(يعملون لتطوير هيمنة جديدة) لقاء اوجالان مع المحامين 4 حزيران 2008

لقد ابتدأوا تطبيق عقوبة العزلة منذ يوم الجمعة ، وباتوا لا يعطوني حتى الورق والقلم ، وكل ما نتفوه به يستخدمونه ضدنا ، وقد أصدروا عقوبة عشرين يوماً أخرى ، أي المجموع هو خمسون يوماً ، الأولى عشرون وبعدها عشرة ثم عشرون يوماً أخرى للقائي بكم في 14 أيار ، وذريعتها جملة : “ستضعون ثلاثين مليون كردي في مواجهتكم” ، ويدعون بأنني حرَّضت ثلاثين مليون كردي ضدهم ، ذلك هو سبب العقوبة الأخيرة ، ماذا يمكن القيام به ؟ .

هذا غير ممكن ، حتى أنهم لا يعطونني قلماً وورقة !!، على محكمة حقوق الإنسان الأوروبية أن تتخذ قراراً بهذا الشأن .
 فليبذل أصدقاؤنا في أوروبا جهودهم في هذا الموضوع ، فالمسؤولية تقع على عاتق الاتحاد الأوروبي ، وعليهم القيام بعمل ما ، كأن تتخذ محكمة حقوق الإنسان الأوروبية قراراً في هذا الموضوع ، ولكن يبدوا أن المحكمة غير مهتمة بهذا الأمر ولا تعمل بمتطلبات القانون .

وعلى المحامين الموكلين عني أن يتحدثوا عن هذا الموضوع باستمرار ، وينظموا مؤتمرات صحفية متتالية ، لتوضيح هذا الوضع للرأي العام ، لأنهم يغتصبون مني كل حقوقي في الدفاع وأنا عاجز عن فعل شيء ، والمحامون يأتون ، ولا أعلم ماذا سيحدث ، في الحقيقة تصرَّفت “اللجنة الوزارية في المفوضية الأوروبية” واتخذت قراراً في هذا الموضوع بمنتهى الرياء ، وعندها تحدثوا عن ضغوط الولايات المتحدة ولا زالوا ، ولكن يجب أن يكون لأوروبا قرارها ، فليقوموا بتطبيق القانون ، أو أن يقولوا ليس لدينا قانون ، أو ليسألهم الحقوقيون : أليس هناك قانون ؟ .

لا يعطونني سوى ورقة واحدة لأكتب مرافعتي !! وأنا أرفضها ، وهناك ضغوط عديدة من جميع الجوانب ، علي أن أكتب آلاف الصفحات من الدفاع ضد هذه الأمور ، إنهم يفرِّغون اللقاءات من معانيها ، فإذا لم أكن قادراً عن الدفاع والترافع عن نفسي ، ولا أستطيع إعداد المرافعة التي أريدها ، فليس هناك معنى للقائكم ، هل هناك عمل ما في الخارج ؟ .

توجد هيمنة جديدة ، بهذه الممارسات يرغمونني على التخلي عن كرديتي وعن تنظيمي وعن أفكاري ، ويدفعونني نحو القيام برد فعل آني كالانفجار أو الاستسلام ، يقومون بممارسة تشبه ما مارسوه في دياربكر في مرحلة 12 أيلول بشكل أكثر دقة ، فأنتم تعلمون أن الرفاق في ذلك الوقت مظلوم ورفاقه إما أن قاموا بإضرام النار في أبدانهم أو أنهم أضربوا عن الطعام حتى الاستشهاد لمقاومة تلك الممارسات ، ويتوقعون مني موقفاً مماثلاً ، وأنا لدي مسؤوليتي أمام شعبي ، فالموضوع هو مصير شعب ، وإنني أتردد حتى النطق بذلك ، ربما علي أن لا أُقدم على ذلك الطراز من الأعمال ، لا أعلم ، ما هو التفكير وماذا سيحدث في هذا الموضوع ؟ .

لو حدث مثل هذا الأمر لن يستطيع أحد تحمل عبئه ، وحتى إضراب بسيط عن الطعام سيكون كبيراً ، قبل الإقدام على مثل هذا الأمور يجب أن أناقشه بالتفصيل .

