(حملة كردستان وغزوة GAP) لقاء أوجالان بالمحامين بتاريخ 28-5-2008

 مشاكلي الصحية لا زالت كما هي ، لا تغير ، لكن لدي مشكلة في صوتي ، والسائل اللصق في حنجرتي مزعج ، أود الحديث عن عقوبة العزلة .

لم تطبق عقوبة العزلة بعد ، وأعتقد أن المدة تنتهي في هذا الأسبوع ، حيث يمكنهم أن ينفذوها .

ما هو السند القانوني لعقوبات العزلة التي يحكمون بها على التوالي لنفس السبب ؟ بعض الجمل التي اعتمدوا عليها في التحقيق هي : “الاشتباكات ستتضاعف عشر مرات” ، و “أربعون مليون كردي سيتمردون” و “الأكراد في الأجزاء الأربعة من كردستان سيلتفون حول PKK” ، ويدّعون بأنني بهذه الجمل أصدر التعليمات ، فهل يمكنهم إصدار أكثر من عقوبة عزلة واحدة لسبب واحد ؟ وما هو السند القانوني ؟ ، ماذا يمكن فعله ؟ أريد الحصول على رأيكم .

أحاديثي تعتمد على مرافعاتي ، وهذا الوضع يعبر عن خرق لحقي في الدفاع ، وقد عبرت عن هذه الأمور في مرافعاتي التي تقدمت بها إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية ، وبعقوبة العزلة هذه يفرغون لقاءاتي مع المحامين من معانيها .

أي يقولون : عليك أن لا تنطق بكلمة كردي ولا اسم كردستان .

كنت قد قلت : إذا كانت هناك من دفاع مطلوب من أجل قرار ديوان العدالة الأوروبية ، فيجب أن أترافع أنا كمسؤول عن PKK ، فأنا الذي أمثله .

ومشاركة أفكاري هذه مع المحامين كيف تكون جريمة ؟ فقد مثلت أمام القضاء لأنني زعيم PKK ، وصدرت العقوبة بحقي لهذا السبب ، فهل أتحول إلى مذنب لمجرد القول بأنني زعيم PKK ؟ لأنني شاركت محامي الانكليزي أفكاري هذه بشأن قرار ديوان العدالة الأوروبي ، وتناقشت حول نفس الموضوع مع المحامين في اللقاءات اللاحقة ، تصبح سبباً للتحقيق لإنزال عقوبة العزلة ، مادام الأمر كذلك فإن لقاءاتي في 14 أيار و 21 أيار ستصبح موضوعاً للتحقيق ، وهذا يعني 70 إلى 90 يوماً من العزلة !!! .

إذا كانت لقاءاتي مع المحامين تسفر عن عقوبة العزلة ، عندها يجب عدم إجراء أي لقاء ، فإذا لم أتحدث مع المحامين الموكلين عني بشأن المواضيع التي ذكرتها في مرافعاتي فهل نتحدث عن القيل والقال واللغط ؟ فإن لم أتحدث معكم عن آرائي وأفكاري لا يبقى أي معنى لهذه اللقاءات ، على المحامين الموكلين عني التدخل في هذا الموضوع ، ويمكنكم الالتقاء بالمحامين الانكليز بشأن هذا الوضع ، فهذا الوضع خرق لحقي في الدفاع ، وأنا سأتقدم إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بطلب “التدبير الاحترازي” ، كما يجب على المحامين القيام بمحاولاتهم بهذا الموضوع ، وأنا قد كتبت آرائي هذه في مرافعتي المؤلفة من صفحة واحدة عن موضوع عقوبات العزلة السابقة ، ومرافعتي التي سأكتبها عن عقوبة العزلة ستكون على أساس حديثي هذا في هذا اليوم .

سمعت من الراديو أن رئيس الوزراء قد ذهب إلى دياربكر ، ماذا جرى كيف كان الانضمام ؟ .

سمعت بعض الأمور من الراديو ، لم يعلنوا عن مناطق الجفاف كمناطق منكوبة ، هناك جفاف وسأورد رؤاي عن هذا الموضوع فيما بعد .

