إحياء الذكرى الثالثة والعشرين لاستشهاد (عبدي قادر نعسان)

تلبية لدعوة منظمة كوباني لحزب يكيتي الكردي في سوريا, أحتشد المئات من الوطنيين المستقلين ومنتسبي الأحزاب الكوردية , رجالاً ونساءً في مقبرة قرية (علبلور) ,عصر يوم الجمعة الموافق 16/5/2008 , لإحياء الذكرى الثالثة والعشرين لاستشهاد (عبدي قادر نعسان)
أتخذ إحياء المناسبة هذا العام , شكل المهرجان , لغناه بنوعية مدعويه , وتطور إخراجه الفني , رغم غياب مضخمات الصوت , مما أثار إنتقاد الجمهور وشكواه من عدم وصول الصوت إلى أسماعهم , وخاصة الجالسين في الصفوف الخلفية.

كما أتسم الحفل , هذا العام بطابع تمجيد النضال والمناضلين, من قبل جميع المتكلمين , حيث يمكن أن نسميه دون تردد (مهرجان المناضلين).

لقد كرست أغلب فقرات المهرجان لتمجيد الشهيد عبدي الذي وهب كل أوقات حياته بل وحياته ذاتها للنضال الدؤوب من أجل حقوق الشعب الكردي , وبذل دمه رخيصاً في سبيل تحقيق الأهداف التي كان يؤمن بها , كما كرم المناضلون الأحياء من خلال تكريم ذكرى المناضلين الشهداء : عبدي و سليمان آدي وعبد الحميد زيباري وشهداء انتفاضة آذار 2004 والشهيد محمد معشوق الخزنوي وشهداء نوروز هذا العام محمد ومحمد ومحمد .

– قاد مراسيم المهرجان ورتب تقديم المتكلمين عريف الحفل المبدع (بافى باهوز), حيث حقق بصوته الجهوري , وانتقائه للأشعار المناسبة لكل فقرة , وبطريقة أدائه الجريئة حضوراً متميزاً ملفتاً للأنظار.
 – في بداية الحفل وقف الجمهور دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء (الكوردايتي) ثم استمعوا وقوفاً إلى نشيد (أي رقيت), بعده أطلقت فتاةً صغيرة بالزي الكوردي الفلكلوري للمنطقة حمامة بيضاء , من جانب مرقد الشهيد ألقى كلمة حزب يكيتي الكردي في سوريا عضو اللجنة السياسية (إسماعيل حمي).

حيث ركز على ما يلي : 1- ضرورة إحياء هذه الذكرى كل عام , وجعلها مناسبة لتكريم المناضلين من أجل حقوق الشعب الكوردي الذي يعيش على أرضه التاريخية .

2- سمو مكانة الشهداء والمناضلين في قلوب أبناء شعوبهم .

3- فشل محاولات الأعداء في إعاقة تقدم المناضلين الكورد على طريق النضال من أجل حل القضية الكوردية .

4- انتصار قيم ومبادئ وقوى الديمقراطية في العالم .

5- يوم إنتصار الشعب الكوردي قريب.

بعد ذلك ألقى السيد مصطفى بكر , عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكوردي في سوريا , كلمة منظمة كوباني لحزبه, حيث تضمنت : 1- الترحيب الحار بالضيوف الكرام وخاصة بالضيوف الذين أتوا من بعيد ليضموا (قلوبهم إلى قلوبنا ) والأخوات النساء اللواتي يمثلن الحياة بعينها ويشكلن المدرسة الأولى .وبممثلي الأحزاب الكوردية الشقيقة ,التي يحق لها جميعاً أن تفتخر بإنتساب عبدي إليها.

2- التحدث بإيجاز عن الضغوط الأمنية النفسية الهائلة التي مورست على الجماهير وعلى منتسبي منظمة كوباني للحزب , بأشكال غير مباشرة شتى , هدفها إلغاء إحياء المناسبة أو تحجيمها وتقزيمها على الأقل .

مما تركت أثارها – مع الأسف الشديد – على بعض الأصدقاء والرفاق, وحالت دون وصول المهرجان إلى المستوى المطلوب كماً , رغم تميزه هذا العام وتطوره نوعاً على أكثر من صعيد .

3- ليس الهدف من إحياء هذه الذكرى البكاء على الأطلال , إنما المجيء من كل حدب وصوب , لتعظيم ذكرى المناضلين , والبحث معاً عن حلول ممكنة لمجمل قضايا الوطن عامة والكورد خاصة .

4- لا يحق لأحد أن يعتبر نفسه الصاحب الوحيد لعبدي ,لا أهله ولا رفاق الأمس ولا رفاق اليوم .

إذ أن الشهيد ملك لجميع الوطنين الكورد – أشقاء وشقيقات – لذا: أ‌- فمن حق كل من يحضر هذا المهرجان .أن يتكلم إذا أراد .

ب‌- جميع أطراف الحركة الوطنية الكوردية , أحزاباً وشخصيات مستقلة , مدعوة لإحياء هذا المهرجان بدءاً من العام القادم ( ترتيباً ودعوة ورعاية ).