عندما جاء المحامي الانكليزي اعترض على الاستماع إلى لقائنا وقال : إنك لن تستطيع الترافع عن نفسك في هذه الظروف .

وقد أصّر على اللقاء رغم معرفته بعدم وجود إمكانية الدفاع ، وقال : إنني فقط أريد لقاءه ، وجهد على مدى أربع ساعات من أجل اللقاء ، فهم يعلمون الأمور ، ولم ينطق بذلك من فراغ ، فهو يدرك بأن الدفاع غير ممكن بهذا الشكل ، فليس هناك مفهوم للدفاع من هذا الطراز في أي مكان ، ويعرف بأنه يتم هتك عرض الدفاع بهذا الشكل .

ولا أعلم إن كان المحامون سيأتون بعد هذا أم لا .

يجب إعطاء الثقل للمفوضية الأوروبية ، ويمكن لأحد منهم أن يأتي ويلتقي بي ، وكانوا قد التقوا بي سابقاً ، فليأتوا ويروا بأنفسهم استحالة القيام بالدفاع في هذه الشروط ، يتم خرق القانون هنا ، ومحكمة حقوق الإنسان كانت قد أصدرت قراراً عن خرق حق الدفاع هنا ولكن اللجنة الوزارية عرقلت ذلك ، كما يجب أن تصدر محكمة حقوق الإنسان الأوروبية قراراً بهذا الخصوص ، فإما أن يطبق القانون أو لا يطبق ، لأنه يتم خرق القانون الأوروبي ، فإذا كان ما يطبق هو قانون القوي ، و علاقات القوة هي التي تحدد القوانين ، فليذكروا ذلك لنعلم بها نحن أيضاً .

لقد كان دور تركيا قليلاً جداً في تسليمي إلى هنا ، فقد قامت الولايات المتحدة بتسليمي للحصول على كافة أشكال الدعم من تركيا ، وفرض الاستسلام عليها ، والاتحاد الأوروبي دعم هذا الأمر وأعدت الأرضية القانونية له .

والمسؤولية تقع على عاتق الجميع ، فقد أنزلوا بي العقوبة لأنني زعيم التنظيم ، وعندما أقول أنا زعيم التنظيم يعاقبونني بالعزلة مرة أخرى ، فما داموا يقولون عني كل يوم : “أنت رأس الإرهاب” و “أنت أكبر إرهابي” و “أكبر انفصالي”، فليدعوني أدافع عن نفسي ، ولأعبر عن كيف يكون الانفصالي ومن هو الانفصالي ، ويمكن للمحامين أن يلتقوا بالمفوضية الأوروبية , ويمكنهم التصريح بـ “أننا نصبح آلة لخرق حق الدفاع ” .

إنهم يحاولون القضاء عليّ بهذا الشكل ، فأنتم تقصفون في الخارج كل مكان بدعم من الولايات المتحدة ، وهنا تتحاملون عليّ .

لقد قاموا بالتخطيط لهذا من قبل ، فعندما ذهب ذلك السافل أوصمان ورفاقه كأنهم كانوا يقولون : “نحن قبضنا على والد آبو ونبحث عن زوج لأمه ” ، والمتواطئون الأكراد يدعمونهم ، فليست الولايات المتحدة والدول الأخرى فقط لعبت دوراً في تسليمي ، هناك الأكراد المتواطئون أيضاً ، وهم الذين فرحوا أكثر من غيرهم ، وهم الذين يجري توطينهم في دياربكر الآن ، فهذه العائلات المتواطئة لا يتجاوز عددها خمسمائة ، وأنا أعلم من هم هؤلاء ، والجميع يعرف ، ولا داعي لذكر الأسماء .

كلما فكرت في هذه المواضيع أتذكر قولاً لكمال بير : “مادام الأكراد في هذه العبودية لن يفلح الأتراك أيضاً ولن يستطيعوا التقدم ، ولأنني أريد أن أخدم شعبي قدر الإمكان أنا إلى جانبك يا آبو ” .

هذا كان جوهر فكر كمال بير ، لقد كان إنساناً عظيماً ويعلم هذه الأمور ، وكان جوهر مقاومته الأصيلة في عظمته .