إنني أعلم بـ YNK وسأتحدث ثقيلاً ولكن ليس هذا مكانه ، إن YNK يحاول السيطرة على PKK ، وأنتم تعلمون وضع أوصمان وبوتان ورفاقهما ، لقد حاولوا ممارسة السياسة عليّ ولكنهم لم ينجحوا فهربوا ولجأوا إلى YNK ، وهو الآن يحاول ممارسة السياسة من خلال هؤلاء ، ولكنهم لن ينجحوا ، أنا أقول منذ القديم : القوا بهذه النماذج التي تستخدمنا من على أكتافكم ، وأقول دائماً بألا يستخدمني أحد في السياسة .

المجتمع الديموقراطي الكردستاني (CDK) أي KCK في أوروبا ناقشوا مشاكلهم القديمة وتجاوزوها ،هذا جيد .

كنت قلت بتوحيد KNK (المؤتمر الوطني الكردستاني) و Kongra Gel (مؤتمر الشعب) أعتقد أن ذلك لم يُفهَم .

سمعت من الراديو أن ست سيدات فقدن حياتهن في الاشتباكات في إيران ، فما هي حقيقة الأمر ؟ من المحتمل أن هناك مدنيون ، لأن تواجد ست سيدات مع بعضهن أمر غريب ، هل هناك اشتباكات أخرى ؟ ما هي الإحصائيات ؟ .

إلى أين تتجه هذه الاشتباكات ؟ وكيف ستستمر ؟ ، إذا لم تقم الحكومة بإلقاء خطوات على طريق الحل الديموقراطي وتطوير السياسة الديموقراطية ، فإن الاشتباكات ستزداد ، ولأنني أقول مثل هذا الكلام يصدرون عقوبة العزلة ، إنني أقول إن الاشتباكات ستتضاعف عشر مرات ، وأربعون مليون كردي سيتمردون لأنهم لا يقبلون بهذا الوضع ، يقولون : إنك تهددنا .

ولكن هذه حقائق ، وهم لا يريدون فهم الحقائق ، بل يدّعون أنني بأقوالي هذه أصدر التعليمات إلى التنظيم ، إنني لا أصدر التعليمات إلى التنظيم ، علماً بأنه إذا لم تقم الحكومة بإلقاء خطوات ديموقراطية فإن PKK لن يستمع إليّ ، حتى لو قلت تخلوا عن السلاح فإنه لن يتخلى .

كان قد جاء إليّ مسؤولون والتقوا بي وقالوا لماذا لا تتحدث وتعرب عن أفكارك ، وعندما أتحدث وأوضح أفكاري يعاقبونني بالعزلة بذريعة أنني أصدر تعليمات إلى التنظيم ، علماً بأن النضال الذي أخوضه هنا بصبر ونضوج كبير أمر معروف .

إنني أبدي صبراً ونضوجاً كبيراً هنا من أجل أن تقوم الحكومة بتطوير حل ديموقراطي ، وليقوم الأكراد بنقاش الحل الديموقراطي بالتفصيل فيما بينهم ، فعند تطوير الحل الديموقراطي يجب أن يتضمن خطوات موضوعية ملموسة مقبولة ، والبحث عن الحل يجب أن يدعم من خلال التقدم باقتراحات مكشوفة ، حتى مصطفى كمال عندما كان ينتقد العثمانيين ، كان يطرح اقتراحاته المتطرفة للحل على النقاش ، بينما اقتراحنا هو الحل الديموقراطي .

