الدكتور خالد محمد أبوالحسن
المقدمة
إذا كنت تريد أن تصبح سيد هذا العالم، إذا كنت تريد أن تصبح الأقوى في هذا العالم، إذا كنت تريد أن تصبح الحاكم الآمر في هذا العالم، إذا كنت تريد أن تصبح الأغنى في هذا العالم، إذا كنت تريد أن تصبح القيم المشرع لتعاليم و قيم و أخلاق هذا العالم، ففرق بينهم، فلتقتل هذا الرجل الكردي الباسل الذي يلقي بحياته فداءً لصديقه، فداءً لأخيه، فداءً لوفائه و إخلاصه، و لن تستطيع ذلك طالما أن كلمة “كرد” تعني “البطل”، عليك أن تزرع في قلبه روح الشقاق بينه و بين أخيه العربي، عليك أن تعرف العربي بعروبته و تنسيه إسلامه، عليك أن تضع أمام الفارسي تاريخه الطويل النابض بنيرانه المقدسه، و فحولة كسرى، عليك أن تضع نصب أعين التركي أساطيره و حكاياته القديمه، و كيف أن أجدادهم صنعوا حضارات لم يصنعها العثمانيون أنفسهم،
عليك أن تذكر كل هؤلاء و غيرهم بقومياتهم، و تواريخهم القديمة، عليك أن تفرق بين أولئك الذين لو أرادوا خلع الجبال من أماكنها لخلعوها، و لكن تحت راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”
لقد استطاع الغرب أن يفعل كل هذا بالمسلمين، بالأكراد البواسل، بالفرس الكواسر، بالترك و تاريخهم العظيم، بالعرب أهل المجد و الشرف، و أهل رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبناء جلدته، و كانت الفُرقةُ و حدث الشقاق بين أمة لو قدر لها أن تجتمع على كلمة واحدة لأصبحت أكبر قوة في العالم يمكنها أن تتصدى لقوى العالم مجتمعة.
و في هذا الكتاب الذي شجعني على أن أقدمه بين أيديكم إخواني الأكراد البواسل الذين يشعرون – و أشعر معهم – بأنهم ظلموا و لم يأخذوا حقهم –كما يجب- في التاريخ، و لذلك فإنني آثرت – بعد أن نصحوني بذلك – أن أقدم هذا الكتاب على حلقات لكي تكون الفائدة أيسر و أشمل للقارئ العزيز، و عرفاناً مني بقدر إخواننا الأكراد و إسهاماتهم المؤثرة في الإسلام آثرت أن أبدأ بهم، راجياً من المولى عز و جل أن يصبح هذا العمل فاتحة خير للمصالحة بين المسلمين في كل بقاع الأرض، بين الأكراد و إخوانهم العرب، بين الأكراد و إخوانهم الترك، بين الأكراد و إخوانهم الفرس، بين المسلمين في أرجاء الأرض، لعلنا نستيقظ يوماً و قلوبنا ساكنة هادئة مطمئنة تحت شجرة الخلافة الوارفة، الخلافة الإسلامية التي طالما ضمدت و تضمد جراح الفرقة و الفتن.
و إذا كنا نحن المسلمين الذين تنبض دماؤهم بكل معاني الحب و الإخاء لا نشعر بتلك القضية فمن ذا الذي يستطيع ذلك و من ذا الذي يريد ذلك، إننا جميعا في حاجة ماسة إلى تلك الروح التي تجمعنا، و نحلم باليوم الذي يفيق فيه ذلك الأسد الجريح، و يلملم جراحاته، ليصمد أمام تلك الهجمات الشرسة التي تقتطع من جسده القطعة تلو الأخرى، رغبة في موته، و انفصام عرى تلك الروح الإسلامية التي تجتمع لها قلوب المسلمين راضية مرضية في يوم جليل كيوم الحج الأعظم.
و إذا كان الغرب قد لقب سلطان الدولة العثمانية – في وقت من الأوقات – برجل أوروبا المريض، فحسبنا أن نبايع هذا الرجل بدلاً من أن نخنع أمام جيوش الغرب الطاغية، و لا يعنينا إذا ما كان مريضنا كردياَ أم عربياً أم فارسياً أو حتى تركياً، إذ بإمكاننا أن نعالج ما مسه من سقم، بأن نسد ما بيننا من فُرَجِ الشقاق و الخلاف.