تقوم بالتنكر لتاريخ وثقافة ووجود شعب عاش هنا على مدى عشرة آلاف سنة ، بل حتى تمتنع عن النطق باسمه ، الأمور لن تسير بهذا الشكل ، وللمتواطئين الأكراد دور كبير في ذلك ، فهم أيضاً يستطيعون إنكار وجود هذا الشعب مقابل منافع معينة .

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والقوى السياسية الأخرى تقول لتركيا : “ادعمونا في كل المواضيع الأخرى ، وليكن آبو لكم وافعلوا به ما شئتم” ، أي يقولون : “نحن حفظنا والد آبو ، وأنتم أفعلوا ما تشاؤون بأمه وأخواته والآخرين “.

والسفلة أوصمان وبوتان والآخرون لم يستطيعوا فهم ذلك ، بينما الساسة الأكراد وحزب المجتمع الديموقراطي (DTP ) لا يستطيعون التعبير عنه بما فيه الكفاية ، بل أحياناً لا يتجرّأون على النطق بالكردي ، لديّ نقد كبير لـ DTP وللآخرين .

هنا دور جرى تفصيله لتركيا ، وهؤلاء تولوا ذلك الدور كالمغربي الذي وجد المال ، توجد هيمنة جديدة يسمونها بـ “القوموية التركوازية” ، وهؤلاء ليسوا من القومية التركية ، وأنا لا أقوم بتحريض أربعين مليون كردي ضد أحد ، بل أقول ما هو حقيقي وصحيح ، ألا يسمع القضاة والمدعون العامون ما أقوله ؟ والحقيقة هم أيضاً يعرفون الوضع ، والتعليمات تأتيهم من الأعلى ، كذلك تأتي التعليمات من الأعلى للإدارة هنا .

من قبل عندما راجعني النائب العام بشأن منظومة المجتمعات الكردستانية (KCK) ، شرحت له أفكاري عن موضوع KCK وقلت تماماً : إن KCK تنظيم مدني ، لو اجتمعت خمسون مؤسسة مدنية في ممثلية واحدة ، هذا يكون KCK الذي أريده ، أي أن KCK هو منسقية تنظيم المجتمعات المدنية ، وكنت قد طرحت نظام KCK من أجل كل الأماكن ، اقترحتها للعراق وسوريا وإيران .

يدّعون أنني حرّضت 30-40 مليون كردي بالأحاديث التي أجريتها هنا ، كلا إنني أقول الحقائق وأشخّص الأمور فقط .

سوريا تحاول استخدام الأكراد ضد تركيا ، فمن أجل الحفاظ على تركيا محايدة على الأقل في القضية القائمة بين سوريا وإسرائيل تستخدم الأكراد ، فلدى الأسد ورقة كردية دائماً ولا يمكن أن نتغاضى عن ذلك ، وهي حقيقة .

ولدى إيران إمكانية التوافق مع الأكراد دائماً نظراً للتناقض الطبيعي ، ولأن تركيا والولايات المتحدة حليفتان ، فحتى لو وقفت في الظاهر إلى جانب تركيا في موضوع PKK ولكنها تملك ورقة كردية باستمرار وترغب في استخدام الأكراد ، وما تريد إيران القيام به حقاً هو تعطيل التحالف التركي الأميريكي .

أما العراق ، فقد تم استخدام PKK هناك وتأسست دولة كردية ، وكان ماهر كايناك قد قال : ” أعتقد أن PKK ذريعة وكلام فارغ ، ولا أعتقد أن القضية الحقيقية هي PKK ، بل الأصل في الأمر هو خلق الدولة الخفية الظلامية وإعاشتها في تركيا” .

هذا الكلام يقوله مستشار الاستخبارات التركية MIT ومن وزن رئيس جهاز الاستخبارات ، أي إن ماهر كايناك يتهم دولته ، يقول هذا الكلام في كتابه الذي لم يعطوني إياه ، أي أنه مستشار لمؤسساتهم ، فما هي المخاطر المترتبة على إعطائي كتابه ؟ هذا ما لم أستطع معرفته .

لقد جلبونا إلى هنا حتى يتمكنوا من تأسيس إمارة تشبه الإمارات العربية في الجنوب ، ولا زالت اللعبة مستمرة ، ألا يرون كل ذلك ؟ هم لا يتجرّأون على الحديث عن ذلك ، وعندما نتحدث نحن يتهموننا .