– أما كلمة منظمة دمشق لحزب يكيتي الكوردي في سوريا فقد ألقاها السيد صديق شرنخي عضو اللجنة المركزية للحزب , حيث قدم شهادته عن بعض خصال ومزايا رفيق نضاله عبدي , أورد بعض ذكرياته عنه , ذاكراً لبعض أقواله .

ودعا في ختام كلمته إلى الإقتداء بالشهيد دوماً , ونصب تماثيله في منطقته مستقبلاً.

– أما كلمة منظمة كوباني لحزب آزادي الكوردي في سوريا, فقد ألقاها السيد عبد الله إمام حيث أكد على: 1- سمو مكانة وقدر عبدي قادر نعسان كمناضل وطني بارز وجريء , من أجل حقوق الشعب الكوردي .

2- ضرورة إحياء هذه الذكرى , لتكريم المناضلين الأحياء من خلال تعظيم المناضلين الأموات .

3- ضرورة النضال بلا كلل من أجل وضع حد للمصائب والمصاعب اليومية التي يعاني منها الشعب السوري عامة والكوردي خاصة ,وضرورة العمل الجاد من أجل حل القضية الكوردية في سوريا كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية .

4- إنشاء المرجعية الكوردية ضرورة حيوية من أجل توحيد الخطاب السياسي وإيقاف المهاترات الجانبية التي لا يستفيد منها إلا أعداء الشعب الكوردي .

– أما كلمة منظمة كوباني للحزب الديمقراطي الكوردي السوري فقد ألقاها الشاعر عدنان بوزان حيث تضمنت : 1- تمجيد ذكرى نضال وتضحيات الشهيد وإدانة الجهل و الغطرسة.

2- المعانات اليومية التي يلقاها الشعب جراء الجوع الأحمق و الفقر و الحرمان في زمن الشوك والظلم و الاستبداد.

– ثم ألقى الشخصية الإجتماعية المرموقة , الشيخ محمد مورو , على الحضور خطبة مؤثرة , إذ دعا فيها إلى : 1- زرع بذور المحبة والتسامح بين جميع الشعوب و الأديان والطوائف و المذاهب في سورية , إذ يحق للجميع, التحدث بلغاتها , وممارسة طقوسها, بكل حرية , في أجواء أمنة ومستقرة , واشتراكهم جميعاً في إدارة شؤون هذه البلاد ( التي نرضع جميعاً من ثدييها , فهي أمنا جميعاً , وينبغي أن ندافع عنها جميعاً ).

2- ضرورة إزالة كافة أشكال التناحر في مجتمعنا الكوردي , ورفع الضيم عنه , وعدم أخذ “البريء بجريرة المذنب” .

3- الإسراع في تشكيل المرجعية الكوردية , ليرى كل كوردي مكان ممثله المناسب فيها .

4- ينبغي علينا (أن نشكر روح عبدي التي كانت سبباً للم شملنا هذا).

– بعدها كرم السيد أحمد بكي كنو عطي , بمنحه جائزة عبدي قادر نعسان , و التي تضمنت : شهادة تقدير, ووساماً رمزياً صغيراً, وعدة كتب كوردية ( سياسية وأدبية ), تقديراً له على نضاله السياسي والإجتماعي المتفاني بين الجماهير , على امتداد خمسين عاماً.

ثم وزعت على المحتفين ( بطاقات ) مهداة من منظمة كوباني لحزب يكيتي الكوردي , ضمت سبعاً من صور الشهيد, في مراحل عمرية مختلفة , وفي مواقع عدة , ومع عدد من الرفاق و الأصدقاء .

لقد حاز هذا ( البروشور) على إعجاب الحضور , بإخراجه المتقن , “تنضيداً ووضوحاً و ألواناً زاهية ” , وبازديان غلافه بلوحتي الفنان الكبير (علي شيخو), التي ترمز إحداهما إلى الحياة المتجددة والأخرى إلى الفكر المتجدد .

ثم تليت البرقيات الواردة من عدد من الشخصيات و المنظمات الكوردية : 1-  الصحفي : صالح جعفر (هولندا ).

2-  الكاتب : عمر كالو .

3- الدكتور مصطفى محمود ( توب إبرام ).

4- عائلة الشهيد ( بافى لورين ) ( ألمانيا ).

5- فرقة كري آران ( تل عرن ).

6- منظمة ( سرى كاني ) لحزب يكيتي الكوردي في سوريا .

7- منظمة دمشق لحزب يكيتي الكوردي في سوريا .

وفي الختام , أنهي الحفل بفقرات من الشعر الحماسي المعبر , ألقتها فتاتان على شكل محاورة ثنائيه , وكلمتي شابين واعدين و كلمة آل الفقيد وكلمة شكر من منظمة كوباني لحزب يكيتي الكوردي, لكل من حضر المناسبة , ولكل من ساهم في إنجاحها .

 بختيار بكر كوباني في 17/5/2008

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…