في الفاتح من صيف عام سبعةٍ وخمسين وتسعمائة وألف تمّ الإعلان عن ميلاد التاريخ السياسي الكوردي الفعلي في كوردستان سوريا, نتيجة للمراحل الزمنية الصعبة المؤلمة التي مرّت بها الأمة الكوردية, وبالأخص, ما كانت تشهدها الساحة السورية من أوضاع سياسية سيئة, وصعبة, من انقلاباتٍ سريعة في الحكم, والتأثيرات السلبية على الوضع الكوردي, ممّا حدا بمجموعةٍ من الشبان المثقفين الكورد إلى الإعلان عن حافظةٍ سياسيةٍ كوردية, تكون بمستوى الأوضاع العامة في البلاد, وملبياً لطموحات وآمال شعبٍ لم ينل من الاستقلال (1741946 ) شيئاً, خاصة وأنه ضحّى بالكثير من دماء أبناءه في سبيل استقلال سوريا, أتى انبثاق الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا, وعبر شعاره القومي الشهير (تحرير وتوحيد كوردستان) ليشكّل رافداً مهمّاّ إلى جانب الأحزاب التحررية الكوردية في الأجزاء الأخرى من كوردستان, ومدرسة نضالية مهمة مكملة لتضاف إلى صفوف حركة التحرّر الكوردستانية في سبيل تحقيق الأهداف القومية للشعب الكوردي المجزأ وطنه بين (سوريا- تركية – العراق – إيران) دون إرادته,…
- إنّ الحركة التحررية الكوردية منذ نشوئها وحتى مرحلة الانشقاق الأوّل (1965 ( وما نتج عنه من صراع داخليٍ كوردي- كوردي امتد إلى الآن ولكن بأشكالٍ أخرى, حافظت على الوجود والهوية الكوردية والتي حاولت السلطة القمعية مرارا العمل على صهر القومية الكوردية في بوتقة القومية العربية, وفق آلياتٍ ممنهجة.
- استطاعت الحركة التحررية الكوردية في مرحلة الانتفاضة الكوردية المجيدة ( 2004 ) ردم الهوة بينها وبين جماهير الشعب الكوردي, واستطاعت أن تتفهم واقعها أكثر, وخاصةً بعد التضحيات الجسام وسقوط
العشرات من الشباب الكورد شهداء على درب الحرية, واعتقال الآلاف منهم من قبل أجهزة النظام البعثي الشوفيني ووضعهم في غياهب السجون, وعملت الحركة التحررية الكوردية على إعادة اللحمة بينها وبين جماهير شعبنا المناضلة تمهيداً لمرحلة نضالية جديدة في تاريخ كوردستان – سوريا.
وأعلنت وخاصةً (النهج الوطني الديمقراطي) التزامها بخيار الوحدة والاتحاد كخيارٍ استراتيجي, والعمل على إنشاء المرجعية الكوردية, بأي شكلٍ من الأشكال.
والوقوف في وجه مخططات السلطة, وفضح سياساتها العدائية تجاه الشعب الكوردي والتي تحاول إعادة عقارب الساعة الكوردية إلى الوراء, وإرجاع الحالة الكوردية إلى قمقم السلطة.
…وكنتيجة للوقائع الآنفة الذكر وكضرورة نضالية أملتها الحالة الكوردية الجديدة, وخاصةً بعد الانتفاضة الآذارية,… أتت انطلاقة (آزادي ) في (2152005 ) كعربون وفاء لدماء العشرات من الشباب الكورد, ولرفد النضال التحرري الكوردي القوة, والديمومة , بمزيد من الإصرار, والتمسّك..بقضية الشعب الكوردي, كقضية أرض وشعب, له كلّ الحق في تقرير مصيره بنفسه, والنضال من أجل تثبيت جانبه الدستوري, والاعتراف بالشعب الكوردي كثاني قومية, وكشريك حقيقي في البلاد, ولمدّ جسور التعاون بين كلّ الأطراف الكوردية, والكوردستانية, على طريق نهج (الكوردايتي), مع احترام خصوصية كلّ طرف, وليكون متمّماً, وحالةً فاعلة في تجسيد النضال العملي السياسي الكوردي, وكعامل دعمٍ ومساند لنضالات الشعب الكوردي في كافة أجزاء كوردستان, وخاصةً التجربة الديمقراطية في كوردستان – العراق بقيادة الأخ الرئيس (مسعود البارزاني) ومن هنا فإنّ هذه الأداة ( آزادي) تحمل في طياتها عوامل الديمومة, والاستمرارية, بما تمتلكها من مخزونٍ فكريٍ عريق, وإرثٍ نضاليٍ زاخر, وحوامل فولاذية, وهي الوعاء النضالي الحقيقي للطاقات الثقافية, والجريئة, والمشروع السياسي الآني والمستقبلي الكوردي, وبما تتحلىّ بها القيادة السياسية لحزب آزادي من حكمةٍ, وحنكةٍ في ميدان العمل السياسي الكوردي, وبما يتحلّى به أيضاً رفاق الحزب, من جرأةٍ, وإخلاصٍ, لقضيتهم القومية, ولمشروعهم السياسي (آزادي) كتجربة وحدوية رائدة, في تاريخ الحركة الكوردية منذ ميلادها (1461957 ), وتعتبر آزادي الخلاصة الفعلية, والاستمرارية العملية لكونفرانس الخامس من آب (1965) المدرسة النضالية في تاريخ النضالي الكوردي,