عندما جلبوني إلى هنا قلت للمسؤولين الذين التقوا بي : بماذا تفكرون أنتم ؟ ما هي ضماناتكم ؟ ، قالوا : كل شيء متعلق بك ، قلت لهم : “إنني سأقوم بكل ما أستطيع من أجل السياسة الديموقراطية والحل الديموقراطي ، الشيء الوحيد الذي أريده هو تطبيق الديموقراطية ، ولكن ليس الديموقراطية المخادعة ، بل الديموقراطية الحقيقية التي يتم تطبيقها بالمقاييس الكونية ، والأمر المهم هو فتح الطريق أمام السياسة الديموقراطية ، فيجب أن تتأسس الأرضية القانونية والظروف الديموقراطية التي تضمن استمرار التعايش المشترك للشعبين الكردي والتركي ” .

هذا هو السبب الذي يدفعني إلى الحديث عن مصطفى كمال من حين لآخر ، فهو أسس الجمهورية فقط ، وعندما أسسها كانت تحيط به مجموعة من كوادر الاتحاد والترقي ، ولن أسرد أسماءهم لأنني أذكرهم باستمرار ، يذهبون إلى مصطفى كمال من أجل أن يكون الاسم “الجمهورية التركية” ويقولون له ذلك ، ولكن مصطفى كمال يدرك هذا الفخ ويرفض طلبهم كل مرة ، قرأت مقالاً لـ “نامق كمال زيبك” في صحيفة “راديكال” ، يقول : (في عام 1935 يذهب فريق إلى إيطاليا للتدقيق في قوانين موسوليني ، ويقترح رجب بيكير على مصطفى كمال أن يضعها في برنامج CHP في ذلك الوقت ، ولكن مصطفى كمال يدّعي أنه متعب جداً وسينام ولن يدقق فيها في تلك الليلة .

ولكنه لا ينام بل يدقق فيها حتى الصباح ، وعندما يذهب في الصباح يجد أن مصطفى كمال قد قرأها جميعاً ، ويقول مصطفى كمال له : أطفال ، هؤلاء أطفال ماذا يفعلون ؟ نحن لم نؤسس الجمهورية هكذا .

ولكن رجب بيكير وإينونو يضعون هذا البرنامج في النظام الداخلي لـ CHP فيما بعد .

فمصطفى كمال أسس الجمهورية فقط ، وفي البداية قال : (نحن حتى قد نرضى بتأسيس إدارة سلطنة أيضاً ) .

والآن يراد خلق هيمنة جديدة ومفهوم جديد للتركياتية ، وتجري محاولات لترسيخ هذا منذ ثلاثين سنة ، قوموية جريدة “حريَّت ” : “تركيا للأتراك” ، هو قول ينفي وجود كل الشعوب عدا الأتراك ، ومفهوم يتنكر لكل العناصر الأثنية ولا يعترف بوجودها .

كنت قد ذكرت مصطلح “الاتحاديون الجدد” ولست أنا أول من استخدمه ، بل “نيهال آتسيز” هي التي أوضحته ، وهي التي قضت كل حياتها في السجون مثل ناظم حكمت .

لقد دخل ناظم حكمت السجن من الدعاية للبروليتاريا ، بينما نيهال آتسيز من دعوتها للأصولية التركية (العرقية) ، فهي قوموية تركية ولكنها لا تنكر الوجود الكردي ، أي أن لها مفهومها الخاص عن التركياتية ، فهي تعرِّف الأكراد على أنهم شعب جبلي متخلف ، أي لها تعريفها حسب رأيها ، وهي من جانب آخر تقول بأن هذه التركياتية التي تم صنعها مؤخراً ليست تركياتية آسيا الوسطى .

مفهوم القومية التركوازية مزيفة مصطنعة فيما بعد ، هذا المفهوم موجود منذ 1925-1926 ولكنها في ذلك الوقت كانت قيد التطوير .

لقد سعوا إلى تقديم اللهجة الاستانبولية التركية وقالوا : “هذه اللغة المشتركة للأتراك وعلى الجميع أن يتفاهم مع بعضهم البعض بهذه اللغة “.