و إذا كان صلاح الدين الأيوبي – و هو الكردي الأصل – قد قاد المسلمين إلى الانتصار على كل الصليبيين، و لقنهم درساً لم و لن ينسوه، فإن ذلك يدل على أن للإسلام رجالاته من الأكراد البواسل مثلهم في ذلك مثل العرب و الفرس و الترك.
أما مسألة الأصل و القوميات فحسبنا أن نحاول جاهدين أن نثبت للعالم أجمل أننا الأكراد و العرب و الفرس و الترك و… ذوي قربى و أن هذه القربى قد تلاشت بسببها فوراق القوميات الهدامة، و لسوف نحاول أيضاً أن نثبت من خلال هذا الكتاب أن ثمة قرابة عرقية تربط بين بعض هذه القوميات.
و لعلى لا أكون مخطئاً إذا قلت: إن شعور الأكراد بالغربة، و كذا شعور اللاوطن لم يكن بسبب الغرب فحسب، بل إننا – جميع المسلمين – نتقاسم هذا الخطأ لأننا لم نهتم بذوينا من الأكراد، و نسينا أو تناسينا ما لهم من دورٍ فعال في التاريخ الإسلامي، و إذا كانوا يطالبون بوطنٍ لهم، فإن ذلك قد نجم عن تجاهلنا لهم و ابتعادنا عن قضاياهم، و إشعارهم بالغربة في أوطانهم.
و عليه فلسوف أعرض في الحلقة التالية للأكراد و أصلهم، و العرب و الفرس و الترك، و علاقتهم العرقية بالأكراد، محاولاً إثبات مدى العلاقة بين هؤلاء حتى و لو لم يرتبطوا بإخوانهم المسلمين من جهة الإسلام.
إن الهدف المرجو من هذا الكتاب هو رأب الصدع الدامي بين الأكراد من ناحية و العرب و الفرس و الترك من ناحية أخرى، حتى لا يصبحوا وسيلة سهلة يستغلها الأعداء لتوسيع هوة الشقاق، و إذكاء نيران الخلاف.
و إذا كان الموقف الكردي التركي – اليوم – ينذر بكارثة تاريخية لا تحمد عقباها، فلعلنا ننتبه إلى الأسباب و الدواعي التي أوجدت هذا الخلاف الدامي بين مسلمي تركيا و مسلمي الأكراد.
و عليه فإنني سوف أبعث برسالة مصالحة – من خلال هذا الكتاب – بين الكرد و الترك، مثبتاً من خلالها، مدى التقارب بين الكرد و الترك، و أحسب أن رحلتي إلى استانبول التركية، مكنتني من رصد ظاهرة التآلف و المحبة فيما بين الكردي و التركي، على الرغم من وجود تلك المشكلات السياسية المتحمسة لأن يقضي كلاهما على الآخر، و لا إخال أن مثل هذا الصنيع، يضيف للمنطقة الإسلامية إلا الدمار و التقهقر إلى الخلف.
لقد استطاع الغرب أن يفعل كل هذا بالمسلمين، بالأكراد البواسل، بالفرس الكواسر، بالترك و تاريخهم العظيم، بالعرب أهل المجد و الشرف، و أهل رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبناء جلدته، و كانت الفُرقةُ و حدث الشقاق بين أمة لو قدر لها أن تجتمع على كلمة واحدة لأصبحت أكبر قوة في العالم يمكنها أن تتصدى لقوى العالم مجتمعة.
و في هذا الكتاب الذي شجعني على أن أقدمه بين أيديكم إخواني الأكراد البواسل الذين يشعرون – و أشعر معهم – بأنهم ظلموا و لم يأخذوا حقهم –كما يجب- في التاريخ، و لذلك فإنني آثرت – بعد أن نصحوني بذلك – أن أقدم هذا الكتاب على حلقات لكي تكون الفائدة أيسر و أشمل للقارئ العزيز، و عرفاناً مني بقدر إخواننا الأكراد و إسهاماتهم المؤثرة في الإسلام آثرت أن أبدأ بهم، راجياً من المولى عز و جل أن يصبح هذا العمل فاتحة خير للمصالحة بين المسلمين في كل بقاع الأرض، بين الأكراد و إخوانهم العرب، بين الأكراد و إخوانهم الترك، بين الأكراد و إخوانهم الفرس، بين المسلمين في أرجاء الأرض، لعلنا نستيقظ يوماً و قلوبنا ساكنة هادئة مطمئنة تحت شجرة الخلافة الوارفة، الخلافة الإسلامية التي طالما ضمدت و تضمد جراح الفرقة و الفتن.