ذهب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى دياربكر وأنا سأشرح آرائي وأفكاري عن ذلك ، وأنا أسمي ذلك بـ “حملة كردستان وغزوة GAP” ، رئيس الوزراء يقول أنه سينهي الإرهاب من خلال GAP(مشروع جنوب شرق الأناضول) ، والحقيقة عقوبات العزلة المطلوبة من أجلي هي نتيجة لذلك ، فهم يريدون أن يربطوا الأكراد بأنفسهم بالمال والمناصب والمواقع والتشجيع على القروض الكبيرة والصغيرة ، هذه السياسة تمتد إلى القديم جداً إلى قلقاميش وأنكيدو ، فالسلطات دائماً عملت على تقوية ذاتها من خلال النساء والمال والمناصب ، فبعد حملات الاسكندر أخذ عشرة آلاف امرأة ، ونظم الزفاف لعشرات الآلاف من الأشخاص ، وهناك نابليون الذي يقول : المال…المال….المال ويعزز سلطته بالمال .

بينما الحرية هي الأهم بالنسبة لي ، وأشعر بمنتهى الاحترام لكل من يخوض نضال الحرية حتى ولو كان طفلاً صغيراً ، ومن الجانب الآخر يمارسون كل أشكال القمع الإداري والسياسي والقضائي بحقي ، وحتى قد يلجأون إلى الإبادة حتى يحيدوني .

يقولون أن الدولة ذهبت إلى دياربكر ، صحيح ، ولكن ما هي الدولة ؟ .

الدولة هي ميكانيزما إدارية ، تقوم بالأعمال الإدارية ، ولا تمارس السياسة ، وهناك أناس متداخلون مع الدولة ، وهؤلاء هم الذين يمارسون السياسة ، وسأعطي مثالاً من أجل التوضيح ، هنا يُطبق عليّ نظام الدولة المصغرة ، هنا إدارة للسجن وهم يتابعون الأمور الإدارية ، وفيما عدا ذلك لا يستطيعون القيام بشيء ، وما يتم ممارسته بحقي هو نتيجة للسياسة ، فما هي السياسة ؟ سأخبركم عن السياسة بجملتين بشكل جميل ، السياسة هي نقاش قضايا الهوية الذاتية من المحلي إلى الكوني ، ومن الفرد إلى المجتمع .

التعبير بشكل أدبي عن الهوية الذاتية بحرية والتحدث عنها ، السياسة الديموقراطية هي شيء بهذا الجمال ، ما هي آدابها ؟ التعبير بلغة أدبية وبشكل جميل عن القضايا التي تعيشها المجتمعات والثقافات .

لماذا لم يلق محمد أوزون الاهتمام من جانب الأوساط البعيدة عن الثقافة والحياة الكردية ؟ ، لأنه كان يتحدث عما يعيشه الأكراد ، والآخرون لا يعرفون الأكراد ولا يعرفون ما يعيشونه ولا معاناتهم ولا يفهمونها .

لقد قلت من قبل أنهم خصصوا 12 مليار دولار “للإرهاب” ، بهذا لن يستطيعوا سوى ربط خمسمائة عائلة متواطئة بأنفسهم ، وهؤلاء لا يوجد ما لا يفعلونه ولا قيمة لا يبيعونها من أجل المال .

هؤلاء يعتمدون على رأسمال العولمة ليبتلعوا الجمل بما حمل ، ولكن الأكراد الشرفاء لا يقبلون بذلك , ولكن أمثال محمد متينأر وآلتان تان من إفرازات إسلام الدولة والإسلام السلطوي .

وأنا لا أسمي هؤلاء بعملاء كأشخاص ، ولكنهم عملاء موضوعيون ، وإنني أحذر شعبنا من هؤلاء ، وأقول بوجوب تطوير السياسة الديموقراطية في مواجهة هؤلاء ، وهذا هو السبب من وراء اقتراحي للأكاديميات ، ويجب أن تتأسس أكاديميات السياسة الديمقراطية بدون تأخير ولو لدقيقة واحدة ، تشترط الأكاديميات لممارسة السياسة عامة والسياسة الديموقراطية بشكل خاص ، ففي هذه الأكاديميات يجب تدريب الشعب في موضوع السياسة الديموقراطية ، وبهذه الوسيلة فقط يمكن التصدي لهذه الألاعيب ، ولن يتمكنوا من خداع الأكراد .