كلا ليست للغة استانبول أية علاقة بثقافة وشعب الأناضول ، فللأناضول مصادر ثقافية غنية ، و ليس لهذه اللغة أية علاقة بـ “كاراجاوغلان” و “يونس أَمرَه” و “مولانا” ، بل هذا الوضع يُضعف اللغة التركية ويجففها من جذورها .

بعد المشروطية كان هناك فريق “الحرية والائتلاف” و فريق “الاتحاد والترقي” ، ومنذ 1908 إلى 2008 أي اليوم هناك نسخة من مفهوم “الحرية والائتلاف” ، وهذا المفهوم ليس محصوراً في AKP فهناك مجموعات أخرى تتضمن شرائح واسعة تتبنى هذا المفهوم ، كما هناك مفهوم “الاتحاد والترقي” في يومنا .

الألمان دعموا “الاتحاد والترقي” حينئذ ، والانكليز دعموا “الحرية والائتلاف” .

تحالف الألمان مع “الاتحاد والترقي” مما أدى إلى تدمير العثمانيين ، والألمان استمروا في دعمهم التقليدي واليوم يدعمون CHP ، بينما الانكليز مستمرون في دعمهم لمفهوم”الحرية والائتلاف” حتى يومنا ، أي من جانب هناك ذهنية “الاتحاد والترقي” ومن الجانب الآخر هناك مفهوم “الإسلام التركي” ، وأنا أعترض على المفهومين لأن خيوطهما بأيدي آخرين للمساومة ويتحكمون بهما من الخارج .

في الأصل هم فرضوا الاستسلام على تركيا ، ولا أفكر أن الجميع في الجيش مستسلمون لهذا الوضع ، فهناك من يعترض ولكنهم لا يستقوون عليه .

الانكليز هم الذين يطورون هذه الهيمنة الجديدة ، والطالباني يعرف هذه السياسة جيداً .

لقد انتخبوا أردوغان لسكرتارية “المدنيات” ، ولن يفلح في ذلك العمل ، لأنه ليس بقادر ، في الحقيقة أردوغان مجرد موظف بسيط ، وقد كشف عن حزمة جديدة من الإجراءات ، يقول “نحن سنؤمن العمل لأربعة ملايين شخص” ، إن مشروع جنوب شرق الأناضول (GAP) مشروع قديم ، وليس بمشروع جديد .

كان “عوني أوزغوريل” قد أوضح بأن هذا مشروع فاشل ، وأنا أعلم بأفكاره ، هو قومي قديم ووطني تركي عارف بالأمور .

إنهم يقدمون الشرق وجنوب الشرق لرأسمالية العولمة ، وكنت قد قلت سابقاً “لو أعطوني تلك المنطقة سأُشبِع عشرة ملايين شخص “، بينما يذهب رئيس الوزراء الآن ويكشف عن حزمة ليقول “أنني سأخلق فرص العمل لأربعة ملايين شخص “.

ألا تزداد البطالة ؟ وأنتم تعلمون ، والجميع يرى ، فأين الاستخدام ؟ .

عندما بدأوا بمشروع GAP ذهبت إلى هناك بالذات للتدقيق في تلك المناطق ، فمن المنطقة التي أنشأوا فيها السد مددوا أنابيب وقنوات الري في أراض سهلة مسطحة لإيصالها إلى “حران” .

لماذا ليس “حيلوان” و”سويرك” و “ويرانشهير” والمناطق الأخرى وإنما “حران” فقط ؟ .

تعلمون أن اسم “حران” يعود إلى “هارون” أخو سيدنا إبراهيم عليه السلام ، فقد كان تم شراء الأراضي هناك قبل ذلك ، من طرف الهولدينغات “KOC-ENKA ” كما اشترت عائلة “ديميريل” قسماً منها ، كما كانت مجموعة “دوغوش” تقوم بالعمل هناك ، فقد تم شراء الأراضي ، وذلك هو سبب ذهاب المياه إلى حران وليس لأي مكان آخر ، أي ذهاب الماء إلى هؤلاء .

