نصرالدين ابراهيم: الصراع الدائر الآن في التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا هو نتاج أزمة حقيقية بين اتجاهين

  أجرى الحوار : حسين أحمد
Hisen65@gmail.com

موجة من التلاطمات السياسية تعصف بالتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا وتهزها من الكيان, وتدفعها نحو مسارات ضبابية.

سجالات بيزنطية داخل أروقة (التحالف), واختلافات عميقة في المواقف ,أكثرها في غياب الشارع الكردي… المشهد في حالة طوارئ بامتياز , وبحاجة إلى جهود حثيثة وصادقة لفكها والعودة بها إلى حالتها الطبيعية..الجميع في موقع المترقب والحذر الشديدين ,وبانتظار الآتي …من هنا كان لنا هذا الحوار السريع مع الأستاذ نصر الدين إبراهيم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) …
1- برأيك ما هي حقيقة الأزمة في التحالف ..

؟
ج- بداية أشكركم على هذا اللقاء .

إن الصراع الدائر الآن في التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا هو نتاج أزمة حقيقية فيه، تتناول برنامجه السياسي وبنيته التنظيمية ، ونضاله الديمقراطي السلمي بين اتجاهين ، يحاول الاتجاه الأول التحرر من كل الثوابت السياسية والتنظيمية للتحالف الذي تأسس قبل /16/ عاماً كحاجة موضوعية لجمع صفوف الحركة الوطنية الكردية في سوريا وتوحيد كلمتها وموقفها السياسي..

لذلك عمل هذا الاتجاه منذ مدة ليست بالقليلة إلى إحداث خلل وتعطيل في عمل التحالف ونشاطه، وتجاوز متعمد على أسسه التنظيمية وقراره السياسي – وكان آخره قرار سكرتير التقدمي بتشكيل وفد تحالفي وإرساله إلى كردستان العراق، رغم أن هذا المقترح تم رفضه في المجلس العام للتحالف – وذلك بتعطيل اجتماعات كافة هيئات التحالف القيادية والقاعدية وعدم التقيد بتنفيذ قرارات التحالف تنظيمياً وجماهيرياً وإعلامياً، وعلى المستوى القومي الكردي والوطني السوري والإبقاء فقط على المجلس العام ، وإقحامه في اتخاذ قرارات ليست من صلاحياته لأسباب يعرفها القاصي والداني… وذلك بهدف اختزال التحالف وهيكله التنظيمي في مجلسه العام ومحاصصة وتقسيم الأدوار بين قطبي هذا الاتجاه سياسياً وتنظيمياً ، بدلاً من مبدأ التوافق والتداول والتساوي في الحقوق والواجبات الذي بني عليه التحالف أساساً.

أما الاتجاه الثاني في التحالف فهو الذي أسس التحالف عام 1992م بالتعاون مع الأخوة في حزب الاتحاد الشعبي الكردي والديمقراطي الكردي السوري الذين أقروا برنامجه السياسي والتنظيمي، ودعا دوماً إلى صيانة التحالف وتفعيل عمله على كافة الأصعدة التنظيمية والسياسية والجماهيرية ، بالالتزام ببرنامجه السياسي والتنظيمي، وتنفيذ كافة قراراته الصادرة عن لجنته العليا ومجلسه العام كل حسب اختصاصه وصلاحياته.

2- هل لهذه الأزمة خلفيات وأجندة خارجية ..

؟
ج- لقد تعود البعض أن يتناول قضايا الخلاف في الحركة الوطنية الكردية في سوريا بعقلية المؤامرة والتدخل الخارجي والأسلوب المؤامراتي، هذه العقيلة جزء من نمط التفكير الشمولي وأسلوبه في التعامل مع هكذا قضايا، إن خلفيات أزمة التحالف تتناول آليات عمله الداخلي كما قلت سابقاً، وتتناول سياسته الهادفة لتوحيد صفوف الحركة الكردية وبناء المرجعية الكردية عبر مؤتمر وطني كردي، وكذلك عمله ونشاطه في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي.

3- ورد في البيان الصادر بتاريخ 5/5/2008م من قبلكم : كلمة التعديل ..

ماذا تقصدون بكلمة التعديل ؟! ومن هم أقطاب هذا التعديل… ؟
ج- نقصد بالتعديل ما قدمه الأخوة في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا الحليف، حيث طرح هذا الطرف تصوران خطياً لإجراء التعديل في النظام الداخلي للتحالف، حيث طالب بتوسيع صلاحيات المجلس العام للتحالف بعد تحويل صلاحيات اللجنة العليا إليه واتخاذ القرارات فيه على مبدأ الأكثرية /50+1/ أما الطرف الآخر فهو الأخوة في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) الحليف ، فقد تعمد الطرح الشفهي بخصوص التعديل مع إصرار عجيب من الطرفين على إقرار التعديلات في المجلس العام للتحالف ، بدلاً من اللجنة العليا للتحالف، كما ينص النظام الداخلي، وهذه محاولة انقلاب مكشوفة على التحالف وهيئاته بأساليب غير دستورية.