يقول يالجين كوجوك “آبو يعرف السياسة ولكنه لا يملك المال ” ، هذا صحيح ليس لديّ مال ، ولكن لديّ كرامة ، وكرامة الشعب الكردي من خلفي ، وهناك ملايين من أبناء الشعب الكردي ، وسنرى من سيكسب هل المال أم الكرامة ، ولننظر هل سأكسب أنا أم هم .

أغلب هذه الألاعيب حاولوا تمريرها منذ أعوام 1926 ، والحقيقة هي ألاعيب انكليزية ، فهل مجيء الملكة كان من فراغ !! .

رأى مصطفى كمال هذه الأمور وحاول عرقلتها ولكنهم لم يعطوه الفرصة ، واستطاعوا تحييده ، بل ابنته حاولت تأسيس حزب لممارسة السياسة ، ولم يعطوا الفرصة لها أيضاً ، ومع عام 1926 وبعد أن استطاعوا تحييد الأكراد من خلال قمع تمرد الشيخ سعيد ، أسسوا سلطتهم المهيمنة الأولى ، وتلك السلطة اعتمدت على العلمانية القائمة ، النائب عن إزمير في البرلمان ، يهودي الأصل آفرام غالانتي كان يقول عن مصطفى كمال “ثمين كما موسى” وكأنهم يريدون تأليه مصطفى كمال ، بل ألَّهوه ، أما السلطة المهيمنة في يومنا فقد أُرسيت أسسها في عام 1946 ، بل في الحقيقة يمكن تمديد جذورها إلى العثمانيين في عام 1818 ، وأنا أسميها السلطة المهيمنة الثانية ، وقد تم تطويرها كمناهضة للعلمانية الراهنة على شكل الإسلام المعتدل .

تعرفون كتاب “أولاد موسى” ، هذا الكتاب يتناول أبناء الأنبياء .

هذه السلطة في حقيقتها ذات جذور يهودية ، كل زوجات هؤلاء كن سافرات ، ولا أعلم عن علاقات كل من آرينج و غول و أردوغان ببعضهم البعض وظروف تأسيس هذه العلاقة ، ولكنه موضوع جدير بالبحث والتدقيق ، لا أقول أن كلاً من آرينج و غول و أردوغان متواطئون مع هؤلاء ، ولكن هذه سياسة انكليزية ، ويجب البحث في هذا الأمر .

ما نراه اليوم هو اشتباك بين السلطة المهيمنة الأولى والسلطة المهيمنة الثانية ، والأكراد لا يقبلون بهاتين السلطتين أصلاً ، المفهوم الأساسي في السلطة المهيمنة الأولى هو علمانية اليوم ، وهي لا زالت تعتمد على ثلاث مؤسسات هي : الجيش ، القضاء ، الجامعات .

فهؤلاء نشأوا ضمن هذا المفهوم للسلطة ، وحسب ذلك تكوّن طراز حياتهم .

ومن الطبيعي جداً أن يقاوموا ويتبنوا ويطوروا مواقف لحماية العلمانية القائمة ، فهؤلاء هم الطبقة الوسطى في سلطة امتدت على مدى ثمانين سنة ، واليوم يتولى بايكال مهمة المتحدث السياسي باسمهم .

أما السلطة المهيمنة الثانية فتريد تجاوز كل هذه البنى والسيطرة عليها بسياسة الإسلام المعتدل وفي مقدمتها العلمانية ، وحكومة حزب العدالة والتنمية (AKP) ستدفع البلاد إلى وضع أسوأ وأكثر رجعية من فترة الاتحاد والترقي .

تعلمون كان هناك لقاء دولماباخجة ، من خلاله أرادوا التستر على الأزمة الاقتصادية والتظاهر بنجاح السلطة لبسط السيطرة على البورصات وسوق المال ، وهم يقومون بذلك من خلال البونات وعلى الورق دون الاعتماد على الإنتاج .

وباخجلي في مكان ما بين هاتين السلطتين المهيمنتين .

وفي الحقيقة ليس AKP و CHP بالكامل ، بل هناك زمرة في كل حزب تمثل هاتين السلطتين المهيمنتين .