ثم بحثت فيما بعد ، وتابعت الرأسمال هناك وحتى شركة واحدة منها ووجدت أن لهم علاقات بهولدينغ يتخذ من “بورصه” مركزاً له ، وبحثت في هولدينغ “دوغوش” ووجدت أن لهم علاقات مع “غارانتي ” و “فستل” وهؤلاء لهم علاقات مع “سيتي بانك” الذي يخذ من نيويورك مقراً له ، وهذه ليست مؤسسات يهودية مباشرة ، ولكن لهم رأسمال غير مباشر ، وهم يتحكمون بها .

والآن يقول رئيس الوزراء بأنه سيأخذ الماء إلى الأماكن التي لا توجد فيها مياه ، والحقيقة أنهم لا يأخذون المياه إلى الشعب ، وسترون ، سيؤسسون هولدينغات جديدة على أيدي العائلات المتواطئة في الأماكن التي لم تصلها المياه ، وسيوصلون المياه لهم ، أما الشعب فسيبقى جائعاً بدون عمل ، والهولدينغات هناك ستتحرك مشتركاً مع رأسمال العولمة ، فهاهم أرسلوا موظفين خاصين للقيام بهذا العمل ولمراقبة الأعمال والرأسمال ورأسمال العولمة هناك ، “محمد شيمشك” ، مثلما هناك أراض بكر ، ومناطق حقول الألغام ، سيقومون بشرائها ، وهكذا سيتم تقديمها كلها لرأسمال العولمة في الخارج ، أما الشعب هناك سيُترك في أجواء الجوع والسفالة كمن يتعرض لـ “عناقيد الغضب” الأميريكية .

يقول ماهر كايناك لهؤلاء “ارفعوا قبضتكم عن حنجرة تركيا” ولكنه لا يوضح من هم هؤلاء ، وأنا أسأل : يا ماهر من هم هؤلاء الذين تقول لهم ارفعوا قبضتكم عن حنجرة تركيا ؟ ، يقول “إنه لا يستطيع الكشف عنهم” ، وبعدها يقول سأحكي لكم الحكايات ، من الحكايات التي تعرفونها ، ثم يبدأ بسرد جملة منها .

إنني لا أفهم من الحكايات ، ويمكنكم توجيه سؤال باسمي إلى ماهر كايناك : من هم “هؤلاء” الذين تتحدث عنهم ؟ ، وللحقيقة هو يعرفهم ولكنه يمتنع عن ذكرهم ، فلو كشف سيكون لصالح دولته ولكنه لا يستطيع .

وأبنته بروفيسورة وتعلم بهذا الأمر ، ويمكن سؤالها ، فيمكنها أن تكشف هذه الأمور ، وكذلك يالجين كوجوك يعرف الحقائق ولكنه لا يستطيع الكشف ، ويقول سأسرد عليكم الحكايات .

من هنا أنادي مسؤولي الدولة ، يمكن حل القضية الكردية بالديموقراطية ، ما نريده هو الوحدة الكردية التركية التي يمكن الاستمرار فيها ، وليست لدينا مشكلة مع الحدود ، يمكن حل القضية الكردية بإجراء بعض التغييرات في الدستور وبالمبادئ والقيم الديموقراطية .

بل إنني قلت لهم : أجلبوا الدستور وأنا أحدده .

وما نريده نحن هو فتح الطريق أمام سياسة ديموقراطية ، فإن تحقق ذلك فإن الأتراك والأكراد سيصبحون أكثر مجتمعات المنطقة تطوراً .

يتحدثون عن الأخوة الكردية التركية ، ولا داعي لأقاويلهم فهم أخوة حقاً ، ولكن إذا استطعنا إيصال هذه الأخوة والوحدة إلى نقطة ديموقراطية استراتيجية ، فهذا أمر مهم .

أي أن هناك حاجة لدمقرطة وتنسيق العلاقات القائمة ، أي دمقرطة العلاقات .

وكنت قد قلت من قبل ، إذا ما تم منحي فرصة ممارسة السياسة الديموقراطية ، وتمكنت من مخاطبة شعب تركيا ، وليعدموني إذا لم يؤيدني 90% من الشعب ، ولو تم منحي إمكانية ممارسة السياسة الديموقراطية ، إن وجدتم إنفصالياً واحداً يمكنكم وصفي بالانفصالي وتعدمونني .