4- من أحد بنود وقرارات التحالف: (حل الخلافات والمشاكل الطارئة بين أطراف التحالف) : برأيك لمصلحة من  تخرج هذه الأزمة إلى الشارع الكردي وفي هذا الوقت بالذات  ؟
ج- لقد اعتمدنا في البارتي حل خلافات التحالف في هيئاته الشرعية وقيادته اللجنة العليا ، وبعد الإصرار المتعمد من طرفي الخلاف التقدمي والوحدة بعدم عقد اجتماعات هذه اللجنة ،طرحنا الأمر في اجتماع المجلس العام المنعقد ، حيث رفضت رئاسة التحالف الدورية حينئذ إدراج طلبنا في جدول العمل وتمييع القضايا كما جاء في بيان اللجنة المركزية لحزبنا الصادرة في 5/5/2008م ..

رغم ذلك فقد كتبت افتتاحيتي الديمقراطي في أوائل شهر نيسان 2008م وأواخره هجوماً بعيداً عن الأخلاقيات السياسية والتحالفية ، رغم أنه حذف خاتمة افتتاحيته الأولى من الجريدة ومن موقعه الإلكتروني ،متهماً أطراف في التحالف بشتى النعوت التي نربأ بأنفسنا من قولها …  إذن بعقلية المؤامرة والتشويه بدأ القائمون على أعلام (الديمقراطي) من النيل بحلفائهم … لهذا ولكي نضع الحقيقة كاملة أمام الأحزاب الحليفة والحركة الوطنية الكردي ، وجماهير الشعب الكردي ومناضليه ارتأينا تحويل الصراع الداخلي إلى منحاه الحقيقي بإصدار بيان توضيحي حول قضايا الخلاف في التحالف ، تجنباً لسياسة المهاترات وإلهاء جماهير الشعب الكردي بقضايا ثانوية، ولعدم فتح الجروح والأحقاد بين مناضلي الحركة الوطنية الكردية.

5- وردت الجملة التالية في بيانكم: إنما يبغون من وراء ذلك فرض هيمنتهم وسيطرتهم على التحالف وقراراته السياسية … هل من وضوح أكثر..

ومن هم هؤلاء الذين يريدون الهيمنة والسيطرة على قرارات التحالف.

ج- كما قلت سابقاً فإن قطبي (التعديل) هما الأخوة في الديمقراطي التقدمي والوحدة الديمقراطي (يكيتي) ..

وهم بالاستقواء بعناصر من المجلس العام يريدون الهيمنة على التحالف وعلى قراره السياسي ، كما ويهدفون إلى تنصيب رئيس للتحالف وناطق باسمه بعيداً عن الأسس التنظيمية للتحالف القائمة على التوافق والتداول والتعامل الديمقراطي البعيدة عن النوازع الشخصية أو الحزبية الضيقة.

6- برأيك هل من حلول ممكنة لاحتواء هذه الأزمة قريباً ..

أم لم يعد ينفع في الأمر شيئاً ..؟ لأن التحالف أصبح  في خبر كان …!! وعذراً هذا ليس رأي بل هو رأي الشارع الكردي ؟
ج- نعم هناك حلولاً حقيقية لاحتواء هذه الأزمة والحفاظ على التحالف وصيانة وحدته السياسية والتنظيمية، بالالتزام ببرنامجه السياسي والتنظيمي وتفعيل عمله على كافة الأصعدة التنظيمية والسياسية والجماهيرية والإعلامية ، وتنفيذ كافة القرارات الصادرة عن لجنته العليا ومجلسه العام ، كل حسب اختصاصه وصلاحيته والعمل بروح المسؤولية التحالفية القائمة على أساس التكافؤ ، والمساواة بين أطرافه في الحقوق والواجبات والتحلي بالسلوك الديمقراطي والابتعاد عن النوازع الشخصية أو الحزبية الضيقة وترسيخ العلاقات الرفاقية بين أطرافه ، لدفع عملية التحالف ونضاله إلى صيغ أرقى ، ولتحقيق أهدافه الوطنية والقومية.

7- كلمتك الأخيرة  ؟
ج- إننا سنحافظ على التحالف الذي بادرنا في تأسيسه بالالتزام التام ببرنامجه السياسي والتنظيمي وقراراته..

أملنا من أحزاب التحالف أن تحترم تواقيعها والتزاماتها..

ونعتقد جازمين أن جماهير الشعب الكردي ومناضليه وأعضاء المجالس المحلية للتحالف سيحمون مؤسساته بالالتزام بالشرعية… أخيراً أشكرك مرة أخرى على هذا اللقاء..

وأتمنى لك دوام التقدم في أداء واجبك كإعلامي وناشط كردي ودمتم.


القامشلي في 8/5/2008م

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…