمفونيتهم العاطفية الساذجة والمفهومة الدوافع .

دعونا نستفيد من تجاربنا الكردية ولا اقول تجارب الشعوب الاخرى ، ماذا جنينا نحن الاكراد من شعارات حزب العمال الكردستاني من انشاء دولة كردستان الكبرى ، اين هي هذه الدولة التي انشؤها منذ 25 سنة ؟؟ ولماذا اصبحنا اليوم نطالب بالجمهورية الديمقراطية بعد كل هذه الاحلام التي نشأنا عليها وكل بحار الدماء الذكية المسالة .

سؤال اطرحه على الاخ شيرزاد هل كلف نفسه ان انتقد قيادة العمال الكردستاني بسبب تراجعه عن شعاراته التي غرر بها الالاف من ابناء المنطقة الكردية في سوريا ونسف القضية الكردية فيها لبرهة من الوقت ناهيك عن ابناء الشعب الكردي في تركيا ، ام ان خلفيته العمالية تقف حائل دون ذلك.
يقول السيد شيرزاد (لنتخيل للحظة لو أن ذاك الدرويش “الديموقراطي” و”التقدمي” بالمقاييس البعثية طبعا هو من ظهر في البرنامج مثلا لكان أتحفنا ولا شك بمواعظه التهريجية ونظرياته الهذيانية المتمادية في تسفيه الحق الكردي وتجريد الأكراد حتى من حقهم في نطق اسم كردستان سورية .
اقول من العار والعيب على كاتب ان كان يحترم قلمه ويدافع عن قضية شعبه في مختلف وسائل الاعلام، ان ينساق الى اتهمام احد مؤسسي حركة هذا الشعب بالبعثية والتهريج والهذيانية والدروشة مهما اختلافنا مع هذا الرجل، فله تاريخه النضالي الذي يتشرف به الالاف من ابناء شعبه  شئنا ام ابينا.
اين كنت انا وشيرزاد والمناضلين الاخرين عندما اسس حميد ورفاقه حزبا كرديا ؟؟
لست في صدد الدفاع عن درويش الذي لا يحتاج الى شهادتي وذكر محاسنه لكنني للضرورة سوف اورد الحقيقة التالية لعل الذكرى تنفع المؤمينين .
عندما بادر السيد حميد درويش عام 2000 الى اقامة عدد من الطاولات المستديرة عن القضية الكردية في سوريا وفي قلب العاصمة السورية دمشق وقد غطت مختلف وكالات الانباء العالمية هذا الحدث في حينه، اين كان هؤلاء الغيارى من ينصرهم شيرزاد الان ، الم يهددوا بقلب تلك الطاولات فوق رؤوس اصاحبها ، ومن ثم قام هؤلاء بحضور احد الندوات في منتدى الاتاسي بعد ترتيب من حزب التقدمي ، وللحقيقة طلب من درويش مرات عديدة قبل ان يعقد اولى ندواته بان يلقي محاضرة عن القضية الكردية في تركيا او العراق لكنه رفض بشدة واصر على ان يلقيها عن القضية الكردية في سوريا.

  
والتاييد والانفتاح الذين حصلا من جزء لا يستهان به من النخبة الثقافية العربية في سوريا ، تجاه القضية الكردية اعتقد بان السيد درويش احد اهم اسبابها.

 وعلاوة على ذلك لم يسفه حميد درويش حق شيرزاد ولا اي كردي في تلك الندوات بل اشار في اولى ندواته بتقسيم كردستان بين الدول المعروفة نتجة اتفاقية سايكس بيكو ، واوصل بكل امانة المظالم التي تعرض لها الاكراد عبر تاريخ سوريا، على العموم لست بصدد ما دار في تلك الندوات والتفاعل الايجابي الذي حصل في ثناياها.

عزيز شيرزاد الدروشة والتهريج والهذيان ليس فيما يقوله المرء ويعتقد به ، بل في استغلال الشعارات والركوب فوق موجتها واللعب والتحايل على العواطف البؤساء من ابناء شعبنا والهاء الجماهير بها دون طائل ،عند ذلك سوف يتبين للعالم باسره من كان بمقاس البعث وتفصيلاته البائسة .
مع العلم ان اغلبية فصائل الحركة الكردية لايقرون بمصطلح كردستان الا رفاق شيرزاد القدامى الذين يخلو لاحقة حزبهم من كردي وحديثي العهد المنكشفون لكل ابناء شعبنا.

اخيرا انصح الاخ شيرزاد الا يستهلك قلمه المحترم في موضوع لا يفقه تفصيلاته الدقيقة وخلفيات اصحابه الانتهازية والا يلتزم بالقشور العفة التي لا يستفيد منها كأن من كان من ابناء هذا الشعب في محنة توفير غذائه والركض وراء لقمة عيشه ، فليس كل ما يلمع ذهبا وبالشعارات والتمنيات والكلمات المعسولة خارج الحدود ولا داخله لاتبنى الاوطان ولا تنتزع الحقوق، ولكل منا مفهومه في مصطلح كردستان ولاجل ذلك لكم كردستانكم وللاخرين كردستانهم .

صحفي كردي سوري

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…