وحتى يتمكن AKP من الاستمرار والبقاء في السلطة عليه القيام بثلاثة أمور ، أولها : التستر على الأزمة الاقتصادية إلى أقصى حد ممكن ، وثانيها : الحل السلمي الديموقراطي للقضية الكردية ، وثالثها : الحفاظ على البورصات وسوق المال تحت السيطرة .

ولا أعلم إن كان سينجح في ذلك ، ولا أعتقد بأنه سينجح ، وإن لم ينجح فإن حكومة AKP ستتعرض للإنحلال .

الهدف الأساس من الإسلام المعتدل هو إحداث انكسار في القومية العربية في الشرق الأوسط ، فإجراء مفاوضات سورية-إسرائيلية برعاية تركيا هو عمل من أجل تحطيم القومية العربية ، وإخراجي من سوريا له علاقة بذلك ، إن تركيا تسعى من أجل حل القضية بين سوريا وإسرائيل ولكنها محاصرة من جانب إسرائيل من طرف ومن جانب الولايات المتحدة من الطرف الآخر ، وهم يقولون لـ AKP : “حطم القومية العربية من خلال المفاوضات السورية-الإسرائيلية ، وسندعمك لفترة أخرى” ، وعلى هذا الأساس سيدعمون سلطة AKP لفترة أخرى .

تعلمون بالقاعدة ، هؤلاء أيضاً يريدون التحكم بها من خلال أفغانستان وباكستان والعربية السعودية ومصر ، ومن الجانب الآخر هناك التدخل بسياسة السيطرة من خلال الإسلام المعتدل التي تمارسها كل من أميريكا وانكلترا وإسرائيل .

القاعدة تقول لأميريكا : “دع المجال أمامي لأحيا كدويلة قومية هنا” ، ولكن أميريكا تقول : “لن أسمح لك بذلك ، وعليك البقاء تحت سيطرتي” .

وتركيا تحاول التدخل في ذلك ولكن ليس لوحدها ، فهناك أميريكا من جانب وإسرائيل من الجانب الآخر .

لقد قاموا بتحطيم صدام ، والدور سيأتي على إيران ، ولن يسمحوا لتركيا لتتصرف بمفردها ، فأميريكا لن تسمح بذلك ، وسيحاولون استخدام أربعين مليون كردي ضد تركيا بعد إيران ، وهكذا أنا أحاول التعبير عن هذا الخطر ، ولكنهم لا يفهمون ، ولا يرون هذا الخطر ثم يعاقبونني بالعزلة بذريعة أنك تصدر التعليمات !! .

وقد شرحت هذا الأمر بتفاصيله في مرافعتي المؤلفة من 124 صفحة التي تقدمت بها إلى محكمة الجنايات الثانية ، والتي لم يعطوكم إياها .

ذلك هو السبب في منع كتاب ماهر كايناك عني أيضاً ، وماهر كايناك هو أحد الأشخاص الذين جعلوا من MIT مؤسسة راسخة ، ولديه أبحاث كثيفة ، وكذلك يالجين كوجوك يسرد في كتابه “التاريخ السري” بعض الأمور الموضوعية القريبة من الحقيقة ، ويقول بأنه سيكمل كتابه ليكشف عن التاريخ السري ، ولكن لا أعلم إلى أي درجة سينجح ، وأتمنى أن ينجح .

هنا أريد أن أنادي زعماء اليسار التركي ، لقد قضي عليهم وباتوا أكثر رجعية من باخجلي ، وهم لا يرون هذه الألاعيب ولا يتحدثون عنها ، كما أن DTP (حزب المجتمع الديموقراطي) لا يستطيع ، فهو غير فالح في ممارسة السياسة الديموقراطية ، فإذا استطاع النضال الصحيح وقاموا بجولتين سليمتين بين الشعب ، فهم سيحصلون على دعم الشعب الكردي والشعب التركي معاً ، وفي هذا الوضع ستتعرض السلطتان المهيمنتان للخسارة ، بل هاتان السلطتان لن تحصلا على دعم ما نسبته 5% .