ما نريده هو مبادئ ديموقراطية حقيقية ووحدة ديموقراطية ، ورغم هذا لو حدثت خطوة ديموقراطية سيكون ذلك مهماً على صعيد العلاقات الديموقراطية بين الشعبين ، وهذا ما كان يطالب به كمال بير .

أعلم أن هناك مطالبون كثيرون بالديموقراطية الحقيقية من بين الأتراك ، ولكن إحياء وتفعيل ذلك يحظى بالأهمية .

رغم كل الجهود التي تبذلها الدولة التركية لن يعتدي كل من PDK و YNK على PKK .

أعلم أنهما لن يهاجما ، وكنت قد قلت ذلك من قبل .

وبات على تركيا أن تدرك هذا الأمر ، لن يشتبك البارزاني والطالباني مع PKK ، كما أن PKK لن يشتبك معهم ، حتى ولو وضعوا السلاح بين أيدي الشعب ، فإن الشعب لن يرضى بأن يرفع أبناءه السلاح ويشتبكوا مع PKK ، فحتى لو منحت الإمكانيات لهذه القوى فإنها لن تحارب في مواجهة PKK ، هذا الأمر بات مفهوماً .

تقوم فرنسا بتطوير علاقاتها مع الأكراد ، وكذلك تطورها مع PKK .

أكاديمية الشبيبة مهمة جداً ، أبعث بتحياتي إلى الشباب ، يجب أن تكون الأكاديمية ديموقراطية وجادة ، ويمكنهم تسيير أنشطتهم ضمن إطار المبادئ الديموقراطية .

ألا زال آرام حيوياً ؟ يمكنكم نقل أكليل من الورد باسمي إليه ، وأبعث له بتحياتي ، بل يمكن تأمين مسكن له إن أراد الإقامة هنا ، يمكن أن يكون مكاناً على ضفاف دجلة ، فربما تكون لديه رغبة في الإقامة ، تعرفون أن آرام ينحدر من “ساسون” .

ليس ثمة إنشقاق في DTP ، وأعضاء المؤتمر سينتخبون من يشاؤون ، فأنا لا أتدخل ، وهم الذين سيقررون ، المهم هو من لديه المعاني ، ومن يستطيع القيام بأعباء مسؤوليات الموقع الذي هم فيه ، على أكمل وجه .

وعليهم إنهاء المشكلة التي بينهم قطعاً ، ويجب تجاوز هذه الأمور ، فإن ينشط DTP سيتمكن من مضاعفة أصواته ثلاث مرات ، هذه الأرضية موجودة وإنني متفائل ، أعتقد أنه ينشط على صعيد تنظيم السقف والمواضيع الأخرى ، فأنا مقتنع بأنه لو ينشط ستحدث أمور جيدة ، كما يجب على النساء أن يعملن جيداً ، وكذلك الشباب ، عليهم أن يعملوا كثيراً .

لقد كان الانضمام جيداً إلى الاعتصام الذي نظمه مجلس السلام في “قاديكوي” استانبول ، في الأول من حزيران ، تحت اسم “الحل الديموقراطي للقضية الكردية” ، كيف كان المضمون ؟ فالمضمون هو المهم .

هذه الأنشطة مهمة ولكن لا يكفي اعتصام واحد أو اثنان ، يجب تنظيم هذه الأنشطة السلمية بشكل أوسع ابتداءً من “أديرنه” وصولاً إلى “هكاري” ، حتى يمكنهم القيام بأنشطتهم هذه بجولات بالسيارات ، يمكنهم القيام بتنظيم أوسع ، فأنا واثق من أنهم لو عملوا ستحدث أمور جيدة .

قبل عقوبة العزلة كان إلى جانبي دائماً معجمان ، وكنت أستطيع الاحتفاظ بكتاب واحد ، أي كتاب واحد وجريدة ومجلة .

أستلم الكتب التي ترسلونها ، من قبل كنت قد طلبت ثلاث كتب كانت مذكورة على غلاف كتاب “النظام العالمي” ، يمكنكم إرسالها ، كما يمكن إرسال الكتب الأخرى المهمة والملفتة للإنتباه ، لقد صدر قرار بحظر مجلة “بيريكيم” ولا داعي لإرسالها بعد الآن .

أرسل بتحياتي الخاصة إلى شعبنا والموجودين في السجون فرداً … فرداً .

4 حزيران 2008

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…