و إذا كنا نحن المسلمين الذين تنبض دماؤهم بكل معاني الحب و الإخاء لا نشعر بتلك القضية فمن ذا الذي يستطيع ذلك و من ذا الذي يريد ذلك، إننا جميعا في حاجة ماسة إلى تلك الروح التي تجمعنا، و نحلم باليوم الذي يفيق فيه ذلك الأسد الجريح، و يلملم جراحاته، ليصمد أمام تلك الهجمات الشرسة التي تقتطع من جسده القطعة تلو الأخرى، رغبة في موته، و انفصام عرى تلك الروح الإسلامية التي تجتمع لها قلوب المسلمين راضية مرضية في يوم جليل كيوم الحج الأعظم.
و إذا كان الغرب قد لقب سلطان الدولة العثمانية – في وقت من الأوقات – برجل أوروبا المريض، فحسبنا أن نبايع هذا الرجل بدلاً من أن نخنع أمام جيوش الغرب الطاغية، و لا يعنينا إذا ما كان مريضنا كردياَ أم عربياً أم فارسياً أو حتى تركياً، إذ بإمكاننا أن نعالج ما مسه من سقم، بأن نسد ما بيننا من فُرَجِ الشقاق و الخلاف.
و إذا كان صلاح الدين الأيوبي – و هو الكردي الأصل – قد قاد المسلمين إلى الانتصار على كل الصليبيين، و لقنهم درساً لم و لن ينسوه، فإن ذلك يدل على أن للإسلام رجالاته من الأكراد البواسل مثلهم في ذلك مثل العرب و الفرس و الترك.
أما مسألة الأصل و القوميات فحسبنا أن نحاول جاهدين أن نثبت للعالم أجمل أننا الأكراد و العرب و الفرس و الترك و… ذوي قربى و أن هذه القربى قد تلاشت بسببها فوراق القوميات الهدامة، و لسوف نحاول أيضاً أن نثبت من خلال هذا الكتاب أن ثمة قرابة عرقية تربط بين بعض هذه القوميات.
و لعلى لا أكون مخطئاً إذا قلت: إن شعور الأكراد بالغربة، و كذا شعور اللاوطن لم يكن بسبب الغرب فحسب، بل إننا – جميع المسلمين – نتقاسم هذا الخطأ لأننا لم نهتم بذوينا من الأكراد، و نسينا أو تناسينا ما لهم من دورٍ فعال في التاريخ الإسلامي، و إذا كانوا يطالبون بوطنٍ لهم، فإن ذلك قد نجم عن تجاهلنا لهم و ابتعادنا عن قضاياهم، و إشعارهم بالغربة في أوطانهم.
و عليه فلسوف أعرض في الحلقة التالية للأكراد و أصلهم، و العرب و الفرس و الترك، و علاقتهم العرقية بالأكراد، محاولاً إثبات مدى العلاقة بين هؤلاء حتى و لو لم يرتبطوا بإخوانهم المسلمين من جهة الإسلام.
إن الهدف المرجو من هذا الكتاب هو رأب الصدع الدامي بين الأكراد من ناحية و العرب و الفرس و الترك من ناحية أخرى، حتى لا يصبحوا وسيلة سهلة يستغلها الأعداء لتوسيع هوة الشقاق، و إذكاء نيران الخلاف.
و إذا كان الموقف الكردي التركي – اليوم – ينذر بكارثة تاريخية لا تحمد عقباها، فلعلنا ننتبه إلى الأسباب و الدواعي التي أوجدت هذا الخلاف الدامي بين مسلمي تركيا و مسلمي الأكراد.
و عليه فإنني سوف أبعث برسالة مصالحة – من خلال هذا الكتاب – بين الكرد و الترك، مثبتاً من خلالها، مدى التقارب بين الكرد و الترك، و أحسب أن رحلتي إلى استانبول التركية، مكنتني من رصد ظاهرة التآلف و المحبة فيما بين الكردي و التركي، على الرغم من وجود تلك المشكلات السياسية المتحمسة لأن يقضي كلاهما على الآخر، و لا إخال أن مثل هذا الصنيع، يضيف للمنطقة الإسلامية إلا الدمار و التقهقر إلى الخلف.
دكتور / خالد محمد أبوالحسن
مدرس اللغة التركية و آدابها بكلية الآداب
مدرس اللغة التركية و آدابها بكلية الآداب
جامعة سوهاج