وستنتصر السياسة الديموقراطية ، فهذا الأمر لا يمكن حله بالاشتباكات والعمليات العسكرية .

تركيا سترتقي إلى هذا الواقع بسرعة بعد الآن ، والمتنورون في تركيا سيبدأون بالتعبير عن ذلك ، ومن هنا أريد توجيه نداء إلى المتنورين في تركيا : عليهم أن يروا هذه الألاعيب جيداً ، إنني أرى كل هذه الألاعيب وأعبر عنها ، وإذا سُئلت : ما هو اقتراحك للحل ؟ أقول : إن اقتراحي للحل هو تطوير سياسة ديموقراطية سلمية مناهضة للاحتكار ومناهضة للهيمنة ، تضم كل الشرائح الاجتماعية بما فيها ممثلي الورشات الصغيرة , أي لم الشمل تحت سقف واحد على أساس السلام والديموقراطية ، ولا يهم كثيراً إن أسميتم ذلك تحالفاً أو ائتلافا ، إنما المهم هو تطوير الحل الديموقراطي .

الحل الديموقراطي يتحقق بتعلم السياسة الديموقراطية ، ولهذا السبب قلت بوجوب تأسيس أكاديميات السياسة الديموقراطية فوراً في كل مكان ابتداءً من هكاري وصولاً إلى أديرنه .

فبأكاديميات السياسة الديموقراطية تتحقق دمقرطة الفرد ، ودمقرطة الفرد تؤدي إلى دمقرطة المجتمع .

في الأسبوع الماضي تحدثتم عن جمعية أسسها الأئمة اليقظون في دياربكر ، وأنا أريد أن أكرر لهم ندائي على هذا الأساس : الدين الإسلامي يساعد المسحوقين ، وهو دين السلام ، المساجد في عصر محمد(ص) كانت مراكز للسلام الاجتماعي حيث تناقش المشاكل وتوضع لها الحلول ، وفي يومنا يجب أن تخدم المساجد السلام والسياسة الديموقراطية ، وعليهم أن يعملوا من أجل هذا الهدف ، وأنادي شعبنا بأن يبتعدوا عن الطرائق بشكل خاص ، ويمكن نشر أفكاري هذه بلغة مناسبة ، ولدي صورة ملتقطة مع الملا عبد الرحمن في سوريا ، يمكن استخدامها في ذلك المنشور ، وبهذه المناسبة وبمنتهى الاحترام أستذكر الإنسان القدير جداً ملا عبد الرحمن الذي كان يحبني كثيراً ، وأتمنى للأئمة النجاح في مسعاهم .

ليس هناك أي سبب لعدم نجاح السياسة الديموقراطية في دياربكر ، فإن قمتم بتطوير السياسة الديموقراطية لن تبقى مشكلة بدون حل ، أما إذا لم تتطور السياسة الديموقراطية فإنكم ستخسرون .

الحزب الديموقراطي الكردستاني (PDK) معتدل من حيث الحل السياسي الديموقراطي ، ويمكن إجراء لقاءات معه بشأن الحل الديموقراطي ، وعلى هذا الأساس أتوجه لهم بتحياتي ، وأتمنى لهم النجاح ، والأصح هو إجراء لقاءات مع كل المعتدلين في موضوع الحل الديموقراطي .

الأمر المهم هو تطوير الحل الديموقراطي ، وعلى هذا الصعيد حتى يمكن الإلتقاء بكل من MHP و CHP بشرط الالتزام بالمبادئ ، ويمكن الالتقاء بالجميع .

لم يعطوني الكتابين “سيدي القائد” و “حل إنساني للقضية الكردية” ، وجعلوني أوقع على وثيقة بهذا الخصوص ، كنت قد طلبت منكم كتباً فيما مضى ، يمكنكم جلبها ، كما يمكنكم إرسال كتب ملفتة للانتباه صدرت حديثاً .

بلغوا تحياتي للأصدقاء في الخارج وفي السجون وللنساء والشبيبة .

طابت أيامكم .
 
28 أيار 2008

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…