سيامند إبراهيم
لعل أكثركم يتذكر مطلع هذه الأغنية الخفيقة للفنان اللبناني (محمد جمال) الذي أعتزل الفن والغناء .”قَسًمْ شرقي بلدي” وبالفعل فقد استملتنا أمس قسائم المازوت, وبعناها سلفاً, ومن المؤكد أن آلا لاف الأسر السورية أيضاً باعتها تحت وطأة الفقر والعوز, لكن الطامة والمصيبة الأعظم هو في الشتاء, وخاصة في شتاء قارص مثل شتاء الجزيرة الشبه الصحراوي, ولا أعرف إن كان يوجد في سوريا جمعيات تشجع الناس على التوجه نحو الغذاء النباتي, لأن النبات صار أغلى من اللحوم الحمراء, وهنا لابد من التساؤل عن الشعراء والفنانين السوريين فهل ناموا نومة أهل الكهف, أين أبو صياح ودريد لحام, أين صولاتهم وجولاتهم الفنية وأين الأغنيات والمسرحيات الناقدة
ولابد للحكومة من عمل شيء فالجزيرة ستصبح (جزيرة الأطلال) بعد أن كانت جنة الأحلام, فما إن يعين مسئول في هذه المحافظة حتى تنفرج أسارير أمه وأم أمه حتى نسله العاشر قبل اليباب الأمريكي الذي جسده ت.
س.
أليوت في قصيدته الرائعة (أرض اليباب) لكن نحن الآن يقسم لنا فنانو الطنبور والربابة للهروب نحو محافظة (درعا) جنة سوريا الجنوبية, حتى أن أحد الخبثاء يروي نكتة على لسان (محافظ درعا) حيث يخاطب محافظ الحسكة قائلاً:
– ربعك كلهم صاروا عندي في درعا!
– وماذا تفعل هناك يا سيادة المحافظ؟
نخاف أن تتحول الجزيرة الغناء إلى الربع الخالي! كلهم صاروا في درعا, وهم يفترشون الأرض دوشكاً, كما قال الفنان الكردي آرام الرائع:
Bera lihêfa me ezmanba
Doşeka me erd ba
Lihfêfa me kevir ba
وهنا لابد من تذكر المرحوم المناضل عصمت سيدا الذي كان واحداَ من المناضلين الأصيلين الذي كتب في الثمانينات من القرن الماضي عن أزمة السمن واللحم واللودالين, وقال
Cihanê bankir Sultanê
Rabe em herin dikanê
Ne pioteks ne lodelîn
…………………………..
وهناك الشاعر صبري خلو سيتي الذي كتب العديد من القصائد الشعرية البسيطة في نقد أزمات الخبز, وخلد اسم ديكران صاحب الفرن المشهور.
لن نسترسل في حكايات الفقر أكثر, ولتفعل الحكومة شيئاً في توزيع المزاد التموينية بسعر مخفض للفقراء.
وفي النصف الأول من القرن العشرين روى لي البعض من أكراد دمشق:”أن المرحوم (نوري بك الإيبش) قد وزع أكثر من ألف كيس من القمح لفقراء دمشق من الأكراد والعرب” وفي الحقيقة الوضع الاقتصادي في سوريا والجزيرة بشكل عام سيدق ناقوس الخطر!!
أجل لقد سررت لمقالة الأستاذ ديار سليمان (الجزيرة منطقة منكوبة) وأزيد عليها لقد أصابت الجزيرة (تسو نامي) القحط والغلاء فأوجدوا الحلول المناسبة في توزيع الدقيق والسكر والشاي والأرز على أهالي الجزيرة وبإمكان الحكومة فعل ذلك وهو الحل.
ونختمها في تضاد ما قاله الشاعر الرصافي
يــــــا قـــــوم لا تتكلمــــوا
إن الكلام محرم
نامــــــــوا ولا تستيقظـــــوا
ما فاز إلا النوم
—————–
فردوا: هي فين؟ الخميس – 22 -5